الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية ساكن الضريح بقلم ميادة مأمون

انت في الصفحة 23 من 55 صفحات

موقع أيام نيوز


يلقى عليه بهذا السؤال الذي ينتظره.
في ايه يا مالك.
مالك محاولا إنهاء الحديث قبل أن يبدء
ممكن تسكت دلوقتي انا في حاله ماتسمحش اني اسمع اي كلمه من اي حد مهما كان.
حسام معنفا له
يا سلام المفروض اني اسمع الكلمتين دول و اقول حاضر و لا كأن في حاجة حصلت.
و لا يمكن حضرتك مش واخد بالك ان كان في انسان ھيموت تحت ايدك من شوية.

مالك منفعلا بصياح
يوووووه خلاص بقى ايه يا اخي انت هاتعلمني شغلي هو انا مش بني آدم برضو و وارد اني اغلط.
لاء مش وارد طبعا انت عارف كويس اوي ان الغلطة في شغلنا بروح بني آدم أئتمنك على حياته قبل
ما يدخل العملية.
ثم من امتى و احنا بنفكر في مشاكلنا أثناء الشغل يا مالك انت من يوم ما اتجوزت و انت مابقتش طبيعي فوق يا دكتور.
انت الدكتور مالك الرفاعي اللي عمره ما غلط في عملية لو مش قادر تنسى حبك القديم و حاسس انك ظالم بنت خالتك معاك يبقى تطلقها و تريح نفسك من تعب الأعصاب اللي انت فيه ده.
مالك مأنبا لصديقه
ايه اللي جاب السيرة دي دلوقتي و مين قالك اني ظالم مراتي بالعكس انا...
انصت اليه صديقة ليشجعه على الإفصاح عما بداخله
انت ايه يا مالك كمل سكت ليه.
لكن الاخر قد خزله و لملم اشيائه سريعا متأهبا للرحيل.
انا ماشي يا حسام
أوقف سيارته بالساحة الكبيرة لمكانه المفضل مسجد الحسين رضي الله عنه.
تركها و ذهب ليجلس بجانب ضريحه يناجي حبيبه ويشكو له ما بداخله الي ان يحين موعد الصلاة.
مالك مخاطبا ربه
يا الله و لما كل هذا التخبط برأسي ألم اكن انا من قال اني لا أريدها.
ألم اقل اني سأكون أبا لها فقط لماذا يتسلل بداخلي هذا الشعور الغريب.
مالي بها اذا كانت ذو خطية ام لا.
اريد ان ابوح بشئ داخل صدري وان لم يخرج على لساني سأفقد صوابي حقا بل اني أشعر انه ېخنقني و يزهق روحي.
واذا به ينظر للضريح و يوجه حديثه له وكأنه يرى سيدنا الحسين امامه.
و من لي غيرك يا حبيبي ابوح له والقى بجعبتي بجانبه ليس لي كاتم أسرار غيرك انت الجئ اليه وقت حوجتي.
انا اعترف لنفسي ولك اني احبها أريدها لي زوجتي حبيبتي وأيضا طفلتي.
لكن هناك شيئا يمنعني يجبرني ان لا ارضخ لها يقول لي انني سأدنس نفسي بهذا الرباط هي تتمسك بعنادها و تخبئ عني سرها.
إهدها لي يا حسين و جنبني الخطأ و ارشدني الي الصواب.
كن معي يا الله اللهم لا تصدمني بها صونها واعفها لي يا رب.
كنت عارف انك مش هتسيب حبيبك كتير و هيوحشك...
ومن يكون هذا سوي والده الذي جلس من خلفه وربما يكون انصت الي حديثه مع ربه.
ما كان ينقصه الان إلا ان يراه ابيه و هو على هذه الحاله لكن ما باليد حيلة سيلتفت اليه و يتواجه معه دون أن يخبره بما في داخله.
مالك محاولا رسم الابتسامه على وجهه
ابويا ازيك يا حاج وحشتني و الله.
الحاج حسان معاتبا له
يا اخويا انا لو كنت وحشتك كنت اتصلت و سألت عني لكن انت زي ما تكون نستنى بمجرد ما مشيت من هنا.
و انا اقدر بردو استغني عنك يا حاج بس انت عارف يعني عريس بقى و كده.
الحاج حسان محاولا إخراج ما في صدره.
ضحكت على امك و قولتلها انك مبسوط
معاها و ان كل حاجه ماشية تمام ما بينكم.
وراى مالك عينه من نظرة ابية مصطنعا الخجل منه.
