رواية بين الحقيقه والسراب بقلم الكاتبة فاطيما يوسف
غزيرة انسدلت من مقلتيها مرددة بدعاء
منك لله وحسبي الله ونعم الوكيل فيكي
عمري ماهسامحك ليوم الدين علي كسرتك لقلب ابني بقوتك وجبروتك .
فتحت ريم أعينها علي وسعهما واهتز جسدها منتفضا بهلع حينما سمعت دعاء أم زوجها الراحل عليها مرددة وهي تنزل تحت قدميها تطلب منها السماح عن ذنب لم ترتكبه
والله العظيم يا أمي أنا عمري ماقهرت باهر ولا كنت مسببة له قلق ولا كنت بنكد عليه
وهو كمان عمره مازعلني كنا زي النسمة مع بعض
بس بتحصل مشاكل زي مابيحصل مابين أي زوجين ويشاء القدر إن تحصل مشكلة في اليوم إللي ربنا كتب عليه الفراق ويروح لوجه رب كريم
واسترسلت وهي تقف تواليهم ظهرها وتضع يدها علي فمها تكتم شهقاتها التي تعلوا شيئا فشيئا من شدة تأثرها هاتفه پذعر
ليه مصرين تخلوني أتعذب وأنهار علي فكرة إني السبب في مۏته وتدمروني أنا وولادي .
ثم اڼهارت في البكاء بطريقه تدمي لها القلوب ولكن مع هؤلاء القاسيه قلوبهم لم يجدي نفعا ولم يتاثروا ببكائها ولو ببنت شفه
ثم استمعوا الى صوت تصفيق
زاهر اخيه مرددا باستهزاء على حاله تلك المسكينه
واسترسل حديثه بوعيد وټهديد
شوفي بقى يا اللي كنتي مرات اخويا الله يرحمه اللي عدى على ۏفاته شهر ونص باقي لك من العده تلت اشهر اعملي حسابك بعد انتهاء العده المأذون هيجي وهينكتب كتابنا
وعلى فكره ما عندكيش اي طريقه ترفضي بيها لانك مش هتخرجي من البيت ده واللي إنتي كان نفسك فيه عمره ما هيحصل وهخليكي تبطلي التصميم ده خالص اللي بسببه قهرتي اخويا وموتيه .
كلام ايه اللي انت بتقوله ده يا ابو البنات يا جوزي ولا عامل لي اي اعتبار بتطلب ايديها وانا واقفه ولا همك اي حاجه اعمل حسابك وجودي في البيت ده كوم ووجود البت دي كوم ومش هيحصل طول ما انا عايشة على وش
نظر اليها زاهر نظره ارعبتها ولكنها لم توضح ذلك واجابها بوعيد
انتي بالذات تخرسي ومش عايز اسمع صوتك تاني ده إنتي لسه حسابك تقيل معايا
واسترسل حديثه بتقليل من شأنها
اتفضلي اطلعي على فوق ليا كلام معاكي ومع ابوكي اللي هبعته يجي لي حالا علشان يبقى الكلام على نور اتفضلي.
قال كلمته الاخيره وهو يشير بكف يديه نحو الباب بصوت عالي مما جعلها تنتفض وتهرول الى الخارج على عجاله
علي چثتي ده في أحلامكم المړيضة وعلى فكرة وقفتى قدامكم وتوسلى ليكم ودفاعى عن نفسى مش ضعف منى لاا ولا انى
خاېفة منكم
واسترسلت توضيحها برأس مرفوعة
مش ريم المالكى اللي تسمح لحد أيا كان مين يؤمرها ويتحكم فيها أو يفرض
عليها حاجة هى مش عايزاها
ومن الآخر جواز منك مش هتجوز ولو اتهدت الدنيا فوق دماغى .
وكادت أن تخرج إلا أنه نزل علي مسامعها بكلمات متتالية جعلتها فتحت أعينها علي وسعها من الصدمة وعادت إلى الداخل مرة أخري هاتفا ذالك الزاهر ...
في منزل راندا المالكي في نفس تلك الليلة
كانت
تصعد سيارة والدها متجهين إلي المطار
فكانت تجاوره في المقعد الأمامي والدتها
وفي المقعد الخلفي تجلس هي وأبنائها
فتحدث جميل لأحفاده مرددا بحزن
والله هتوحشوا جدكم ياحبايب جدوا طول الشهرين دول .
حزنت راندا لأجل فراق والديها كعادة كل سفر لزوجها كل عام مرددة بمواساة لحالها قبل أبيها
والله يابابا أنا نفسي ولا أروح ولا أجي
نفسي نكون كلنا مع بعض في مكان
واحد ومتفرقناش الظروف أبدا بس هنعمل ايه أدي الله وأدي حكمته .
تنهد والدها بثقل من حديثها الدائم عند فراقها ككل مرة قائلا بنصح وإرشاد
كل سنه اقول لك يا بنتي كفايه كده غربه على جوزك وخليه يرجع تكملوا بقيه حياتكم وتلحقوا حبه من شبابكم وإنتي مصره ان هو يفضل
هناك مع انه كل مره بيجي فيها بيبقى ناوي انه ما يرجعش وانتي اللي تصممي ان هو يرجع
واستطرد حديثه بإبانة
انا ابوكي وافهم اكتر منك في الدنيا وبقول لك انما للصبر حدود الفلوس مش كل حاجه ووجود جوزك في وسطك انت وولادك بالدنيا واللي فيها واديكم اتربيتوا تربيه كويسه ونضيفه من غير ما اتغرب واسيبكم .
ابتسمت لحديث
والدها الذي دائما باله مشغول عليها وعلى حالها وحزين على حياتها بالرغم من عدم شكواها من سفر زوجها ولو لمره واحده واجابته باطمئنان
ما تقلقش علينا يا بابا انا وايهاب كويسين جدا مع بعض ومتفقين على حياتنا وهو عمره ما اشتكى من الغربة هو كمان زيي حابب يأمن مستقبل الولاد ده