رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق
قرية مجاورة منها كي تزورها وتهديها الوشاح الذي صنعته لها بيدهاقضت يوم جميل مع اشقائها الثلاث من والدتها الي ان جاء وقت النوم وقد أصرت والدتها عليها ان تظل معها بضعة ايام فرحت بذلك بشده فأصرار والدتها جعلها تشعر انها لم ولن تنساها
شاركت شقيقتيها الغرفهوقد سعدوا بوجودها كعادتهم بينهم حتى الصغير حسام لم يرغب بالنوم بغرفته المستقله إنما أراد المبيت معهم فتسطحت ياقوت وبجانبها حسام علي فراش ونهي ونعمه على الآخر وظلوا يثرثرون الي ان غفو جميعا وفي ساعه متأخرة من الليل نهضت ياقوت من فوق الفراش وقد انتابها العطش وسارت خارج الغرفه نحو المطبخ لكن اقتحم اذنيها حديث زوج والدتها وقد كان صوته عالي بعض الشئ
آخرها تيجي الايام اللي برجع فيها من الشغل متأخر ومتفضلش هنا غير سواد الليل وتمشي
وتابع بمقت
والكام اللي هتقعدهم اد ايه بقى
سقطت العبارات علي قلبها كالسوط لتهتف والدتها برجاء
ديه بنتي ياسعيد وكانت وحشاني اوي مش كفايه مش بتخليني ازورها عند عمتها غير كل كام شهر اعتبرها زي نعمه ونهي
انا عيالي مش برميهم ياصباح ومش ملزوم ب بنتك اللي ابوها راميها عند اخته ومش مهتم بيها
ثم تابع ساخرا وهو يلقي جسده علي الفراش
يبقى انا يا جوز امها هراعيها
صمتت صباح بقله حيله وكادت ان تهتف الا انه هتف بعدما
بكره الصبح تاخد واجبها وتمشي وعشان اكون راجل جدع تتغدى مع العيال الأول عداني العيب كده وديها قرشين كمان
سقطت دموعها بصمت من الآلم واغمضت عيناها بقوه وهي تتمنى ان يأتي الصباح سريعا وتذهب لبيت عمتها تخدمها وتلبي طلباتها بكل طاعه فعلي الاقل هي لا تعايرها بكفالتها لها
مضي اسبوعان انشغلت فيهم سوسن مع شقيقتها في اختيار مستلزماتها
كانت سوسن وناديه ينتظروها حتى يروا فستان الزفاف عليها والذي اختاروه سويا والمصممه تقف معهم تنتظر خروج العروس لتخرج ندي اخيرا سعيده بفستانها ولكن فجأه انقلب كل شئ حين مالت سوسن على ناديه ثم انبطحت أرضا لتصرخ ندي بفزع واعين ناديه متسعه على وسعهما
وقف أمام شقيقته الباكية مصډوما مما أخبرته به عبر
الهاتف ترك كل شئ وأتى راكضا ومازال بكاء شقيقته وصوتها يتردد بأذنيه
سوسن ياحمزة سوسن في المستشفى وقعت من طولها ألحقنا بسرعه
نادية حصل ايه ل سوسن انطقي
ووقعت عيناه على ندي المنزوية جانبا تبكي وقد صوبت عيناها نحو القادم ليسمع صوت شقيقه القلق
مالها سوسن ياحمزة
امي مالها
الكل وقف يسأل وينتظر الاجابه ولكن لا رد يحدث من ناديه التي مازالت مصدومه مما حدث وتشعر بأنقباض قلبها وان القادم ليس بالهين
وكان خروج الطبيب هو النجده بالنسبه لهم حمزة من الطبيب
مراتي فيها ايه
دارت أعين الطبيب بينهم وهو لا يعلم بما يجيبهم
وقبل ان ينطق حمزة بأسم الطبيب الذي هاتفه فور ان علم بحالتها ليتبعهم للمشفى التي نقلت إليها
أنا الدكتور المسئول
تعجب الآخر من إشراف استاذه على تلك الحاله فكيف لاستاذه ان لا يعرف مدى تدهور حاله سوسن وأنها كانت لابد أن تخضع لعمليه جراحيه
حد يفهمنا امي فيها ايه
كان هذا سؤال شريف الذي لم يعد يحتمل وقوفه هكذا وهو لا يعلم شئ عن حالة والدته
مدام سوسن قلبها تعبان اوي كان لازم تعمل العمليه من فترة قبل ما حاله القلب توصل للمرحلة ديه
لتتسع أعين شريف وحمزة الذي سلط انظاره علي الطبيب الذي يتابع حالة زوجته منذ أن اكتشفوا ضعف قلبها
مدام سوسن كانت رافضه الخضوع لأي عمليه جراحيه
