الجمعة 22 نوفمبر 2024

رواية كااااملة ورائعة

انت في الصفحة 10 من 21 صفحات

موقع أيام نيوز


ولازم تمشي عليها زيك زي الكل هنا 
وزعت مارية انظارها عليهم ووجد الضعف في هيئتهم وانشغل كل فرد بتناول طعامه في صمت وجهت بصرها لعمار الذي شعر بقلة حيلته بسيطرة والده حتى عليها كونها زوجته ولم يستطع التدخل أو التفوه ببنت شفة ولكنها عنيدة تجبره على تحمل اهاناتها لعصيانها له جلست مارية مرة أخرى في صمت وتعاملت مع الموضوع بطبيعية كغيرها هنا فليست بمفردها من تخشاه ابتسمت في نفسها بسخرية من الجميع واكملت طعامها في هدوء متجاهلة سماجة تلك الفتاة 
وقفت اسماء امامها ناكسة رأسها باحترام حيث استدعتها فريدة لغرفتها تريد الإستفسار عن ابنتها أكثر

فالمرة الماضية لم تسألها عنها نظرت فريدة لها بنظرات قوية وسألتها بجدية 
انتي لما روحتي عند مارية كانت عاملة ايه يعني كانت عايشة هناك ازاي وجوزها بيعاملها حلو ولا وحش 
حدقت فيها اسماء باندهاش من كم تلك الأسئلة ازدردت ريقها وردت بارتباك داخلي 
يعني ايه عاملة ايه مع جوزها هو أنا هسألها أنا بس قولتلها على اللي سي فؤاد طلبه مني 
نظرت لها فريدة بتعابير عابسة قالت بتبرم 
متعرفيش اي حاجة عنها يعني مقلتلكيش جوزها لمسها ولا لأ توترت اسماء فقد اخبرتها مارية ألا تخبر أحدا بما حدث لها نفت اسماء بتردد 
مفتكرش يا ست فريدة لو كان حصل بينهم حاجة مكنش اتجوز عليها واحدة تانية 
زمت فريدة ثغرها للجانب تفكر في حديثها نظرت لها وتنهدت لتقول باقتناع إلى حد ما 
طيب روحي انتي على شغلك بس اعملي حسابك أنك هتروحيلها تاني علشان تستفهمي منها بالظبط هي عاملة ايه
هبطت اسماء الدرج وهي تهمهم ببعض الكلمات المبهمة ولكن هيئتها تدل على الإنزعاج عرجت لتدخل المطبخ ولكن كان فؤاد يحدق فيها وهي تهبط بهيئتها الطفولية المنزعجة اوقفها حين ناداها بهدوء
اسماء استني 
استدارت اسماء ولم تصدق نفسها بأن يخاطبها هي تحركت نحوه شبه راكضة لتقف امامه وتسأله بشغف ونظرات عشق 
تحت امرك يا سي فؤاد 
نظر لها فؤاد بتوتر يريد أخذ رأيها بشأن ما وصل إليه من تفكير في ارتباطه بها تنحنح ليسألها لها بتردد 
تتجوزيني يا اسماء 
شهقت اسماء پصدمة غير مستوعبة طلبه هذا قالت باستنكار
انت بتسألني هو أنا أطول اتجوز واحد زيك دا انا أمي دعيالي علشان 
صمتت لتضحك بفرح وهي تنظر له بحب اتسعت ابتسامة فؤاد من ردة فعلها ولكن خالجه سؤال ما سأل فؤاد بحذر 
يعني مش هتندمي علشان أنا أكبر منك 
نفت سريعا وهي تدنو منه بشدة 
عمري أنا بحب قوي اتجوزني وانت مش هتندم أنا اعمل علشانك
أي حاجة اتجوز ربنا يكرمك أنا 
قاطعها فؤاد باستنكار لهفتها الشديدة تلك هتف بعدم تصديق
ايه يا بنتي براحة كدة وأهدي 
تجاهلت حديثه لتسأله بشغف ممزوج بتمني 
هتتجوزني يا سي فؤاد 
ابتسم فؤاد باعجاب
وهو يتجول ببصره على وجهها الطفولي فكم هي صغيرة رد عليها بتأكيد 
هتجوزك يا اسماء 
وقف برفقة ابنه بجوار العمال وهم يحملون البضائع على السيارات كست تعابير سالم الإنزعاج من ابنه وتصرفاته الهوجاء والجهولة التي ستودي به إلى نهايته فسلطان ليس بالسهل الوقوف امامه وهذا ما يفعله ابنه بافعاله النكراء التي لا يقبلها سلطان وأولها ابنته الصغرى فلها معزة خاصة ولذلك زوجها له
لتبقى بجانبه رمق ابنه الواقف بجانبه بضيق خاطبه بامتعاض
كنت فين طول الليل فضلت مستنيك علشان اكلمك في اللي حصل وسيادتك مجتش غير وش الفجر تلاقيك كنت مع بت من أياهم 
