رواية بين الحقيقه والسراب بقلم الكاتبة فاطيما يوسف
ففتحت الباب ودخلت ونادت عليه
باهر باهر قوم احنا قربنا على العصر
باهر باهر مبتردش عليا ليا .
4
عصرا داخل البنك الأهلي بمدينة الإسكندريه يجلس
جميل على مكتبه يفحص بعض الميزانيات ويراجعها وهو يرتدي نظارته بمهنية
ثم استمع الى دقات على باب المكتب وأذن للطارق بالدخول
وإذا به المهندس نادر يدلف وعلى وجهه علامات السعادة مرددا بنصر
اترصدت له وجبت لك اسكرينات بمحاولاته للسړقة من كذا مكان .
ومد يده بالملف المطبوع به الاسكرينات .
أخذه منه جميل وهو يثني عليه بامتنان متطلعا إليه وعلامات السعاده باديه على وجهه
عظيم عظيم يا هندسه كنت واثق ومتأكد ان انت هتجيب اخره ما انا مش بشغل معايا اي حد برده
واسترسل حديثه وهو متعمق في قراءه الاسكرينات مرددا بتساؤل
استمع نادر الى سؤاله بتركيز واجابه بدقه شارحا له
شوف يا فندم الاسكرينات اللي مع حضرتك هتلاقيني موضح اربع كافيهات كان متواجد فيهم وهو بيحاول يهكر بيهم البنك
والكافيهات دي ملغمه بالكاميرات واحنا لما نقدم الأوراق اللي معانا دي لمباحث الانترنت هي بمعرفتها هتتاكد ان الاسكرينات دي صحيحه وكمان هتلاقي في الملف اللي مع حضرتك صوره له لقطها له لما كنت في الكافيه اللي في الجيزه اللي بالصدفه عرفت اوصل له منه
هتلاقي مع حضرتك في الملف ميعاد كل مره راح فيها كل كافيه تقريبا من سبع ايام بالظبط راح الكافيهات دي
فاحنا لازم نتحرك بسرعه ونبلغ مباحث الانترنت لان الكاميرات بتتفرغ بعد ١٥ يوم بالظبط علشان يتاكدوا .
نظر له جميل وسأله بتركيز
طيب انت عرفت ازاي ان هو كان بيروح الكافيهات دي
اجابه نادر بعمليه وذكاء
هايل هايل يا باشمهندس نادر بجد انت بهرتني
قالها جميل وهو معجب بذكاء نادر وأكمل باستعجال وهو يجمع الاسكرينات الورقية من أمامه ويعطيها له قائلا باستعجال
علشان يبقى عبره لكل واحد يفكر نفسه زكي عصره وأوانه ويفكر في السرقه بدل ما يستغل موهبته الالكترونيه وذكاؤه في السرقه .
اخذ نادر منه الملف مرددا وهو يقوم من مكانه باستياء
انا مش عارف اهالي الشباب اللي زي دي ازاي سايبينهم كده ولا بيسألوهم رايحين فين ولا جايين منين ولا بيعملوا ايه
والله يا نادر يا ابني ساعات الأب والأم بيبقوا بيسعوا على رزقهم علشان يخلوا اولادهم مش محتاجين حاجه فأكيد الولد ده مش راضي بحاله ولا اللي ربنا قسمه له فلجأ للسرقه واكيد امه وابوه مش عارفين هو بيعمل ايه .
اعتدل نادر بوقفته وانتصب منتويا الخروج مرددا باستنكار
ما اعتقدش يا فندم ان الولد ده من ذوي الطبقات المتوسطه او اللي تحت المتوسطه وده واضح جدا من الكومباوند اللي ساكن فيه
ومن نوع الأيباد اللي شايله وطبعا عنده كذا واحد وكمان الكافيهات اللي بيروحها ما يدخلهاش اولاد الناس اللي حضرتك بتقول عليهم
ثم استأذن من مديره باحترام وتركه
وبعد ان خرج حدث جميل نفسه بتعجب
انا مش عارف ايه الجيل المهبب اللي ما يعلم به الا ربنا ده يعني حالتهم الماديه كويسه جدا وبيسرقو
فعلا مابتهونش إلا علي الغلبان
ثم عاد الى عمله واثناء انشغاله رن
هاتفه المحمول برقم ابنته ريما
اجابها مبتسما
ريما حبيبه بابا
وكاد ان يكمل سلامه عليها الا انه استمع الى اڼهيارها وهي تردد بنحيب
الحقني يا بابا باهر مغمى عليه وعمال افوق فيه مش بيفوق خالص مش عارفه اعمل ايه تعالى لي بسرعه .
انتفض جميل من مكانه وحدثها باطمئنان
اهدي يا حبيبتي واشرحي لي ايه اللي حصل بالظبط علشان