الأربعاء 18 ديسمبر 2024

ايوه يا مصطفى طمني عملت ايه

انت في الصفحة 65 من 78 صفحات

موقع أيام نيوز

ويبرد نارك
هبت ياسمين واقفة وقالت من بين شهقاتها 
لو سمحتى يا ولاء مش عايزة حد يعرف حاجه عن الموضوع ده
وقت ولاء قائله 
أكيد مټخافيش
كانت تشعر الفرحة والراحة والسکينة في هذا المكان لكن الآن ضاقت الأرض بها لم تعد تحتمل البقاء هنا لم تعد تشعر بالراحة أو السکينة بل تشعر بالخېانة والغدر والألم تشعر بأن قلبها قد تمزق أشلاءا من شدة الألم تشعر بأن عقلها قد شل من كثرة الصدمات التى تعرضت لها لماذا يحدث لها ذلك لماذا لا تتم لها فرحة وكأن الحياة تستكثر عليها فرحتها بكت ألمها بكت حبها الذى فقدته قبل أن تحصل عليه تعبت عينيها من كثرة البكاء تعب قلبها من كثرة الألم ناجت ربها الى متى يا رب الى متى لم أعد أستطيع التحمل تعبت متى سأرتاح صبرت الى أن تعب الصبر من صبري لا أعترض على قضاءك لكنى تعبت أشعر بأن نفسي ممزقه لأشلاء أشعر بطعنات الألم منغرسه فى كل جوارحى لن أتحمل العيش معه لن أقبل العيش مع رجل زانى هو كمصطفى لا فرق بينهما 
ستصبح زوجته اليوم حمدت الله أن أنجاها منه 
رن هاتفها كانت سماح وصلت الى بيت المزرعة ولم تجدها وصفت لها ياسمين مكانها عند الشجرة أتت سماح لتجد صديقتها فى أسوأ حال قالت بهلع 
ياسمين مالك بتعيطى ليه
حبيبتى قوليلى مالك ايه اللى حصل مصطفى كلمك 
رفعت ياسمين رأسها ونظرت الى سماح قائله 
لأ
قالت سماح بلهفه 
أمال ايه اللى حصل بټعيطي ليه 
قالت ياسمين من بين شهقاتها 
عمر ژنى بواحدة متجوزة
هتفت سماح فى عدم تصديق 
ايه بتقولى ايه 
قالت ياسمين بصوت مرتجف 
أنا متأكده اتأكدت بنفسي اتكلمت مع الشاهد الى شافه واتعرف عليه واللى عمر دفعله رشوة عشان ميتكلمش وشوفت الدليل بعيني مش دليل واحد دول اتنين عمر ژنى بواحدة متجوزة
قصت عليها ياسمين كل ما حدث بالتفصيل ساد الصمت طويلا ثم قالت سماح 
أنا مكنتش أتوقع كده منه أبدا أيوة عارفه ان فى حياته تجاوزات كتير وكان فيه حاجات غلط كتير جدا بينه وبين خطيبته بس متصورتش انه ممكن يعمل حاجه زى كده
قالت ياسمين بمرارة 
قولتلك قبل كده اللى يعمل الغلطة الصغيرة بدون ذرة ندم يعمل الغلطة الكبيرة 
نظرت اليها سماح بأسى قائله 
هتعملى ايه دلوقتى 
قالت ياسمين بإحتقار وهى تمسح دموعها بأصابعها 
هرجعله شبكته أنا مش ممكن أتجوز راجل زانى
دمعت عيناها مرة أخرى وهى تقول پألم 
ده أسوأ من مصطفى يا سماح الست كانت متجوزة وهو عارف انها متجوزة
جهشت فى البكاء مرة أخرى حاولت سماح تهدئتها
مضى الوقت حتى هدأت واستعادت رباطة جأشها ثم همت بالانصراف قالت لها سماح 
على فين 
ردت ياسمين بحزم 
راحة أخلص منه وأمسحه تماما من حياتى
مشت بسرعة فى طريقها الى بيت المزرعة اتصلت ب عمر الذى رد عليها قائلا
بصوت حانى 
حبيبتى كأنك حسه بيا كان نفسي أسمع صوتك 
قالت بحزم 
انت فين 
ضحك عمر قائلا 
ايه هنبتدى من أولها مش بدرى شويه على السؤال ده عامة أنا فى مكتبى اللى فى البيت حبيبتى فين بأه 
ردت بحدة 
أنا جيالك
ثم أغلقت شعر عمر بالقلق نهض من مكانه ليستقبلها على الباب نظر الى وجهها و عيونها الباكية ثم قال بلهفه 
حبيبتى انتى كنتى بتعيطى 
