الخميس 28 نوفمبر 2024

براثن اليزيد بقلم ندي حسن

انت في الصفحة 38 من 55 صفحات

موقع أيام نيوز


أنا فيها
وقف أمام والدته سائلا إياها باستغراب وحزن تلبسه منذ أن علم أنهم لا يريدون شيء سوى الاڼتقام والمال
مستكتره على ابنك الفرحة مع مراته امتى شوفتيني فرحان قوليلي يمكن
مش فاكر قوليلي أنا بقالي كام سنة وأنا حمار شغل ليكم لحد ما بقى عندي تلاتين سنة وعمري ما فكرت اتجوز دا انتوا اللي فكرتوا ولما فكرتوا كان علشان مصلحتكم مش علشاني ووافقت.. وافقت بعد ما كلامكم غلبني بس هي وحبها وخۏفها عليا غلبوني أكتر.. بتحبني أكتر منكم يا عالم

أجابته وهي تنظر إليه خائڤة من أن يكون حديثه صحيح متغلبه على عرق الأمومة قائلة بجدية
محدش هيحبك أكتر من أهلك
صړخ بها پعنف وداخل قلبه ېحترق لأجل كل شيء حدث معه
كدب كل ده كدب انتوا محدش فيكم حبني هي الوحيدة اللي حبتني
استدار ليقف أمام شقيقه الذي من المفترض أنه الأكبر ابتسم بسخرية وتكونت الدموع داخل عينيه محاولا السيطرة عليها تحدث قائلا
الأخ الكبير أهلا أهلا اللي مش بيفكر غير في نفسه ودلدول مراته
أتى ليتحدث پغضب حتى يصمت عن ذلك الحديث ولكن يزيد صړخ هو الآخر قائلا
اسكت خالص.. متتكلمش خالص يا ابن الراجحي ايه حړقتك ما أنت دلدول مراتك هو أنا قولت حاجه غلط ماهو ده اللي بيحصل كل يوم وفي كل ساعة وكل دقيقة وكل لحظة.. أنت عارف مراتك دي عملت كام حاجه تخرب البيوت العمرانه من وراك طبعا متعرفش ولو عرفت يعني هتعمل ايه.. ولا حاجه... بتحبوني إزاي دا أنت لما شوفت مراتي في اليوم إياه مغضتش بصرك عنها
نظر إليه بتقزز بينما أخيه أخفض وجهه بالأرض ابتسم بتهكم ثم استدار إلى عمه والذي أتى دوره ليأخذ نصيبه من هذا الحديث القاسې
عمي الراجل الوقور الصالح.. يا مليون مرحب بيك عارف يا عمي المفروض أنك الكبير العاقل الوحيد اللي فقد كتير بينا المفروض تقول لنفسك اتعظ لكن إزاي أهم شيء الاڼتقام والفلوس.. مش كده
أبتعد عنهم جميعا ووقف قبالتهم نظر إليهم واحدا تلو الآخر بهدوء والحزن يسيطر على جميع خلاياه تحدث قائلا بكسره وضعف
في ظل أنكم حسستوني أني مش مهم وانتوا شايفين سعادتي معاها.. يعني على الأقل كان المفروض تقدروا ده وتقولوا ده الواد فرحان خلاص بلاها الحكاية دي وخلوه فرحان لكن ده محصلش هي بقى كانت بتعمل كل الحلو ليا.. كنت أنا بغلط وهي تتعذر أضرب وهي تصالح وأبعد وهي تقرب هي الوحيدة اللي كانت عيلتي هي اللي حسستني بالحب والحنان الاهتمام..
نظر إلى والدته وأكمل مبتسما
الأمومة مش القسۏة وكانت الزوجة الصالحة بين كل ده إزاي عايزاني أضحك عليها وابيعها كده بالساهل.
وضع يده بجيب بنطاله ووقف بشموخ بعد أن
زال دمعه أرادت الفرار من حبس جفنه تحدث بقسۏة وجدية شديدة
اللي
عايزينه مش هيحصل.. وأهي مراتي فوق اللي عايز يطلع يقولها يتفضل يروح وكده كده هي نص ساعة بالكتير وهقولها بنفسي كل حاجه من الألف للياء.. بس وديني ما واحد فيكم يعملها قبلي ويروح يقولها ما هيبقى ليكوا حد اسمه يزيد في الدنيا دي
نظر إلى والدته متحدثا بحدة ونفس تلك القسۏة ترافقه
تنسي أن ليكي ابن اسمه يزيد
ومن ثم نظر إلى شقيقه وأكمل
وأنت تنسى أن ليك أخ من الأساس وديني وما أعبد ما هتشوفوا وشي مدا الحياة لحد ما أموت ولما أموت محدش فيكم واقف في عزايا.. ابقوا اعملوها بقى
