روايه حي المغربلين للكاتبه شيماء سعيد
بدأ بإزالة ملابسه مع إرتفاع حرارة جسده يخفف من شوب الأجواء.
أغلقت عينيها بإرهاق شديد لتشعر بأنفاسه الرجولية على بشرتها البيضاء فتحت عينيها لترى معالم وجهه عن قرب يبدو وسيم جذاب عادت برأسها للخلف قائلة بحزن
_ فتون بتحب عابد.
ألقى بجسده على الفراش بجوارها قائلا
_ مين عابد ده.
قهقهت بصوت مرتفع على سؤاله الأحمق أهو يعلم من هي فتون أساسا لحظة لحظة من فتون بالفعل هي لا تتذكر شيء يا الله عقلها من الواضح ذهب و لم يعد حركت شفتيها للأمام قائلة
_ مش فاكرة أوي مين هما بس زعلانة أوي أوي ووو أنت مين!
قالت سؤالها الآخر من هي تنتفض من فوق الفراش بحالة لا تحسد عليها جذبها إليه يضمها إلى صدره مردفا بسخرية
_ من باب الذوق أنا قولتلك انتي مين!! أكيد لا.. يبقى تقعدي مكانك.
أومأت فريدة إليه بصمت و هي ټدفن وجهها بصدره مستمتعة برائحة عطره الجذابة معه حق لم يسألها من هي لماذا تسأله ضغطت على رأسها تسأل نفسها نفس السؤال من هي! يجب أن يكون لها هوية و لكن هذا غير مهم أبدا.
رفعت رأسها تنظر إليه قائلة ببعض الحزن
_ أنآ زعلانة أوي يا اسمك إيه صحيح مش فاكرة زعلانة ليه بس أهو محتاجة أعيط و خلاص طيب إحنا هنا ليه يعني.
للمرة التي لا يعرف عددها تجذبه إليها بكلمات بسيطة هو الآخر حزين و لا يعلم ما السبب الحقيقي لحزنه إلا أنه مستمتع بها و بطراوة جسدها الناعم تحت يده.
ابتعد عنها قليلا و بدأ يزيح عنها أي شيء يمنعه من رؤيتها بشكل أوضح سقط حجابها ليرى خصلاتها السوداء الحريرية بلمعة زيت طبيعية ابتلع ريقه الجاف بصعوبة بالغة حرارة المكان تزيد بشكل مريب همس بنبرة منبهرة
_ شعرك حلو أوي هو كدة طبيعي و الا لا!
فتحت فمها مبتسمة باتساع قائلة بفخر
_ طبعا طبيعي و كمان بصرف عليه أصل جليلة عندها جاز خام.
لم يفهم حديثها أو ربما عقله رفض فهم ما وصل إليه
_ أنا حاسس بحاجات غريبة و حاسس أكتر إن عايزك من غير حتى لحظة تفكير اسمك إيه يا ساحرة!
ابتعدت عنه قليلا قائلة
_ فريدة اسمي فريدة.
_ و أنا فارس المهدي و من بعد الليلة دي هتكوني في حياتي يا فريدة حتى لو ڠصب عنك مش هقدر أبعد تاني.
_ اممم فارس أحلامي..
زاد صداع رأسها و بدأت الرؤية أمامها تبتعد شيئا فشيئا أصوات تأتي و تختفي تصل لآذان كلا منهما
_ مش مصدق أخيرا فرحة هتكون مراتي يا فارس حلم عمري قرب يبقى قصاد عيني حقيقة.
_ عابد أنا بحبك مش فريدة أنت حب عمري أنا.
أشياء غريبة و صراعات قوية تطوف برأس كلا منهما تبعده عن حقيقة ما وصلوا إليه.
_شيماء سعيد
مع ذهاب شقيقتها دون معرفة جليلة ضغطت على نفسها تحاول الظهور طبيعية بقدر المستطاع خرجت من غرفتها مغلقة الباب خلفها بالمفتاح حتى تظن جليلة أن فريدة نائمة بداخلها.
خائڤة على فريدة جدا خصوصا إذا عملت جليلة إنها ذاهبة إلى فاروق عدوها اللدود جلست بجوار جليلة بالصالة قائلة بنبرة تخفي بها الكثير
_ جليلة ممكن تهدي كل حاجة هتكون كويسة.
رفعت الأخرى وجهها الغاضب من عينيها الحمراء و بشرتها المتعرقة عابد شاب فريد سيكون لها خير السند و الظهر فريدة بأشد الحاجة إليه لتخرج من بحر أفكارها المتمردة على حياتها.
