السبت 30 نوفمبر 2024

رواية كاملة للكاتبة روز آمين

انت في الصفحة 58 من 138 صفحات

موقع أيام نيوز


إيثار فين يا وداد 
نظرت عليه لتجيبه باحترام 
خرجت في الجنينة يا باشا
هز رأسه لتسوقه قدميه وقلبه يرفرف يسبقه إليهاخرج يتطلع على المكان بترقب شديد وعيناه تجول الحديقة بلهفة تحولت لراحة واستقرار صاحبتها رجفة بقلبه حين رأها تتجول بين الزهور بينما هي أجملهم وأزهاهمكانت تميل عليهم ټشتم رائحتهم بطريقة أظهرت كم إنجذابها إليهماستمعت لصوته الرخيم من خلفها وهو يقول بمداعبة 

يا بخت الزهور
انتفضت بوقفتها لتواجهه منتصبة الظهر وقد اكتسى وجهها باللون الأحمر الداكن الناتج عن شدة خجلهاشملها بابتسامة رائعة قبل أن ينحني ليحمل الصغير ويثبته بين أحضانه ليميل على وجنته واضعا قبلة حنون قبل أن يقول بنبرة حنون 
أخبارك إيه يا بطل
كويس نطقها بملامح وجه عابسة ليسأله الأخر باهتمام وجدية
مالك يا حبيبيمين اللي مزعلك
أشار بأصبع السبابة باتجاه والدته لينطق بنبرة حزينة
مامي
شهق بافتعال ليحول بصره سريعا على تلك التي نظرت لصغيرها تلومه بعينيها ليسألها بنبرة جادة
مزعلة يوسف ليه يا مامي
خلاص يا چو قالتها بتنبيه للصغير فأعاد هو السؤال للصغير
قولي إنت مامي مزعلاك في إيه
أجابه بعبوس شديد 
قولت لها إني عاوز أعوم في البيسين بس رفضت وقالت لي مش هينفع علشان ده مش بيتنا
على الفور حول بصره إليها يرمقها بنظرات حادة ممتزجة بالحزن واللومفتلك هي المرة الثانية على التوالي التي تخبر بها الصغير بأن هذا ليس بمنزلهما وأن إقامتهما به مؤقتهلينطق بصوت حاد لا يقبل المناقشة بعدما رمقها بقوة وكأنه يحذرها من تكرارها 
مامي بتهزر معاك يا يوسفالبيت ده بقى بيتكم خلاص وهنعيش فيه كلنا مع بعض وبالنسبة للبيسين تنزله وقت ما تحبوأنا هخلي كابتن علي اللي بيعلم بيسان العوم يعلمك إنت كمان
واستطرد بنبرة حنون بعدما حول بصره على الصغير 
تعالى نغير هدومنا علشان نعوم حالا
بجد يا عمو نطقها بسعادة ليتابع متسائلا ببراءة 
يعني اقدر أنزل البيسين زي ما أنا عاوز
أكيد يا حبيبي قالها بتأكيد لينطق الصغير وهو يمرر كفه الرقيق على وجنته 
ميرسي يا عمو وميرسي كمان على الثلاجة اللي طلعتها فوق ومليتها بالشيكولا اللي أنا بحبها أنا سألت مامي وقالت لي إن إنت اللي طلعتها في الاوضة مخصوص علشاني
بنبرة تشع حنانا أجاب على الصغير 
يا حبيبي أي حاجة نفسك فيها تعالى وقول لي عليها وأنا هجيبها لك فورا وملكش دعوة بمامي مامي عندها شوية عقد وكلاكيع كده وأنا هعرف أخرجهم لها بطريقتي نطق كلمته الاخيرة بغمزة وقحة من عينيه لتبتسم وهي تتطلع عليه بسعادةكم كان عطوفا حنونا في معاملته للصغير خرجت عزة من الداخل حاملة فوق يديها حاملا موضوع عليه بعض الفواكه وكأسان من المشروب البارد قد جهزتهما لإيثار والصغير حين لمحتهما يتوجها للحديقةأقبلت عليهم وهي تقول بابتسامة بشوش 
