الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية بين الحقيقه والسراب بقلم الكاتبة فاطيما يوسف

انت في الصفحة 130 من 147 صفحات

موقع أيام نيوز

والآن أصبحت ريم حرة طليقة بأبنائها ولم ېهدد أمنها
أحدا مرة أخرى وانتهت حياتها مع مثلث الشړ الذي أنهك روحها 
ولقد أمنها جميل فى التنازلات بشدة بحيث لا يقدرون على الطعن
بها يوما من الأيام لكى يأمن ابنته من غدرهم 
وبعد أن خرجوا نظر إليهم جميل قائلا 
فعلا النهايات أخلاق وتشكرى ياأم باهر على أخلاقك ومبروك عليكم مال اليتامى تتهنى بيه يارب .
فجر كلماته وتأبط ذراع ابنته وذهب من أمامهم بقامة مرفوعة وشموخ ليثبت لهم أن الأموال بالنسبة لهم سراب لا هى غاية ولا حتى وسيلة وكان ذاك جميل ولا يزال أبا رائعا يمتلك حسن البصر والبصيرة 
هناك مواقف تحدث في حياتنا نظنها مهلكة لقلوبنا ولو تمعنا النظر بها وتركناها لأمر الله ستمنحنا منح اكتسبتها قلوبنا من ألف محڼة.
خرج رحيم من الجامعة متأخرا وأحس بوحشته الشديدة لمريم ووجد سيارته تنطلق الي وجهتها فلقد تحدث معها كثيرا أن تعود إلي فيلتهم وتسكن الملحق الذي كانت تمكث به قبل ذلك لأنه غير مطمئن عليها فى تلك الشقة أو من الأصح يحتاجها بجانبه فى ذاك كل مكان ولكنها رفضت بشدة وهو لم يكل في إقناعها وحتما سينفذ مايدور فى عقله وصل أسفل البناية فلقد علم وجود صديقتها عندها حينما كان يحادثها ولكنه لم يخبرها بقدومه 
وصل إلي الشقة وضړب الجرس الخاص بها وفتحت له صديقتها الباب 
ألقى التحية مرددا بوقار 
السلام عليكم ورحمه الله ازيك يا جنة أخبارك ايه .
ردت عليه السلام بوقار مماثل
وعليكم السلام ورحمه الله بخير يادكتور الحمد لله 
واسترسلت حديثها وهى تحمل حقيبتها تنتنوى المغادرة 
أنا كنت لسة ماشية حالا مريم جوة في المطبخ بتعمل قهوة عن إذنك.
أفسح لها المجال أن تغادر فمريم زوجته ويصح له التواجد معها 
دلف إلي المطبخ بخطى بطيئة كي لاتشعر له وسمعها تتسائل
مين ياجنة اللى ضړب الجرس 
وهمس بجانب أذنيها بهمس 
لأ أنا كدة جميل 
إحنا مش متفقين على كدة .
رفع حاجبيه بمكر وهتف 
والله مانا اللى جيت بمزاجى
لومى على ده 
وأشار إلي قلبه وتابع مكره
حتى قربى منه كدة واسمعى دقاته وهو هيجاوبك .
أه قولى بقى انى دوبتك من همسة ونظرة وابتسامة .... كلمات دعابية نطقها ذاك الرحيم بخفة وأردف 
بحبك يارحيم ابعد بقى وتعالى نقعد فى البلكونة .
بإرهاق روحه عشقا أجابها 
ده رحيم تعب وجاب أخره ياروما ده بحبك
طالعة منك قمر
ده أنا كدة هدوب يابنت قلبي.
حينما رأت استرخاء يداه أفلتت منه بسرعة وجرت من أمامه وهرولت إلي الشرفة وهو لاحقا بها مرددا
الله إحنا فينا من كدة ياقلبي طيب قابلى بقى بعد كدة وانتى اللى بدأتى .
قال كلماته تلك وهو يلحق بها وقبل أن تصل إلي الشرفة أمسكها من يدها وثبتها مكانها قائلا
عمرك ماهتعرفى تهربي من رحيم يابنتى 
إنت عايز ايه يارحيم بجد كدة
مينفعش 
أجابها بأريحية
عايزك تلمى هدومك دلوقتي حالا وتنزلى
معايا نرجع الفيلا ياكدة ياهتلاقينى كل يوم هنا
قطبت جبينها وأردفت برفض
إحنا اتكلمنا فى الموضوع ده كتير وقلت لك إن أنا مرتاحة في بيتى هنا يارحيم .
لم يعجبه ردها الذي
يرفضه تماما وأجابها
بس أنا مش مرتاح يامريم وعلى أخرى ها على أخرى فانجزي وهاتى هدومك علشان انتى حرة بقى .
دبت أرجلها أرضا وأردفت بنبرة معترضة 
بس أنا مش عايزة أجى هناك إلا لما أكون مراتك وتعملى فرح كبير .
أجابها بإبانة
ومين قال انى مش هعمل لك فرح كبير ! ده أنا هعمل لك فرح ولا ألف ليلة وليلة وكدة كدة إحنا مش هنتجوز في الفيلا مع بابا أنا عندى شقتى الخاصة في الكومباوند يعنى هتخرجى من بيتك على بيتك بردو .
فركت يداها بتوتر وأخرجت مافى قلبها عما يؤرق صدرها
بصراحة كدة أنا مش عايزة أضايق ماما فريدة ولا أخليها تزهق منى كل لما تشوفني من الأفضل خلينى بعيدة يارحيم.
اتسع بؤبؤ عينيه مما تفوهت به وأردف
ايه ده مين قال لك التخاريف دي!
ايه اللى هيضايق ماما دي بالعكس هتبقي فرحانة بوجودك قوي 
وتابع توضيحه مبررا
وبعدين انتى مشفتيهاش اتعاملت معاكى إزاي ساعة كتب
كتابنا وبعده وبتكلمك علطول وبتسأل عنك زي مابتسأل على راندا أختى بالظبط سيبك بقى من الأوهام دي وقومى يالا ولعلمك بقى أنا مصمم انك هترجعى معايا النهاردة يعنى هترجعى.
رأت تصميمه تلك المرة وأنها محاصرة منه فقامت من مكانها وهى تتمتم 
خلاص ياسيدى خلاص هقوم أجهز شنطتى أهو .
وفرت من أمامه
إلا أنه لحقها ممسكا بذراعيها قائلا بغمزة من عيناه 
تحبي أدخل معاكى أساعدك فى تجهيز الشنطة علشان ماتتعبيش لوحدك ياجميل.
رفعت حاجبيها باندهاش لجرائته وأردفت بتحذير وهى ترفع سبابتها أمام عيناه
والله إن اتحركت من مكانك مانا جاية معاك مكان وانت حر بقى .
لوى شفتيه باستنكار وردد 
خلاص يابنتى انتى مابتصدقى ولا ايه أنا الغلطان انى خاېف عليكى وعلى تعبك أدى قاعدة .
أسرعت الي غرفتها وأغلقت الباب خلفها بالمفتاح خوفا من تهوره وبدأت فى تجهيز حقيبتها وبعد مرور نصف ساعة خرجت وهى تحمل تلك الحقيبة قام من مكانه وأخذها منها ثم اصطحبها
أخيرا إلي مايريد وارتاح باله
في مجموعة مالك الجوهري
129  130  131 

انت في الصفحة 130 من 147 صفحات