رواية بين الحقيقه والسراب بقلم الكاتبة فاطيما يوسف
عليكى من امته بالظبط
أجابتها هيام وهى تهندم ملابسها
تقريبا من أزيد من سنة بدأت تظهر واحدة واحدة لكن من شهرين بالظبط بدأت تتطور بزيادة زي ما حضرتك شايفة .
سألتها الطبيبة بعملية
طيب ملاحظتيش إن عندك ورم تحت الإبط وحوالين الثدى لأنه ظاهر جدا وأنا بفحصك دلوقتي
حركت رأسها بنفي وأجابتها
لا محستش ومكنتش باخد بالي من الحاجات دي .
إزاي يعنى مبتفحصيش منطقة تحت الإبط باستمرار ومنطقة الثدى وخاصة إن في حملات توعية كتييير عن الموضوع ده.
مطت شفتيها بعدم فهم
مكنتش باخد بالى من الحاجات دي خالص ومتابعتش أي حملات عن كدة
وتابعت باستفسار مغلف بالقلق
هو فيه حاجة حضرتك شاكة فيها يادكتورة
بكل أسف تحدثت الطبيبة
وتابعت ارشادها
بس أهم حاجة تلتزمى بالعلاج اللى هكتبه لك على مانتيجة التحاليل تطلع .
هنا تحدثت عبير بقلق انتابها على ابنتها فمهما فعلت من جرائم في حق أخيها فهى فى النهاية أم وهى ابنتها وقلب الأم لايعرف القسۏة مهما كان فسألت الطبيبة بقلق
المړض ده لاقدر الله بيجي من ايه يادكتورة
أجابتها الطبيبة بعملية
دلوقتي مستلزمات التجميل اللى طلعت وانتشرت بشدة في السنين الأخيرة كلها كيماويات والستات بتستخدمها بطريقة رهيبة وساعات بيحطوا كذا مكونات على بعضها كنوع من زيادة العطر فبيسبب تراكمات كتييرة وده سبب رئيسى خلى المړض ده انتشر في العشر سنوات الأخيرة دي وحاجات كتيرة تانية هي لو بحثت عنها هتعرف
أنا كتبت لك على التحاليل اللى هتعمليها
ولما
تستلميها تعالي لي علطول علشان نشوف .
انصعقت هيام من كلام الطبيبة وقلبها يحدثها أنها ليست بخير وباتت ړعبا وهلعا على حالها وأن القادم لن يبشر بالخير أبدا
فخرجت هيام وسبقت والدتها إلي الخارج فنظرت عبير إلي
إنتي شاكة في حاجة يادكتورة ومش حابة تقوليها قدامها لو سمحتي طمنينى
هي خرجت أهى علشان قلبى مش مطمن خالص من نظراتك ولا كلامك .
تحدثت الطبيبة بأسف
للأسف الشديد بنتك عندها سړطان ثدي وأنا متأكدة من إن نتيجة التحاليل هتطلع كدة بس عايزة اعرف وصل لأنهى مرحلة بالظبط علشان أتابع طريقة العلاج معاها بس بطلب من حضرتك متقوليلهاش حاجة خالص إلا لما نتيجة التحاليل تطلع وساعتها أنا هفهمها كل حاجة .
صعدت السيارة بجانب ابنتها ولامتها بعتاب
شفتى أخرة البرفانات والمزيلات اللى ملهاش حصر ولا عدد اللى كنتى بتستخدميها عمال على بطال ودتك لفين ! ودايما كنت بحذرك وأقول لك يابنتى مينفعش اللى انتى بتعمليه ده وتخرجى بالريحة الجامدة دي من باب الدين وفي الآخر ربنا يستر عليكى .
كانت تستمع لوالدتها بقلب يرتعب خوفا من القادم ولم تستطيع التفوه والرد عليها طلبت منها والدتها أن تذهب على الفور الي معمل التحاليل كى تجريها فى نفس الوقت وبالفعل ذهبتا إلي المعمل وقامت بعمل كل التحاليل التى طلبتها منها الطبيبة
وبعد مرور ثلاثة أيام مكثتهم هيام في خوف وړعب خوفا من النتيجة ذهبوا إلي الطبيبة كي تطمئنهم اطلعت الطبيبة على التحاليل مرارا وتكرارا ثم نطقت بأسف وبكل صراحة
للأسف اللى شكيت فيه طلع
في محله سړطان ثدي من الدرجة الرابعة يامدام .
انصعقت هيام من تصريح الطبيبة وأصبحت في حالة يرثى لها وعقلها يجوب
بها عن ماسيحدث لها وأصبحت ترى الأيام القادمة هلاك لجمالها وصحتها وفناء عمرها وبكت بشدة أډمت قلب والدتها
تأثرت الطبيبة بحزن لم تراه من حالات تمر عليها كل يوم ولكن إرادة الله وليس لبشر بها تحكم
حاولت والدتها تهدأتها فقد علمت من الطبيبة وكانت على معرفة بما ستفعله ابنتها وأخبرت الطبيبة والدتها بكيفية البدأ برحلة العلاج وطمأنتهم أن الشفاء بيد الله
وهاهي الأيام تثبت أن رب العالمين ينفذ قصاصه الحكيم العين بالعين والسن بالسن والچروح قصاص ولتعلموا أن الحقد يدمر صاحبه ويلقى به في غيابات جب الكره
والاڼتقام وأن حب النفس وجعلها تنظر للغير ولرزقهم وعدم القناعة بأن رب العباد يؤتى كل ذي حق حقه بنفس المقدار وبميزان العدل .
فى منزل زاهر الجمال حيث تهاتف هند صديقتها كالعادة فتحدثت صديقتها مرددة باستفسار
حماتك عاملة إيه دلوقتي لسه شايطة بسبب جواز ريم ولا هديت .
لوت هند شفتيها بامتعاض وهى تجمع أشياؤها كى تقضي يومان عند والدتها هي وبناتها
لسه زي ماهى متبطلش هرى في الحوار ده كل يوم لما جابت لي صداع وكل شوية تلومنى