الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية بين الحقيقه والسراب بقلم الكاتبة فاطيما يوسف

انت في الصفحة 74 من 147 صفحات

موقع أيام نيوز

كانت المرة الوحيدة اللي وقفت لها بالند علشان ما تفكرش تعمل كده تاني .
بعد ان القت ريم كلماتها احست كأن دلوا من الماء الثلج سقط على راسها في ليلة شديدة البرودة 
حقا لقد قصفت جبهتها وجعلتها في موقف سيده لا تعرف الأصول 
أما والدها ماإن أنهت ابنته حديثها ضم حاجبيه وعبس وجهه وسأل مستفسرا بدهشة ظهرت علي وجهه لتلك الاعتماد
الكلام ده حصل منك يا ام باهر 
أحست أنها موضع اتهام وأجابت بتوتر وهي تنظر بعينيها جانبا 
فيها ايه اني بعت عم العيال إللي في مقام
أبوهم يطمن علي ولاد أخوه !
كفرنا ولا ايه باأبو رحيم 
قطب جبينه وهز رأسه بعدم فهم وتسائل متعحبا
يعني إنتي شايفة إن إللي إنتي عملتيه ده صح !
وتابع بإنهاء الحوار وهو ينظر إلي ابنته هاتفا بابتسامه
أنا فخور بيكي يابنتي طلعتي تربية جميل بصحيح 
وعلي فكرة حوار إنهم بيتهموكي انك السبب في مۏت جوزك ومشيلينك الذنب تنسيه خالص 
اي واحده بيحصل بينها هي وجوزها مشادات وده عمره وانتهى وإنتي بنتي وانا واثق فيكي اكتر ما انا واثق من نفسي ما تحمليش نفسك فوق طاقتها يا حبيبتي .
حين استمعت إعتماد الي كلامه حتي تشعب الڠضب في رأسها بلا رادع وهتفت بحدة 
وأنا بقول البت دي جايبة
القوة دي منين أتاري الكبارة أبوها مبيقولهاش عيب عن الصح والغلط وبقت هيصة .
أما ريم أصبحت دقات قلبها أكثر سعادة وارتياحا لما سمعته من والدها وأصبح جسدها يكاد يطير فرحا من حسمه للموقف أمام حرب ضميرها وقررت أن تترك ساحة رد الاعتبار لوالدها احتراما لوجوده وفضلت السكوت 
أما جميل لم يعطى استهزائها أي اعتبار ونظر إلي زاهر ناطقا بكلمات لاذعة قاصدا إحراجه 
انت ايه رايك في كلام والدتك واستهزائها للراجل الكبير اللي قاعد قدامها يا زاهر 
تصبب زاهر عرقا من شدة الإحراج من كلمات ذاك الخلوق مرددا بأسف 
معلش يا عمي اعذر والدتي قلبها محروق
علي مۏت ابنها وكل إللي بتعمله ده علشان ولاده ميبعدوش عنها .
نطق جميل باندهاش
هو مين بعدهم عنها !
أنا لحد دلوقتي جوزها مېت بقاله أكتر من تلت شهور وماأخدتهاش وسبتها هنا وسطكم علشان خاطر ما تتحرموش من العيال
.
اشار زاهر براسه بموافقه على حديثه وردد 
بس اكيد هتمشي في يوم من الايام وده مقصدها فاحنا بنشوف حل يرضي الجميع .
اهتز فكه پغضب وردد باستنكار
والحل من وجهة نظركم إن بنتي تتجوزك يازاهر 
هتفت اعتماد
بتساؤل
وفيها ايه يا أبو رحيم هي البرنسيسة أول واحدة هتتجوز أخو جوزها 
أجابها بثقة
لا ياأم زاهر أول واحدة هترفض تتجوز أخو جوزها 
واسترسل وهو يمسد علي ظهر ابنته بتأكيد 
وطالما بنتي رافضة يبقي مفيش جواز وإللي هي عايزاه هو إللي هيتنفذ .
طوفان الڠضب تجمع في عينيها وأشادت ببرود ممېت 
بس إحنا كدة هنبقي قطبين متنافرين والدنيا هتولع .
قطب جبينه ونطق باستفسار
وليه منبقاش قطبيين متجانسين وتبقي أهل ونمشيها بالمحبة
ضړبت علي فخذيها مرددة پغضب
علشان ولاد ابني مش هيتربوا بره البيت ده .
نطق بتأكيد
وأنا بنتي وولادها قبلها مش هيعشوا في بيت الراجل إللي فيه عايز يتجوزها وبيبص لها ومراته وأمه يبهدلوها 
ثم نظر إلي ابنته مرددا بفخر 
علشان دي البرنسيسة ريم المالكي إللي تعيش علي كيفها وبراحتها وطول ما أنا عايش محدش هيجبرها علي حاجة مش مرتاحة لها ولا عايزة تعملها.
انتفضت أعينها بحدة وهي تطالع ذلك
الرجل الذي لايختلف شراسة عن ابنته ورددت بوعيد
بس إنت كدة بتفتح باب ڼار مش هينسد إلا لما يحرقنا كلنا ونبقي زي الهشيم 
وارب الباب ياجميل علشان الكل يتراضي .
أجابها بثقة وتريث
الڼار مش هتلسع غير إللي ولعها ياإعتماد أما أنا كفيل إني أبقي جيش مطافي واقف حصن منيع من إن حر الڼار بس يوصل لبنتي.
كانت ريم تجلس رافعة رأسها في موقف فخر بأنها ابنة ذالك الرجل الذي دافع عنها بكل قوته ونصرها علي من تعمدوا إيذائها
نفسيا 
اكتفت بابتسامة مشرقة أنارت وجهها فهي حقا كانت خائڤة من رد فعل والدها حين يعلم ماحدث ولم يكن في حسابنها أنه سيتفهمها ولم يفعل مثل والدتها 
حقا ارتاح قلبها وعقلها وعاد وجهها لنضارته 
حاول زاهر تهدئة الأجواء لكن كل منهما ينظر للأخر نظرات ڼارية إلي أن قال جميل بأمر لابنته 
قومي البسي هدومك وهاتي ولادك ومتلميش
أي هدوم ولا ليهم ولا ليكي وسيبي الجمل بما حمل وبيت أبوكي مفتوح .
انتفضت بحدة وهي تنظر لهم 
بس أنا مش هتنازل عن حق ولادي يابابا.
أشار إليها أن تصمت وهتف 
حق ولادك عايزين يديهولك بما يرضي الله
ماشي عايزين ياكلوه ڼار في بطونهم يتحملوا عواقبه 
إنتي وولادك ملزومين مني لحد ما يكبروا ويبقوا رجالة .
اشتعلت الحړب بين مثلث الړعب جميل ريم اعتماد وانتهت المناقشات الحادة علي خروج ريم وأبناؤها من المنزل تحت استشاطة اعتماد وزاهر التي تجلس تخطط كما يخطط الشيطان .
في دار الايتام
امسكت هاتفها تتصل برقم ما وما ان جاءها الرد حتى رددت بملامح وجه مبهمة 
انا عايزاكي تجي لي حالا وتسيبي كل اللي وراكي ما تتاخريش انا في مكتبي .
أجابتها الأخري بسرعة 
حاضر يافندم أنا جايه حالا.
بعد
73  74  75 

انت في الصفحة 74 من 147 صفحات