عملت لكم عصير ينعشكم 
واستطردت وهي تنظر إلى ذاك المحب 
يقطعني يا فؤاد باشا مكنتش أعرف إنك هنا عشان كده معملتش حسابك
ولا يهمك يا عزة قالها ببساطة ليتسرسل بنبرة جادة 
حطي الصينية اللي في إيدك قدام حمام السباحة وتعالي خدي يوسف لبسيه مايوه علشان هينزل الماية معايا
نفذت ما أملاه عليها وصعدت بالصغير ليتطلع ذاك الحانق عليها لينطق بنبرة حادة 
ممكن بقى تقولي لي هتبطلي الكلام الخايب اللي عمالة تقوليه للولد ده إمتى
بنبرة هادئة أجابت على تساؤله 
أنا بقول له الحقيقة علشان ما يتأملش إن قعادنا هنا هيطول ونفسيته تتأقلم على كده
هو حد قال لك إني متجوزك تخليص حق وهرجعك لما تسددي ديونك! قالها متعجبا ليقول بمشاكسة كي يخفف عنها وطأة خجلها 
فوقي لنفسك يا مدام إنت ډخلتي عرين فؤاد علام ومش هتخرجي منه للأبد
ابتسمت بحبور شديد لينطق بعينين تسكنهما السعادة لأجلها 
ضحكتك بتنور الدنيا كلها يا إيثار
إقترب عليها لينطق بجرأة تحت ضربات قلبها السريعة وهو يشير لغرفة زجاجية جانبية ملحقة بالحديقة خاصة بتغيير الثياب 
ما تيجي معايا وأنا بغير المايوه جوه
وكأن عقرب لدغها لينتفض جسدها بالكامل وعلى الفور تراجعت للخلف تحت ضحكاته العالية التي انطلقت بصوت رنان أعلن عن سعادته لينطق بمشاكسة
بقى بذمتك فيه واحدة تسيب جوزها لوحده كده طول الوقت وهي عارفة إنه هيتجنن عليها طب على فكرة بقى ده بيبقى
سبب رئيسي بإن الراجل يبص برة وبعدين ترجعوا تصيحوا وتشتكوا
إبقى بص لو قدرت نطقتها وهي تنظر له بتحدي كنوع من المداعبة ليرفع حاجبه باستعجاب وهو يقول 
دي الهانم واثقة بقى
اقترب عليها بطريقة ليتابع بعينين متشوقة منجذبة لكل إنش بوجهها 
واثقة في حبيبها ومتأكدة بإن عيونه مبتشوفش من ستات
الدنيا كلها غيرها
تعمقت بعينيه لتفاجأه بحديثها الساخر 
ويا ترى بقى قولت الكلام ده لكام مغفلة قبلي
وحياتك عندي إنت المغفلة الأولى والأخيرة في حياتي نطقها ببرود ليستشيط داخلها لتهتف من بين أسنانها وهي تصك عليهم پغضب 
مغفلة! شكرا شكرا قوي يا سيادة المستشار 
رفع رأسه وأرجعها للخلف وهو يقهقه عاليا مطلقا ضحكات رجولية أثارت حواسها ثم فصل ضحكاته لينطق بنبرة حنون صادقة 
مش لوحدك اللي مغفلة في الحب يا روحي أنا كمان مغفل وغرقان في عشقكمغفل وغافل عن كل حاجة قدام غرامك
تعمق بمقلتيها لينطق بحال قلبه قبل لسانه 
قصاد عيونك بغفل عن أي شئ وكل شئ ممكن يفصلني عن الحالة اللي بعيشها معاكوبحلم باليوم اللي هقدر أحضنك فيه بكامل رضاك علشان أقدر أعيشك وأدوقك غرامي ليك اللي عدى كل حدود اللامعقول
أمسك كفها الرقيق بخاصته وقام بوضعه فوق صدره وبالتحديد فوق موضع قلبه ليقول بنظرات تهيم عشقا 
