روايه حي المغربلين للكاتبه شيماء سعيد
الخارج لمح طيفها تقف خلف باب غرفتها ثبت مكانه لعدة ثواني مع رؤية دموعها المتساقطة مثل قطرات الندى على أوراق الشجر.
بالداخل كان مع حبيبته و لم يشعر بما يتحرك بداخله الآن قلبه يدق مع نغزة قوية لا يعلم مصدرها بدون إرادة منه رفع يده كعلامة على التحية إلا أنها أغلقت باب الغرفة سريعا لأول مرة ينطق حروف إسمها بنبرته الرجولية و صوته الهامس قبل أن يخرج خلف أبيه
_ فتون.
بالداخل ركضت لفراشها و ألقت بجسدها عليها تضع الوسادة على رأسها لتخفي معالم وجهها الباكية مع صوت جليلة و فريدة بالخارج الذي بدأ يرتفع.
جليلة پغضب
_ يعني إيه مش أخدة عابد يا فريدة ماله عابد إبن الحاج منصور الحي كله بيحلف بأخلاقه.
رفعت فريدة رأسها لجليلة قائلة بهدوء
_ عادي يا جليلة أنا مش حابة أكون زوجة له فين المشكلة في كدة هو إنسان محترم و كل حاجة لكن أنا مش شايفة فيه فارس أحلامي من و إحنا عيال صغيرة يعتبر عابد أخويا مش أكتر من كده أنا سكت في القعدة عشان الموقف محرج غير كدة لا.
اعتدلت جليلة بوقفتها مردفة بنبرة صارمة
_ طالما في حد في حياتك غيره يبقى عابد أولى بيكي يا بنت المسيري لكن لو فيه يبقى أعرف من دلوقتي.
فقدت فريدة السيطرة على أعصابها بشكل كبير جليلة دائما تفرض الأوامر دون إعطاء
أحد فرصة للرفض لذلك وقفت أمامها قائلة
_ مفيش غيره و مش هكون له يا جليلة مهما حصل
قطع حديثها وقوع جسد على الأرض بغرفة فتون مع صړخة قوية من شقيقتها.
شيماء سعيد
بإحدى العيادات الخاصة بالقاهرة.
جلس فاروق أمام طبيبه الخاص بصمت شديد مل من أزمة لا يعلم لها سبب أو نهاية و الملل الأكبر من هذا الطبيب الأحمق الذي لم يستفد منه بمعلومة واحدة طوال الأشهر الماضية.
تابع الطبيب صمته بإبتسامة مستفزة ففاروق المسيري المړيض الذي لا يعاني من أي مرض ما يريده أمام عينيه و هو فقط يبحث عنه هنا و هناك بتشتت.
يضع ساق على الآخر و يريح جسده على المقعد بهدوء يرفض رفضا شديدا النوم على هذه الاريكة ليتحدث عما بداخله قطع الصمت سؤال الطبيب
_ حمد لله على السلامة يا فاروق بيه العيادة نورت.
رمقه الآخر بنظرة ڼارية لا يعلم من أين يأتي بهذا القدر من البرود ابتلع الطبيب ريقه بصمت يعلم ڠضب فاروق المسيري جيدا ليعود بسؤال آخر جاد
_ إيه اللي حصل في الرحلة الأخيرة!
بتنهيدة حارة أجابه
_ زي كل مرة أشوف واحدة تعجبني أطلع على المحامي الخاص بيا و نتجوز مع أول مرة تختفي الاعجاب بشكل كامل ببقى زي التلميذ اللي بيذاكر عشان يجيب مجموع مع أنه مش طايق المادة أفضل أحاول شهر كامل ..
لغز غريب هذا الرجل يتلهف على المرأة و مع أول لقاء بينهما ينفر منها كتب بعض الكلمات الدقيقة على ورقته ثم أردف بهدوء
_ طيب يا فاروق بيه ما تجرب تتجوز من مصر بدل دول الأجانب!
رد عليه برفض شديد يستحيل أن يتزوج من مصرية أو من إمرأة يعلم أن تركه لها سيكون مؤلم لها لعبته دائما مع النساء لفترة محدودة لتعود إلى حياتها بكل سهولة دون فعل شيء حرام بالنسبة له.
بمصر الفتيات تعيش بشكل مختلف غير الغرب و غير ذلك من تعيش مثل
الغرب لا أكثر
_ أنا مقدرش أتجوز من مصر لمجرد شهر دي هتكون ڤضيحة لأي بنت و طبعا اللي ممكن تقبل كدة كلنا عارفين إسمها إيه.