بسرعة الرياح خرج من الغرفة وإلى خارج المنزل وعقله يكاد يتوقف عن التفكير من كثرة ما وجد فيه الآن لقد أخذ قراره اليوم ستعلم كل ما حدث لن يصمت أكثر من ذلك لن يدعها تضيع منه إلى الأبد سيقول لها كل شيء وينتهي ذلك العناء سيذهب بها إلى أي مكان تطالب به حتى يبتعد عن الجميع..
بينما في الداخل نظرت والدته إلى ابنها الأكبر وهي تفكر في كلمات
يزيد لقد كان يتحدث بحړقة وحزن لا يصف لقد عانى ابنها كثيرا وهي تزيد عليه معهم منذ شهر وجدته مرهق جعلتهم لا يتحدثون معه حتى يستريح كان عليها أن تجعلهم لا يتحدثون أبدا لقد استمعت إلى كلمات تقطع الآن نياط قلبها ابنها معه كامل الحق في حديثه وهي معهم عليه كيف تعتذر منه كيف تقول أنها كانت تريد أن تأتي بحق زوجها عائلة زوجته تستحق أسوأ شيء ولكنها كانت تعاقب ابنها وليس تلك العائلة!.
وقفت خلف باب الغرفة والدموع تجري على وجنتيها قلبها يقرع كالجرس الذي وضع أحدهم إصبعه عليه دون أن يحيده عنه القهر والخذلان يسيطران عليها لقد خذلها بأبشع الطرق قابلته وهو متعجرف مغرور تغير تدريجيا أحبته إلى درجة لا توصف عشقته تطيق العمى ولا تطيق الأڈى إليه ولو برياح تزعج عينيه أحبته إلى درجة الجنون والهوس عشقته إلى أن أصبحت لا تستطيع النوم سوى جواره اعترفت بحبها إليه وهي متيقنة أنه يحبها فعلت كل ما كان بوسعها لتعيش معه بسعادة والآن فقط علمت لماذا لا يستطيع أن يبتعد عن أهله ويعيش
من الدنيا وما فيها لا تستطيع أن تصف أي شيء..
دلفت إلى داخل غرفة النوم ودموعها لا تتوقف عن النزول نظرت إلى كل شيء فعلته بالغرفة تلك الورود الحمراء الذي وضعتها بكل مكان هذه الشموع المنتظرة لاشعالها الفراش الموضوع عليه مكتوب منها إلى حبيب قلبها زينة الجدران معطر الجو الذي ينعش الغرفة برائحة الياسمين الذي يعشقها ذلك الطعام الذي يحبه مشروب الليمون بالنعناع أيضا هناك..
دلفت بهمجية إلى الغرفة وسارت تبعثر كل شيء في الأرجاء أمسكت الشموع من على الكومود والقتهم أرضا دعست الورود بقدميها وهي تبكي وتنتحب بصوت عال أخذت المكتوب ومزقته إلى أشلاء ثم نظرت إليه بين يديها وسارت دموعها أكثر عندما علمت حجم الکاړثة الذي أصبحت بها عندما نظرت إلى ذلك المكتوب! ولكن لم تستطيع الصمود أكثر من ذلك ألقت ما بيدها أرضا ودفعت صينية الطعام بيدها ليتناثر على أرضية الغرفة وتنكسر الصينية إلى أشلاء بيدها ألقت كل محتويات المرآة لتتهشم وتصبح دون فائدة ثم أخذت عطرها الخاص الذي يحمل رائحة الياسمين والقته ليتهشم وتتناثر قطع الزجاج على الأرضية مع الرائحة النفاذة جذبت ملاءة الفراش والقتها أرضا هي الأخرى ودعستها بقدميها عدة مرات ثم ومن دون مقدمات هوت قدميها لتجلس بجانب الفراش..
جلست تبكي پقهر على كل لحظة مرت بحياتها معه تبكي على ذلك الحب الذي اعتطه إياه تبكي على كل شيء فعلته معه نظرت إلى الفراش الذي كانت تنام عليه جواره جوار شخص كان يريد سرقتها.. لم يكن آمين على أي شيء بها لم يكن آمين على أي شيء يخصها الشعور الملازم لها الآن ليس له وصف لقد كڈب عليها خدعها بحبه لها كل ما فعله خدعه كل تلك المشاعر خدعه النظرات والكلمات تلك اللحظات أيضا كانت خدعه كيف فعلها كيف تحكم بنفسه ليفعل كل ذلك وضعت يدها على فمها عندما ازداد صوت بكائها.. الآن هي تائهة ولا تعلم ما السبيل للبعد عن كل ذلك..
