رواية بين الحقيقه والسراب بقلم الكاتبة فاطيما يوسف
بكلمات أثارت شك والدتها
أنا طالعة أنام ومش ناقصة صداع علشان خاطر واحد ميسواش رمانى في أنصاص الليالي.
نظرت تلك العبير إليها بأسى وقلبها يأن ۏجعا من تلك المتجبرة المتمردة ودخلت إلي غرفتها تؤدى فريضة قيام الليل بعد أن جافاها النوم لما حدث .
تجلس ريما ووالدها في مكانهم المفضل ألا وهى حديقة المنزل
ربت على ظهرها بحنان وتحدث بعيناى متفهمة
احكى لى وقولى كل اللى عندك وأنا كلى أذان صاغية ياقلبى .
فركت يداها بتوتر وتفوهت بخجل
أصل في موضوع عايزة أخد رأي حضرتك فيه ومتوترة شوية .
طمأنها بعينيه أن تتحدث دون خجل فتشجعت وقصت عليه طلب مالك وإلحاحه عليها .
طيب وانتى إحساسك من ناحيته ارتياح ولا اعجاب
واتكلمى مع أبوكي من غير ماتتكسفى وكأنك بتتكلمى مع نفسك.
ابتلعت أنفاسها بصعوبة من شدة الخجل ولكنها تحتاج مشورة أبيها بشدة
مش عارفه يابابا ساعات بحس إنه ارتياح وساعات بحس إنه إعجاب لما بيكلمنى ببقى مرتبكة أووي ولا لو عينى جت في عنيه صدفة ببقى مكسوفة جدا ومش
عارفه أعمل إيه.
ابتسم لها بحنو وتحدث شارحا
طبيعي ان يكون فيه تخبط جواكى وطبيعي بردوا انك تكونى حبيتيه وعمالة تلومى في نفسك علشان عايزة تدفنى الحب ده قبل ما يتولد .
اتسع بؤبؤ عينيها بانبهار لفهم أبيها عليها بتلك الدرجة وهتفت باندهاش
هو انت ازاي يابابا بتفهم عليا كدة وبتوصل لأعماق تفكيرى بالدرجة دي !
قلب الأب دليله على ولاده وبيبقى عارف شخصية كل واحد فيهم كويس جدا وأنا عارفك يابنتى دايما نفسك لوامة ودايما بتحبى تعاقبيها على كل حاجة صغيرة وكبيرة
واسترسل حديثه بوعى
لكن يابنتى نفسك برده ليها عليكى حق والميل القلبى والمشاعر ملناش تحكم فيهم كله بإيد ربنا سبحانه وتعالى فتوكلى على الله صلى استخارة مرة واتنين وشوفى أمر الله ايه.
ثم تذكرت أمر ما جعلها اړتعبت بشدة فسألت أبيها
طيب وولادي يابابا هياخدوهم منى لو فكرت بس في الجواز وأنا يستحيل أفرط فيهم .
فكر قليلا قبل أن يجيبها ولكن فكرة ما جالت في عقله ولما اختمرت الفكرة برأسه أخبرها بها
لم يهمها ذاك الأمر الآن كل مايشغلها مستقبل أبنائها بجانبها وقالت بلا مبالاة
مش مهم الموضوع ده دلوقتي يا بابا بعدين أنا دلوقتي عايزة أعرف مصير ولادي ايه بالظبط
أخذ نفسا عميقا ثم زفره بهدوء وأجابها
ازاي بقى ده صلب الموضوع.
انتبهت بشدة وتسائلت بتعجب
إزاي يعني يابابا مش فاهمة
اعتدل بجلسته وتحدث بدهاء
هسألك سؤال الأول الفلوس تفرق معاكى ولا ولادك وانك تبنى حياة جديدة من غير ماتكونى شايلة هم
أجابته بدون تفكير
فلوس إيه يابابا دي ولا كنوز الدنيا تكفى انى أعيش أنا وولادى آمنين مطمنين إن محدش هيجى ناحيتنا .
أشار برأسه باستحسان لردها الذي أعجبه وتحدث
عمرى ماشكيت في قناعتك لحظة بصي ياستى إحنا نرد عليهم اننا هنكمل القضية وكل شئ يمشى قانونى لحد مانرعبهم شوية وبعدين لما يجروا هما ورانا ويتحايلوا شوية نروح بقى عاملين ايه
أشارت إليه بعينيها أن يكمل وهي منتبهة له كليا فتابع حديثه
نعرض عليهم عرض إنك هتتنازلى عن ميراثك كله إنتي وولادك مقابل تنازلهم عن حقهم في ولادك في أي حالة وهما طماعين وهيوافقوا .
أحست بالأمل الطائف يغدوا أمام ناظريها وسعد داخلها وسألت بتوتر
وهما هيوافقوا يابابا ولا ممكن يرفضوا
أجابها باستحسان
والله لو وافقوا كان بها والمشاكل هتنتهي لو موافقوش كدة كدة لو اتجوزتي الولاية من حق الجدة لأم وهي والدتك طبعا بس أنا بخرجك من شړ اعتماد وباهر خالص وألاعيبهم وتغور الفلوس .
أشارت برأسها بموافقة وأردفت بتأكيد
تمام يابابا توكل على الله