الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية بين الحقيقه والسراب بقلم الكاتبة فاطيما يوسف

انت في الصفحة 82 من 147 صفحات

موقع أيام نيوز

مريم هتغير التليفون تماما وهتمسك موبايل جديد برقم جديد ميعرفهوش إلا الواثقين جدا منهم ده أولا 
وثانيا مش هنرمي التليفون القديم
هيفضل معاها لكن هنعمل حاجة بسيطة هنحط لازقة علي الكاميرا الأمامية
والخلفية وهنسيبه متهكر زي ماهو علشان تفتكر إن إنتي تحت قبضتها لسه 
أنا هحاول بقدر الإمكان أوصل لأني أهكر موبايلها بالرقم ده بس يارب يطلع هو اللي هتتواصل معاكي منه 
تساءل جميل
وافرض غيرت الرقم يابني 
أجابه ببساطة
هاخد من مريم أي رقم هتكلمها منه وهحاول أهكره 
وكمان هشغل عندك خاصية التسجيل الصوتي علشان نقدر نمسك عليها دليل 
وحاليا هعمل حاجة لو نفعت هيبقي كله تمام 
طلب منها هاتفها ودخل على الرقم وفعل عدة أشياء وبعد تقريبا ربع ساعه صفق عاليا وهو يردد بابتسامة
وقدرت أوصل لها وهكرت موبايلها 
وتابع وهو يوجه حديثه إلي مريم 
شوفي بقي هعلمك شوية حاجات مهمة تعمليها
لما تكلمك 
وفي حاجة مهمة لما ترن عليكي شيلي اللاصقات إللي علي الكاميرا علشان تطمن 
شرح لها ماذا تفعل بحرفية وهي فهمت منه بنفس الحرفية فهي تمتاز بالذكاء وسرعة البديهة 
وبعد انتهاء الحديث معها وإخبارها بماذا تفعل وجه حديثه إلي جميل كي يعلمه أمور هامة 
وأصبحت هي تنظر للأسفل تارة وتنتبه لحديثهم تارة 
كان رحيم في عالم أخر يقتنص النظرات الي معشوقته ولم يحيد النظر عنها 
كان كل تركيزه فيما حدث اليوم من والدته وجرحها لها بتلك المعاملة الفظة 
يشعر وكأن روحه تنسحب منه كلما تذكر أمر مغادرتها فهو تعود علي وجودها في نفس المكان حتي ولم يراها طيلة الوقت 
يكفي أنه يشعر برائحتها تستنشقها أعماقه بمجرد دخوله إلى فيلتهم 
وكانت هي مثله تقتنص النظرات له في الخفية وفي كل مرة يري خفيتها في النظر
إليه 
حدثتها عيونه بحزن
لاتحزني حبيبتي فأنا أعشقك ولن أتركك للأوهام تبكيكي 
فالعين نظرتها لكي والقلب نبضاته أنتي والعقل مأواه بين يديكي 
دعكي عزيزتي ممن أحزونوكي وتعي إلي قلب سيتعذب من فراقك
وحتما سينتهي .
كانت تشعر به وكأن عشق الروح للروح وصل إليها فأجابته عيونها بتعب 
ليس ماأعيشه الآن من ټمزيق روحي وما شعرت به من آلام أوهام كما سميت رحيمي 
فأنا الأنثي التي لا تستحق أن تحيا كالأسوياء ولا أن تعشق كالأحباء حبيبي 
اذهب وابتعد رحيمي فطريقي مزين بالأشواك وعبيرها سيجعلك تختنق ممن حولك معشوقي 
لا تقلق فأنت وهبتني القلب والروح والعقل وأنا وهبتك الكل وفوقهم عمري يامتيمي .
كانت ريم تنظر إليهم باندهاش شديد ومن نظراتهم أحست بأنهم عاشقان حد النخاع وقررت أن تتحدث مع أخيها فيما بعد وتفهم منه 
اثنان عاشقان يتعذبان وهم علي حافة الهاوية من الفراق المدمر لكيانهم ولكن هل سيفرقهم القدر أم سيجمعهم الزمان والمكان في أي أوان
انقضي شهران بأكملهم تغيرت فيهم الأحوال مع أبطالنا جذريا 
فوالدة زاهر
قامت برفع قضية علي ريم بضم الأولاد وجعل ولايتهم حقا لها والتشكيك في أخلاق والدتهم ووعدها المحامي اللعوب بأنه سيكسبها عن جدارة 
ومريم ونادر تتابعان مع تلك الماكرة الشريرة وحاولوا الإيقاع بها وينقصهم تقديم بلاغ للنائب العام في سرية تامة ومعهم الأدلة 
وفي خلال هذه المدة ابتعدت عن رحيم وحاول معها كثيرا ولكن لم تبدي محاولته نفعا فكانت حينما تقرر أن تلين تري نظرات عدم
الرضا من فريدة لها فتبتعد مما سبب ڠضب عارم من ذاك الرحيم لها وتوعدها بأن ينتهوا من مشكلتها وسينتقم منها أشد اڼتقام علي ابتعادها عنه وتحريمها له 
وكما تواصلوا مع مديرة الدار وتعاونت معهم في الإيقاع بتلك الماكرة ولكن خوفا عليها لم تعود إلي الدار 
واجتهدت في دراساتها وعلي وشك الإمتحانات النصف الثاني للعام الأخير والذي تسعي جاهدة أن تحصل على أعلي الدرجات والفوز بمركز عال كالمعتاد 
أما عن راندا فسددت جميع الطرق علي إيهاب وموقفها عنيد بشدة وعلي إصرار أن تنتهي من الموضوع وباتت في قوقعة حزنها وأولادها علي مشارف الضياع 
أما عن بطلنا المالك للأخلاق فهو حقا اسم علي مسمي فاليوم أتم زواجه من جوليا وأوفي بوعده 
ووالدته
غير مقتنعة بتلك الزيجة ورأت أنه تسرع في زواجه من تلك الغربية التي لا تمت لعوائدهم بصلة 
اتفق مالك معها علي ارتداء الحجاب ووافقت علي مضض لأنها تعشقه وأحبته من كل قلبها 
انتهوا من مراسم الكتاب وأخذها وذهب إلي الساحل الشمالي كي يقضوا أول أسبوع زواجا لهم هناك فتحدثت جوليا وهي تشبك يداها بيده قائلة بعشق
أنا مش مصدقه إن إحنا اتجوزنا بالسرعة دي وفي اقل من تلت شهور قد كدة بتحبني علشان كدة سرعت جوازنا
يا مالك قلبي .
وأجابها بابتسامة هادئة
طبعا ياقلبي متتصوريش أنا سعيد قد إيه بوجودك جنبي وانك بقيتي علي اسمي .
وهتفت برجاء
عمرك ماقلتها لي صريحة نفسي أسمعها منك يامالك نفسي أحسها وعيني تشوفها وهي طالعة من بين شفايفك.
ادعي عدم الفهم وتساءل بجبين مقطب
هي إيه دي ياقلبي إللي
نفسك تسمعيها.
كلمة بحبك ياجوليا ... قالتها بنبرة شجن وانتظرت رده .
بعد مدة قصيرة قام من جانبها منزعجا وينظر إليها پغضب وهو يسحب التيشيرت الخاص به ويذهب الي
الشرفة يجلس فيها پغضب عارم 
اندهشت من فعلته ومن نظراته المتحوله فقد كانت بين يديه منذ لحظات تحيا
81  82  83 

انت في الصفحة 82 من 147 صفحات