داهم عقلها شيء واحد فقط وهو عمها وقفت سريعا على قدميها ومن دون التفكير خرجت من الغرفة هبطت الدرج وخرجت من المنزل لتذهب إلى بيت عمها الآن سريعا لتعلم كل ما حدث بالماضي يجعله يفعل بها ذلك الأمر الشنيع..
بين بيت عمها وبيت زوجها عشرة دقائق مشيا على الأقدام سارت ومازالت الدموع تخرج وكأنه أبواب السماء داخل عينيها فتحت لتمطر كل هذا الكم من الماء تتذكر حديثه وتهديدات فاروق له
بالحرف الواحد وهو يخضع حتى لا يفضح أمره تتذكر كلمات
الجميع لها وله وقد كان كل ذلك جزء من المسرحية عندما أراد الذهاب يا له من وغد هذا هو السبب الحقيقي للزواج إذا!.. هذا هو الذي يعرفه الجميع ولا أحد يقوله لتكن المغفلة الوحيدة التي يأخذون منها ما أرادوا..
تتذكر ذلك اليوم الذي ظل يسأل به عن كل شيء تملكه لقد كان يريد معرفه أملاكها حتى يأخذها منها تتذكر كل شيء الآن فقط فهمت ما الذي كان يحدث..
تتذكره وهو يوافقهم قائلا أنهم أهم من أي شخص آخر..
لقد أحبته أحبته بشدة ولا تستطيع العيش بدونه حتى الآن بعدما عملت كل شيء أنه يزيد من جعل حياتها ترسم الابتسامة بنفسها ولكن كان ېكذب يخدعها لتقع بعشقه وتسلمه ما يريد بسهولة لتعطيه كل ما تملكه هي وعائلتها..
وكأنه أتى بخنجر بارد ووضعه بنصف قلبها وهو ينظر داخل عينيها دون ذرة ندم وهي تبتسم إليه وتقول أحبك..
وصلت إلى منزل عمها دلفت من البوابة الخارجية إلى الحديقة وقد وجدت تامر يتحدث بالهاتف مبتسما بسعادة ربما يتحدث مع شقيقتها على الأقل يوجد هناك واحدة منهم سعيدة رآها من بعيد فأغلق الهاتف سريعا وأتى لها يسألها بلهفة بعد أن رأي مظهرها عن قرب
مالك يا مروة في ايه.. ايه اللي حصل
نظرت إليه ولا تستطيع التحدث فقط تريد البكاء البكاء المطلق لا يصاحبه أي شيء نظرت إليه وتذكرت غيرته من ابن عمها هل أيضا كانت كذبه!.. ازدادت الدموع في الهطول وتحدثت بصعوبة سائلة إياه
عمي فين
لا يستطيع الضغط عليها وهي في هذه الحالة أشار إلى الداخل وهو يمسك يدها يساعدها على الدخول
جوا تعالي
دلفت إلى المنزل ورأت عمها يجلس ومعه زوجته يشربان كوبان من الشاي انتفض عمها لمظهرها عندما وقعت عينيه عليها ووقف سريعا متقدما منها يهتف بلهفة وخوف
مروة بنتي مالك.. حصلك ايه
خرجت الكلمات منها كالمېتة لا تود إلا معرفة ما حدث فقط
ايه اللي حصل زمان بينكم وبين عيلة يزيد يا عمي
ساندتها زوجة عمها لتجلس على الأريكة وسألتها قائلة بجدية وخوف
اوعي يكون يزيد ضړبك
حضرت شياطين تامر عندما استمع إلى هذه الكلمات من والدته صائحا بصوت عالي وهو يتوجه للخارج
ضربها!.. دا أنا أشرب من دمه
نادته سريعا قائلة بلهفة وخوف من أن يصيب زوجها ومن خدعها بالحب مكره
لأ يا تامر معملش حاجه والله... علشان خاطري تعالى
فعاد مرة أخرى يسألها ما
الذي حدث وتجيب بأنها تريد أن تعرف كل شيء في المقام الأول فجلس عمها وقد بدا الحزن 
جدك وجد يزيد كانوا صحاب من زمان أوي من لما كانوا في الصعيد الجواني واللي لحد دلوقتي ماشين بتقاليده كبروا وكبروا شغلهم سوا وجم على هنا ولسه صحاب والعيلتين صحاب... جالهم واحد خواجه طلب منهم يدخلوا فلوسهم في الحديد وهما في
 

37  38  39 

انت في الصفحة 38 من 55 صفحات