السبت 30 نوفمبر 2024

بقلم نونا المصري

انت في الصفحة 36 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز

حاجة والشهود كمان جاهزين وعماله يستنوا في السفارة.
فنظرت اليه وقالت بقى كدا... انت كنت مخطط لكل حاجة وانا اخر من يعلم !
ادهم انتي مسمعتيش المثل اللي بيقول لا تؤجل عمل اليوم الى الغد يعني ما دام احنا متفقين اننا نتجوز وابننا يكبر في وسطنا يبقى ليه التأخير اللي ملوش لازمة 
مريم طيب مين الشهود 
ادهم كمال ومحمود.
مريم مش على اساس انهم رجعوا مصر ! 
ادهم هما هيرجعوا النهاردة بعد ما يشهدوا على الجواز.
فتنهدت مريم ثم اخذت ابنها من بين يديه وقالت طيب ايه رأيك اننا مانستعجلش كدا... يعني خلينيا نستنى لما ننزل مصر وبعدها نكتب الكتاب.
ادهم لأ... احنا هنتجوز النهاردة وبكدا مش هيبقى عندك اي عذر
لما اقعد معاكي في الشقة لغاية ما الاسبوع يخلص.
قال ذلك ثم اوقف سيارة أجرة اما هي فقالت في نفسها وبعدين مع الورطة دي هو مستعجل على ايه 
فنظر اليها وسألها مش هتركبي 
فقالت بصراحة انا... ممعيش الباسورد بتاعي دلوقتي يعني مش هينفع اتجوزك.
فابتسم ادهم ثم وضع يده في جيبه واخرج جواز سفرها قائلا متقلقيش.. انا اخدته من شنطتك وانتي نايمة لاني كنت عارف انك هتكذبي وتقولي انك نسيتيه.
قال ذلك وصعد في السيارة قبلها اما هي فوقفت تحدق به وهي تحمل ابنها دون حراك وقالت بدهشة عفريت دا ولا ايه 
ثم تنهدت باستسلام وصعدت الى جانبه ووضعت ابنها في حضنها دون ان تنظر اليه او ان تقول اي كلمة اما هو فارتسمت على وجهه علامة الرضا وقال للسائق السفارة المصرية من فضلك.
وما هي الا مدة زمنية معينة قد مضت حتى وصلوا إلى السفارة حيث كان كمال ومحمود ينتظرون بالفعل فنزل ادهم من سيارة الاجرة اولا ثم فتح الباب لتنزل مريم وابنها ايضا فنزلا وتوجها الى الداخل بينما قام محمود باخذ الحقائب من السيارة ...اما كمال فقال كل حاجة جاهزه يا ادهم.
ادهم كويس.
قال ذلك ثم نظر إلى مريم التي كانت تحمل ابنها وسألها جاهزه 
أومأت له برأسها وسألته بس هنخلي ادهم الصغير فين ! 
فنظر ادهم الى ابنه الذي نام اثناء طريقهم إلى السفارة بعد ان تناول الدواء وقال سيبيه في حضنك...وجوده مش هيأثر على اي حاجة.
مريم ماشي.
ثم دخلوا جميعا الى القنصلية المصرية حيث سيتم الزواج... وقبل ان يبدأوا امسكت مريم بذراع ادهم وقالت استنى..
فنظر اليها وسأل في ايه تاني 
فسحبته بعيدا وقالت بهمس هو احنا مش هنحتاج وثيقة الطلاق ولا ايه يعني لو كنا عايزين نتجوز مرة تانية فاكيد هما هيحتاجوا وثيقة تثبت اننا مطلقين واحنا اساسا مسجلناش جوازنا في المحكمة بس كتبنا الكتاب عند المأذون وبعدها انت رميت عليا يمين الطلاق من غير وثيقة .
فاثار ذلك الموضع فضول ادهم فقال استني... خلينا نسأل.
وبالفعل قام بالسؤال عن امر وثيقة الطلاق وهل يصح زواجهما بدونها فابتسم الموظف الذي سأله وقال في الحالة دي انتوا مش مطلقين اساسا .
فنظر كل من ادهم ومريم الى بعضهما لمدة خمس ثواني وبعدها قال ادهم بفضول ازاي مش مطلقين انا رميت عليها اليمين قبل اربع سنين وخمس شهور يعني طلقتها.
فابتسم الموظف وقال انتوا اطلقتوا شرعا وانما قانونا لأ... يعني لازم توثقوا الزواج في وزارة الداخلية الاول وبعدها تتطلقوا في المحكمة وهي تديكوا وثيقة الطلاق... وبما انكوا اتجوزتوا عند مأذون وطلقتها قبل ما توثقوا الزواج في وزارة الداخلية فانتوا مش محتاجين وثيقة طلاق ابدا يعني مفيش مشكلة وهتقدروا تتجوزوا مرة تانية بشكل قانوني طبعا لو العروسة موافقة .
فالټفت ادهم الى مريم وقال طبعا موافقة مش كدا
فقالت بتلعثم ا.. ايوا.
الموظف يبقى على بركة الله.
فابتسم ادهم بأشراقة لان الأمور سارت على نحو جيد وخصوصا لان موضوع وثيقة الطلاق لم يشكل عائقا امام زواجه من حبيبة قلبه وام ابنه مريم فتم الزواج بشكل قانوني وعلى اكمل وجه بتوفير الامكانيات اللازمة لإتمام الزواج بالقنصلية وبعد ان تزوج ادهم مجددا من المرأة التي يعشقها حد الجنون والتي تكون
ام طفله شعر وكأنه امتلك العالم بأسره من شدة الفرحة والسعادة بينما كانت هي على عكسه.
نعم كانت سعيدة للغاية في داخلها لانها عادت له مجددا ولكنها كانت خائڤة من فكرة الزواج بهذا الرجل الذي تعتبره غامضا جدا وخصوصا بعد كل ما حدث بينهما في ما مضى كما ان فكرة غبية قد راودتها وجعلتها تخاف من الدخول الى عالمه الخاص بصفتها زوجته

