الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية بين الحقيقه والسراب بقلم الكاتبة فاطيما يوسف

انت في الصفحة 63 من 147 صفحات

موقع أيام نيوز

عن الحبيبين رحيم ومريم فقد ازداد قربهما ببعض وصارت ارواحهم تعشق كل منها الاخرى بعد اعتراف رحيم والذي ماإن انبأها عما في قلبه وعن شعوره تجاهها اصر عليها واحاطها من جميع الجهات حتى سمع اعتراف محبتها له تلك الاخرى 
وتلك الشمطاء مي علمت المكان المتواجدة به مريم بعد يومان من خروجها من الدار ولكن تركتها كي تخطط لها تخطيطا عازمة على نجاحه تلك المرة وتحسب للخطأ قبل النجاح ألف مرة ولكنها تمهلت لأنها أحست بأنها انكشفت وأمانها أصبح مهددا وفضلت أن تأخذ هدنة كي تعيد بها حساباتها
بعد ثلاثة اسابيع اعادت راندا بأبنائها الى بلدها محطمة القلب بائسة يائسة مما حدث لها وقلب حياتها راسا على عقب فقد فضلت المكوس هناك حتى تفكر بعيدا عن والديها دون ان يؤثروا على قرارها وعادت اليوم وها هي الآن تجلس معهم تحاكيهم عن ما
حدث لها منذ وصولها حتى الان 
وما ان استمعوا الى حديثها حتى فتحوا افواههم استغرابا مستنكرين ماقالت
وبعد ان انتهت ضړبت فريده على صدرها مردده بنواح
ياميلة بختك في بناتك يا فريده !
واحده حړقت قلب جوزها وماټ في لحظتها والتانية قعدنا نتحايل عليها جوزها يرجع لما اتجوز عليها 
وكادت ان تكمل نواحها الا ان استوقفها جميل مرددا باستغراب
ايه الكلام اللي إنتي بتقوليه ده يا فريدة مين دي اللي حړقت قلب جوزها وموتته 
تقصدي ريم 
زاغت أعينها وابتلعت ريقها بصعوبة بالغة مما تفوهت به في لحظة ڠضب ولن يتركها جميل حتى تفهمه
مقصد حديثها وبالفعل الح عليها في الكلام حتى قصت عليه كل شيء بخصوص ريم 
ماإن استمع جميل الى كلام زوجته حتى احترق داخله وباتت علامات الڠضب على وجهه تقص للجالسين مدى احتراقه وغضبه 
حتي هتف لفريدة بحدة بالغة 
وكنتي عارفه الكلام ده من اسابيع وسايبه الطرطور اللي قاعد في البيت ما تعرفيهوش اي حاجه
ولا كأن له لازمه 
واستطرد بحزن شديد
والله عال يا ست فريدة يا اللي مش معتبره وجودي من الأساس وسايباني زي الأطرش في الزفة .
كانت فريدة جالسة مړتعبة من حالة الڠضب التي بدت على معالم جميل فهو في غضبه ينطبق عليه المثل المعروف اتق شړ الحليم إذا ڠضب 
قام من مكانه وهو ينظر إليهم مرددا بأمر
خلي موضوع ريم ده علي جمب وأنا هعرف أتصرف فيه بمعرفتي ونتحاسب بقي انك ازاي تخبي عليا موضوع زي ده .
كادت ان تتحدث الا انه اشار اليها بكلتا يديه ان تصمت ونظر الى راندا مرددا بملامة مغلفة بالحدة
جايه دلوقتي تبكي بعد ما حذرتك من سنين وقلت لك بدل المره عشرين كفاية
كده غربه على جوزك وبرده كان اللي في دماغك في دماغك 
واستطرد حديثه بتهكم
اشربي بقى نتيجة انك فضلتي الفلوس علي راحة جوزك في وجوده جنبك انتي واولادك 
ياما قلت لك هيجي لك اليوم وهتندمي انه كل مره يبص لك ويطلب منك وكأنه بيترجاكي انك تقولي له اقعد وما تسيبناش وتمشي ما بيلاقيش منك كده بل بالعكس كان بيلاقي منك تشجيع السفر وانه يسيبكم علشان يروح يبني لك المستقبل ويجيب لك الملايين اللي عمرها ما كانت هتكفيكي يا بنتى.
كانت تستمع الى كلماته بدقات قلب عڼيفه فلم يأتي بمخيلتها ان ېعنفها والدها بتلك الكلمات التي مزقت روحها
ثم تنهدت بثقل وألم نفسي انتابها
جراء كلماته وأردفت باندهاش
معقوله انت بتلومني انا يا بابا!
معقوله اكون انا الغلطانه في وجهه نظرك وهو اللي طعني طعڼة غدر !
واسترسلت باعتراض صارم 
قد كده مش قادر تفرق مين فينا اللي چرح
التاني مش اي چرح
اجابها متهكما بكلمات خرجت من بين
أسنانه بحدة
هو اه چرحك چرح كبير بس إنتي اللي اديتي له السکينة وناولتيها له في ايديه وما صعبتش عليكي نفسك هتصعبي إنتي عليه
واستطرد بملامح وجه مكفهرة
متسائلا
لم تتخيل رده على ما حدث لها ان يكون بتلك الشدة والحدة فهو دائما حنونا عطوفا محتويا لهم في شدائدهم
فنظرت له بعيون تلتمع الدموع داخلها هاتفه باستغراب 
كنت متوقعه اني لما اجي اقول لك اني اتخانت مين اللي امنت له واديته عمري وشبابي واستحملت الغربه معاه علشان خاطر نبني مستقبل اولادنا وفي الآخر غدر بيا انك تاخد موقف حاسم معاه مش معايا انا ليه بتعمل فيا كده يا بابا
استوعب سؤالها واردف بنبرة جادة متجنبا حزنها ولمعة عينيها بالدموع 
علشان انا عارفك يا بنتي كويس جدا زي ما انا ما عارف ايهاب اكتر منك بكتير كان دايما بيبص لك وهو ماشي ومستنيكي تقولي له اقعد وما تسيبنيش وهعيش معاك بأقل امكانيات بس تفضل في
نا وما لقيهاش منك ولا مره ولقاكي انتي مبسوطة بكده 
ڠصب عنه ضعف واحتاج للي اي راجل ما يقدرش يستغنى عنه ولقى قدامه فرصة لواحده جميلة عندها فرصه تبقى جنبه لدرجة انها خلته في سنينه الأخيره ما بقاش يطلب ولا يترجى ان هو يقعد وبالرغم من انه متجوزها من خمس سنين وإنتي كنتي بتروحي كل سنة الا انك ما حسيتيش 
واسترسل بنصح وارشاد 
وانا بنصحك نصيحة لوجه الله وبالرغم
62  63  64 

انت في الصفحة 63 من 147 صفحات