السبت 30 نوفمبر 2024

بقلم أمينة محمد

انت في الصفحة 47 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز


موجه بعيدا عنها منتظرا منها ان تتحدث ... وهي تجلس جواره تحاول التحدث ولكن يعجز الحديث عن الخروج .. وكأنه يستقصد في ذلك الموقف السئ .. زفر قائلا اي ياقمر .. عايزة تتكلمي في اي اخذت نفسا عميقا ثم بدأت بالتحدث قائلة بخفوت ونبرة مليئة بالندم انا اسفة اوي على اللي حصل مني الفترة اللي فاتت .. انا مش عايزة علاقتنا تنتهي نظر لها بسخرية قائلا بنبرة مماثلة لملامح وجهه الساخرة ياشيخة .. اسفة بعد اي انا بقالي اكتر من شهر عمال اقولك يا قمر انا مزعلك في حاجة طب ياقمر ممكن نتكلم طب يا قمر واعمل كل اللي انتي عايزاه ... وانتي يا دوب يا بتكلميني يا بتشوفيني دقيقتين .. ابعد بصره عنها بينما هي تستمع له بحزن قائلة انا اسفة والله العظيم .. عشان خاطري ننسى اللي فات وكل اللي حصل مني دا ونبدأ صفحة جديدة وضعت يديها فوق يده قائلة بدفئ انا محتجاك في حياتي .. انا بحبك يافارس ومش عايزاك تسيبني .. انا عارفة انك استحملتني كتير بس خلاص وعد مش هعمل اي حاجة تضايقك !! زفر بضيق قائلا انا مقولتش متعمليش حاجة تضايقني .. انتي عارفة اني مبضايقش منك بس الفترة اللي فاتت انتي كنتي بتبعديني بس بطريقة غير مباشرة .. كنتي بتقوليلي لو عندك ډم فركش وامشي .. وانا فعلا دلوقتي بعمل كدا عشان اريحك .. هو باين حبي ليكي كان سخيف .. هزت رأسها بنفي ثم قالت سريعا بحزن ملهوف لا لا والله .. انت حبك ليا دا هو السبب اني اخرج من الفترة الصعبة اللي انا كنت فيها .. وانت عارف اني بحبك بس الفترة اللي فاتت كانت صعبة شوية عليا والله .. لخبطة عشان ابويا وسليم .. نظر إليها بهدوء حزين لبعض الثواني ثم ابعد نظره مرة اخرى ....

......................
خمس سنين .. خمسة سنين مروا مرور الكرام عليهم .. على حالهم .. على اولادهم .. يكبر حبهم لبعضهم مرة بعد الأخرى .. وبالطبع لم يخلوا من المشاكل ولكن يفوق تلك المشاكل الحب والحنان والمودة .. واهمهم الاحترام ..
بابي ! قهقه سليم بحب ومشاكسه لصغيرته وعد قائلا عيون بابي وقلب بابي .. دي احلى بابي اسمعها في حياتي دلفت اليهم فرح وتحمل بيديها طبق به طعام لصغيرتها وهي تقول اه اتمحنوا انتو الاتنين .. موراكوش حاجة ! ثم جلست

