الأربعاء 18 ديسمبر 2024

ايوه يا مصطفى طمني عملت ايه

انت في الصفحة 66 من 78 صفحات

موقع أيام نيوز

ياسمينالتى لم تجب على أى منها حتى أضطرت الى غلق هاتفها كان عمر يشعر بالحيرة لماذا انقلبت عليه فجأة هل هو التوتر الذى يسبق الزواج هل عادت الى مخافها مرة أخرى لماذا لا تعطيه وتعطى لنفسها فرصة هل تجربتها المريرة ستظل تقف حائلا بينهما كاد أن يجن من كثرة التفكير لم يجد حلا إلا فى التحدث مع والدته علها تريح قلبه قال عمر 
أنا بس نفسي أعرف ليه هى قالتلى كده كلمتها وجعتنى أوى عارفه يعني ايه حبيبتى ويم كتب كتابنا تقولى مش عايزاك وكده بدون أسباب
استمعت أمه الى حديثه كاملا وعن تفاصيل آخر لقاء له مع ياسمين صبيحة يوم كتب الكتاب ثم قالت فى هدوء 
بص يا عمر كتير بنات پتخاف لما الموضوع بيدخل فى الجد يعني پتخاف انها تكون اختارت غلط پتخاف انها لسه مش عارفه كويس الراجل اللى هى هتبقى مراته تعرف آخر مرة كانت ياسمين عندنا هنا قبل كتب الكتاب بيومين جت سيرة الماجستير والدكتوراه بتوعك لقيتها مندهشة يعني حتى مكنتش تعرف عنك المعلومة البسيطة دى هى فعلا يا عمر لسه البنت متعرفش حاجات كتير عنك وده أكيد مخوفها دى مخاۏف أى بنت عادية ما بالك بأه بواحدة مطلقة وكانت متجوزة واحد أستغفر الله زى طليقها ده راجل معندوش ضمير متخيل حجم المخاۏف اللي جواها عاملة ازاى خاصة ان والدها قال ان طليقها
ده مكنش باين عليه كل اللى عمله ده وكان باين عليه واحد محترم وابن ناس اللى عايزة أقوله ان رغم انى مش معاها فى انها تهرب زى ما بتهرب دايما ولازم تواجه كل اللى مخاوفها بس برده مقدرة ان البنت ممكن تكون مخاوفها سيطرت عليها لدرجة خلت تفكيرها يتشل لدرجة خلتها مترددة وبتفكر فى الحاجة ألف مرة وكتر التفكير بيفتح مجال للشيطان انه يدخل ويوسوس براحته 
تنهد عمر قائلا 
يعني أنا أعمل ايه دلوقتى 
بص يا حبيبى دلوقتى هى بتمر بحالة نفسية صعبة بسبب مۏت والدها وبسبب جوازها المفاجئ بعد ما جتلك وقالتك ان الجواز ملغى فكل اللى مطلبو منك هو انك تفضل جمبها فى أزمتها وتتحملها لحد ما تخرج منها على فكرة يا عمر الست بتقدر أوى الراجل اللى يقف جمبها وتحسن انه سند ليها الست لما بتلاقى راجل بيحبها وخاېف عليها وواقف جمبها حتى وقت الخلاف بينهم لازم ڠصب عنها تعشق التراب اللى بيمشى عليه ياسمين خلاص بأت مراتك وانت جوزها وكمان البنت ملهاش أى حد غير أختها الأصغر منها يعني انت كل عيلتها دلوقتى يا عمر 
أومأ عمر برأسه وقد شعر بالراحة للحديث مع أمه فقد أجابت على الأسئلة التى كانت تعتمل داخل عقله وقلبه قرر أن يقف بجوار حبيبته فى محنتها ولن يتخلى عنها أبدا 
حاول أن يتصل ب ياسمين مرة أخرى لكن هاتفها مازال مغلقا فخرج من منزله وتوجه الى غرفتها فى سكن العمال طرق الباب بعد فترة فتحت ريهام مرتدية اسدال الصلاة نظرت اليه بإستغربا فقال لها 
ازيك يا ريهام أخبارك ايه 
كويسه الحمد لله
ياسمين موجودة 
أومأت برأسا فقال 
طيب لو سمحتى قوليلها انى عايزها
حبيبتى انتى كويسه 
أومأت برأسها وتحاشت النظر اليه رفع يده ليمرر ظهر أصابعه على وجنتها قائلا 
أفله تليفونك ليه وليه مبترديش عليا
أبعدت وجهها عن أصابعه فسحب يده وظل ينظر اليها فى صمت وهى مازالت تتحاشا النظر الى وجهه طال الصمت بينهما نظر اليها قائلا 
