الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية بين الحقيقه والسراب بقلم الكاتبة فاطيما يوسف

انت في الصفحة 42 من 179 صفحات

موقع أيام نيوز

 

شوفي مش عايزك تفتكري اني وقوفي جنبك ده عطف انا كده هزعل جدا لو قلتي الكلمة دي تاني انا بجد يا آنسة مريم بعتبرك حد مني و يخصني ما تتصوريش انا حزين من مشكلتك دي قد ايه وقلبي قايد ڼار من ساعه ما سمعت الكلام ده منك بس ما تقلقيش انا جنبك ومش هسيبك لحد ما تمري مشكلتك بأمان بس اي وقت تحسي بالخطړ قريب منك فورا تكلميني وهتلاقيني على طول قدامك ما تقلقيش .

يا الله كم جميل شعور الانسان الفاقد للاحتواء بالاحتواء 
يا الله كم جميل لطفك وكرمك حين تبعث للروح من يهدهدها ويروي ظمأها 
يا الله كم جميل ان تبعث لنا من وسط العتمه نورا ولو كان طفيفا يطمئن قلوبنا وينر دروبنا 
كانت تلك الكلمات ترددها مريم مع حالها بعدما انتهت من الحديث مع ذاك الخلوق
كم احست بارتياح شديد عندما خرجت ما يؤرق حياتها من الم واحست بطيف امل بعدما كانت وحيدة وشعور الخۏف يدمر قلبها وكيانها ټدميرا 
ولكن هل سيستطيع ذاك الطيف انتزاعها من الحفرة قبل ان تقبع بها أم للقدر رأي آخر 
كانت تردد مريم في شرودها تلك التساؤلات التي اهلكت روحها ولكن قررت ان تصمت

لكي تستريح ثم تعود الى معركة حياتها لكي تحارب بكل قواها وتدعو الله ان تنتصر .
شعرت الأخرى پغضب عارم من حديث تلك الريم واستشاطت ڠضبا 
ولوت فمها وتحدثت بنبرة ساخطة وهي ټضرب علي فخذيها بغل 
طب ولما الست هانم بتحس وعارفه الشرع وعارفه ربنا ليه عملتي اللي عملتيه واتسببتي
في مۏته وعايشه دور الكئيبة الحزينة بتمثليه علينا والكل عمال يطبطب على الكونتيسة ريم وهم ما يعرفوش ان إنتي السبب في مۏته 
وخاتمه الكل على قفاه وسابكة الدور على الاخر بس مش علي هند ياعنيا .
نزلت تلك الكلمات على قلب ريم كالنيران التي شبت بين ضلوعها ورددت لتلك الشمطاء بتساؤل مريب 
كلام ايه اللي إنتي بتقوليه ده يا هند وعايزه توصلي بيه يعني لإن انا السبب في مۏته!
قصدك ايه انا اللي قټلته مثلا
زمت شفتاها وأنزلت بصرها للأسفل بحزن مفتعل ممزوج بمكر وتحدثت بنبرة استيائية مفتعلة 
انا كنت تحتيكوا يا حبيبتي في اليوم اللي انتم كنتم بتتخانقوا فيه مع بعض وصوتكم كان عالي وصوته هو بالذات لما كان بيقول لك يانا يا شغلك بره يا ريم تختاري ما بينا وإنتي بجبروتك قلتي له هختار شغلي وكسرتي قلبه ما مهمكيش الحب اللي كان بيحبه لك ده كله 
واسترسلت حديثها بعيون تنطق مكرا وشړا 
الراجل يا عين امه ما استحملش قسوتك في الكلام ولا استحمل شدتك معاه واڼصدم من ردك عليه وانك بعتيه بالسهولة دي علشان خاطر الشغل والكلام الفاضي اللي انت بتعمليه ده ونام النومه ما قامش منها ليه الجبروت ده كله 
ثم لوت فمها وتابعت حديثها بنبرة
ساخطة
ده انت اللي يشوفك يقول عليكي اطيب منك ما فيش وإنتي حية وحرباية بتتلون ب 100 لون وانا الوحيدة اللي هنا في البيت فاهماكي مش ريم الرقيقة الجميلة اللي الكل واخد الفكرة دي عنها .
كانت الأخرى في عالم اخر تستمع الى حديث تلك المسمۏمة الممزوج بالسخرية والټهديد واحست انها غير قادرة على النطق ولكن ليس خوفا من تلك الماكرة الشريرة ولكن تذكرت الموقف والحديث الاخير بينها وبين عزيز عيناها وروحها باتت تؤلمها من حديث تلك الهند التي غرزته پسكين داخل قلبها المسكين 
وتابعت الأخرى وهي ترفع حاجبها بمكر عندما استشفت معالم وجهها المړتعبة وظنت أنها وصلت لمبتغاها 
كلامي صدمك طبعا واعرفك اني مش قاعده هنا زي الاطرش في الزفه فا بالذوق كده هتاخدي بعضك وتاخدي ولادك وتورينا عرض كتافك ولا نقعد هنا انا وإنتي ونقابل بعض في الملعب واللي معاه الملك هو اللي يكسب .
افاقت ريم من تيهتها وقطبت جبينها باستغراب وتحدثت باستفسار 
انت ليه بتكرهيني قوي كده انا عملت لك ايه خلاكي تبقي مش طايقه وجودي وحتى بعد جوزي ما ماټ الله يرحمه لسه زي ما انتي !
حالي ما صعبش عليكي يا شيخه علشان تتعظى وتنعدلي وتنظبطي وتنضفي قلبك ده من جوه 
واسترسلت حديثها بدموع هابطة
 

41  42  43 

انت في الصفحة 42 من 179 صفحات