تفسير الشعراوي للآية 146 من سورة الأنعام
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
وأنت حين الذبيحة تجد باً من الدهن على الكلى، ونجد في داخلها ما يسمونه (منديل الدهن) وكذلك (ألية الخروف)، وحين ت الرأس تجد فيها نوعاً من الدهون، وقد حرّم الحق عليهم في البقر والغنم شحومهما، وكذلك {كُلَّ ذِي ظُفُرٍ} كله. وهناك استثناء في البقر والغنم هو: {إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الحوايآ}.
أي أحل لهم ما هو فوق الظهر من الشحم، وأحل لهم ه الحوايا من الشحوم و(الحوايا) جمع حوية أو حاوية أو حاوياء أو حاوياء وهي حوّي من الأمعاء أي تجمع واستدار، وفي الريف تقول المرأة عن ة القماش التي تبرمها لفها صنع منها دائرة مستديرة تضعها على رأسها لتحميه عنا ت فوقه الأشياء؛ تقول: صنعت (حواية) والحواية هنا هي
ويذيل الحق الآية بقوله: {ذلك جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ وِإِنَّا لَصَادِقُونَ}.
وليس هذا التحريم تعدًّيا عليهم، أو تعنتاً في معاملتهم، بل لأنهم بَغَوْا، والباغي يجب أن يأخذ حظه من الجزاء؛ حتى يفكر ماذا يحقق له البغي من النفع، وماذا يمنع عنه من النفع أيضاً، وحين يقارن بين الاثنين قد يعدل عن بغيه، وهم قد صدّوا عن سبيل الله، وأخذوا ربا لينمّوا أموالهم وأكلوا أموال الناس بالباطل، لذلك حرّم عليهم الحق ب الحلال. وسبحانه صادق في كل بلاغ عنه، ونعرف بذلك أن علة التحريم لب الحلال كانت بسبب ظلمهم وما بدر منهم من المعاصي فكان التحريم عقوبة لهم.
ويقول الحق سبحانه بعد ذلك: {فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَّبُّكُمْ…}.