ماشى هسيبك براحتك بس لو سمحتى افتحى تليفونك عشان لما أحب أطمن عليكي بدل ما كل شوية تلاقيني جايلك هنا أنا سبتك الكام يوم اللى فاتوا
برحتك بس قدرى انى قلقان عليكي وحابب أسمع صوتك وأطمن عليكي 
صمت برهه ثم قال 
ماشى يا ياسمين
أومأت برأسها فقال 
لو احتجتى حاجه كلمينى 
غادر عمر وعادت الى سريرها تلقى بنفسها عليه اعطت
ريهام ظهرها حتى لا ترى العبرات التى تتساقط من عينيها فى صمت سألت دموعها لماذا تسقطين يا دموعى أبسبب مۏت أبي الرجل الوحيد الذى أثق به فى هذه الدنيا أم تسقطين بسبب حالى وما يحدث لى كفى يا دموعى عن السقوط لم أعد أحتمل حرارتك على وجهى ألا تجفين أبدا لماذا تذكرينني دائما بطعمك المالح فى فمى أريد أن أنسى طعمك يا دموعى لماذا تذكريني بك دائما وتخرجين من عيناى بكل اصرار وكأنك تتحديني وكأنك تتعندين أن تؤلميني لماذا يا دموعى لا ترحميني !
اقتربت منها ريهام وجلست بجوارها على الفراش التفتت ياسمين اليها وجلست قالت ريهام بأسى 
وحشنى أوى يا ياسمين
اغرورقت عينا ياسمين بالدموع قائله 
وأنا كمان وحشنى أوى
ثم قالت 
عايزين نعمل صدقة جارية ليه
أومأت ريهام برأسها قائله 
زى ايه 
مش عارفه لسه بفكر بس عايزين نعمله أكتر من حاجه عشان ثوابه يكون أكبر
ثم تساقطت عبرة من عينيها وهى تقول بصوت مرتجف 
الانسان لما بېموت الحاجة الوحيدة اللى بيستمر ياخد عليها ثواب هى ان ولاده يدعوله ويعملوله صدقة جاريه وعايزين نعمل لماما كمان 
أومأت ريهام برأسها وأسندتها على كتف أختها قائله 
ماشى أنا هديكي كل الفلوس اللى أنا محوشاها من مرتبي وانتى شوفى هتعملى بيها ايه
قالت ياسمين 
لأ مش هاخدهم كلهم احنا لسه منعرفش احنا هنعيش ازاى خلاص كدة معاش بابا الله يرحمه اتقطع عننا لاننا اتجوزنا يعني ملناش أى مصدر رزق نعيش منه الا شغلنا هنا وأمورنا دلوقتى اتلخبطت
رفعت ريهام رأسها ونظرت اليها قائله 
ايه اللى هيحصل دلوقتى يا ياسمين أقصد بعد ما كل واحدة
فينا اتكتب كتابها وبعدين ايه اللى هيحصل طبعا الفرح لازم يتأجل بس هل هنفضل نشتغل عندهم زى ما احنا ولا لأ ولو مشتغلناش هنصرف على نفسنا منين
نظرت ياسمين الى ريهام قائله 
ربنا موجوده مش هيسبنا اطمنى يا ريهام ربنا قادر يبعتلنا الحل لكل مشاكلنا
فتحت ياسمين أحد الأدراج بجانبها وأخرجت مصحفا وفتحته وأسندت ظهرها الى الوسادة خلفها وبدأت فى القراءه رجعت ريهام بظهرها للخلف وأسندت رأسها على كتف أختها تستمع الى تلاوتها 
فى اليوم التالى خرجت ريهام من الحمام لتجد أختها ترتدى ملابسها فسألتها 
انتى خارجه 
قالت ياسمن شارحه 
أيوة هروح أشوف موضوع الصدقة الجارية اللى اتكلمنا عنه امبارح
آجى معاكى
لا يا حبيبتى مفيش داعى خليكي
خرجت ياسمين توجهت الى الطريق المؤدى للبوابة كان عمر يقف أمام البوابة يتحدث الى رجل داخل سيارته نظر الى ياسمين فتجاهلت نظراته أنهى عمر كلامه مع الرجل الذى انطلق بسيارته خارج المزرعة ثم توجه اليها يقطع طريقها قائلا 
ياسمين راحه فين
نظرت اليه يالله لكم تؤلمنى رؤيته وتذكرنى بكل ما أريد نسيانه أعاده سؤاله 
راحه فين يا ياسمين قالت بهدوء 
نازله المنصورة
تعملى ايه فى المنصورة
قالت بشئ من نفاذ الصبر 
هشترى شوية حاجات
قال وهو يهم بالإنصراف 
طيب ثوانى هجيب العربية وآجى
قالت بسرعة 
مفيش داعى أنا هروح لوحدى
نظر اليها بحنان قائلا 
ازاى يعني أسيب مراتى تركب فى المواصلات وأنا موجود