تأفف عيسى واشاح بوجهه كأنه لا يكترث بما يفعله اغتاظ منه سالم ليتابع بحنق
سلطان مش سهل ومتفكرش نفسك هتقدر تقف قصاده تبقى غلطان لأن لو بس فكرت تزعله منك معندوش قلب لو حكم بقټلك حتى لأنك مش هتهمه في حاجة 
وصل عيسى لقمة ضيقه ونظر له ورد باهتياج 
هو هيفضل يتعامل معانا كأننا عبيد عنده انت أخوه من دمه وپتخاف منه هو عامل فيكوا ايه لكل ده متحامي في شوية رجالة وهو من غيرهم ولا أي حاجة ولا ابنه اللي واخد كل حاجة وكلمته ماشية على الكل بيتجوز اللي على مزاجه حتى اللي بينا وبينهم عداوة انا تعبت من كل ده 
حدق فيه سالم پغضب لما تفوه به نظر حوله ليرى ما أن يتسمع عليهم أحد فرجالة سلطان في كل مكان صر اسنانه ودنا من ابنه وامسك عضده بقوة ليهمس بانزعاج 
اسكت خالص انت عايز تودي نفسك في داهية انت عارف انت بتتكلم عن مين شكلك كدة بتدور على نهايتك 
نفض عيسى يد والده وهو يردد باستياء 
انا تعبت من العيشة دي مراتي اللي متجوزها بتعاملني كأني الخدام بتاعها ولو زعلتها تروح تشتكي لابوها واخرتها خلاني ابوس ايدها قدام الكل والحمد لله أن مارية مكنتش قاعدة وإلا كان هيبقى شكلي ايه قدامها 
لم يعي عيسى حديثه عن مارية كونه يهمه أمرها نظر له سالم ليسأله بجهل
وايه اللي يدخل مارية في الموضوع 
انتبه عيسى لوالده فذكر اسمها دون دراية منه خشي شك والده فيه كونه يهتم بأمرها جاهد على اختلاق تبرير سريع له رد عيسى بارتباك داخلي
أنا قصدي أنها ممكن تروح تقول لأمها فؤاد يعرف وأكيد هيشمت فيا أنت عارف أنه مش بيحبني 
لوى سالم ثغره بتأفف قال بنفاذ صبر 
المهم تسمع الكلام اللي بقولك عليه لأنك لو حاولت تقف قصاد سلطان عمار نفسه هو اللي هيقفلك 
وتحاول التطاول مستغلة لقب زوجته الذي لم يعترف به حتى حسته هي بجسدها 
قال جملته ثم استدار ليخرج من الغرفة لټخونها عيناها وتتبع خروجه حقدت على الأخيرة غير مكترثة لما حدث لها قبل قليل شهقت بقوة ليدخل الهواء وتوعدت 
كل حاجة ليها وقتها وأكيد فيه اللي يخليك تكرهها 
بدت نظرات التمني تقتله ناحيتها شعرت مارية به وبرغبته تلك قررت في نفسها اللعب معه فقد جاء إليها بقدميه تحركت لتنهض من على الفراش وهي تنظر له 
روح للبنت اللي اتجوزتها عليا خلاص أنا مبقتش اهمك وجسمي مبقاش يعجبك 
لم يتراخى عمار في محاوطة خصرها لتلتصق به وكادت عظامها أن تتكسر بين ذراعيه حيث تأججت رغبته بفضل حركاته تلك وتسارعت انفاسه دنا بوجهه منها ليقول برغبة جلية 
أنتي وبس اللي حبيبتي هي ولا حاجة 
دنا منها متلهفا ولكنها تراجعت بوجهها للخلف لتعض على بخبث تريد اعترافه قالت بحزن زائف 
عايز تعرفني أنك ملمستهاش 
حرك رأسه بنفي رد بأنفاس حارة وهو ينظر 
محصلش ولا هيحصل ثم بحب جعلها
ايه في ايه 
التقطت انفاسها هي الأخري لترد بابتسامة جانبية 
فيه انك بټموت فيا بس أنا لأ 
تجهمت تعابيره وهو يحدجها پغضب واستنكر حديثها فكانتقبل قليل هتف
بامتعاض 
قصدك ايه 
ابتسمت بمكر استفزه ودفعته بقوة لترد بتشفي وثقة عالية 
قصدي تمشي تطلع برة 
الفصل الثامن 
اندهشت مارية من عدم تعنيفه لها بسبب ما فعلته معه حيث تركها عمار بهدوء قټلها وتحديقه بها بنظراته الغامضة التي شعرت ببعض الحزن فيها جعلت قلبها يدق ليرأف بما تفعلته به تركها كما هي دون أن يتفوه بكلمة واحدة وغادر الغرفة اقتفت مارية اثره بذهول فقد ظنته سيعنفها وربما يجبرها بقسوته المعتادة معها على ممارسة الحب معه لم يحدث هذا ولم تعرف هي ما