حيث انه يعتبر شخصية مهمة للغاية في موطنهم وانها هي الفتاة البسيطة قد اصبحت زوجته الشرعية واكثر ما اخافها هو ادراكها بأنه اصبح حلالها ويحق له ان يملي عليها كل ما يرغب وانه اصبح المسؤول الأول عنها وعن ابنها ولا يجب ان تفعل شيئا دون الرجوع إليه اولا .
فكانت تسير بجانبه وهي تحمل ابنها بينما كانت مخطۏفة اللون بسبب الافكار السلبية التي تسللت إلى رأسها واخذت تعث السم في عقلها وتبث الړعب في قلبها خصوصا عندما تذكرت الليلة المرعبة التي قضتها معه في السابق فانتبه عليها عندما خرجا من السفارة لذا طرقع لها باصابعه مما جعلها تستيقظ من شرودها ونظرت اليه دون أن تقل اي شيء اما هو فحمل ابنه بالنيابة عنها لكي يجعلها تستريح وقال انتي رحتي فين شكلك تعبانه مش كدا 
فنظرت مريم الى الساعة في يدها وكانت قد تجاوزت الرابعة عصرا فقالت خلينا نرجع البيت .
ثم اخذت ابنها النائم من والده مجددا وتوجهت نحو السيارة التي استأجرها كمال لهم قبل ان يتوجه إلى المطار برفقة محمود من اجل العودة إلى مصر فصعدت في المقعد الخلفي دون ان تنبس ببنت شفة اما
هو فأبتسم وقال ومالو... نرجع البيت.
قال ذلك ثم صعد امام المقود وقبل ان يشغل محرك السيارة عدل المرآة فنظر إلى مريم التي كانت جالسة خلفه وتحتضن ابنها فنظرت اليه بدورها وسرعان ما اشاحت بنظرها فابتسم ثم شغل محرك السيارة وقادها نحو العنوان الذي اعطته ايه وعندما وصلا الى البناية نزل هو اولا من السيارة ثم فتح الباب الخلفي لتنزل هي وقبل ان تفعل ذلك حمل الصبي عنها وقال انا هحمله عنك.
فتنهدت ثم فتحت صندوق السيارة واخذت الحقائب وقالت دون ان تنظر اليه الشقة في الدور الخامس.
قالت ذلك ثم سارت امامه فلحق بها وعندما وصلا إلى الطابق الخامس ابتسم ادهم بسخرية وقال الظاهر ان اخوكي المحترم غني حبيتين ولا انا غلطان البناية دي بتاعته مش كدا 
فنظرت اليه وهي تفتح باب الشقة وقالت اطمن... مش اغنى منك.
هز ادهم رأسه بثقة وهو يحمل ابنه ثم اردف كويس انك عارفه.
فتنهدت مريم وحركت عينيها بشكل دائري ثم دخلت الى الشقة فدخل ادهم خلفها وسرعان ما وضعت الحقائب من يدها والتفتت اليه ثم اخذت ابنها منه وتوجهت به إلى غرفتها حيث لم يكن في الشقة سوى غرفتين نوم احدهما لصديقتها الهام والاخرى كانت لها ولأبنها كما كانت غرفة المعيشة واسعة ومريحة وبجانبها المطبخ والحمام فقامت بوضع الصغير على السرير بينما وقف ادهم عند عتبة باب غرفتها يحدق بها فسألها هي دي اوضة نومك 
اجتبته بدون ان تنظر ايوا.
فابتسم وقال كويس.. يبقى انا هنام هنا اصلي تعبان وعايز استريح شوية.
قال ذلك وخلع سترته ولكن مريم التفتت اليه بسرعة وصاحت به قائلة استنى !
توقف ادهم في مكانه وسأل في ايه 
فنظرت هي الى ابنها الذي ظنت انه استيقظ بسبب صړاخها وعندما وجدته ما يزال نائما بهدوء تنفست الصعداء واقتربت من ادهم ثم سحبته من يده الى خارج الغرفة وقالت بهمس انت عايز تنام في أوضتي بجد ! 
ادهم امال هنام فين لو منمتش في اوضة مراتي
فقالت بتلهثم م... معرفش... لاقي حته تانية بس اوعى تفتكر اني هسيبك تنام في الاوضة بتاعتي لان نجوم السما اقرب لك .
قالت ذلك ودخلت إلى غرفتها بسرعة واغلقت الباب بوجهه حتى قبل ان تترك له مجالا لقول اي شيء اما هو فرفع حاجبه ونظر الى باب غرفتها فوضع يديه على خاصرته وقال بقى كدا... طيييب يا مريم...عايزه تبني سد بينا بما ان الشقة بتاعتك مش كدا استني عليا اما نرجع مصر ساعتها هعرفك ازاي تقفلي الباب في وشي .
قال ذلك ثم اخذ ينظر في ارجاء الشقة بينما كانت مريم تدور في غرفتها ذهابا وإيابا وكان التوتر يسيطر عليها فقالت بصوت خاڤت جدا هعمل ايه دلوقتي ... ازاي هقعد انا وهو في نفس البيت لمدة خمس ايام والهام ليه سمعت كلامه وراحت تبات عند بيت عمها !
ثم بعثرت شعرها واضافت بتذمر اااه ايه الورطة اللي رميت نفسي فيها دي 
تسارع في الاحداث.......
مر الوقت سريعا وحل المساء فكانت مريم ما تزال في غرفتها بينما استيقظ ابنها الصغير بعد زوال
تأثير الدواء الذي اعطته ايه لكي يخفف الألم فنظر اليها وهي واقفه امام النافذة وتحدق من خلالها وقال بصوت ناعس ماما...
التفتت اليه ثم اقتربت منه وقبلته على جبينه وقالت صح النوم يا بطل .
فسألها بابا فين 
تنهدت وقالت في نفسها صحيح...هو راح فين انا مسمعتش صوته من ساعة ما قفلت الباب في وشه.. معقول يكون مشي !
ثم نظرت الى ابنها وابتسمت قائلة هروح ادور عليه حالا بس عايزاك توعدني انك مش هتقوم من على السرير لغاية ما ارجعلك والا رجلك هتوجعك واحنا مش عايزين حيصل كدا اتفقنا.
أومأ لها برأسه

