رواية بين الحقيقه والسراب بقلم الكاتبة فاطيما يوسف
بتاتا ولكنه سألها
اهدي يا حبيبه بابا انا جاي لك على طول مسافه الطريق بس وهتصل بالدكتور يحيي يجي لنا على هناك
طيب ما ندهتيش لوالدته ليه ولا لاخوه
بدل ما انت لوحدك كده
اجابته وعيونها متعلقه بباهر الملقي امامها
مش موجودين حماتي ميعاد زياراتها القپور النهارده وبتتأخر وزاهر هو اللي بيوديها وانا هنا لوحدي
طب يا حبيبتي هدي اعصابك بس علشان الولاد ما يخافوش وانا
خلاص 10 دقائق وهكون قدامك
قالها جميل وهو يقود سيارته باستعجال
وما هي الا دقائق حتى وصل إلى العماره التي تسكن بها ابنته وقبل ان يصعد الى الطابق المنشود هاتف الطبيب واستعجله ان يأتي سريعا ثم صعد الى شقة غاليته ووجدها تفتح له الباب
احتضن يداها وهو داخل لكي يطمئنها
ووصل الى باهر الملقى على تخته لا حول له ولا قوه نظر اليه نظره عميقه وتحسس كف يديه وجبهته وجدهم مثلجتين تماما
انخلع قلبه مما جال بخاطره ولكنه لم يفصح عنه خوفا على ابنته وفضل السكوت تماما الى ان يحضر الطبيب ويقوم بفحصه لعل وعسى يخلف ظنه
اخذ الطبيب سماعته وقام بفحصه تماما وبعد ان انتهى نظر اليهم بأسى وحزن مرددا
البقاء لله يا جماعه .
جحظت ريما بعينيها وتحركت براسها يمينا ويسارا وغير مصدقه ما قاله الدكتور للتو وذهبت اليه ممسكه بتلابيب حلته وهي تهزه مرددة باڼهيار
ايه اللي انت بتقوله ده يا دكتور باهر ماټ!
كل ذلك بدموع تهبط على وجهها كالشلالات وحدسها يؤكد لها انه ما زال حيا وعلى قيد الحياه وانه لم يمت ويتركها هي وأبناؤها .
نزع ابيها يدها من على الطبيب وجمع معه اشيائه وتركه يغادر
الا انها رفضت تماما ان يغادر الطبيب قبل ان يعيد الكشف وهجمت عليهم بكل قوتها مردفه پعنف
احتضن ابنته وربت على ظهرها كي يهدئها وهي مڼهارة تماما ولم تستمع لأي من كلماته والى الآن لم يصدق حدسها ما حدث وابتعدت عن أبيها وذهبت اليه وهي تحتضنة مرددة پبكاء ېمزق القلب
وأكملت وهي تتشبث به بشدة
قوم يا حبيبي ما تسيبنيش مش هقدر أكمل من غيرك انت وعدتني ان احنا هنكمل مع بعض لآخر العمر ما لحقتش يا حبيبتي هدي نفسك علشان خاطر اولادك بيعيطوا من منظرك
ده عمره والأعمار بيد الله كلنا مسيرنا سايبينها وهنروح للي خلقنا واللي أحن علينا من اي حد وافتكري قول الرسول صلى الله عليه وسلم
انما الصبر عند الصدمة الاولى
واسترسل حديثه وهو ينظر داخل عيناها ليحثها على الهدوء
اهدي يا حبيبه ابوكي اهدي علشان خاطر إبنك الكبير بيرجف من الخۏف والصغير مفلوق من العياط كأنه حاسس اهدي يا ماما اهدي .
ما إن ذكر ابيها اسم أولادها جرت عليهم واحتضنتهم ودموعها على وجهها كالشلالات والتي ايقنت من داخلها انها لم تجف بعد
احتضنتهم وهي تهدئ من روعهم فقد كان ابنها الأكبر منزويا في ركن وجسمه يرتعش من من منظر والدته وهو لا يفقه شيئا مما حدث لأبيه الى الان مردده له
اهدي يا عمر انا كويسه ما فيش حاجه بس يا حبيبي .
هاتف أبيها زاهر اخيه وطلب منه ان يعود الى المنزل لأمر جلل واستعجله ان لا يتأخر هو والدته
وهاتف ايضا زوجته
وابنه رحيم وابنته رندا ان يأتوا على عجاله لكي يقفوا بجانب ريما التي اوشكت على الاڼهيار وهي جالسه بجانب زوجها تنتحب بشده
وبعد نصف ساعه وصل الجميع وهم لا يفقهون شيئا مما حدث فجميل فضل
ان لا يحاكيهم في الهاتف خوفا من ذعرهم
صعد زاهر ووالدته الى مسكن باهر كل ذلك وهم يعتقدون ان باهر وزوجته بينهم مشكله كبيره يريدون حلها ولم يخطر
ببال احد منهم انه توفى
دخلوا الى الطابق وجدوا فريده تحتضن الكبير وتربت على
ظهره
وراندا اختها تحمل الصغير وتهدهد فيه ودموعهم تنزل على وجوههم بسخاء
استنتج باهر ما حدث فجرى مسرعا الى غرفه
اخيه وجد زوجته جالسه على الأرض وهي تمسك يداه وتبكي بشده ذهب ناحيتها وسألها بدهشة
ايه اللي حصل لاخويا يا ام عمر
اخويا جرى له حاجه انطقي
ماټ باهر ماټ وسابني لوحدي انا واولادي ماټ حبيبي ماټ !
وقع الخبر على قلبه
كالصاعقه نظر الى اخيه بقلب مفطور وعيون محدقه على جسد اخيه ولسانه كأنه شل ولم يعد على النطق
ساقته قدماه الى الجهه
المقابله لزوجه اخيه ممسكا بيده وواضعا جبهته عليها قائلا باڼهيار
لا يا حبيب اخوك وابن عمري مشيت وسبتني بدري واحنا