هو شعور الندم والوحدة الذي سيطر عليها مجرد تركه وعدم ايذاءها ليرغمها كما يفعل تنهدت بحزن لا تعرف سببه وسألت نفسها لما هي حزينة عليه فهي هنا للإنتقام منه فقط اغمضت عينيها لبعض الوقت ثم فتحتهما لتنظر امامها متذكرة السم الذي اعطته لها والدتها نهضت مارية من على الفراش لتبحث في أي مكان وضعته تحركت لاففة الملائة عليها وتوجهت لخزانة ملابسها شرعت في فتحها بأيد مرتعشة ونظرت بداخلها لتمد يدها وتبحث بين طيات ملابسها وجدتها مارية مغلفة بربطة محكمة كي لا يراها احد أو تستدعي ريبتهم منها التقطتها مارية وقربتها من أنظارها لتتأملها بشرود اقصت الغطاء من عليها لتظهر امامها فتلك
الزجاجة الصغيرة ستنهي كل شيء ابتسمت بحزن وألم ولكن هو من دفعها لذلك تريد هي الإنتهاء من كل ما يدور بداخلها فهي لم تستطع كرهه بالمعنى الصحيح تكذب على نفسها ولكن بداخلها يعشقه بمعنى الكلمة ليس القلب ليتغير بتلك السرعة رغم قټله لوالدها ارادت فقط التخلص منه ومن ثم تنهي حياتها هي الأخرى نعم هي الزمت نفسها بذلك ستقتله أولا لتثأر من والدها الذي ماټ على يده بكت مارية وهي ټلعن القدر في نفسها الضعيفة فقد خذلها هو ليصل الأمر بينهم إلى هذا الحد تنهدت بعمق وباتت نظراتها قاسېة وعزمت ولا مفر للرجوع فاليوم سينتهي كل هذا الألم بداخلها وضعت مارية الزجاجة مرة أخرى وتوجهت للمرحاض لتغتسل 
لم تصدق والدتها حتى تلك اللحظة بأنه سيتزوج من ابنتها جاء بنفسه ليطلب يدها بعدة كلمات مقتضبة وغادر ليتركها مصډومة دنت اسماء منها بفرحة ملأت تعابيرها ولمعت عيناها بسعادة جلية وهي تحدق بوالدتها التي تجلس مصډومة ويبدو هيئتها مضحكة جلست اسماء بجوارها لتحدثها بتنهيدة حارة 
شوفتي بعينك لما جه يتقدملي كنت بتقوليلي أن احنا خدامين ومينفعش يبوصيلي أهو جه بنفسه يطلب ايدي 
نظرت لها والدتها وهي ما زالت مصډومة فابتسمت اسماء ردت سوسن باستنكار 
يعني انتي هتتجوزي فؤاد بيه وتعيشي معاه في بيته ويعملك فرح والناس تعرف أنه هيتجوزك انتي 
اومأت اسماء لها برأسها لتؤكد 
هو أنا اللي بجيب من عندي انتي مسمعتهوش كويس ولا ايه قالك بكرة هكون مراته ومش عاوز غيري وهيجبلي كل حاجة 
ابتسمت سوسن وبينت فرحتها حين قالت لابنتها بمفهوم
كنتي بتحبيه وبقى من نصيبك ومن كرم ربنا لما يفكر يتجوز يختارك انتي 
نظرت لها اسماء بأعين لامعة من الفرحة بينما لم تضع والدتها فرق العمر قيد تفكيرها بشكل كبير فهو أي فتاة تتمنى فقط أن ينظر لها رسمت سوسن الفرحة فلا يعيب الرجل سنه قط فابنتها تحبه وهذا المطلوب نظرت لها اسماء تريد معرفة ما تفكر به ابتسمت لها والدتها وطمأنتها بنبرة متمنية 
بدعي ربنا
يسعدك واشوف ولادك قريب أن شاء الله 
تركها وذهب ليختلي بنفسه في مكتبه بمخزن البضائع وضع عمار رأسه على المكتب وډفنها حين حاوطها بذراعيه وصارت ملامحة حزينة عابسة فهي لن تسامحه مهما فعل من اجلها تزوج عليها كي يجعلها تغار عليه ولا فائدة بات هو من يتلهف عليها فلم تناست حبه بسبب والدها هذا فكر كثيرا في اخبارها بالسبب الذي دفعه لقټله كان قتل والدها حتمي ولكن ما كان غير متوقع له أن يسند له والده تلك المهمة لتضحى علاقتها به يخالطها النفور والكره من ناحيتها على الأرجح فحبه لها لم ينقص ابدا وما ازعجه تشديد والده عليه بعدم افشاء ما فعله بعمته فقد ظن الجميع من حولهم أنه لم يتعمد قټلها كما اخبرهم ولكن الحقېر
كان يعرف هدفه فقد قټلها عن عمد ليدفن سرها معه وما جهله هذا الخسيس بأن هناك من يعرف بعلاقته بعمته المغدورة
 

10  11 

انت في الصفحة 10 من 21 صفحات