اه يا ابويا الحمدلله.
يعني بقت مراتك شرعا يا مالك
رفع رأسه له متفاجئا بسؤاله كان يظن ان ابيه لن يطرح عليه مثل هذا السؤال لكنه مضطر الان للأجابه عليه.
اومئ له رأسه بنعم بينما يريد والده ان يطرحها على لسانه.
عايز اسمعها منك يا مالك
ايوة يا ابويا بقت مراتي شرعا...
انا بصراحة مستغرب سؤالك ده!
عشان مش مصدقك او بمعنى أصح عارف انك بتكدب عليا و قبل ما تسألني ليه بقولك كده
هاقولك لأنك اول مره تعملها وتكدب
عليا ملامحك ڤضحاك يا دكتور وحزنك باين علي وشك.
وكيف له الآن إن يثبت له عكس ما يرى هو بالنسبة لأبيه كتاب مفتوح وابيه بالنسبة له مرأته التي يرى بها نفسه.
مالك نافيا 
لاء يا ابويا شذى فعلا بقت مراتي وحزني مش بسببها انا غلطت في شغلي النهاردة كنت بعمل عملية لمريض و مركزتش وانا بعملها فغلطت للأسف.
الحاج حسان پخوف من عقاپ ربه 
بتقول ايه اوعي تكون ازهقت روح دون وجه حق يا مالك عارف عقابك عند ربك هيكون ايه
مالك مطمئنا له 
لاء الحمد لله اطمن يا ابويا حسام لحقني و كمل هو العملية بدالي 
و المړيض بخير.
طب وليه دا كله ايه اللي وصلك لكده و خلاك تسرح و انت في شغلك دا انت اول مره تعملها.
عادي يا ابويا انا مش ملاك انا بني آدم يعني مش معصوم من الخطأ.
ليستطرد له ما ورد في الحديث النبوي الشريف.
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا حاج. كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون
الحاج حسان
عليه افضل الصلاة و السلام 
و عشان كده انت جيت الضريح النهاردة.
مالك مبتسما وملتفتا للضريح
حسيت اني مأثر معاه شويه فاقولت اعدي عليه واصلي العصر هنا بعدها ابقي اروح.
يعني ماكنتش ناوي تعدي علينا و لا كنا في حسابك من أساسه و انا لو ماكنتش شوفتك بالصدفه ماكنتش هاعرف انك جيت الحي مش كده!
مالك مؤكدا كلام ابيه
بصراحه اه انا ماكنتش هاعدي على البيت و لا هاعدي دلوقتي حتى بعد ما شوفتك و لا انت كمان هتقولهم انك شوفتني النهارده.
ضم الحاج حسان حاجبيه بعدم فهم
طب و ليه مش عايز تشوف امك وتطمن عليها.
ماشي يا مالك زي ما انت عايز بس اتمنى انك تكون بتقول الحقيقة او حتى تكون ريحت بالك و طلعت اللي جواك لحبيبك.
اطمن عليا يا حاج انا كويس الحمد لله يلا بقي نقوم نصلي سوي عشان الحق ارجع
البيت للغلبانه اللي سايبها لوحدها دي.
عاد إلي بيته بوجه مكفهر ليس من الڠضب الذي يمتلكه فقط لكن كان يبدو عليه أيضا الارهاق..
كان البيت ساكنا هادئا و كأنه لا يوجد به أحدا.
أين ذهبت تلك الشقية التي دائما ما تثير اعصابه.
ظل يبحث عنها بنظره في الخارج لم يجدها و هو متمسك في يده ببعض الأوراق..
لكن بالله أين ذهبت هي لا تعرف حتى أن تفتح هذا الباب اذا كيف تخرج منه
جري الي غرفة النوم لم يجدها فتح باب المرحاض الخاص بها لكنه كان فارغ ولا يوجد به احد حتى غرفة الملابس لا يبدو أن أحدا قد لمس أرضها اساسا.
و ما آثار الرهبه في قلبه انه وجد حقيبة ملابسه هو فقط.
ترجل من الغرفه وهو منفزعا ېصرخ بأسمها كالمچنون يبحث عنها بكل مكان لا يمكن أن تفعلها به هي الأخرى لا يمكن أن تتركه و تذهب.
تفقد غرفة الطهي المرحاض الكبير و بدي عليه اليأس وهو يبحث عنها في الغرف الشاغره و ېصرخ بشده.
شذى انتي فين ردي عليا
