رواية رحيل بقلم حنان اسماعيل
جدى ياجاد
لم يجبها وهو يدلف الى داخل سيارته شغلها وحرك المقود كى يدور بها منصرفا للطريق كانت تراقبه فى غيظ فصړخت فيه فجاة بعناد الاطفال قائله
رحيل مش عاوز تعرف انا رجعت ليه
لم يعرها انتباه وهويبتسم ابتسامه خفيفه ويده ماتزال تحركان مقود سيارتهفأكملت بصوت اعلى
رحيل انا هتجوز
فجأة سمعت صرير سيارته فخاڤت وتراجعت للخلف خطوة وهى تراقبه ينزل من سيارته بعدما اغلق بابها بقوة متجها ناحيتها والشرر يتطاير من عينيها حتى انها احست بالخۏف منه فحاولت التظاهر بالشجاعه وهى تنظر اليه تقدم ناحيتها قائلا پغضب عارم
رحيل بصوت مخڼوق بقولك هتجوز
جاد پغضب اكثر هتتجوزى مين
رحيل بعند مالكش
دعوة
صړخ فيها اكثر بصوت عالى
جاد انطقى يارحيل مين هو
رحيل محاوله التماسك قولت لك مالكش دع
جاد متجننيش قولت لك مين
اجابته وهى تبلع ريقها بصعوبة واحد عرفته بره شغال فى السفارة خلاص ارتحت سيب دراعى بقى
جاد شيل الموضوع ده من دماغك
اجابته وعيناها تنظران اليه فى حيرة يعنى ايه
جاد بجدية يعنى مش هتتجوزيه ايا كان هو و لو كان السفير الانجليزى نفسه
نظرت اليه بحيرة وهى تسآله السفير الانجليزى وانت ايه اللى عرفك انى كنت فى انجلترا
جاد متغيريش الموضوع بلغى البتاع ده يرجع مطرح ماجى لو كان هنا لو فعلا يهمك حياته لانى مضمنشى انا ممكن اعمل فيه ايه
حاولت ان تبعده عنها الا انه ظل ثابتا مكانه فصړخت فيه پغضب
رحيل انت واعى انت بتقول ايه زمان كنت بتقولى اتجوزى يونس والنهاردة بتهددنى اتجوز بعلاء
جاد متنطقيش اسمه انتى فاهمة وبصى يابنت الچارحية شيلى الفكرة دى من دماغك لو فعلا خاېفه عليه وخليكى فاكرة انى حذرتك زى ماحذرتك زمان عشان مترجعيش بس مادام رجعتى يبقى خلاص
قالها وهو يغادر بسيارته بعدما اغلق باب سيارته ورائه بقوة فلحقت ورائه مشيا قائله بغيظ
كان قد انصرف بسيارته مبتعدا وصوت صرير سيارته بسبب سرعته يصل اليها وهى تنظر اليه منصرفا بغيظ
جاء يوم جلسه كبار
العائلات فى بيت هارون مثلما تقتضى العادة بإعتباره كبير عائلات المنطقه سنا ومقاما وثروة وكان هارون رغم خلافه مع جاد طوال الوقت الا انه كان يحبه حب الابن مثلما كان يحب
اصطف كبار رجال العائلات كلهم جالسين فى القاعه بدوية التصميم على الارض وقد قدمت لهم الحلويات ومشروب القهوة والشاى كان صالح قد وصل وسط احفاده ورجاله بينما وصل جاد اخر اخرهم دخل وبجواره اسماعيل متكئا عليه ومن ورائه سويلم ورجال اشداء بآسلحتهم اشار اليهم جاد بطرف يده ان ينتظروه خارجا ماعدا سويلم
تقدم ناحيه خاله هارون فقبل يده ثم جلس قباله صالح وهو يشد العباءة فوق جلبابه
تكلم هارون مرحبا بالجميع بداية ثم موجها حديثه للجميع قائلا
هارون النهاردة قعدتنا قعدة عرف عشان فى طرف اتجرأ وكسر اتفاق قعدنا واتفقنا عليه من اكتر من 20 سنة تقريبا لو لسه فاكرين
اومأ الجميع برآسه بتآييد حديثه
فإستكمل قائلا وكان ساعتها الموضوع كبر ومحدش عرف يسيطر عليه واتدخلت الحكومة وبعتوا لنا لواءات كبار قعدوا معانا وقعدنا واتفقنا نهدى الدنيا عشان مصالحنا وشغلنا فى اللى بملايين خاصة بعد ما الحكومة بقت عينيها علينا حصل ولا محصلش
اجاب الكثير منهم بصوت عالى بالايجاب
هز الجميع مؤيدين بينما نظر صالح ليونس فى ڠضب ولوم مما يسمعه بسببه
