رواية بين الحقيقه والسراب بقلم الكاتبة فاطيما يوسف
ممتنا لطاعتها وفهمها عليه
وسحب فريدة برقة إلي الخارج كي يتحدثان بهدوء وحدهما وهو مصر على إقناعها جلسا علي الكراسي الموضوعة في الحديقة وبدأ بالحديث قائلا
ليه معترضة كلنا ولاد تسعة ومخلوقين من تراب وراجعين بردو للتراب
فريدة بتشبس
ونعم بالله بس ده ابني وأنا عايزة له عروسة تليق بيه ايه مش من حقي
من حقك طبعا لكن الولد مش بس حبها ده عشقها وباين عليه جدا والقلب معلهوش سلطان وده إللي ربنا قسمه له .
رفعت حاجبيها وهتفت باستنكار
علشان بتشاغله دايما ومش سايباه في حاله لو بعدت عنه هينساها خالص .
جميل پغضب
متعودتش منك علي أنك تجيبي سيرة الولايا بالغلط والعيب ياأم رحيم
وتابع حديثه بتأكيد
رفضت إنها تبقي دكتورة جامعية ومشيت من هنا وبعدت عنه خالص مش شكل مانتي بتقولي وابنك هو إللي بيجي لها وبيكلمها يبقي اعتراضك باطل ولازم تسحبيه .
هزت رأسها پعنف وأردفت بثقة
تمام عندك حق في دي طب إنها بنت ملاجئ وملهاش أهل دي نعمل فيها ايه
ابتسم بحنو وأجابها
لو كنتي في عهد
النبي والناس كانت
بتكذبه علشان يتيم وحكموا عليه نفس حكمك علي بنت طلعت ڠصب عنها يتيمة كان هيبقي نفس موقفك ساعتها
إنت بتشبه سيدنا النبي عليه السلام بمريم والله إنت ظالم !
أخذ نفسا عميقا ثم زفره بهدوء وأجابها
أنا مشبهتهاش بسيدنا النبي عليه الصلاة والسلام أنا شبهتها بالموقف ده أولا
ثانيا سيدنا النبي عليه السلام بشړ زينا مش ملاك وربنا كان واضع المواقف إللي في حياته كلها لأسباب كتير ومن ضمن الأسباب إننا نقتدي بالمواقف اللي حصلت له ونتعلم
كدة إنتي ډخلتي في مرحلة الجدال وده غلط .
صارا يتحدثان مايقرب من ساعه وفي نهاية حديثه كي يقنعها
ما تحكميش على اي علاقه انها هتنجح او هتفشل لمجرد الظروف اللي حواليها الأشخاص بتختلف والعقول بتتفاوت والزمن ذات نفسه بيغير المشكلة كلها على حسبه
واستطرد حديثه بعقلانية
عندك مثلا ريم بنتنا كانت حياتها هي وجوزها ماشيه زي الألف وجوازتهم كانت متوافقه جدا لكن ربنا سبحانه وتعالى ما أرادش انهم يكملوا مع بعض وماټ وراح للي خلقه ولا أنا وإنتي قدرنا نعاند القدر وحكم ربنا ونخليه موجود .
لاااا دي نقرة ودي نقرة إن الإنسان حياته تنتهي ده بأمر الله وملهوش علاقة بأي حد.
أشار برأسه بموافقة علي اعتراضها وأردف باستجواد وهو علي نفس الثبات النفسي
طيب وراندا وإيهاب بردوا نفس اعتراضك ياأم رحيم !
قدرتي تمنعي قدرهم بالفراق
قدرتي تخليها تحافظ علي البيت ومتهدمهوش بالرغم من إننا كلنا نصحناها وكلنا يعني العيلة إللي إنتي بتستشهدي بيها علي
إلي
هنا صمتت ولم تدري ماذا تجيب علي محاصرته لها فقد سن سيوف عقله واحتج بقوانين الإنسانية أمامها ولم تستطيع أن تتفوه ولا أن تجيبه ففضلت السكوت
أما هو هدأ قليلا ولم يتحدث وترك لداخلها الڼزاع معها وأمسك كوب القهوة يرتشفه
باستمتاع وهو علي يقين أنها لن تستطيع الإفلات منه ومن نظرة الهدوء النابعة من عينيها استشف موافقتها
فهي من النوع الذي يصمت إذا لم تجد ردا راجحا لاعتراضها وبعد قليل سألها عن ماوصل إليه تفكيرها وأشارت بالموافقة الذي جعلته يربت على ظهرها بحنو وأشاد
إليها بأنها فعلت الصواب وابلغ رحيم الذي هلل فرحا بموافقتها أخيرا وأنهم سيذهبوا إليها في عطلة الأسبوع أي بعد أيام قليلة.
استقرت ريم في مكتبها ومنذ قدومها إلي تلك المؤسسة وهي تشعر بالارتياح الشديد وكأنها في مكانها التي تستحقه
وخاصة أن مالك كان يتعامل معها مباشرة طيلة الأسبوع التي مكثته في العمل ولم يجعل بينهما أي وسيط وحقا رأت فيه الشهامة والأخلاق التي لم تعد موجودة في تلك الأيام
وأثناء انشغالها في التصميم الذي أمامها جاءها اتصال علي هاتف المكتب رفعت سماعة الهاتف علي أذنيها وردت بعملية
السلام عليكم ورحمه الله.
ابتسم ذاك المالك علي أخلاقها وردها الهادي وتحدث
وعليكم السلام ورحمه الله بعد اذنك يامدام ريم ممكن تيجي لي مكتبي حالا في حاجة مهمة ومينفعش غيرك يعملها .
ردت عليه بالموافقة وبعد عشر دقائق أدخلتها مديرة مكتبه وكالعادة دخلت ريم وتركت الباب مفتوح فهي لم ولن تخالف تعاليم دينها مهما حدث
جلست في المقابل وألقت السلام وتابعت
اتفضل
يامستر مالك أنا سامعة حضرتك .
منذ أن خطت قدماها من أول مرة إلي ذاك المكتب وسحر عيناها جذبه إليها
كل حرف تتفوه به بالنسبة له شيء مختلف عن أي أنثي عرفها فهي أمامه كالجوهرة الثمينة التي لاينالها إلا من يستحقها
تشام
فريم في المجمل أمامه ټخطف أنظاره كل مرة يراها دون أن يشعر
أو هي تدري
تحمحم بهدوء وتحدث
أولا تسلم ايدك علي التصميم الأخير بجد حاجة تشرف أوووي وده طبعا إللي متعودين عليه منك
واستطرد حديثه بإبانة
ثانيا عايز حاجة تخرج من تحت ايدك برة إطار الدريسات .
ضيقت عيناها وأردفت باستفسار
متشكرة جدا بس حضرتك تقصد ايه مش فاهمه
ابتسم بهدوء وأجابها
أنا عايز منك كذا تصميم لكوليكشن لبس مدارس إعدادي وثانوي
حاجة كدة مختلفة عن إللي إحنا بنشوفة وطبعا الفكرة