قالها الطبيب المختص بأعين مثبته على الواقفين فتلك كانت رغبه سوسن التي لم يقتصر مرضها على القلب فقط إنما كان السړطان هو صراعها الآخر والذي لا يعرفه الا هو
تفاجأت عمتها من قدومها اليوم لتنظر إليها وهي تدلف بحقيبة ملابسها الصغيره التي تحتوي على القليل من الملابس فقد كانت ستقضي بضعة ايام لدي والدتها
لم تفر في الصباح كما تمنت فأستيقاظ اشقائها قبل رحيلها واصرارهم على مكوثها معهم جعلها تنصاع
للبقاء بضعه ساعات وقد اعطتها والدتها حرية الانصراف دون الإلحاح عليها والسبب كان معروف
مدام ديه رغبتك ياحببتي خلاص ياولاد بلاش تضغصوا على اختكم المهم اقعدي اتغدى معانا ده انا هعملك الاكل اللي بتحبيه
اكل ومال اندس في حقيبتها وهي لا تشعر الا انها تريد أن تصرخ باكيه تخبرها انها سمعت كل شئ وانها تختنق ولكن ما بيدها حيله الا ان تتمتع بلحظات دافئه مع اشقائها ثم ترحل كالغريبه
انتي جيتي يا ياقوت مش قولتي هتقعدي عند امك
كام يوم
فهربت بعينيها بعيدا من مطالعه وجه عمتها تخبرها كاذبه
عمي سعيد جاتله اخته وأولادها فمكنش ينفع افضل البيت مش ناقص زحمه
فحركت خديجه رأسها بتفهم وقد صدقت كذبتها ثم سألتها
غدوكي ولا لاء اوعي يكونوا مشوكي جعانه
فأنفرجت شفتيها بضحكه ساخره لم تفهمها عمتها
اكلت كل الاكل اللي بحبه
ولكن في الحقيقه رغم صنيع والدتها لكل الطعام الذي تحبه الا انها ابتلعت بعض اللقيمات بصعوبه دون شعور بأي مذاق
فالمذاق الذي كان في حلقها هو مذاق العلقم
طب كويس المهم تكوني اتبسطي مع اخواتك ومدام جيتي روحي للخياطه هاتي منها العبايه بتاعتي
ولم يكن منها الا ان تخرج كلمتها المعتاده لعمتها
حاضر
فتحت عيناها بتعب وهو تشعرا
حمزة
فجاهد على رسم ابتسامته
كده تقلقينا عليكي ياسوسن
فرطبت شفتيها بلسانها وعيناها اخذت تحدق به بأبتسامه متسعه
انا حبيتك اوي ياحمزة حبيتك وظلمتك معايا
هتفت بعبارتها الأخيرة وقد تبدلت ابتسامتها للندم رغم ان لا ندم كان يوجد فهو لا يرى نقص بحياته معها
أنتي ظلمتيني ياسوسن انتي من ضمن الستات اللي قلبي قفل عليهم بعيد عن عتمته بعد ما كره وجود أي ست عمري ما حسيت معاكي
بالظلم طول عمري حاسس بالكمال وبرجولتي
انت راجل عظيم
لحظة جمعت عشرة سنوات مضت عشر سنوات مضت من نجاح يخطيه هو وهي خلفه زوجه وافية مخلصه محبه
لا يوم أخبرته ان لوالدها فضلا عليه ليصبح حمزة الزهدي ولا هو أخبرها يوما انه تزوجها اكراما لوالدها الرجل الذي سانده بماله واخرجه من ظلام محنته
واغمضت عيناها وهي تتذكر حسد البعض لها انها زوجه رجلا مثله يمتلك كل المميزات الشباب المال الوسامة الحضور الطاغي والذكاء والأهم هو احترامه وتقديره لها ولكن هل كل هذا لم يكن له مقابل لا استطاعت ان تنجب مجددا بعد ابنتها ثم جاء مرض قلبها ومن ثم اكتشافها منذ شهران لورم خبيث يسير بدمائها والبعض لا يخبرها الا انها تملك الكثير وهي صامته تسمعهم وتضحك داخلها فأين كل هذا وهي ترى المۏت قريبا منها ولكنها تحيا حياتها وتنعم بدفئ عائلتها
تعرف ياحمزة كانوا بيحسدوني عليك وانا كمان كنت بحسد نفسي
لم يتمالك لحظتها دموعه فبكي وهو يمرر يده على وجهها الشاحب
انا اللي بحسد نفسي عليكي ياسوسن
ابتسامه باهته رسمت على شفتيها
لو
مۏت اتجوز ياحمزة كفايه اني سړقت عمرك معايا ومع ولادي
ليتمالك دموعه وقد ذبذبت كلمه المۏت كيانه
اوعي تنطقي كلمه مۏت هنفرح بجواز شهاب وندى وبعدين شريف ومريم
وتابع وهو يرسم ابتسامته بصعوبه
خفي
بس واخرجي لينا بالسلامه