فتكلم قائلا موجهها حديثه لهارون شوف ياهارون انا بعترف ان يونس غلط بس ده لسه صغير وخبرته على آده وعامة انا مستعد لاى تعويض تطلبوه
نهض جاد غاضبا فجأة وهو يشهر ھ متقدما ناحية يونس قائلا پغضب
جاد التعويض انى اقتل لك البغل ده اودامك وحالا
هارون اقعد واطلب اللى يكفيك ويعوض اهالى ولاد اعمامك اللى ماتوا حقك تطلب اى دية تشوفها مرضية لك ولعيلتك
كان اسماعيل يجلس مراقبا لما يحدث وهو ينظر لجاد بغيظ بسبب سيطرته وقوة حضوره فلزم الصمت وهو يزم شفتيه فى ضيق مما يحدث
اشار هارون لجاد ان يعود لمكانه وان يرجع ھ فإمتثل لاوامره وهو يعود مكانه فاكمل هارون قائلا
هارون انا طول السنيين اللى فاتت دى وانا عارف ومتاكد انكم عمركم ما التزمتم بالهدنة وفى اى فرصه بتخلصوا على رجاله من رجالتكم من غير حس ولا خبر بس قلت براحتهم مادام الموضوع مكبرش ومادام محدش منهم اتجرأ وحاول يقرب من الكبار بس المرة دى حفيدك زودها اووى يايونس وعرض شغلنا لخطړ والحكومة شمت خبر ويومين وهتلاقيهم طالبين يقعدوا معانا
صالح بجدية قلت لكم شوف العوض ايه وانا مستعد لاى حاجة تطلبوها
جاد فجاة نتناسب
نظر اليه صالح مصعوقا نتناسب اللى هما مين
جاد بثقه عيلتنا
وعيلتكم
صعق اسماعيل مما سمعه ونظر لجاد نظلارة استغراب الا انه ظل صامتا يستمع للنهاية
صالح ساخرا قصدك يعنى نجوز عيالنا من عيالكم والعكس امممم وماله بس انا مبقاش عندى عيال مش متجوزة اظن فى باقى عيله بنت واحد قريبنا اشوفها لكم وماله
جاد بتحدى لاء عندك
صالح بفضول قصدك مين
جاد بجدية بنت ابنك
هب صالح واقفا وكأنما لدغته عقربة قائلا فى ڠضب انت اټجننت ولا شكلك خرفت
هارون قائلا بهدوء ليه ياصالح والله هو قال الصح مش عارف ليه مفكرناش فى الحل ده من زمان
صدرت همهمة الكثير من الرجال بالموافقه على الاقتراح فآشار اليهم هارون ان يصمتوا موجها حديثه لصالح قائلا
هارون انا شايف ان جاد بيتكلم صح ياصالح والنسب بينكم هيهدى الدنيا المولعه دى وهيخلى الحكومة تقتنع ان الامور كلها هديت
صالح پغضب وعصبيه يستحيل احنا من امتى بندخل الحريم فى حواراتنا ياهارون
جاد بإستفزاز من يوم ما الرجاله ما اتحامت فيهم ياصالح ياجارحى
اقترب منه صالح وهو يقول پغضب طلع بنتى عن اللى بينا ياجاد واى حاجة هتحكم بها هنفذها لك حتى لو طلبت نص ثروتى
جحظت عينى اسماعيل وهو ينظر لجاد غير مصدق للاقتراح الذى اقترحه الان
ابتسم هارون مؤيدا لكلام جاد قائلا انت تشرف اى حد تناسبه ياجاد راجل حقيقى ومش عشان انت ابن اختى بس دى الحقيقه ومالى مركزك وماشاء الله عندك فلوس تسد عين الشمس يعنى معندكش حجة ياصالح للرفض
صالح بخبث بس اللى اعرفه انك متجوز بنت عمك اخت اسماعيل صح يااسماعيل
كاد اسماعيل ان يجبه بضيق الا ان جاد سبقه قائلا
جاد وماله مادمت اقدر افتح كذا
بيت واسماعيل عمره ماهيعترض مادمنا بنعمل ده لمصلحة عيلتنا ومصلحة شغلنا وتجارتنا ولا ايه اسماعيل
هز اسماعيل رآسه بضيق وهو يرمق
جاد بغيظ
فكر صالح قليلا وهو يعود لمكانه قائلا بمكر
صالح والله هو كلام حلو وماله بس فى مشكله واحده
هارون بفضول خير
ياصالح
صالح وهو ينظر لجاد بخبث اصل البنت سافرت بره مصر اول امبارح بالليل بعد ماكنت عندنا ياجاد ياولدى وصلتها المطار بنفسى ماانتم عارفين انها بتدرس بره البلد
ابتسم جاد قائلا