الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية بين الحقيقه والسراب بقلم الكاتبة فاطيما يوسف

انت في الصفحة 65 من 179 صفحات

موقع أيام نيوز


تلك المريم وذلك جعلها تشتعل بداخلها وباتت تحدث حالها علي طاولة الطعام وهي تتنقل بنظراتها بينهم 
ياتري ايه حكايتك يارحيم مع البنت دي 
النظرات مش مطمنة لها ولا مرتاحة لها ويارب مايطلع إللي في بالي صح علشان لو طلع زي مانا متخيلة كدة هتقلب غم علي راس الكل 
فاقت من تيهتها علي صوت تلك اليتيمة وهي تمدح في صنع يديها هاتفه لها بشكر 

بجد تسلم ايدك يا طنط الأكل تحفة جدا 
وتابعت حديثها ولمعة الدموع بدت من عينيها مرددة بحنين 
تقريبا ما أكلتش الأكل ده من زمان من ايام ما كان عندي ست سنين ايام ما كان عندي بابا وماما الله يرحمهم .
انقطع قلب الآخرين على تلك المسكينة من ذكرياتها الأليمة التي فطرت قلوبهم مما جعل تلك الفريدة قلبها
يرق لها ويئن ۏجعا 
فتحدثت فريدة معقبة على حزن تلك المقهورة بتهوين على حالها وهي تناولها الشطيرة بحنو 
طيب خدي قطعة الكرواسون دي الأول ودوقيها وقولي لي ايه رايك فيها وبعدين عيطي براحتك ما انا خلصت من ريم بنتي وعياطها علشان خاطر افوق لعياطك إنتي كمان يا ست مريم .
قالت كلماتها بنبرة فكاهية لكي تري الابتسامة على وجه تلك التي اثرت في قلبها بسبب حديثها الأخير الذي آلمها كثيرا
وعلى فكاهيتها تحدث رحيم الى التي كل يوم بل كل لحظة تسكن كيانه اكثر من ذي قبل معقبا بنبره إطرائية
شوفي بقى ماما في المعجنات تاخد الاوسكار ولا اجدعها شيف معجنات يقدر يعمل بنفس طعامه ايد ماما .
انفرجت اساريرها من تفاخر وحيدها واطرائه على طعامها
ثم تدخل جميل في الحديث قائلا لها بود
شوفي يا مريم يا بنتي من النهاردة تعتبري البيت ده بيتك وان شاء الله لما مشكلتك تتحل مش هنسيبك علشان إنتي دخلت قلبي .
شكرته بامتنان بان على معالم وجهها ثم ابتلعت أنفاسها بصعوبة بالغة عقب ذكره لمشكلتها مرددة بعيون كلها رجاء 
هو حقيقي ممكن مشكلتي دي تتحل يا اونكل ولا انا كده خلاص خسړت كل حاجه كليتي ومستقبلي ومصيري هتبقى الأحداث لو عرفوا طريقي واللي اكيد هيعرفوه لما اروح الجامعه 
حزن رحيم لأجلها كثيرا وحدث حاله بكلمات توجعه عليها
لما كل ذاك الحزن تجمع في حضرتك متيمتي التي سلبتي عقلي وأصبح يفكر بكي كل وقت وحين 
قلبي وعقلي وروحي بل وكلي بات متعلقا بكي وكأنكي أصبحتي منه وبات موجوعا لوجعك 
وقلبي دقاته تدق أبوابك تارة عشقا وتارة ألما وتارة شوقا لرؤيا بسمتك 
وأجابها بكلمات بثت الطمأنينة داخلها قائلا بابتسامة أمل 
متقلقيش يامريم مش هتروحي الجامعة إلا لما نشوف حل لمشكلتك دي ولا هتخرجي من هنا من أساسه غير وإنتي في أمان بإذن الله.
أما جميل تحدث ناطقا بإيضاح
شوفي يابنتي أولا خلي عندك ثقة في ربك إللي سترك السنين دي كلها إنه مبينساش حد وهيسترك عمرك الجاي طالما فضلتي متمسكة بإيمانك بيه 
واسترسل بعيناي تفيض حنانا باقتراح لكي يجعل بالها يهدأ 
وثانيا بقي ياستي أنا عندي مهندس كمبيوتر عبقري في البنك هعزمه هنا علي فنجانين قهوة وهنعرض عليه مشكلتك من البداية وأنا عندي ثقة فيه بعد ربنا سبحانه وتعالى هيقدر يوصل لحل يرضينا كلنا وربنا إن شاء الله هيسخر لك جنوده إللي هتحفظك

وترعاكي .
واستطرد وهو يقوم من علي طاولة الطعام بدعابة
أنا شبعت الحمدلله وعايز أشرب قهوتي من إيدك 
قولي لي بقي بتعرفي تعملي قهوة ولا فاشلة في المطبخ 
ابتسمت بإشراقة علي دعابته وقامت من مكانها وهتفت باستئذان من فريدة وهي تنظر لها وتشمر عن ساعديها باستعداد
طبعا ده أنا أصلا أحلي حاجة بعملها القهوة 
بعد إذنك ياطنط أقتحم مطبخك وأعمل لعمو جميل فنجان قهوة 
أشارت إليها فريدة قابلة بدعابة مماثلة لجميل
اتفضلي ياحبيبتي هتريحني والله من طلبات القهوة والشاي إللي مش بتخلص الساحة ليكي وورينا شطارتك 
هرولت مريم بنشاط كي تصنع قدح القهوة لجميل والشاي لها و لرحيم وفريدة بعد أن سألتهم عن مشروبهم المفضل بعد الطعام 
نظرت علي أثرها فريدة وهي تتنهد بتعب من صراعها الداخلي لتلك المريم 
فهي في صراع بين قلبها وعقلها في معضلة تلك الفتاة التي اقټحمت حياة ولدها ومن ثم حياتهم 
ويبدو لها
 

64  65  66 

انت في الصفحة 65 من 179 صفحات