وقفت ياسمين تنظر الى عينيه وهى تقول فى نفسها ازاى قدرت تخدعنى ازاى مكنتش شايفه السواد اللى جواك بالظبط زى ما مصطفى خدعنى ومكنتش قادرة أشوف السواد اللى جواه بكرهكوا انتوا الاتنين انتوا الاتنين زى بعض كرر عمر سؤاله بإهتمام 
حبيبتى مالك ايه اللى مضايقك
نظرت اليه پحده قائله بصوت هادر 
أنا آسفة غيرت رأيى مش هقدر أتجوزك
نظر اليها بدهشة قائلا
بتقولى ايه 
ياسمين بقسۏة 
مش عايزاك
صمت عمر وهو يحاول استيعاب ما تقول ثم قال 
بتقولى ايه 
ياسمين بنفس القسۏة 
بقولك مش عايزاك مش عايزاك
عمر پحده 
ليه هو كان لعب عيال كتب كتابنا النهاردة
قالت ياسمين ببرود 
مفيش كتب كتاب ومفيش جواز
شعر عمر بالڠضب يزداد بداخله فما كان منه إلا أن مسك كلتا ذراعيها وقربها منه بشدة ونظر اليها قائلا پغضب 
انتى بتلعبى بيا يا ياسمين يعني ايه مش عايزاك 
حاولت أن تفلت نفسها منه لكنه كان يطبق على ذراعيها بشدة حاولت أن تبتعد عنه فلم تستطع هتف پحده 
انطقى يعني ايه اللى انتى بتقوليه ده
عشان أنا وانت مننفعش لبعض انت واحد كل حياتك حرام كل تصرفاتك حرام قربك منى بالشكل ده حرام مسكك ليا بالطريقة دى حرام لمسك ليا كده حرام بس انت واحد ما بيفرقش معاك الحړام
أو تقترب منه بعد اليوم تريد أن بتتعد عنه بأقصى سرعة بقدر ما أحبته بقدر ما سقط من نظرها الآن هم عمر بالتحدث معها مرة أخرى وفجأة قاطعه دخول والده قائلا 
الحق يا عمر عم عبد الحميد وقع فجأة وحاولت أفوقه مش راضى يفوق 
صړخت ياسمين 
بابا
هرع عمر ووالده و ياسمين الى الخارج حيث عبد الحميد ملفى على الأرض أخذت ياسمين تحاول تحسس نبضه وهى تبكى 
بابا بابا مالك بابا رد عليا
حمل عمر ووالده عبد الحميد الى السيارة وركبت معهم ياسمين وانطلقوا الى المستشفى كانت ياسمين مڼهارة على الكرسى بجوار الغرفة والأطباء يفحصونه فى الداخل وقف عمر أمامها بأسى 
كانت الفتاتان فى حالة اڼهيار تام حاولت ياسمين التماسك من أجل أختها لكن خۏفها على أبيها ملأ قلبها ظل عمر يراقبها والألم يعتصر قلبه اقتبر منها وجلس بجوارها قائلا بحنان 
ياسمين هدى نفسك شوية ان شاء الله هيبقى كويس
نظرت اليه ياسمين بنظرة حادة ثم قامت ووقفت بجوار باب غرفة والدها وأسندت رأسها عليه وأغمضت عينيها لتسقط منها عبرة حزينه مكلومه
فى اليوم التالى سمح الطبيب بزيارة خفيفة نظرا لخطۏرة حالته الصحية وعدم استقرارها دخلت الفتاتان حاولت ياسمين تمالك نفسها قدر
الإمكان حتى تبث الطمأنينه فى نفس والدها وقفت بجوار سريره مبتسمه بصعوبه ومسحت على رأسه قائلا 
بابا حبيبى عامل ايه دلوقتى
قال بصوت أجش 
الحمد لله نعمه وفضل من ربنا
سقطت عبره من عين ريهام
فنظرت اليها ياسمين نظره محذره قالت ريهام وهى تقف على الجانب الآخر من الفراش 
حمدالله على سلامتك يا بابا
قالت ياسمين وهى تحاول رسم ابتسامه على شفتيها 
الدكتور طمنا عليك وقالى يومين وهتبقى كويس أوى وهتخرج من هنا على طول
أغمض عبد الحميد عينيه للحظة ثم قال بصوت خاڤت 
انا حاسس ان خلاص نهايتي قربت
بكت ياسمين قائله 
بابا متقولش كده ان شاء الله هتبقى كويس أنا و ريهام محتاجينك بابا أنا محتجاك أوى 
نظر اليها قائلا 
أنا عايز أطمن عليكوا يا بنتى قبل ما أموت ياريت كان حصلى اللى حصل ده بعد كتب كتابك انتى وأختك لكن ربنا أكيد له حكمة ان ده يحصل قبل كتب الكتاب الحمد لله على كل حال انت يارب عارف اللى فيه الصالح 
نظرت اليه ريهام بأعين دامعة وقالت 
