رواية مكتملة بقلم نرمين محمود-1
من مكانها بضيق شديد وسارت نحو الباب يتبعها عابد ...
دلفا الي الشقة بهدوء شديد لم يتفوه أحدهم بكلمة فقط الصمت هو الذي يسود الأجواء ..
_ انا جعان حضريلي الاكل لو سمحتي..
اومأت تمارا برأسها إيجابا وسارت الي المطبخ حتي تطهو الطعام..بعد الانتهاء من الطعام نظر عابد الي تمارا قائلا...
_ شيلي الاكل وتعالي الاوضة...
أجابت بصوت باكي...
_ لو سمحت خليني اقفله الله يخليك...
كانت تتوسل اليه وهي تعلم أنه لن يجدي معه ...عابد لا يضعف ولا يتأثر أمام دموعها فقط الجمود هو ما يسود الأجواء بينهم ...ولكن ذلك لم يمنعها من المحاولة مرة أخري ...
_ يا عابد ااا...
_ خلصنا تعالي يلا...
سارت بخطوات بطيئة مثقلة نحوه ...عندما بدأ بتجريدها من ملابسها اغمضت عيناها تحاول استرجاع ذكريات شبابها مع شقيقاتها حتي تنعزل عن الواقع وينتهي عابد مما يفعله ....تعلم جيدا بل إنها متيقنه انه تفرغ لها هذا الاسبوع لا لشئ سوي ليربيها علي امتناعها عنه ويضع الأمور في نصابها الصحيح بعلاقتهما وهي علاقة الخادمة بمخدومها...
بعد مرور اسبوع كان ناير يجلس أمام زهرة بالمقعد الموجود بالغرفة ينظر إليها بغموض وهي تبادله نظراته بابتسامة غريبة وغير متزنة ...
_ الا قوليلي يا زهرة انت مرتاحه هنا ف المستشفي...
اومأت زهرة برأسها إيجابا وهتفت..
_ امممم... مبسوطه جدا هنا...المستشفي حلوة اوي..
_ طب الحمد لله انها عجباكي ومرتاحة فيها...
نظرت اليه زهرة بضيق حنق قائلة...
_ هو انت ليه مبقتش بتفكني ....
ناير بجدية...
_ مش لازم ..انا باجي اقعد معاكي ساعتين تلاته بالكتير ملهاش لازمة اني افكك يعني...
_ بس انا بستني الساعتين اللي بتجيلي فيهم عشان تفكني شوية ...انا زهقت وانا مربطة كده...
_ بكرة تخفي وتبقي حصان ومحدش يربطك...بس ده بيعتمد عليكي اذا كنت عاوزة ولا مش عاوزة...
ردت زهرة بلهفة...
_ أيوة عاوزة...
_ خلاص يبقي تشدي حيلك بقي عشان تخفي كده وتشوفي اللي ف بطنك ده...انت طبعا عارفة أن الحاجات المخدرة اللي بتاخديها ديه بتضره عشان كده بيحاولوا يخففوهالك وده اللي بيزودلك الصداع والتعب...
_ بس عشانه تستحملي اي حاجة مش كده بردو..
ارتعشت زهرة بداخلها قليلا ثم قالت بابتسامة مهتزة...
_ ااه..اي حاجة استحملها عشانه ....
ثم انحني الي اذنها هاتفا...
_ صدقيني يا زهرة العيل ده لو نزل هعيشك ف چحيم ..انا ماشي دلوقتي ...عندي شغل هجيلك بكرة ..
أشار لها بيده مودعا وغادر المشفي ...اما هي فبعد مغادرته صاحت بأعلى صوتها تستدعي تلك الممرضة حتي تطلب منها جرعة اليوم مقابل ما يتركه ناير تحت الحساب بالمشفي تأخذه الممرضة وتعاود مطالبته بدفع الحساب....
كما توقعت تماما...تركها بعد أن فرغ منها واعاد الأمور الي نصابها الصحيح تركها مغادرا الي زوجته الأخري ...كما أنه أصر علي معاقبتها فلم يتراجع عن انتقال طفليها للعيش مع والدته..
مازالت تتذكر اخر ما القاه علي مسامعها بأخر يوم بالاسبوع الذي أعاد تربيتها به...
ده كان نتيجة تصرفك يا تمارا...اسبوع...اسبوع كامل استمتعت بيكي فيه...كل ليلة كنت ف حضڼي سبع تيام يا تمارا كل ما هتحاولي تتحديني هتفتكريهم...واقدر اقولك انك مش هتعملي كده تاني ...لأنك مش هتبقي عاوزة تكرريهم تاني اصلا....
فاقت من شرودها علي صوت باب المنزل يفتح ويدلف منه عابد وضرتها...اغمضت عيناها بقوة تحاول منع الدموع منهما ..
_ انت قولتي لمين انك جاية لامي ..
قالها عابد بحدة وصوت مرتفع قليلا ...
_ انا مرحتش ف حته انا بس نزلت كام سلمة ...كنت عاوزة اشوف عيالي ...
_ ولو...كام سلمة...كام خطوة حتي ولا يفرق معايا الكلام ده ف حاجة اصلا ..تستأذنيني الاول ..
جاءت والدته علي صوته المرتفع وهي توجه كلامها الي تمارا قائلة بتحذير..
_ خلاص يا عابد حصل خير يا حبيبي ...هي مكانتش بتروح ف حته اصلا الا عندي ...مش هتعمل كده تاني ...صح يا تمارا...
اخفضت رأسها محاوله السيطرة على دموعها أمام تلك الغريبة التي لمحتها تبتسم بخبث فرحة بما يحدث ...
_ صح يا طنط...
_ اعتذري لجوزك واطلعي شقتك وتاني مرة تستأذني لما تحبي تجيلي...
تمارا بخفوت...
_انا آسفة...
وخرجت من المنزل بأكمله وصعدت الي شقتها...بمجرد أن أغلقت الباب خلفها تصاعد رنين هاتفها..
_ تنزلي دلوقتي عند امي تحت...
كان المتصل عابد زوجها قال لها ما يريده واغلق الهاتف بوجهها مباشرة...تأفأفت تمارا بنفاذ صبر وهي تقول..
مش انت اللي عملتي فيها سبع رجالة ف بعض ...استحملي بقي...
نزلت تمارا إلي الأسفل مرة أخري بناءا على أوامر زوجها...
روحي حضري الاكل مع زينب جوة..
لم ترد عليه حتي فقد سارت نحو المطبخ بكل هدوء حتي