الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية بين الحقيقه والسراب بقلم الكاتبة فاطيما يوسف

انت في الصفحة 39 من 179 صفحات

موقع أيام نيوز


قامت مستأذنة من والدتها وهي تنتوي المغادرة لكي تأتي بأولادها من النادي
وبعد ان خرجت امسكت هاتفها وهاتفت نهال وانتظرت الرد الى ان اتاها فتحدثت اليها قائله 
ايوه يا نهال أخر حاجه هساعدك فيها النوبادي لأن مش مستعدة اخسر مالك ابدا 
واسترسلت حديثها قائله لها بابانة 
شوفي يا ستي مالك عنده ميعاد في الباخرة بتاعته النهارده معاه عملاء بعد تلت ساعات من دلوقتي شوفي بقى تعملي اي حاجه على انها صدفه تاخدي مثلا اتنين من صاحباتك انتي طبعا بتروحي تسهري هناك كتير ودي عادتك او اعملي اي حجه بعيدا عن انه يشك فيا عشان المرة دي هيقاطعني خالص وده اللي انا مش مستعد له نهائي .

ابتسمت الأخرى ببلهاء وطارت من السعادة وقفزت من مكانها وانتقت من الثياب اجملها وهاتفت صديقتها قائلة لها بأمر 
بقول لك ايه يا لبنى تعالي لي دلوقتي حالا والبسي لبس خروج علشان انا عازماكي على العشا بره عايزه اروح اليخت اللي بوديكي فيه على طول واشم شوية هوا عشان مخڼوقة .
وكالعادة استجابت لها صديقتها وبعد مده ذهبا الاثنتين الى اليخت قبل وصول مالك لكي لا يشك في امرهما فهو راها قبل مره في اليخت هي وصديقتها 
وصل مالك بشياكته المعتادة لمقابلة العملاء المتفق معهم على الموعد وجلسوا في مكانهم المعروف لدي مالك في اليخت 
وظلوا يتحدثون في أمور العمل حتى انتهت المقابلة وأوصلهم مالك فظنت نهال انه لن يعود وحزنت لأنه لم يراها ولكن قفز قلبها من
الفرحة عندما عاد مرة اخرى فنظرت الى صديقتها قائلة 
شوفي بقى يا لبنى مالك هنا وانا عايزاه ياخد باله مني علشان عايزه اقعد معاه شويه فانا هقوم دلوقتي وهكسر كعب الجزمة اللي انا لابساها
فطبعا لما ينكسر هعمل نفسي اني هظبط مكياجي فهقع طبعا فانتي هتصوتي بصوت عالي علشان تلفتي انتباه كل اللي حوالينا وهو طبعا من ضمن الموجودين وسيبيني انا بقى اللي هكمل بس بعدها تستأذني وتقولي لي هروح اشتري لك شوز وجايه واقعدي لك كده قد ساعة تمام 
وما تقلقيش ليك هديه عندي على الفرهدة دي .
وما ان عاد مالك الى مكانه واستقر حتى سمع صړاخ حوله فذهب سريعا ليرى ما حدث واذا به ينصدم عندما وجدها نهال وصديقتها فقال في نفسه بحسرة 
يادي اليوم اللي زي وشك يا نهال مش عارف ايه الحظ ده اخرج في اليوم اللي إنتي تيجي فيه هنا 
وما ان رأى رجلا يمد يده اليها لكي يرفعها من مكانها لأنها تتالم من اثر الارتطام بالأرض حتى مد يده سريعا إليها فهي مهما كان طليقته وبينهما عشرة سنين ومالك لا ينسى العشره ابدا 
رفعها مالك وأوصلها الى مكانها الذي تجلس فيه الى ان استمع الى صديقتها تردد 
قلت لك يا نهال كم مره بلاش الكعب العالي زيادة عن اللزوم ده وبرده بتصممي تلبسيه
خليكي قاعده هنا مستنياني هروح اشتري لك شوز واجي احنا تقريبا مقاسنا واحد ما تقلقيش مش هتأخر عليكي .
نظر اليها مالك وهي تتوجع مرددا بتساؤل 
ضهرك او رجلك جرى لهم حاجه يا نهال تحبي اوديكي المستشفى ولا إنتي كويسه 
استمعت الي سؤاله ونظرت اليه بابتسامه هادئه ورددت بتساؤل
للدرجه دي خاېف عليا يا مالك 
تنهد مالك بهدوء ونظر اليها مجيبا على تساؤلها بذوق 
طبيعي اني لو لقيت ست وقعت قدامي اشوف هي مين واعرض عليها المساعدة علشان رجولتي بتحتم عليا كده فما بالك لما تكون انسانه كان بينا عشرة ايام وسنين فدي طبيعة مالك اللي إنتي عارفاها كويس جدا .
ارتفعت دقات قلبها من حديثه فهي استوحشت كلامه ونظراته وستظل نادمة على فراقه فهي تحبه بل تعشقه جدا ونظرت اليه وتحدثت بندم واضح على معالم وجهها قائلة 
ما آنش الاوان انك تسامح بقى يا مالك 
لسه ما جاش الوقت اللي تغفر لي فيه غلطتي اللي ندمت عليها واعتذرت بدل المره

ألف ونرجع لبعض تاني 
عمري ما كان قلبك قاسې كده طول عمري في السنين اللي انا عشتها معاك كنت دايما حنين معاياو عمرك ما شديت عليا ولا شفت القسۏة منك زي الأيام دي 
واسترسلت حديثها والدموع
 

38  39  40 

انت في الصفحة 39 من 179 صفحات