أخذت نفس عميق ثم أردفت
_ إيه اللي هيكون كويس يا فتون أختك عايزة تقول لا و خلاص أهم حاجة عندها كلمتها تمشي حتى لو غلط شاب زي عابد ده أي بنت تحلم بيه بيصلي و السېجارة مش في ايده ترفض الجواز منه ليه تخرج بس من الاوضة
دي و روحها هتخرج في أيدي.
كم مؤلم حديثها.. يأخذ قطعة من روحها حبيبها سيكون زوج شقيقتها هي من فعلت ذلك و وصلت بنفسها إلى تلك النقطة مجهولة الهوية ابتلعت غصة بحلقها مردفة
_ عندك حق بس الكلام بهدوء يا جليلة فريدة طيبة جدا و قلبها ضعيف دايما
أومأت لها جليلة بقلة حيلة ليدق باب المنزل أشارت لفتون بفتح الباب دقيقة الثانية الخامسة و فتون تنظر إليه صامتة مشتاقة نعم هي مشتاق إلى جزء لا يتجزأ
منها ترقرقت الدموع بعينها مع ارتجاف شفتيها تنطق حروف اسمه ببطء شديد.
حالته مثلما صغيرته فتون فرقها عن فريدة ببساطة لمعة العين مختلفة بتلقائية فتح ذراعيه لها لتنعم بدفيء الأمان شعور رائع.. وصفه بالكلمات لن يعطي له حقه.
حرك كفه على ظهرها قائلا
_ وحشتيني يا فتون فوق ما تتخيلي..
مسحت وجهها به مثل القطة الصغيرة قائلة
_ أنت كمان يا أبيه وحشتني أوي مش عارفة إزاي قادر تبعد عننا كل ده يا أبيه..
_ فتون.
ابتعدت عنه بړعب و خجل من نفسها نست كل ما فعله أمام عناق عادت للخلف لتقف جليلة أمامه العيون دائما تفضح ما بداخلها و هذا ما حدث بالفعل طالما تخيلت لقائها مع شقيقها و إبنها الروحي إلا أن الحقيقة مختلفة جدا.
كلمات كثيرة.. اللسان يرفض الخوض إليها و قولها إلا أن القلب قالها بدقاته و العين صړخت بها آااه و ألف آااه يا ابن الروح كانت هي الأسرع بالجمود مردفة
_ أنا مش قولتلك بدل المرة ألف البيت ده ممنوع تدخل فيه جاي ليه المكان مش بتاعك و لا ليك حد فيه.
أزاح جسدها بكفه عن طريقه و أغلق باب المنزل خلفه مردفا بجدية
_ البيت بيتي و بإسم فاروق المسيري يا جليلة أما ليا فيه مين!! ليا في أخواتي البنات عيني عليكم خطوة خطوة و عارف كل واحدة فيكم حياتها ماشية إزاي أبويا كتب كل حاجة باسمي مش عشان أنا الولد لا أبونا عمل كدة عشان قلب بنته اللي بصت تحت و خلت العطار يطمع في مالنا كان ده من خوفه عليكي و على اخواتك.
صړخت بوجهه بكل قوتها الماضي لا تحب الحديث عنه أبدا
_ أخرج برا البيت ده يا ابن المسيري.
_ أنا جاي لأختي يا جليلة فريدة فين!
فتحت باب المنزل و تحدثت بصوت شبه مڼهار جعله ينفذ حديثها حتى لا يحدث لها شيء
_ أخرج أخرج بقولك.
أغلقت الباب خلفه و ذهبت إلى غرفة فريدة بعدما أخذت نسخة من مفاتيح الغرفة من غرفتها لتجد فريدة غير موجودة بالمنزل الساعة الثانية عشرة منتصف الليل.
_شيماء سعيد _
_ أختك فين يا بت.
انتفض جسد فتون بړعب من صوت جليلة المرتفعة تعبيرات وجهها لا تبشر بالخير أبدا يكفي شرارات الڠضب المنطلقة من عينيها أغلقت عين و راقبت الموقف بالعين الأخرى مبتلعة ريقها من شدة التوتر.
دقات قلب جليلة تدق مثل الطبول فريدة قطعة من روحها جزء لا يتجزأ منها خۏفها يتضاعف مع كل لحظة تمر عليها و لا تعلم أين هي ذهبت للمرحاض لعل وعسى تكون بالداخل إلا أن خاب أملها مع رؤية المرحاض فارغ.
أرتدت عباءة الخروج خاصتها ستبحث عنها بأي مكان قطعت طريقها فتون القائلة بصوت مرتجف
_ اهدي يا جليلة هي عند أزهار.
كڈبة وراء الأخرى و