رواية بين الحقيقه والسراب بقلم الكاتبة فاطيما يوسف
نفسك الوقت الكافي إللي تظبطي فيه أمورك
تهتهت في الحديث ورفعت أنظارها إليه بعدما جمعت أوراقها المبعثرة وقالت باعتذار
أنا متأسفة جدا يادكتور ڠصب عني والله
ظروفي صعبة وملخبطة شوية معلش اعذرني .
نظر داخل عيناها الزرقاويتان ووجد بهم أثر للدموع المخټنقة بداخلهم وعلي وجهها آثار البكاء وأردف وهو يعرض عليها المساعدة
أجابته بشرود
أنا مشكلتي وحكايتي كبيرة وغريبة وملهاش حل يادكتور
واسترسلت بتيهة
أنا المۏت أرحم لي من إللي أنا فيه وبعيشه .
حزن داخله لأجلها وردد باندهاش
ياه للدرجة دي حياتك صعبة !
نظرت أرضا وأجابت بحزن عميق
وأصعب مما تتخيل بعد إذنك يادكتور علشان متتعطلش
أذن لها أن تغادر وقبل أن تتحرك عرض عليها مساعدته قائلا
لو احتاجتيني أنا مكتبي معروف جدا هنا اسألي علي مكتب الدكتور رحيم وأنا تحت امرك في أي مساعدة .
شكرته بعينيها ممتنة لذوقه وأخلاقه التي أصبحت غير موجودة في تلك الأيام
وذهب كل منهم إلي مشغولياته .
الفصل 03
انتهت مريم من محاضرتها واستعدت للرجوع الى مأواها والذي
نعم فالملجأ بالنسبه لمريم جحيمها الأبدي الذي تتمنى ان تخرج منه سليمة الروح وسليمة الجسد
استقلت المواصلة الاتوبيس التي
توصلها الى الملجأ
وها هي الآن وصلت بقلب يرتجف بسبب تلك اللعېنة التي تهددها ليلا ونهارا عندما وجدتها تنتظرها أمام باب الملجأ
خطت بأقدام مرتعشة حتى وصلت اليها
حمد لله على السلامة يا مريم هانم
واستطردت بتهكم
إنتي ازاي يابت إنتي تتجرئي وتقفلي السكة في وشي !
إنتي مش عارفة ان الفيديو اللي معايا ده أقدر أفضحك بيه وأخليكي عبرة لمن لا يعتبر
واسترسلت حديثها بټهديد
انا عايزاكي تفكري في اللي انا قلته لك ده كويس جدا قبل ما تاخدي أي قرار علشان انا مش هتراجع
وبعدين يا بنتي فكري بعد ما تخرجي من الملجأ هتروحي فين
هتاكلي منين هتشربي منين هتعيشي ازاي
الملجأ خلاص ما بقاش زي زمان يضمن لك وظيفة ومكان وحتى لو ضمن لك مكان بيبقى في منطقة شعبية كلها مشاكل
فصدقيني انا عايزة مصلحتك من غير حد من اللي حواليكي ما يحس بيكي
.
انتفضت مريم كمن لدغها عقرب وأجابتها بثقة مزيفة ولكن داخلها يرتعب
وبعدين اللي رزقني السنين دي كلها مش هيرزقني عمري اللي جاي
قاطعت حديثها وأردفت بنبرة حادة وهي تشير لها بسبابتها
انا على فكرة مش باخد رأيك انتي هتعملي اللي انا عايزاه وڠصب عنك
يا إما هبدا بتنفيذ ټهديدي خطوة خطوة ومش هسيبك إلا وانتي متدمرة
واسترسلت حديثها بهدوء اكثر لكي تميل راسها
وبعدين ازاي واحدة زيك وفي جمالك وفي رشاقتك ما تستغلش الجمال ده في حاجة تخليها تعيش سعيدة ومرتاحة .
كورت مريم يديها پغضب وأجابتها ببرود قاټل
هو علشان ربنا جعلني جميلة أستغل الجمال ده في الحړام !
إنتي مش فاهمة انتي بتطلبي مني ايه !
اللي إنتي بتطلبيه ده صعب جدا انفذه
ولا انا علشان ما ليش اهل أتحامى فيهم هتستقوي عليا
واسترسلت بقوة
بس خلي بالك انا ليا رب أقوى من أي خلق شاهد ومطلع على ابتزازك ليا واعملي حسابك مش هعمل اللي إنتي بتقولي عليه ده نهائي .
رفعت الاخرى رأسها لأعلى بشموخ وأردفت بقوة مماثلة لقوتها
هنشوف يا حلوة مين اللي هيكسب في الأخر وانتظري مني مفاجأة هتعجبك قوي .
وتركتها وغادرت المكان وهي تركب سيارتها وتنظر لها نظرة الشړ ينبعث من خلالها
وما أن فرت بسيارتها حتي انطلقت دموع مريم بغزارة وۏجع وقهر
وحدثت حالها وهي تناجي ربها
يارب ما ليش غيرك ولا أب ولا أم ولا أخ ولا خال ولا عم ولا ضهر يحميني من غدر الزمان
يارب اصرف شرها عني
ثم ولجت من بوابة الملجأ وجدت المديرة تقف على أعتابه وهي تربع يديها على صدرها وتنظر لها قائلة بتهكم
البرنسيسة مريم حمد لله على السلامة متأخرة عن ميعاد خروجك ساعة بحالها وإنتي عارفة ان انا بحب
النظام وما بحبش التاخير
طول عمرك كده لعبية وملاوعة
وعلشان تأخيرك ده تطلعي حالا تغيري هدومك وتنزلي هتنضفي حمامات الملجأ كلها
صعقټ مريم من حكم تلك القاسېة التي لا تصح أن تكون في مكان كل من فيه مدمرين نفسيا
وتحدثت إليها باستعطاف
بالله عليكي يا أبلة انا في امتحانات ومحتاجة كل وقت اذاكر فيه والمواصلات هي اللي أخرتني
لما أخلص امتحانات أوعدك اني أنفذ عقابك كله من الأول للآخر
بس يارب يخليكي
سيبيني أذاكر علشان عايزة أخرج بتقدير زي اللي انا متعودة عليه كل سنة .
لم تتأثر الأخرى بتوسلات تلك اليتيمة ولا ببكائها واكملت بحدة
ما
تتحايليش يا هانم علشان انا ما باكلش من دموع التماسيح دي
اتفضلي على فوق فورا أمري ما فيهوش جدال علشان بعد كده ما تفكريش
تكرريها تاني
يلا يا بنت انجري مش فاضية لدلعك ده
واسترسلت وهي تعطيها ظهرها
تاتكم