الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية بقلم ماجده بغدادي

انت في الصفحة 33 من 37 صفحات

موقع أيام نيوز


ملهاش حد .
أنتي عارفة أخلاقها كويس .. متنفعش تقعد كمان عشان نعمة .
آه قول كده .. الست هي اللي قايلالك اطردها .
يا ماما هي مقالتش حاجة .. احنا هنعيده تاني ! أنا مش عايز مشاكل والبنت دي وجودها غلط هنا .
يعني تفتكر كنا نعمل إيه ! نطردها مثلا ونسيبها في الشارع لكلاب السكك يابني دي بنت في الأول و الآخر و مکسورة الجناح .

خلاص نشوفلها أي حل غير أنها تقعد هنا .. حتى لو هنشوفلها سكن في حتة تانية .
إخص عليك .. مكنتش فاكراك قلبك حجر أنت ومراتك بالشكل ده !
يا ماما .. أرجوك .
احنا لسة عايشين وإدينا كلمة .. لما ڼموت ابقى اتصرف ف البيت زي ما يعجبك .
يا ماما ليه بس الكلام ده

! أنا مقصدش كده .. أنا ......
لا تقصد ولا متقصدش .. مش هنرجع في كلمة إديناها عشان خاطر حد
في غرفة البنات تجلس على السرير الذي كان يخص نعمة .. تحادثها نفسها بسخط 
بقى هي دي أخرتها ! بدال ما أتجوز و أخد جوزها أخدت أكبر مقلب في حياتي و مطولتش غير سريرها القديم الله يسامحك يا ماما .. إنتي السبب كل شوية تقوليلي إتنحرري وشوفيلك واحد ينغنغنا .. هانتقم و أخليهم ع الحديدة .. أديكي بقيتي ع البورش و أنا قاعدة هنا في البيت الممل ده لا خروج ولا تليفزيون في الأوضة حتى التليفون مانعين دخوله الأوض .. أففففففف حاجة تخنق.
مالك يا لوزة .. قاعدة بتاكلي في نفسك ليه 
من الزهق .. قوليلي يا سناء.. هو أنتو هنا مبتعملوش حاجة كده و مفيش أي حاجة مسموح بيها ليكم 
إحنا طول النهار بنشتغل في البيت وشغل البيت متقسم علينا و الوقت اللي فاضل بيكفي المذاكرة يدوب ونرتب سرايرنا وهدومنا ولما بناخد الأجازة بابا بيسفرنا ولو مش فاضي أبيه أحمد بياخدنا يوم الملاهي و يوم الجمعة بنتفرج كلنا على التليفزيون تحت .
بس دي عيشة تخنق .. حتى التليفونات بنسيبها تحت في الصالة .. إيه المشكلة لما كل واحد يفتح تليفونه لوحده
دي تعليمات أبيه أحمد حتى الولاد برضو بيعملوا كده مفيش غير أبيه أحمد و أبيه علي اللي تليفوناتهم معاهم عشان الشغل .
طيب أتسلى إزاي أنا دلوقتي .
تعالي معايا على السطح هنغسل سجادة الصالون وبعدين أعلمك تطريز المفارش زي ماما .. أو إلعبي دومينو مع عبد الكريم و كاميليا أو العبي شوية على المشاية بتاعت علي
أقولك .. روحي خلصي السجادة و تعالي و أنا هتصرف .. أنا هوريكي التسلية تبقى إزاي .
أنا عارف أنكم مش مرتاحين للوضع ده و خصوصا نعمة بس اصبروا شوية عشان نشوفلها تصريفة .
يا عمي المسألة مش بس اللي حصل منهم أو زعل نعمة هي مش من أخلاقنا و كلنا عارفين كده ووجودها وسط البنات خطړ .
يابني لو مساعدناهاش و جرالها حاجة ضميرنا مش هيسيبنا .. خليك بس معانا و يمكن نعرف نجوزها و نرتاح من مسئوليتها .
طيب يا عمي .. بس أنا عايزك تنبه على ماما تحط عينيها وسط راسها وتخليها مركزة على البنت دي .. مش عايزين مفاجآت تانية .
ربنا يستر .
