الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية بين الحقيقه والسراب بقلم الكاتبة فاطيما يوسف

انت في الصفحة 116 من 179 صفحات

موقع أيام نيوز


الراقية مع ابنتها التي تحدثت باستفسار
يعني ياماما مالك ربنا شفاه من المړض إللي كان مانعه من الخلفة خالص 
تنهدت بارتياح وأجابتها بابتسامه تشع حمدا
أه يابنتي ربنا تم شفاه علي خير الحمد لله وجبر بخاطره 
واسترسلت وهي تنظر للسماء بدعاء
ويارب يرزقه ببنت الحلال إللي تعوضه مر العمر إللي ياحبة عيني بيمر بيه وملحقش يعيش من لحظاته ولا ساعه هنية .

عقدت هيام حاجبيها باندهاش وأردفت بتعجب 
طيب إزاي خف خالص بالسهولة دي 
اندهشت عبير من تساؤلها ونطقت باستنكار
يعني ايه ازاي ياهيام مش فاهمة سؤالك ده 
بدل ما تقولي الحمدلله إن ربنا شفاه.
ابتسمت بسماحة وأجابتها علي الفور
مقصدش يعني ياأمي الحمدلله طبعا 
واسترسلت بإيضاح
أنا إللي أعرفه انه حالته كانت صعبة ومحتاجة وقت علشان كدة استغربت .
اندهشت عبير أكثر وسألتها
وإنتي عرفتي منين ان الحالة صعبة ومحتاجة وقت ! أنا عمري ماجبت لحد سيرة.
انقلب وجهها بالاحمرار من حصار والدتها الغير مفهوم لها وأردفت بتعجب
جري إيه ياماما هو إنتي هتقفي لي علي الواحدة 
واسترسلت وهي تحمل حقيبتها

وتستعد للمغادرة
أنا مضطرة أمشي دلوقتي علشان هعدي أجيب الأولاد من التمارين بعد اذنك يا ماما وابقي سلمي لي علي مالك ومازن.
كانت عبير تنظر علي أثرها بقلب يدق پخوف مما وصل إليه تفكيرها وأرعبها بشدة 
ولكن نفضت ذاك التفكير عن بالها واستنكرته تماما واستدعت الهدوء وعادت إلي مسبحتها تستغفر الله .
في مصنع مالك الجوهري كان يتجول في الطرقات وإذا به يستمع إلي صوت أخيه يقف مع إحداهن ووجد نفسه يقترب أكثر كي يسمع مايقال بينهم دون أن يروه 
مروان بغمزة 
بس ايه يابت الطقم الجامد ده عود البطل بصحيح .
ضحكت بأنوثة مٹيرة وأردفت بدلع
والله طول عمري شياكة وأناقة ياموري مش جديده عليا يعني .
ربع ساعديه حول صدره وتابع بمشاغبة
ده إنتي باينك كنتي بطلة الملاعب بقي يامزة .
مطت شفتاها بإغراء ويدها تعبث بخصلات شعرها الحريري وتحدثت بمراوغة
ياه متفكرنيش بقي ياموري بالأيام الحلوة حكم انا بقي عندي جفاف عاطفي علي الأخر.
ابتسم بعبوس علي حديثها و هتف بزعل مصطنع
الله هما عمي ولا ايه والنظر عندهم ضعف 
هما مش شايفين الجمال والدلال ده ولا ايه 
كادت أن تجيبه إلا أن مالك ظهر من العدم ناهرا إياه بحدة 
اتفضل علي مكتبي حالا استناني هناك ومتتحركش منه أرجع لك 
واسترسل حديثه وهو ينظر إليها باشمئزاز هادرا بها بعضب جم 
ده إنتي طلعتي قڈرة ومقرفة
أوي ياشيخة 
سبحان الله الزمن مغيرش فيكي حاجة غير إنه خلاكي أوسخ من الأول 
أنا مش من النوع إللي بحب قطع الأرزاق بس معاكي قطع رزقك عين الحلال والصح 
١٠ دقايق بالظبط ومشفش وشك هنا تاني وإلا هخلي الأمن يطلعك بره .
أنهي حديثه اللاذع لها وخطي من أمامها بخطوات مسرعة غاضبة قاصدا مكتبه 
كان مروان يجلس وعلي وجهه علامات الذعر من أخيه وما إن رأه حتي أردف معتذرا وهو يومئ رأسه لأسفل
أنا أسف يامالك واعتبر دي أخر مرة يحصل كدة .
زفر مالك أنفاسه بتعب من أخيه وفضل أن لا ينفعل وأن يفهمه خطأه بكل هدوء مرددا
شوف يا مروان انا ممكن اسيبك تعمل اللي على كيفك وزي ما انت ماعايز بس مع البني ادمه دي بالذات ابعد عنها خالص لأن لا هي شبهك ولا انت شبهها 
دي واحدة مطلقة لسبب ما إنت متعرفهوش وبتتكلم بأسلوب قذر فمن الأفضل ان انت تبعد عنها خالص 
وتابع حديثه وهو على نفس الهدوء بتحذير
انا مش جايبك هنا الشغل علشان تشقط البنات وتشغلهم انا جايبك علشان تشتغل وتبقى راجل يعتمد عليه ارجوك ما تخلينيش اتعامل معاك بطريقه انت مش بتحبها وكبرت عليها .
حرك راسه بموافقه دون اي اعتراض وأردف بندم 
ماشي حقك عليا يا اخويا ما تزعلش مني انت عندك حق في كل كلمه قلتها واوعدك اني مش هعمل كده تاني .
هز مالك رأسه بابتسامة وتحدث وهو يربت على يده الموضوعة علي المكتب
تمام يا مروان وانا مصدقك لأنك راجل والراجل معروف بكلمته وما بيكذبش ابدا اتفضل على شغلك واعمل حسابك هنتعشى مع بعض النهارده ومفيش خروج .
انتصب مروان واقفا وهو يردد بموافقه 
تمام يا فندم علم و ينفذ .
وصل رحيم
 

115  116  117 

انت في الصفحة 116 من 179 صفحات