خفق قلبه عندما سمعت منه كلمة مراتى تلك الكلمة التى تحاول أن تتناساها لكنها واقع وأمر مفروغ منه لم تعد تستطيع الهرب 
عاد عمر و أحضر سيارته أوقفها أمام ياسمين وفتح لها الباب شعرت بإحساس غريب هو مزيج من خوف وحيرة وتردد للمرة الأولى تركب سيارة رجل غريب بمفردها ذكرت نفسها ليس غريبا يا ياسمين بل هو زوجك زوجك الذى فرض عليك فرضا زوجك رغم أنفك اهربي منه فى عقلك كما تريدين لكنك لن تستطيعي الهرب من الواقع أبدا 
ترددت لحظات فى الركوب نظر اليها عمر يراقب ملامح التردد على وجهها ركبت بجواره بجوار زوجها شعرت بالرهبة تنهدت وحاولت السيطرة على خفقات قلبها هى حتى لا تعلم مما هى خائفه سار عمر فى طريقه الى المنصورة يلقى نظرة عليها كل فترة نظر اليها قائلا 
عايزه تروحى فين 
صمتت لتفكر ثم قالت 
عايزة أروح أى مكتبة اسلامية
قال بإستغراب 
مكتبة اسلامية 
أومأت برأسها فقال 
ليه 
قالت بهدوء 
عايزة أشترى مصاحب عشان أحطها فى المسجد اللى فى القرية صدقة جارية لبابا وماما الله يرحمهم
تضايق عمر لكنه أخفى ضيقه مراعاة لمشاعرها وللظروف التى تمر بها توقف أمام المكتبة نزل معها وواختارت ما تريد وعندما همت بفتح حقيبتها وجدت عمر
يسبقها ويخرج محفظته فقالت بسرعة 
لأ أنا اللى هدفع 
نظر اليها عمر نظرة محذرة نظرة صارمة دون أن يتكلم كم اخافتها نظرته فألجمت لسانها يا لهاتين العينين هما قادرتان على غمرها بالحنان تارة وعلى اخافتها تارة أخرى دفع عمر المبلغ للرجل وحمل المصاحف ووضعها فى صندوق السيارة وتوجه الى باب ياسمين وفتحه لها ركبت ياسمين وركب عمر وانطلق فى طريقه ساد الصمت قطعته ياسمين وهى تخرج المال من حقيبتها وتعده ثم تعطيه له فى حده قائله بحزم 
اتفضل
ألقى عمر نظرة على المال ثم عليها صمت للحظات بدون رد فعل ومازالت يدها ممدودة بالمال ثم أخذه منها ووضعه بإهمال على تابلوه السيارة نظرت أمامها قال عمر بهدوء لكن بحزم 
تانى مرة لما أكون معاكى فى مكان أوعى تفتحى شنطتك وتحاولى انك تحاسبي أنا راجل مش شوال جوافة
قالت بهدوء 
الحاجة دى بتاعتى وأنا اللي لازم أدفع تمنها
قال بحزم دون أن ينظر اليها 
ده يبقى بينى وبينك مش أدام الناس 
ثم نظر اليها قائلا 
اتفقنا 
نظر اليه تلاقت نظراتهما هى تحاول قراءة عينيه وهو يحاول قراءة عينيها أومأت برأسها ثم عادت لتنظر أمامها فسألها 
عايزة تروحى مكان تانى 
قالت بتردد 
لو مش
هعطلك عايزه أروح أى دار أيتام هنا
فكر عمر قليل ثم قال 
ماشى 
ثم نظر اليها وابتسم ابتسامه عذبه قائلا 
حبيبتى تأمر وأنا أنفذ
اختلج قلبها لابتسامته الجذابه وكلماته الرقيقة فأشاحت بوجهها وذكرت نفسها بكل ما علمته عنه وبكل ما تكرهه فيه 
سمعت ريهام طرقات على الباب فقامت لتفتح ظنا منها أنها ياسمين لكنها وجدت كرم أمامها ابتسم لها قائلا 
وحشتيني جيت أشوفك
ابتسمت ريهام بخجل وقالت 
احنا كنا لسه أفلين مع بعض من شوية
قال فى مرح 
انتى فاكرة ان صوتك كفاية يعني ده أنا لما بتكلم معاكى فى التليفون بحس انك بتوحشيني أكتر
سألها بخفوت 
ياسمين جوه 
لأ خرجت راحت المنصورة
ابتسم كرم قائلا 
كويس 
ولدهشتها وجدته يدفعها ويدخل ويغلق الباب قالت بدهشة 
كرم انت بتعمل ايه
قال بجديه 
عايز أتكلم مع مراتى ايه فيها حاجه
أشارت الى الباب المغلق قائله 
بس مش كدة مينفعش كده
ضحك قائلا 
يا بنتى انتى مراتى
انت بتهرج على فكرة
ابتسم قائلا 
أموت فيك وانت مكسوف كده
65  66  67 

انت في الصفحة 66 من 78 صفحات