فابتسمت وامسكت باحدى الدمى واعطته ايها لكي يسلي نفسه بينما تذهب وتتفقد اين ذهب والده ...فتحت باب غرفتها ببطء كما لو كانت لصه اتت لكي تسرق ثم خرجت من الغرفة على رؤوس اصابع قدمها ومشت بخطوات خاڤتة واخذت تتلفت وهي تبحث عنه فتساءلت في نفسها هو فين يا ترى 
في تلك اللحظة شعرت بيد رجولية تربت على كتفها فالتفتت واذ بادهم واقفا خلفها فسألها ببرود بدوري على حد 
اما هي فعادت للواء بسرعة ونظفت حلقها قائلة ل.. لا وهدور على مين عيني 
رفع ادهم حاجبه وقال مش عارف.
فاشاحت بنظرها عنه ثم استجمعت افكارها المشتتة ونظرت إليه قائلة ادهم صحي.. روح اقعد جنبه وخلي بالك منه لغاية ما احضر العشا .
فتنهد ادهم وقال مفيش داعي انك تتعبي نفسك.. انا جبت اكل جاهز .
مريم وليه عملت كدا احنا متعودين اننا ناكل اكل البيت لانه صحي اكتر.
فكتف ادهم ذراعيه وقال موضحا ليه عملت كدا انا هقولك ...لان في وحده خاڤت اني اعمل لها حاجة زي ما تكون اتجوزت مچرم هربان من الحكومة وسجنت نفسها في أوضتها من اربع ساعات ونسيت
تعمل عشا لابنها اللي خرج من المستشفى النهاردة.
تنحنحت مريم واردفت على العموم...انا هعديها المرة دي لانك لسه
35  36  37 

انت في الصفحة 36 من 50 صفحات