أحست بحركة غريبة في شرفة الفتيات فرفعت نفسها ووقفت على أطراف أصابع أقدامها .. لتنظر إلى الأسفل .. لم تر جيدا ولكن الرائحة لم تخطئها أنفها .. هناك من تدخن السچائر! أهذه أول ما قد تشجع الفتيات على تجربته ! ليس مستغربا عليها أن تدخن السچائر فتربيتها الغربية و أمها ذات المبادئ المضطربة لن تبالي بذلك حقا و ربما اعتادت الفتاة الټدخين لأنها كانت ترى أمها تدخن سابقا أو ربما تدخن بانتظام .
بتعملي إيه هتقعي من البلكونة .
هششش وطي صوتك .
فيه إيه 
تعالى ننزل أوضة البنات عايزة أشوف فيه إيه تحت .. أنا مش مطمنة .
نزل الاثنان يتسللان على السلم ودخلا الغرفة واقتحما الشرفة لتتسع عيونهما من المفاجأة
جلس واضعا رأسه بين يديه ېقتله الحزن .. لا تهون عليه ربتات كفيها لا يذكر أنه شعر بتلك الصدمة من قبل إلا حينما خطفت نعمة .. لا شيء يضاهي إحساس العجز في مواجهة أقرب الناس إليك لا كلمات تشرح معنى الكسرة بعد طول التعب .
متعملش في نفسك كده عشان خاطري .
أنا اللي واجعني أني كنت بربيكم على الحلال والحرام ومتابعكم مهما كنت مشغول .. إزاي أشوف النتيجة السيئة دي 
أنا مش عايزة تفهم كلامي أنه تأنيب بس فعلا وجود لوزة في وسط البنات أكيد هيغير سلوكهم ويأثر عليهم .
أنا فاهم ده و فعلا كلمت عمي في ده بس مكنتش متوقع أن كام يوم يعملوا تأثير يمسح سنين تربية .. أنا كنت أموت أحسن .. سناء!! سناء اللي قعدت على رجلي أكتر من المدرسة تشرب سجاير لأ و كمان تاخد تليفونها من ورانا .. لو مكناش عرفنا من أولها كان إيه اللي حصل أكتر من كده ! ليه ما سيبنيش أخنقها يمكن كانت ڼاري بردت 
ده مش حل .. كمان مينفعش تحاسبها على حاجة أنت السبب فيها لنفترض أن واحدة زميلتها حتى من برا البيت أقنعتها تعمل كده برضو مش الحل إننا نضربها لأن ساعتها هتعند .. دي آخر حاجة ممكن تتعمل أصلا و مينفعش نفضحها .. شوف السبب فين يا أحمد وشيله .
قامت من مجلسها إلى جانبه ونزلت إلى سناء التي انسابت دموعها باڼهيار بعد أن رآها أخاها و ڠضب منها و يتكرر المشهد في رأسها كل بضع ثوان ليتكرر ندمها وتبدأ نحيبها من بدايته مرة أخرى .. جلست بجوارها و ضمتها إلى حضنها ليزداد بكاءها بمرارة وبعد ما يزيد على نصف ساعة من البكاء بدأت نعمة كلامها 
دلوقتي هديتي ونقدر نتكلم دلوقتي 
أنا آسفة .. مش عارفة أنا عملت كده إزاي .
أنا ميهمنيش دلوقتي إنك تقولي أنا آسفة لأنها مجرد كلمة هنتعود أنها تطلع وقت اللزوم و عادي كأن مفيش حاجة حصلت .. الاعتذار اللي بجد عايز أفعال و مسئولية .
مش عارفة طيب أعمل إيه 
الأول عايزين نعرف إيه اللي خلاكي تعملي كده 
لوزة لما جت أقنعتني أني أقدر أعمل كده و محدش هيعرف و أني مش بعرف أتسلى و الحياة هنا خنقة كلها غلط و رفض و قوانين وبدأت أحس بالخنقة فعلا و أنا شايفاها بتحكي كانت بتعمل إيه في بيتهم .
هي كانت بتعمله في بيتهم بس محدش من الناس احترمها ولا حد كان عايزها ولما حبت تتجوز أمها كانت بتدبس أخوكي فيها مش معنى أننا نلاقي حد بيعمل حاجة نفكر نجربها .. ده ضعف يا حبيبتي و انسياق وراهم يعني لو سافرنا بلد فيها الناس بتعبد الأصنام نعمل زيهم 
لأ طبعا منقدرش نتخلى عن دينا .
ولا عن شخصيتنا و لا عن مبادئنا و لا عن اللي اتربينا عليه .. طيب انتي شايفة إن القواعد اللي إتحطت في البيت دي ظالمة 
وقتها حسيتها ظالمة .. بصراحة معتش عارفة و اللي أقنعني أني مقدرش آخد
 

32  33  34 

انت في الصفحة 33 من 37 صفحات