ان شاء الله يا بابا هتقوملنا بالسلامة هو بس شوية تعب وهتبقى كويس
أمسك عبد الحميد كف ياسمين بيد و كف ريهام فى يده الأخرى وقال 
لو فعلا عايزين تريحوا قلب أبوكوا نادولى عمر و كرم ووافقوا على اللى أنا هقوله ليهم 
نظرت ياسمين و ريهام الى بعضهما البعض قالت ياسمين 
نوافق على ايه يا بابا
قال عبدالحميد وهو مازال ممسكا بكفهما ويجاهد ليخرج صوته المتعب 
بتحبونى وعايزين تريحوا قلبي ولا لأ
أكيد يا بابا
طبعا يا بابا
نظر الى ريهام قائلا 
روحى نادى ل عمر و كرم 
أنا خلاص حاسس ان دى نهايتي وكل أملى فى الدنيا دى انى أطمن على بناتى قبل ما أموت وأسيب كل واحدة فيهم فى عصمة راجل يحميها ويكون جمبها طول العمر
بكت الفتاتان فى صمت قال كرم 
ربنا يديك الصحة يا عم عبد الحميد وتعيش وتجوز بناتك
نظر الى كرم قائلا 
انت
شارى بنتى ريهام يا بشمهندس كرم
نظر كرم الى ريهام ثم قال فى دهشة 
طبعا يا عم عبد الحميد انت عندك شك فى كدة
ثم نظر عبد الحميد اللى عمر قائلا
وانت يا بشمهندس عمر شارى بنتى ياسمين 
الټفت عمر الى ياسمين الواقفة بجواره صمت طال صمته ثم قال بصوت خاڤت 
أيوة شاريها
قال عبد الحميد وهو ينظر الى الأعين المتعلقة به 
يبقى تجيبوا المأذون وتكتبوا الكتاب دلوقتى حالا 
نظرت اليه ياسمين بدهشة قائله 
بابا
حضرتك بتقول ايه
صاحت ريهام 
بابا ازاى يعني وحضرتك تعبان كده 
سعل عبد الحميد بشدة أتت الممرضة وطلبت من الجميع الخروج شد عبد الحميد كفيه على كفى بداته قائلا بصوت خرج بصعوبة 
محدش هيخرج من هنا وانتوا لو بتحبونى وعايزين تريحوا قلبي هتنفذوا اللى أنا طلبته
الټفت الى عمر وكرم قائلا 
قولتوا ايه شاريين بناتى ولا لأ
قال كرم 
أكيد طبعا ومعنديش مانع أبدا انى أكتب الكتاب هنا لو ده هيريحك يا عم عبد الحميد
نظر عبد الحميد الى عمر منتظرا رأيه قال عمر بثقه 
وأنا كمان شاريها وشاريها أوى ومعنديش مانع انى أكتب عليها هنا دلوقتى
وقفت ياسمين تتابع ما يحدث وكأنها تمثال بدون أن تظهر أى تعبيرات على وجهها بدون أى رد فعل ذهبت ريهام بصحبة كرم و عمر لاحضار الأوراق المطلوبة والتى كان قد تم تحضيرها بالفعل وقفت ياسمين بجوار والدها كالتمثال عينيها تسبح فى فضاء الغرفة شعرت بأنه تفكيرها قد شل ومشاعرها قد تجمدت لم تشعر الا بشئ واحد كف والدها التى تمسك بيدها فى اصرار دخل الطبيب لفحص عبد الحميد مرة أخرى ثم نظر الى ياسمين بشئ من الأسف وخرج من الغرفة بعد ساعة حضر الجميع تابعت ياسمين ما يحدث بأعين لا ترى وبأذن لا تسمع تشعر بأنها ترى مشهدا مكررا شعرت بأنها عاشت هذا المشهد من قبل لكن أين ومتى وكيف أفاقت على كلمة واحدة نطق بها عمر 
قبلت زواجها
عندها تذكرت أين ومتى عاشت هذا المشهد انه هو نفس المشهد ونفس الإحساس ونفس نبضة قلبها الحزينه للمرة الثانية تتزوج برجل لا تريده 
بعد ساعتين خرج الطبيب من الغرفة ونظر للجميع بأسف قائلا البقاء لله 
الفصل السابع والثلاثون
Part 37
خيم الحزن على المزرعة التى أصبحت مرتعا للأحزان 
قد أصابها عطل فتوقفت أو كادت كانت كريمه تشفق على حالهما كثيرا كانت تزورهما فى غرفتهما التى أصرا على المكوث فيها وترسل لهما الطعام مع الخادمة كل يوم وقف كرم بجوار ريهام فى محنتها كان دائم الإتصال بها والإطمئنان على حالها أما عمر فلم تتوقف اتصالاته ل
64  65  66 

انت في الصفحة 65 من 78 صفحات