رواية بين الحقيقه والسراب بقلم الكاتبة فاطيما يوسف
وحدث حاله بكلمات توجعه عليها
لما كل ذاك الحزن تجمع في حضرتك متيمتي التي سلبتي عقلي وأصبح يفكر بكي كل وقت وحين
قلبي وعقلي وروحي بل وكلي بات متعلقا بكي وكأنكي أصبحتي منه وبات موجوعا لوجعك
وقلبي دقاته تدق أبوابك تارة عشقا وتارة ألما وتارة شوقا لرؤيا بسمتك
وأجابها بكلمات بثت الطمأنينة داخلها قائلا بابتسامة أمل
أما جميل تحدث ناطقا بإيضاح
شوفي يابنتي أولا خلي عندك ثقة في ربك إللي سترك السنين دي كلها إنه مبينساش حد وهيسترك عمرك الجاي طالما فضلتي متمسكة بإيمانك بيه
واسترسل بعيناي تفيض حنانا باقتراح لكي يجعل بالها يهدأ
وترعاكي .
واستطرد وهو يقوم من علي طاولة الطعام بدعابة
أنا شبعت الحمدلله وعايز أشرب قهوتي من إيدك
ابتسمت بإشراقة علي دعابته وقامت من مكانها وهتفت باستئذان من فريدة وهي تنظر لها وتشمر عن ساعديها باستعداد
طبعا ده أنا أصلا أحلي حاجة بعملها القهوة
بعد إذنك ياطنط أقتحم مطبخك وأعمل لعمو جميل فنجان قهوة
أشارت إليها فريدة قابلة بدعابة مماثلة لجميل
هرولت مريم بنشاط كي تصنع قدح القهوة لجميل والشاي لها و لرحيم وفريدة بعد أن سألتهم عن مشروبهم المفضل بعد الطعام
نظرت علي أثرها فريدة وهي تتنهد بتعب من صراعها الداخلي لتلك المريم
فهي في
صراع بين قلبها وعقلها في معضلة تلك الفتاة التي اقټحمت حياة ولدها
ويبدو لها
أنها ستعاني كثيرا من ذاك الصراع فالعقل يرفض وجودها بينهم والقلب يأمره أن يصمت
وبين صراع العقل والقلب أرواحا تنهك مشقة وكبد ليس لهم نهاية
بعد مرور عشرة دقائق خرجت إليهم بآنية المشروبات ووضعتها أمامهم وأعطت كل منهم كوبه وعلي الفور تذوقوه وحقا كانت بارعة في صنعهم
فأذنوا لها بكلمات أشعرتها أنها صاحبة منزل مثلهم ولها مطلق الحرية تفعل كما تشاء
خرج معها رحيم معللا بنفس حجة مريم ولكنه بداخله يريد التحدث معها بمفردهم فهي صارت تشغل حيزا كبيرا من تفكيره بل أصبحت كل تفكيره
خرج الثنائي الهادئ متخذين المقاعد الموجودة مجلسا لهم
وبعد أن استقروا ردد
رحيم متسائلا بوجه بشوش
عرفتي تنامي امبارح ولا قلقتي زي كل يوم
تنهدت بتعب وصدر محمل بالهموم عما يجيش في كل حواسها من هواجس وخوف جراء ماحدث
لها وهتفت بحمد
جدااااااااااا الحمدلله بقالي كتييير منمتش بعمق كده
واسترسلت حديثها بتذكر
بس خاېفه وبحلم بيوم ضياعي اللي مستنيني أوووي يارحييم .
انقبض قلبه بالدقات لشعورين متضادان شعور الحب الذي أصابه عندما نطق لسانها اسمه كأعذوبة خرجت من بين شفتيها
وشعورا آخر خوف وحزن علي أمانها التي افتقدته وهي زهرة بريعان شبابها تحزن كل ذاك الحزن
شعورين في آن واحد بدقات واحدة لكن دقاتهما مختلفة كليا عن الأخري
فنظر لها بأعين تفيض حنانا كي يطمأنها ويهدأ من روعها
عايزك تطمني قلبك وبالك وتستجمي كدة علشان أنا مش هسيبك أبدا وهفضل جمبك يامريم .
دقات قلبها أعلنت الطبول علي حديثه الحنون وعيونها صارت تنظر له بتعجب وحيرة
وأفلت لسانها بسؤال نابع من قلبها دون أن تحسب له حسبان
ممكن أعرف إنت بتعمل معايا كدة من باب الشفقة والعطف
انتابه شعور حزن مغلف بالكبرياء
علي شخصها
وعلي تفكيرها بقلة لكونها في نظره أغلي من أي ثمين
وانطلق لسانه معبرا عن قلبه بدون حسبان للمنطق ولا العقل ولا حتي الأشخاص فقط نطق لسانه عما يجيش في صدره هاتفا بعاطفة احتلت قلبه منذ أن عرفها
يمكن علشان مشدود ليكي وحاسك مني !
أو يمكن علشان قلبي وكل كياني بقي حاسس إنك مسؤوله منه !
أو يمكن علشان حبيتك يامريم مثلا.
هنا امتنعت عقارب الساعة عن الدوران إجلالا لما نتج من اعتراف العاشق الولهان لتلك البريئة النسمة الرقيقة التي امتلكت الوجدان
القاتم
مرددا لها بوله
ياه مكنتش أعرف أني لما أعترف لك باللي حاسس بيه إني هسمع ردك من دقات قلبك
واسترسل بابتسامة عاشق
وصلتني إجابتك ياروما واعملي حسابك ده إسم دلعك إللي هناديكي بيه بعد كدة
قال تلك الكلمات وقام من مكانها كي يترك لها مساحة لخجلها وتوتر مشاعرها
وما
إن تركها وغادر المكان حتي وضعت يداها علي قلبها تهدأ من دقاته التي انتباتها عقب اعترافه الصريح الذي لم يكن بالحسبان
وحدثت حالها بانبهار وهي تناشد كلها معبرة عنه بكلمات خرجت من قلبها
كأن خالقي اعتراني برحمته ورزقني الحب الذي يسكن كل جوارحي ولساني كان عاجزا عن الإعتراف به !
كأن قلبي وعقلي وروحي سيفرحوا والڤرج الآتي سيعبر حياتك مريم
يا الله
كم كريم