الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية بين الحقيقه والسراب بقلم الكاتبة فاطيما يوسف

انت في الصفحة 14 من 179 صفحات

موقع أيام نيوز


بتنزل لنا برده أجازة
استمع الآخر لحديثها الذي نزل على قلبه كبلسم يداوي الچروح وهتف قائلا
كل اللي إنتي قلتيه ده هو اللي مصبرني على الغربة وإني أتحمل علشان خاطر ولادي يكون مستقبلهم افضل ويعيشوا حياة نوعا ما مرضيه ليهم .
واستمر الحديث بينهم كل منهم يثابر الآخر ويشد من أزره على التحمل والصبر حتى يكملوا رسالتهم مع أبنائهم .

في فيلا مالك الجوهري
تجلس عبير وابنتها هيام جلسه الأم وابنتها المعتادة تحدثت هيام وهي تمسك بكوب العصير بين يديها متسائلة
بقول لك إيه يا أمي هو مالك أخبار علاجه إيه في تقدم ولا هو لسه زي ما هو
كادت أن تجيبها والدتها إلا أنهم استمعوا لصوت مالك يدلف عليهم مرددا بتهكم وهو ينظر لأخته نظرة ذات مغزى
وانتي مالك يا هيام تسألي عن علاجي
ليه تدخلي أصلا في حاجة زي دي 
ثم وضع حقيبته واستطرد بحدة بالغة
ولا بتسألي علشان تروحي تبلغي الهانم اللي بتبلغيها كل اخباري وكأنها هي اللي أختك ومش أنا اللي اخوكي 
إلا قولي لي يا هيام
بتقبضي كام من ورا الشغلانة دي 
نهال بتقبضك كويس ولا بتضحك عليكي 
أجابته متهكمة بكلمات خرجت من بين أسنانها باستنكار
إلزم حدودك وانت بتتكلم معايا يا مالك واعرف ان انت بتتكلم مع أختك الكبيرة
يعني إيه بقبض كام !
هو أنا محتاجة علشان تقولي الكلام ده ولا أنا أذيتك في إيه قبل كده علشان تتعامل معايا بالبرود اللي بقالك كذا شهر بتتعامل معايا بيه 
واسترسلت بسخرية
ولا إنت كتر قعدتك مع العمال خلوك تتعامل مع أختك الكبيرة بقلة ذوق 
جلس بجانب والدته ونظر لها بعيون حادة كعيون الصقر قائلا
العمال اللي إنتي بتتكلمي عنهم دول أنضف ناس 
شغالين بعرق جبينهم ومش فاضيين للقيل والقال اللي إنتي عايشة فيه ده اولا 
ثانيا أنا حذرتك قبل كده بدل المرة ألف مرة عايزة تفضلي مكملة صحوبيتك مع نهال على عيني وعلى راسي 
لكن من غير ما تنقلي لها أخباري أول بأول لأن أنا خلاص جبت اخري منك 
المرة الجاية همنعك تدخلي هنا اصلا .
كادت أن تتحدث لولا والدته عبير أشارت إليهم ان يصمتوا مرددة بعتاب
كده يا ولاد بطني تعملوا كده وانا موجودة وعايشة على وش الدنيا 
آمال لما أموت هتعملوا إيه في بعضكم إخص عليكم 
ما كانش العشم يا مالك تطرد أختك من البيت في وجودي
وما كانش العشم يا هيام تروحي للحرباية طليقته وتبلغيها أخباره على طول 
اقعدوا انتوا الاتنين واستهدوا بالله أحسن
والله العظيم اسيب لكم البيت ده خالص وامشي .
نظر مالك إلى والدته وتحدث باسف وهو يمسك كف يديها ويضع عليه ويمسك جبينها ويقبله 
انا آسف يا أمي ما تزعليش مني وحقك عليا إنتي عارفة إن البيت ده بيتك وأنا ما اقدرش إن انا أتكلم وأقول مين يدخل ومين ما يدخلش حقك على راسي من فوق
واسترسل بحزن بالغ
بس أنا صعبان عليا نفسي إن أختي الوحيدة والمفروض ان هي الكبيرة بتاعتنا تقعد مع طليقتي وتبلغها باللي بيحصل في حياتي وهي عارفة كويس هي عملت فيا إيه.
تنهدت والدته بتعب واحتضنته بشدة وأردفت قائلة بحنان بالغ
يا حبيبي ربنا يبعدها عنك ويكفيك شرها ويرزقها باللي يلهيها عنك ويرزقك إنت كمان ببنت الحلال اللي تسعدك ويشفيك يا ابن بطني .
واسترسلت متسائلة
بس ليه يا حبيبي افترضت إن أختك بتحكي لها كل أخبارك ما يمكن بتعرفها من حد تاني
قطب جبينه وهز رأسه بعدم فهم وتسائل متعجبا
هي نهال هتجيب رقمي الخاص منين يا ماما محدش يعرفه خالص غيرك انتي ومازن وعلي صاحبي وهي كمان 
أكيد ما فيش واحد منكم هيديها رقمي غيرها هي 
ثم نظر الى أخته متسائلا
صح الكلام ده ولا أنا غلطان يا هيام
فركت هيام يداها بتوتر وأجابت بزيف
والله يا مالك اتصلت بيا واتحايلت عليا اديها الرقم وقالت لي إنها عايزاك في شغل وانا كان نيتي خير ليك
واسترسلت بدفاع
ليه ما تسامحهاش يا مالك نهال بتحبك جدا وندمت على كل اللي عملته معاك
ليه ما تديهاش فرصة تانية وهي أحسن من غيرها على الاقل عارفة بظروفك وراضية بيها .
كاد مالك أن ېعنفها بالكلام إلا أن والدته أشارت اليه بالسكوت لكي ترد بدلا عنه ونظرت إلى
 

13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 179 صفحات