رواية بين الحقيقه والسراب بقلم الكاتبة فاطيما يوسف
ما حصلش وساعتها هتتأكدي اني بتكلم صح وجد الجد هو انا عبيطه يعني علشان أخرب بيتي بايديا
وتابعت حديثها بنبرة صوت حزينة
ما كانش العشم تكدبي مرات ابنك
الكبير هو انا ليا غرض ورا الكلام ده يعني كل اللي انا عايزه اقوله لك واوضحه لك اني سمعت حاجه بمحض الصدفة ولازم تعرفي بيها لأن دي مش حاجه سهله ولا قليله .
فتحت باب شقتها ونادت بعلو صوتها مرات متتالية
ريييييييييم إنتي يارييييييييييم انزلي لي هنا حالا .
في منزل مالك الجوهري عصرا
حيث يهبط مالك الدور حاملا حقيبه السفر في
ايه شنطه السفر ديت يا مالك وانت رايح فين هو ميعاد سفرك النهارده ياحبيبي
استمع الى سؤاله واجابها بابتسامه مهذبه وهو يضع حقيبه يده ارضا ممسكا بيديها مقبلهما بحب
اه يا حبيبتي قدمت الميعاد وعندي طياره بالليل بس هروح على المصنع الاول فيه شويه حاجات اظبطها هناك وبعدين همشي من بره بره على طول ادعي لي يا امي ربنا يوفقني في سفريتي دي وارجع منها مجبور .
طب ليه ما قلتليش يا مالك ان انت مسافر النهارده
ينفع كده تقول لي وانت ماشي والله انا زعلانه منك بجد .
عندما رأى دموعها تهبط على وجهها كعاده كل مره يسافر فيها الى الخارج قبل يديها وتركهما وجفف دموعها بأصابع يديه بحنان لتلك الأم الحنون مرددا
واستطرد حديثه بمحايله
رجاء يا ماما ما تعيطيش بقى وتفضلي تعمليها مناحه لحد ما ارجع كلها شهر وراجع هحضر الأتيليه السنوي
مع الدكتور اللي انا قلت لك عليه وهرجع لك على طول يا ست الكل وبعدين الفيديو كول ما سابش حاجه دلوقتي وما خلاش حد بيوحش حد .
زمت شفتيها باعتراض على كلامه وتحدثت باعتراض
لا يا حبيبي انا ما بقتنعش بالفيديو كول والحاجات اللي انت بتتكلم عنها دي
انت عارف ان ما كنتش اتصبح بوشك كل يوم والمسک واخدك في ي ما استريحش تروح وتيجي بالسلامه يا نور عينيا وخلي بالك من نفسك وبإذن الله ترجع من هناك منصور والشفاء يبقى
وظلا يودعان كل منهما الاخر بحراره الام وولدها ثم انتهوا من الحديث ناظرا مالك الى اخيه قائلا له
بقول لك ايه يا مازن انت دلوقتي اتدربت كويس على الشغل بقى لك فترة اهو عايزك تكون واخد بالك جدا من المصنع وركز انا بقول ايه من المصنع مش من بناته وخلي بالك السكة اللي انت بتحوم حواليها دي وما تفكرنيش نايم على ودني ومش دريان باللي بيحصل تبقى بتستهون بدماغ اخوك .
ابتلع مازن لعابه پخوف مرددا باستنكار
انت تقصد ايه بالكلام اللي انت بتقوله ده يا مالك انا راجل بشوف شغلي واظن بيوصل لك تقرير يومي عني سكة ايه بقى اللي انت تقصدها
ابتسم مالك ابتسامه ساخره من حديث أخيه
الذي ينم عن مدى تهوره مجيبا بنظره مفعمه بالټهديد
انت عارف كويس انا بقول ايه وإن ما تراجعتش عن الطريق ده انا مش هسكت وهعمل اللي هيزعلك مني ويخليك
تفكر مېت مره قبل ما تعمل حاجه انا منبهك انك تاخذ بالك منها
واستطرد حديثه بتهكم
انت بقيت كبير كفايه انك تخلي بالك من تصرفاتك وتبقى راجل وتتحكم في افعالك كفايه عليك زهوه الشباب اللي واخداك لحد دلوقتي ومخلياك غشيم ومش عارف انت بتعمل ايه .
كاد مازن أن يفقد وعيه من تلميحات اخيه الذي يعرف مقصدها جيدا ولكنه ادعى الانكار خوفا منه وردد
بلجلجه
والله يا مالك انت فاهمني غلط وعموما يا سيدي كلامك اوامر بالنسبه لي وتروح وترجع بالسلامه .
انتهى الحديث بينهما بعدما نظر اليه مالك
نظره مطوله محتواها يعني لا تخالف فانا مراقبا لأفعالك وراصدها رصدا
ودعهما مالك واصطف سيارته ذاهبا الى المصنع لكي ينهي بعض الاعمال الملزم بها قبل ان يغادر
وبعد مده غادر مالك البلاد ذاهبا
الى ايطاليا لكي يبدا رحله عمله وعلاجه في آن واحد
ولكن هل سيعود مالك كما غادر
احيانا نختار طريقا نظن انه بدايه جديده لنا ولكن اثناء العوده نكتشف يوما ما بل ونتمنى ان لن نخوضه وخاصه ان كان
هذا الطريق مليئا بالأشواك التي تفقد روحنا طيبتها وتبدلنا من راضيين الى ناقمين وتزهق داخلنا الروح الطيبه .
في دار الايتام ليلا وتحديدا في الساعه التاسعة حيث يأج المكان بالزائرين وتقف عاملات الدار وادارتها على قدم وساق لتلك الحفل الذي يحضره عدد من قامات