جوار وعد وهي تمد لها الطعام قائلة كلي ياختي .! ابتسم سليم بمشاكسة ثم اقترب من فرح وهو يهمس قائلا اي يا قلبي هو انت غيران ولا اي قهقهت بسخرية ثم قالت غيرانة .. لا هغار ليه ..اشبعوا من بعض فقهقه بحب قائلا طيب يافرحتي انتي .. قهقهت وعد بصوت طفولي وهي تزقف بيديها قائلة بابا بووس ماما هييييه ضحكت فرح بقوة وهي تضع في فمها الطعام قائلة كلي ياشيخة قهقه معها سليم قائلا صغننونة بابي دي وقفت وعد من مكانها واتجهت لتجلس ثم نظرت لفرح وفتحت لها فمها كي تطعمها لتهمس فرح بغيظ شوف شوف هتسرق مني الراجل 
كانت تجلس تتاعب الصغير بمرح وهي تقهقه معه .. في الفترة الاخيرة كانت تغار في بعض الأحيان من اهتمام ليث ب صغيره المولود .. ولكن رغم تلك الغيرة فإن حنين تهتم بها إهتماما كبيرا حتى بعد ان ولدت الصغير .. ورغم ذلك أيضا فهي تحب الصغير ولم تكرهه أبدا .. خرجت من تفكيرها على صوت خطوات حنين وهي تدخل للغرفة وتجلس جوارهم بابتسامة واسعة قائلة شوفي الواد مبسوط وبيضحك ازاي مع اخته ومبيضحكش معايا قهقهت ماريا بخفة قائلة انا اخته برضه الله .. لازم يضحك معايا دا روح قلبي .. كان الصغير يخرج اصواتا بريئة ب لهوه ولعبه .. فهو مازال يبلغ من العمر ستة اشهر فقط ... ابتسمت حنين قائلة يلا عشان بابي هياخدنا انهاردة نشتري هدوم لماريا . حولها من قطة شرسة ل اسيرة في حبه .. ابتسمت لوهله عندما تذكرت مشاجرتها معه وكيف كانت تخدشه في كبرياؤه وكيف كانت تصده عنها .. قهقهت بسخرية على حالها فهي الآن زوجته ولديها طفل منه .. طفلهم الصغير الذي يدل على ثمرة حبهم ..
تذكرت يوم خروجها من عمليتها وكان جوارها لم يتركها ثانية رغم انها كانت غبية كثيرا معه وبتصرفاتها ..
فلاش باك 
كانت تجلس في غرفة المستشفى والجميع يجلس حولها وهو يمسك يديها بين يديه بحنان قائلا حنين .. عاملة دلوقتي ! قالت سريعا بنبرة خائڤة انا مش شايفة يا ليث .. هي العملية فشلت هو انا معنتش هشوف ! هز رأسه سريعا وهو يقول بدفئ لا ياحبيبتي مفشلتش .. انتي كويسة بس هو الدكتور قال شوية وهيجي يشيل الشاش .. اهدي ارجوك .. فتح باب الغرفة واتى صوت فارس مع الطبيب .. جلس فارس جوار حنين سريعا قائلا اي يا حبيبتي انتي كويسة ..! هزت رأسها لأعلى واسفل بإيجاب ثم قالت هو انتو امتى هتشيلو الشاش اردف الطبيب بخفوت دلوقتي يا مدام حنين .. ثم وقف جوارها وبدأ بفك الشاش بخفوت .. انتهى من فكه وازال القطن ثم بدأت حنين تفتح عينيها وهي تقاوم ذلك النور الذي اجتاح عينيها ..
اغلقت عينيها ثم فتحتها مرة اخرى فرأته يجلس امامها ينظر إليها بإبتسامة دافئة تطمئن الروح من الداخل .. فدمعت عينيها بحزن وكادت ان تتحدث فسمعت صوت والدتها الملهوف وهي تقول حنين .. انتي كويسة ياحبيبتي هزت حنين رأسها بخفوت ثم احتضنت والدتها قائلة اه انا كويسة وشايفة ... انا مبسوطة اوي يا ماما مسدت والدتها على رأسها قائلة ربنا يفرحك اكتر واكتر ياقلبي .. ... ثم ابعدت حنين نظرها ل ليث ومدت يديها ك طفلة صغيرة تريد الحنان وصوتها باكي وهي تقول انا اسفة . 
مر بعض الوقت وهي كانت بالغرفة ترتاح .. بينما الجميع خرج ليرى اشغاله ماعدا والدتها وليث .. كانت والدتها تجلس نعها بالغرفة وليث بالخارج يشتري بعض المستلزمات لهم حتى يخرجوا مساءا ..
وصلتها باقة ورد من احدا فاستغربت وتساءلت من المرسل رأت بطاقة موجودة بين الزهر الاحمر الجوري ذو الرائحة الجميلة .. فتحت البطاقة ثم اتسعت ابتسامتها عندما قرأت محتواها ..
وتسألني اتعشقني .. تخيل انها تسأل !
بربك كيف اسمعها .. الا من نفسها تخجل 
الم