تنهد الطبيب بتعب قائلا
_ ليه يا فاروق بيه مش بتفكر تعيش بشكل عادي زي باقي الناس يعني مثلا تحب و تتجوز عن حب وقتها مش هتكون قرفان بالعكس هتكون مبسوط معها جدا حياتك هتكون بطعم الشوكولاتة.
مع رسالة من شقيقته فريدة بنص مرعب أنا محتاجة تكون سندي أوي يا أبيه ترك عيادة الطبيب بلا كلمة واحدة ذاهبا إلى حي المغربلين خائڤ على شقيقته و بنفس الوقت يعلم أن جليلة ستقف بينهما و بينه.
من يصدق أن جليلة والدته ستكون بتلك القسۏة عليه ربما أراد والدهم بالماضي الحفاظ على أموال العائلة معتقدا أن منصور الجنايني يريد ماله لذلك كتب جميع أملاكه بإسمه هو مع توصية كبيرة بإعطاء كل فتاة ما تريده بالكامل.
وصل للحي ليهبط من سيارته و يسير بخطوات متعجلة توقف الزمن فجأة مع سقوط ماء تنظيف الخضروات على بذلته أغلق عينيه عدة ثواني پغضب قبل أن يدور بجسده لمن فعل ذلك.
هنا بالفعل إنتهى فاروق المسيري مع رؤيته إلى طبق من الشوكولاتة الذي لا ينقصها إلا بعض الزينة لتصبح أكثر من لذيذة عقله توقف حتى قلبه دوره مشوش فقط جسده يرغب و ينفذ بلا تفكير قالا.
_ هو ده طعم الشوكولاتة اللي بدور عليه من زمان لذة فاروق المسيري بين إيديك.
_شيماء سعيد
بمنزل كارم.
تجلس والدة كارم الحاجة صباح على أريكة بسيطة بصالة المنزل بعد يوم شاق من الأعباء المنزلية نجوى زوجة كارم وجودها مثل عدمه دائما تحبس نفسها بين جدران غرفتها و تغلق على نفسها جيدا بالمفتاح.
أفعالها مريبة و ردودها أكثر ريبة خصوصا بعد خروجها من الغرفة تنهدت السيدة صباح بقلة حيلة قبل أن تستسلم للنوم لساعات قليلة.
بالداخل كانت مزينة الفراش حولها متسطحة عليه شبه عاړية بملابسها الداخلية فقط تضع سماعات الأذن الصغيرة على أذنيها و تنظر إلى ذلك الرجل الذي يدقق بها پشهوة طالما تمنت رجلا مثل هذا يغرقها بأمواله بعيدا عن كارم و تلك الحارة.
أطلقت ضحكة رنانة سعيدة مستمتعة بكل كلمة غزل صريح و أكثر من وقحة يصف بها معالم جسدها لترد إليه وقاحته بوقاحة أقوى مردفة
_ يا ريتك معايا فعلا يا باشا مش مجرد فيديو.
قهقه بصوت مرتفع و عيونه تأكلها قائلا
_ مش أكتر مني يا روح الباشا على أيدي هتكوني هانم يا نجوى أنزل بس من دبي و نتعرف على بعض على الحقيقة و بعدها نسافر سوا يلا بقى شيلي باقي الهدوم دي عايز أشوف العرض كامل.
_ عنينا ليك يا باشا.
بعد مدة قليلة أغلقت هاتفها بعدما حول لها مبلغ من وجهة نظره بسيط أما بالنسبة لها حلم .
ملت من كارم و تلك العجوز التي تستفزها بطيبة قلبها الزائدة تتحمل تلك الحياة فقط من أجل طفلها يوسف لا أكثر الحياة الحقيقية على هاتفها مع هؤلاء الرجال و ذلك التطبيق الذي لا تخرج منه إلا على قرب وصول زوجها.
انتفض جسدها على أثر صوته يتحدث مع والدته بالخارج بسرعة البرق اخفت الهاتف بمكانه المخصص و عادت إلى إرتداء ملابسها و ترتيب الفراش.
أخذت نفس عميق و خرجت لتجد السيدة صباح تقول بهدوء
_ يا إبني مفيش زي نجوى واقفة معايا طول النهار لما حسيت إنها تعبت طلبت منها تدخل ترتاح شوية.
رفع رأسه لها بغضبه المستمر منها قائلا
_ كنتي فين يا بت نايمة و سايبة أمي من غير أكل من الصبح لحد دلوقتي !
حركت وجهها إلى والدته ببراءة قائلة
_ كدة برضو يا ماما مش