فتح باب اخر غرفة بالبيت اخيرا ما تنفس الصعداء حين رأها تجلس في زاوية الغرفة متكومة على نفسها و بجانبها حقيبة ملابسها
كمن لقى طوق نجاته اسرع الخطى نحوها واذا به يلقى الورق من يده و يتمسك بها هي و في غضون ثواني معدودة.
سيبني يا مالك مش انت قولتلي مش عايز اشوفك اديني سيبتلك الشقه بحالها و قعدت في حالي اهو
مافيش حاجه اسمها تقعدي لوحدك و تسبيني حتى لو في بينا ايه هتنامي و تقعدي و تاكلي و تشربي معايا انا و بس.
نفضت يده من عليها وابتعدت عنه قليلا معطياه ظهرها و همست.
يعني مش كفاية كل اللي حصل عايز تتحكم فيا كمان.
بسهولة فائقة لفها اليه ليكمل حديثه الأمر لها.
اه و يحقلي طول مانتي على زمتي لازم تطيعيني وميبقاش في عقلك ده حد تفكري فيه غيري انا.
عارفه اني النهاردة كان في مريض ھيموت تحت ايدي لأول مرة في تاريخ شغلي بسببك انتي بسبب تفكيري فيكي
علمت انها استحوزت على عقله لكنها تريد قلبه تعي انه يريد أن يفرض تملكه عليها يريد أن يرضي رجولته لا أن يعترف بأنها تسكن قلبه
شذي ناظرة في عينه 
للدرجة دي مشايلك الهم يا ابيه
هذه المره ابتعد هو عنها و جلس على حافة الفراش و كأنه يفيق و ينجي نفسه من الڠرق في بحر عشقها
اه للدرجة دي اتفضلي قومي هاتي حاجاتك هنا وكمان الملازم بتاعتك كانو في العربية انا جبتهالك تقدري تشغلي وقتك وتذاكري فيهم
و يا ريت تحضري لينا غدا عشان ناكل بدل مانتي قاعدة طول النهار مابتعمليش حاجه غير انك بټعيطي و بس
اومئت له و بحزن دفين داخل صدرها تحركت مبتعده عنه و أسرعت الخطى للخارج حتى تنفذ ما طلبه منها
ظل هو على جلسته يفكر لماذا فعل ذلك
الهذه الدرجة لا يطيق فراقها
هل عشقها وسيتغاضي عن كل ما مرت به سينحي رجولته جانبا و يوافقها على خطيئتها
إن فعل هذا لم يقوى على اخضاعها كيف ستكون زوجة مطيعه له سيتملك الشك بقلبه كيف سيأتمنها على بيته وعلى شرفه وهو يظن بها السوء
و اذا به ېصرخ لائما نفسه على تهوره معاها
حيوان مش قادر تتحكم في نفسك كل مره بتقول مش هتقرب منها و اول ما بتشوفها بيحصلك ايييييه
ومن كثرة ضغطه على اعصابه امسك بقنينة عطره الموضوعه أمام المرأة الكبيرة وبكل قوته قڈفها بها لتتهشم الي قطع صغيرة و تصدح صوتا
عاليا جدا
كانت هي قد ولجت مره اخري الي الغرفه تسحب خلفها حقيبتها و رأته على حالته هذه
لترتعب من هيأته هذه وترجع خطوتان للخلف و تهمس بصوت مرتجف
مالك انت عملت ايه!
مالك بصړاخ
مالكيش دعوه بلي بعمله واتفضلي ادخلي شيلي هدومك من الشنطه دي وحطيهم في مكانهم جوه
صړخت شذي وقد تملك منها الړعب 
لاء انا مش هاقعد هنا لحظة واحدة رجعني عند امي انا خاېفة منك
اقترب منها وبكل عڼف أثر صړاخها امسكها من عضدها و اذا به يلقيها على الفراش بكل قوته
مافيش حاجه اسمها اوديكي عند حد تاني هنا بيتك و مش هتخرجي منه إلا معايا انا
حتى لما هانروح الحسين يوم الخميس هانروح زينا زي اي ضيوف رايحين زيارة وهانرجع تاني مفهوم يلا قومي اعملي اللي بقولك عليه
اومئت برأسها له و امسكت حقيبتها و جرت نحو غرفة الملابس و لم يكن هذا دليلا على موافقتها بل هو خوفا منه و من تقلبه هذا
و بنفس الوقت حمدت ربها انها لم تصب مره اخرى في هذه المناقشة الحادة
وقف هو يبدل ملابسه الي ملابس بيتية مريحه وهو ينظر لها بعين
 

22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 55 صفحات