تقرأ باشعاري بأني قټيلها الاول .. 
واني دون عينيها ضياع ضائع اعزل ..
تخيل انها تسأل ..
الا تعلم بأني اسيرها الاول 
ضمت حنين البطاقة لصدرها بإبتسامة عاشقة فهي حقا تعشقه ... وتعشق كل وقت وكل تفصيله تجمعهم ...
عودة للواقع 
دلف إليها وهي تعدل من هيئتها بعد ان تجهزت ليأخذهم كما وعدهم للمول .. ابتسم بخفوت واقترب منها يعانقها من الخلف بحب ډافنا رأسه في عنقها يتنفس رائحتها وعطرها هامسا اي الحلاوة دي ! كانت تغمض عينيها مستسلمة له تماما مبتسمة بعشق .. ثم توردت خدودها خجلا عندما تغزل بها ب صدق ثم همست هي الأخرى قائلة دا حلا عيونك ياقلبي .. 
خرجوا للمول ليشتروا الملابس المطلوبة لماريا والتي احبتها .. وحنين تساعدها وتهتم بها كأنها ابنتها تماما .. وماريا لم تبغض ذلك بل كانت مرحبة تماما باهتمام حنين بها .. فهي بحق تفتقد ذلك الحنان .. حنان الأم الذي لن يعوض أبدا .. واهتمام الام الذي لن يعوضه أحدا مهما كان ..........
 نور تامر 
علي ورد 
كان يسير معها في السوبر ماركت وهي منتفخة البطن تحمل في احشائها ابنه .. بينما هو يسير جوارها ويضع في عربة المشتريات ما يريدون .. تحدث علي بنبرة خاڤتة ها ياست ورد اجيب اي تاني كانت تمسك علبة لشئ ما وهي تقرأ ما عليه قائلة انا مش عارفة انت مستعجل كدا ليه ! وضعت العلبة في العربة التي يقودها هو قائلة خد يخويا حط دي كمان واحنا لسه ملفناش ها رأي علي ماوضعته وهز رأسه بقلة صبر ثم رفع رأسه ينظر امامه فوجدها تقف بطولها جوار شريكها .. تقرأ ما مكتوب على العلبة في يديها وتامر يتحدث في الهاتف .. لم يراها منذ ۏفاة والدتها الغالية منذ سنتين سنوات .. فهو من ډفنها وهو من اقام العزاء لها وأيضا تامر .. تنهد بعمق على تلك الذكريات التي تأتي على باله الآن .. عزم الا يتذكر كل ذلك ولكن الماضي دائما ما يرافق الانسان حتى ولو تفاصيل صغيرة لثوان فقط .. نظر مرة اخرى لورد وابتسم بحنان .. فتلك الورد لم تتركه إطلاقا في فترة شلله بل وافقت عليه وتزوجته .. وكانت جواره دوما وها هما منتظرين قدوم طفلهم الأول .. ساندها لتأخذ شيئا فأبتسمت له بحب .. كانت حركتهم تحت أنظار نور التي رأتهم منذ ثواني .. نظرت لبطن ورد المنتفخة والتي تدل انها في أشهرها الاخيرة .. نظرت لتامر مرة أخرى ثم اقتربت منه لتتحدث فسمعته يقول تمام تمام .. خلاص يباشا انا ان شاء الله بكرا الصبح هكون عند حضرتك .. مع السلامة ! ثم اغلق الخط ونظر لها مبتسما خلصتي ياقلبي ولا اي ابتسمت بحب له ثم امسكت يديه قائلة لسه .. بس .. ثم وجهت نظرها ل علي الذي اصبح اهتمامه مع زوجته الآن فنظر تامر إلى ما تنظر ثم لها وهي بادلته النظرات قائلة تعالى نسلم عليهم عشان خاطري .. علي مسبناش في فترة ۏفاة ماما .. ظل ينظر بعينيها للحظات ثم قال بهدوء حاضر .. تعالي يلا .. ثم اتجهوا نحوهم فنظر إليهم علي الذي بدأ بالترحيب قائلا اهلا .. مد له تامر يديه ليصافحه فصافحه علي مبتسما اي الاخبار اجابته نور مبتسمة الحمدلله بخير .. انتو اي اخباركم اجابها مبتسما بخفوت الحمدلله برضه .. بينما ورد كانت تمسك يديه وهي تنظر لهم بابتسامة بشوشة خاڤتة .. قطع تامر ذلك الصمت قائلا شوفناكم وقولنا نيجي نسلم عليكم .. مبسوط انكم بخير ابتسم علي بدفئ قائلا تسلم يارب .. ربنا يسعدكم انتو كمان ابتسم له تامر فأستأذن منهم علي واخذ ورد واغراضه واكملا تسويق وهي هادئة ساكنة .. كان ينظر إليها بين الحين والآخر فبدأ هو الحديث مستفهما مالك هزت رأسها بنفي لليمين واليسار قائلة ماليش هيكون مالي .. بس استغربت كونهم جم سلموا علينا يعني ابرز علي شفتيه بإستغراب مش عارف .. عادي يعني انا
 

46  47  48 

انت في الصفحة 47 من 52 صفحات