رواية بين الحقيقه والسراب بقلم الكاتبة فاطيما يوسف
احتضانها وأردف بحنو
حبيبة بابا أخبارك ايه ياعمرى إنتي
ربتت تلك الأخرى على ظهره بحنان بالغ وأجابته
بخير جدا الحمدلله يابابا ربى مايحرمنى منك ولا من وجودك في حياتى ياأحن أب فى الدنيا .
نظر لها نظرة مطولة ثم سحبها من يديها وأغلق الباب خلفه مرددا بعمق
بس انا وجودي لوحدي فى حياتك مش كفاية يابنتى وأظنك جربتى .
يعنى إيه يابابا مش فاهمة
أجابها بوضوح
يعنى مش كفاية عند وعقاپ لنفسك وولادك قبل جوزك يابنتى
انفعلت بشدة عندما ذكرها أبيها بذاك الموضوع
وخاصة أن توضيحه للأمور دائما تكن هي المخطئة في نظره وليس هو
وتحدثت بنفى
طول مانت محملنى الذنب لوحدي يابابا هفضل راكبة
دماغى .
إنتي ليه مصرة على الغلط يابنتى !
طيب ربنا اداكى المرة دي درس في ابنك وبنتك شنيع علشان تفوقى وكان أثر الدرس عليكى مريب المرة الجاية عقابه هيبقى أقوي ومش هتقدرى تتحمليه.
ضړبت على قدميها بحدة وشراسة ورددت بدموع هبطت تلقائيا من عينيها
يابابا حرام
والله تشيلنى ذنب ولادي كمان في اللي جاي مش كفايه اللى فات والله ده مايرضى ربنا أبدا.
هو انتى لحد دلوقتي مش مقتنعة بغلطك وان رد الفعل ماهو إلا نتاج الفعل
واسترسل وهو يحثها بعينيه بحنان
والله يابنتى أنا مش عدوك ولا عايز أغلطك وخلاص وبعدين أكبر منك بيوم يعرف عنك بسنة وأنا حذرتك كتييير ومكنتيش بتسمعى كلامى جربى بقى المرة دي واديلو فرصة تانية وشوفى النتيجة وساعتها هتعرفى إن أبوكى أبو شعر شيبه الزمن من اللى عاشه عنده حق فى كل حاجة .
فرصة تانية! ودي أديهالو ليه ايه السبب اللى يجبرنى أرجع لخاېن وأنا من صغرى
عارفه إن الخاېن لايؤتمن .
تنهد بثقل وألم نفسي انتابه جراء كلماتها
لأسباب كتيييرة أوووي ياراندا أولهم إنك لسة بتعشقيه وأخرهم انك هتفضلى تعشقيه لحد ماتموتى مش هقول لك بقى ولادك محتاجينه ومستقبلهم محتاجه وراحتكم وهدوئكم النفسى محتاجينه كل حاجة بتقولك
وتابع كلماته بقوة كي يحفزها
وعلشان أنا اللى مربيكى عارف إنك قادرة وصاحبة عزم شديد ومربيكى على إن الصفح والعفو من شيم الكرام يابنتي ربنا قال في سورة فصلت
ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ۚ ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه
ولي حميم 34 وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم 35
فحدثت حالها بتيهة وهي شاردة أمام أبيها ونظر إلى شرودها بصبر كبير تاركا لها مساحة الفكر والتدبر
ياالهى لقد أنهكت روحى من كل تلك النزاعات داخلى وما عدت أتحمل
ياإلهى أرشدنى كيف يكون الصفح وعينى لا تراه إلا خائڼا !
وكيف يكون العفو وقلبى عند مشاهدة خيانتى وكأنها كانت توا لايراه إلا ذابحا لكلي
أخبرنى كيف أتعود المشهد ومن أين يأتينى الصبر ولماذا أرهق حالى فى العودة
وليكن نداء السماء إلي قلبها
إنه الحب اللعېن بل العشق المتين الذى لم يقدر الزمان والمكان على الفراق فحسنا أعود ولأرى هل لعودتى لذة واشتياق ستدوم معى
حتى الافتراق اليك ربى أم ماذا .
ترجاها أبيها بعينيه فهتفت بقلب متوجع
تمام يابابا هقعد معاه الأول وهاخد كل ضماناتى وبعدين هقرر .
ياااااااه يابنت قلبى اللى وجعتيه عليكى ... رددها جميل بروح منهكة وأكمل بخفة كى يجعلها تبتسم
خصامك صعب أوووي وعقابك مدمر والله الله يكون في عونك ياايهاب .
ابتسمت على خفة أبيها وقبلته من يداه قائلة بامتنان
بشكر ربنا انك بابا وبدعيه يخليك ليا وميحرمنيش منك ياحبيبي.
رد لها قبلتها فى جبهتها وأخبرها بموعد مجئ إيهاب لكى تستعد ونظرت له بدهشة لأنه كان واثقا من موافقتها ورأي دهشتها تلك وعلم ماسرها وكشفها
أيون كنت واثق موافقتك وبعدين ده استدعاء ولى أمر منى ليكى وواجب عليكى التنفيذ والطاعة .
بعد أربع ساعات وبالتحديد في الساعة التاسعة مساء جاء ايهاب بقلب يسبقه اشتياقا إلى محبوبته ولما لا فكل النساء في عينيه هى ولا يرى غيرها استقبله جميل وفريدة وهبطت راندا الأدراج
وهي فى قمة جمالها وأناقتها مم جعل أنظاره تعلقت بها ولا ترى غيرها
بعد دقائق
معدودة تركهم جميل وفريدة يجلسون وحدهم كى يتصافوا ويهدئو وتعود المياه الي مجراها والأمور الي نصابها الصحيح
تحدث إيهاب بعيناي تلمع عشقا
شوفى إزاي بتبقي جميلة وانتى هادية ورايقة وحشتيني يا قلب مهاب .
زمت شفتاها وأنزلت بصرها للأسفل بحزن ممزوج بدلال وتحدثت بنبرة استيائية مفتعلة
تؤ تؤ مش هنبدأها كدة ياإيهاب لسة بدرى .
رفع حاجبيه بتلاعب وأردف ماكرا
شوفى نبدأها ازاى ياقلب إيهاب ياعمر ايهاب وأنا معنديش مانع .
أخذت وتيرة أنفاسها صعودا وهبوطا تأثرا من نبرته وتحدثت بتوتر
أنا لسة موافقتش على فكرة إني أرجع لك علشان متبنيش أوهام وتعيش عليها وأنا مبلغة بابا بكدة على فكرة هو مقالكش
ابتسم بحالمية حتى ظهرت تلك الغمازات وتحدث هامسا
قال لي طبعا قال لي راندا مش بس بتحبك دي