الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية بين الحقيقه والسراب بقلم الكاتبة فاطيما يوسف

انت في الصفحة 44 من 179 صفحات

موقع أيام نيوز

 

شوفوا ياحلوين انا خلاص قررت ان احنا نسافر لباباكم اونكل باهر الله يرحمه مېت بقى له شهر خلاص مش بإيدينا حاجه نقدمها لخالتو ريم ربنا يديها الصبر يارب 
واستطردت بنبرة حماسية لأخذها قرار السفر إلي زوجها وحبيب روحها
عايزين نسافر لباباكم من غير ما نقول له نعملها له مفاجأة وهو مش هيصدق نفسه فاكرين من كذا سنه لما عملنا له المفاجأة دي وما كانش مصدق نفسه ان احنا جينا 

ها إيه رأيكم هتبقوا معايا ولا هتبوظها لي 
صفقت سما بيديها كعلامة على فرحتها السفر الى والدها ثم احتضنت والدتها مردده بحماس مماثل 
واو فكرة جميلة يا مامي إنتي عارفة انا بعشق جو المفاجآت ده واكيد بابي هيطير من الفرحه لما يشوفنا ووعد مني هعمل وضع السايلنت ومش هتكلم نهائي الدور والباقي على الأستاذ مهاب اللي ممكن يبوظ لك الخطه .
قالت سما تلك الكلمات وهي تخرج لعابها لأخيها كعلامه على استفزازها له على سبيل المداعبة 
اما مهاب قام بإلقاء الوسادة في وجهها مرددا بنبرة اعتراضية 
شوفي بقى يا ماما البنت دي حطاني في دماغها وهي اللي بتبدا معايا بالاستفزاز الأول اهو علشان خاطر تكوني عارفة وكل حاجه قدامك 
وأكمل وهو الآخر يخرج لعابه لها ردا على استفزازها 
لعلمك بقى يا ست سما انا كمان مش هتكلم ولا هفتح بقي علشان خاطر انا نفسي اعمل المفاجأة دي انا كمان لبابا .
أشارت هي بكلتا يديها
الى الاثنين مرددة بنفي لأولادها وموضحه عدم رضاها على طريقتهم في الحوار 
بذمتكم انتم الاتنين ده طريقه حوار ما بين ولد وبنت راقيين خريجين مدارس خاصه !
وتابعت بعتاب لكلتاهما 
شوفوا بقى انتوا الاتنين إن ما انظبطوش في طريقة الكلام مع بعض مش هنسافر خالص
ينفع لما تروحوا عند بابي وتبقوا بالمنظر ده قدامه يقول عليا ايه ما عرفتش أربي مثلا !
زمت سما شفتاها وأنزلت بصرها للأسفل بحزن ممزوج بإعتذار وتحدثت بنبرة حزينة مفتعلة 
بالله يا ماما ما تزعليش احنا بنهزر انا ومهاب مع بعض هو في احسن من تربيتك لينا يا ست الكل 
ثم نظرت الى أخيها وأكملت مرددة بتأكيد على حديثها 
صح ولا أنا غلطانه يابيبو ياأحلي أخ في الدنيا 
اجابها مهاب وهو يعدل من لياقة قميصه مرددا بنبره إطرائية مسلية 
ايون انا فعلا احسن اخ في الدنيا بارك الله فيكي يا اخت سما 
ويا ريت تفضلي على النمط ده على طول علشان احبك واجيب لك شيكولاته وصندل بينور .
ما ان استمعتا الاثنتان الى تلك الكلمات التي خرجت من فاهه حتى انخرطا في الضحك من طريقته المسليه والمضحكه 
فردت سما قائله بابتسامه 
مقبوله منك يا بيبو التريقه دي وكل يهون علشان خاطر ست

الحبايب ترضى عننا بس وتخلينا نسافر الى دبى بسلام وأمان .
اخذتهم رندا بين ها الحنون وتحدثت اليهم بفخر واعتزاز على تربيتها لهم 
شوفوا يا حبايبي انا عارفه انكم متربيين كويس جدا بس لازمن ما اعديش اي موقف كده ما بينكم الا وأصلحه وقتي حتى لو كنتم بتتكلموا على سبيل الهزار دوري كأم اني اراقب هزاركم وخناقكم وحزنكم وفرحكم لأني انا هنا اللي بقوم بدور الأب ودور الأم 
وتابعت حديثها باستجواد
وانا عارفه كويس انكم ولاد حلوين ومطيعين بس لازم انبهكم اول باول لاني مش عايزين نحس انا وبابا ان عمرنا ضاع هو في الغربه وانا هنا في وسطكم بين الحقيقه والسراب فعايزاكم تعرفوا ان احنا بنضحي بسعادتنا علشان كلنا نبقى مرتاحين فهمتوني يا حلوين .
احتضن مهاب والدته واجابها بنبره محبة وجادة 
عارفه يا ماما إنتي بالنسبه لي اعظم ام في الدنيا علشان انت فانيه حياتك لينا انا وسما وبابا بكل السبل وبابا كمان اعظم اب في الدنيا علشان عمره ما حسسنا ان احنا ناقصنا حاجه فبالتالي لازم انا وسما نطلع نموذج مشرف للعظماء اللي ربونا وتعبوا علينا .
تنهدت بارتياح مما استمعت اليه من حديث ولدها الذي أثلج عن صدرها ونزل على قلبها كالبرد والسلام الذي نزل على ابراهيم حين كان محاطا پالنار وتحدثت قائله بحنان نابعا من قلبها الجميل لابنائها 
ربنا يخليكم ليا يا حبايبي ويخلي باباكم اللي
 

43  44  45 

انت في الصفحة 44 من 179 صفحات