هنا فيه حب كبير قوي ليك شوق وعشق وحنان وخوف وړعب عليك من أي حاجة وأي حد ممكن يفكر إنه يأذيك
رفع كتفيه باستسلام لينطق متعجبا
إزاي وإمتى إتكونوا وكبروا كده جوايا أنا معرفش كل اللي أعرفه إني عاوز أقضي باقي حياتي كلها جنبكسواء بقى رضيتي عني ودخلتيني جنتك أو سبتيني واقف على بابك مستني أنول الرضى اللي باقي لي من عمري
أدخلها سيل كلماته الرومانسية وعينيه الناطقة بالهيام بحالة عالية من الغرام والتيهةاما هو فضيق بين عينيه ليبتسم بخفة وهو ينطق متعجبا 
تعرفي إني مستغرب نفسي قوي لو حد قال لي من كام شهر إني هقف قدام واحدة ست أيا كانت هي مين أو درجة جمالها إيه وأقول لها الكلام ده كله لا وكمان أقول لها إني مستني إشارة منها علشان تسمح لي أدخل جنتها كنت قولت عليه مچنون أو بيخرف تخاريف المۏت
تنهد براحة وهو يتأمل ملامحها ويطيل النظر بعينيها مسترسلا بصوت هائم بغرامها 
بس معاك الوضع كله بقى مختلفوكأن فؤاد علام إتولد من جديد وبقى حد تاني
وشخصية غير اللي عاش بيها عمره كلهبقى أقصى حلم ليا هو وجودك في حياتي بالشكل الصحيح الشكل اللي هيدوبنا في بعض ويحولنا مع الوقت لشخص واحد 
تحمحمت لتنطق أخيرا بعد صمت تام وهي تستمع إليه باستنفار لجميع حواسها التي التهبت بنيران غرامه المشتعل 
هو انا ممكن أتكلم معاك بصراحة ومن غير ماتزعل مني
بنبرة صادقة وعيناي تشع من الحنان ما يثبت صحة كلماته نطق ليطمأنها وكأنها صغيرته المدللة 
أنا عمري ما أزعل منك يا باباولو زعلت يبيقى علشانك مش منك
شعورا هائلا وهائما شمل كيانها وعلى الفور شعرت بفراشات العشق تداعب أسفل معدتها لتسري الرعشة بكامل جسدهاتحمحمت لتكمل ما بدأت بنبرة تحمل الكثير من التوجس 
أنا كتير بصدق إحساسي ناحيتك وبحس إن الكلام بيخرج من قلبك ويترجمه لسانك
واستطردت بتيهة ظهرت بينة بعينيها 
بس على طول عقلي بينبهني ويفكرني بعرضك المهين ليا وكأنه بيفوقني
فهم مقصدها بذكائه ليتنهد بأسىعله يستطيع محو ذاك اليوم وما حدث به من ذاكرتها كي يمحو عنها حزنها الساكن بداخلها والذي لمحه بعينيها عندما تحدثت عن تلك الذكرى المؤلمةلتتابع بقلب يتألم 
بتكسف قوي من نفسي وبأنبها وألومها على أي لحظة لاستسلام مشاعري ليك وخنوع قلبي المخزي
رد على حديثها بنبرة تمتلؤ صدقا 
غلطة وندمت عليها وإعتذرت لك
ابتلع لعابه وشاح ببصره عنها لشدة خجله وعدم قدرته لمواجهتها ليتابع بذات مغزى 
كان عرض مهين لنفسي قبل منكوليه أصل وأكيد هقعد معاك في يوم من الأيام وأحكي لك أنا ليه قولته
ضيقت بين عينيها لتتطلع بعينيه تستشف معنى كلماته التي كررها من قبل ليسترسل بعدما فهم مقصد نظراتها 
مش إنت لوحدك اللي عندك ماضي مؤلم يا إيثارأنا كمان قصتي مع طليقتي فيها تفاصيل كتير لازم أحكي لك عليها من حقك تعرفي كل حاجة عن الراجل اللي هتكملي معاه باقية حياتك
قطبت جبينها ونطقت بمداعبة حاولت بها إنتشاله من تلك الحالة التي تراه عليها للمرة الاولى منذ أن تعرفت عليهإنكسار بعينيه وهزيمة بنبرة صوته لتقول بمشاكسة وهي ترفع حاجبها الأيسر باستنكار مفتعل 
هو الباشا قرر خلاص منه لنفسه كده إني هكمل باقي حياتي معاه!
بغمزة من عينيه داعبها قائلا بثقة عالية قد تصل لحد الغرور 
وبمزاجك على فكرة وبكرة هفكرك 
ابتسمت لتنظر إليه بحنان ليتابع بنبرة تفيض من العشق ما يملؤ مقدار بحرا 
إنت مش بس حبيبتي يا إيثارإنت دنيتي الحلوة اللي رجعت اعيشها من تاني بعد ما كنت فاكر إن حياتي إنتهت وإن اللي بعيشه مجرد أيام وبتعدي
تنهيدة حارة خرجت من صدرها ليكمل بابتسامة حنون 
مع إني دايب في حبك ومش قادر اتحمل فكرة إنك بقيتي مراتي ولسه بعيدة عن حضڼي بس هتحمل 
وغمز بعينيه قائلا بمداعبة 
علشان لحظة اللقا تبقى مكتملة الأركان
سحبت عنه بصرها بخجل لتأخذ نفسا عميقا أظهر قمة إندماجها وعشقها لكلماته لكنه اكتفى بإبتسامة واسعة مع إخراجة لتنهيدة حارةنطق بمراوغة بعدما وجد عزة والصغير يخرجان من بوابة القصر الداخلية 
لسه مصرة إنك متجيش معايا وأنا بغير هدومي! 
هزت رأسها باستسلام من ذاك المشاكس وكلماته الجريئة المليئة لينسحب هو بعدما همس بجانب أذنها بما زلزل كيانها وأثار جميع حواسها واستنفرها 
قريب قوي هندخلها مع بعض وعلى فكرة فيها چاكوزي متأكد إنه هيعجبك جدا
نطق بكلماته ليتركها دون النظر لوجهها الذي أصبح ملتهبا من شدة خجلها لتنظر في أثره بذهول حتى استفاقت على صوت عزة المشاكس 
أنا شايفة إني هبل الشربات وهوزعه
وهملى البيت زغاريد قريب قوي
عزةأنا مش ناقصاكي نطقتها باستياء مفتعل تختبئ خلفه لترد الاخرى بضيق 
حقك ما هي عزة الحيطة المايلة بتاعتكالهيئ والميئ لسيادة المستشار وقلبت الوش للمسكينة عزة
كانت هناك عينين تراقبان وقوفهما من شرفتها الملحقة بجناحها بالاعلى بملامح وجه عابسة ترجع لعدم تقبلها لعلاقة شقيقها بتلك الدخيلة والتي تراها لا تناسبه من كل الجهات زفرت بضيق لينضم لها زوجها الذي جاورها الوقوف ليسألها مستفسرا بعدما وجد العبوس يحتل ملامحها 
مالك يا حبيبتيبتنفخي ليه!
أشارت له على فؤاد وهو يداعب الصغير ويحمله داخل المياه بشكل مرح أظهر كم انسجامهما 
تعالى إتفرج على المسخرة اللي بتحصل
وقف يتطلع ليجد فؤاد يعوم على ظهره داخل مياه حمام السباحة حاملا الصغير فوق بطنه ويطلقان الضحكات بسعادةمن يراهما للوهلة الاولى يعتقدهما رجلا وصغيره المدللحرك بصره خارج المغطس ليجد إيثار تجلس وهي تراقبهما بملامح وجه سعيدة مطمأنة وكأنها
 

57  58  59 

انت في الصفحة 58 من 138 صفحات