الأربعاء 27 نوفمبر 2024

بقلم نونا المصري

انت في الصفحة 17 من 34 صفحات

موقع أيام نيوز


بأنه لن يفارقها ما دامت حية ترزق .
فلم تحتمل كبت مشاعرها اكثر من ذلك لذا اڼفجرت باكية في الشارع امام المارة الذين اخذوا يحدقون بها وعلامات الاستفهام تعلو وجوههم فمنهم من ظنها مچنونة ومنهم من شعر بالأسى عليها وخصوصا لأنها هوت جالسة على الرصيف وهي تبكي بمرارة وقهر شديد... وبقيت تبكي وتبكي وتبكي حتى جفت الأنهار في حدقتيها العسليتين فمسحت اثار الفيضان الذي سال على وجنتيها وهي تشهق ثم نهضت وحملت كيس الدواء ووضعته في حقيبتها وبعدها قررت ان تعود إلى منزل السيد عمر لترتمي بين

احضان صديقتها المخلصة الهام التي تخلت عن حلمها في العمل بشركة رويال العالمية لتتبعها الى هذه البلد الغريبة لذا مشت بضع خطوات حتى توقفت بالقرب من جانب الطريق واخذت تحاول ايقاف سيارة اجرة.
ومن جهة اخرى .....
جاء ذلك الشاب المفعم بالحيوية الذي كان يقود سيارته السوداء المكشوفة متجاهلا برودة الجو ليسمح للهواء النظيف ان يلامس بشرته الحليبية ويتغلقل داخل خصلات شعره الاسود الناعم وهو يتراقص بأصابع يديه على مقود السيارة مستمعا لتلك الموسيقى الكلاسيكية الهادئة... فوقع نظره عليها وهي تحاول ايقاف سيارة أجرة ولا يعلم لما رفرف قلبه بعد ان رآها وما هق الا ثواني حتى انحرف بسيارته عن الطريق متجها نحوها ثم توقف بالقرب منها وضغط على البوق ليفزعها صوته فأنتفظت من مكانها والتفتت الية لتجده يبتسم لها وهو يضع نظارته الشمسية الداكنة التي زادته وسامة... في تلك اللحظة لا تعلم لما شعرت بالأرتياح لمجرد ان رأته يبتسم... نعم هي لم تقابله سوى مرة واحدة ولكنه استطاع بخفة دمه وشهامته ان يترك لديها شعورا عذبا فابتسمت وكأنها نسيت الحزن الذي كان يأكل قلبها منذ لحظات قليلة وقالت بصوتها العذب استاذ خالد.
فأتاها صوته الحنون يسألها ازيك يا مريم
أقتربت من السيارة قليلا ثم قالت الحمد لله وحضرتك
خالد كنت كويس بس دلوقتي بقيت زي الفل...طبعا بعد ما قابلتك مرة تانيه.
مريم متشكره.
خالد شكلك محتاجة توصيلة وانا معنديش حاجة دلوقتي هقدر اوصلك.
فابتسمت وقالت ميرسي بس مش عايزة اتعبك معايا.
خالد ولا تعب ولا حاجة...دا اقل واجب اعمله تجاه بنت بلدي .
فاتسعت ابتسمتها ثم فتحت باب السيارة وصعدت الى جانبه دون تردد ونظرت إليه مادة يدها لتصافحه قائلة انا مبسوطة اني شفتك مره تانيه.
فصافحها بدوره وقال متشكر ... ودلوقتي رايحه فين
مريم راجعة البيت.
خالد اوك.
قال ذلك ثم انطلق بالسيارة مجددا وهو ما يزال مبتسما فالټفت اليها وسألها ها ...عجبتك العيشة في نيويورك 
فنظرت اليه ثم ابتسمت ايضا وقالت ايوا... مع اني لسه معرفش كل الاماكن فيها بس جميلة.
خالد انا قولتلك هفسحك لما نوصل بس مع الاسف ماتقابلناش مرة تانية وانتي ما اتصلتيش بيا علشان موضوع الشغل فقولت جايز تكون نسيتني.
فشعرت مريم بالحرج من نفسها لذا
تردفت بتوتر انا اسفه يا استاذ خالد بس مكنتش عايزة اتعبك معايا اكتر من كدا يعني.
فابتسم خالد وقال ما تخديش كلامي بجد... انا بهزر معاكي وكمان انتي عندك حق... يعني ما ينفعش وحدة بنت زيك تتصل براجل غريب عنها علشان يفسحها في بلد متعرفش فيها اي حاجة.
فأحنت مريم رأسها ولم تعلق لان كلامه كان صحيحا بالنسبة لها فهي وجدت انه من غير اللائق أن تتصل به لكي يتنزه معها ويعرفها على معالم نيويورك وهو غريب عنها قابلته لمرة واحدة اثناء رحلتها الجوية اما هو فقال لكي يكسر حاجز صمتها امل فين صاحبتيك التانية اسمها الهام برضو مش كدا 
رفعت مريم رأسها مجددا وقالت ايوا اسمها الهام... هي في بيت عمها دلوقتي البيت اللي حضرتك وصلتنا عليه لما جينا هنا لاول مرة .
خالد اه فاكره كويس .
مريم هو انا عطلتك عن حاجة يا استاذ خالد
فابتسم خالد وقال لأ ابدا انا في إجازة النهارده وقلت اتفسح شوية بما ان الجو حلو وبعدها قابلتك.
ميرم بسم الله ما شاء الله... عربيتك تحفة اوي..باين عليها غالية مش كدا 
فضحك خالد وقال مش كتير.. عجبتك لو عجبتك اعتبريها هدية.
فضحكت مريم على سخافة الموقف وقالت لا مكنش القصد... اساسا انا معرفش اسوق وما عنديش شهادة سواقه .
خالد خسارة...كانت هتبقى اجمل لو سقتيها انتي.
فشعرت مريم بالخجل لانه تغزل بها بطريقة غير مباشرة لذا أحنت رأسها مجددا ولكن سرعان ما تلاشت ابتسامتها عندما نظرت إلى بطنها وعادت ملامح الحزن لتخيم على وجهها البريء وسرعان ما تجمعت الدموع في حدقتيها مجددا وما لبثت حتى تمردت عليها دمعتها السجينة ونزلت رغما عنها في تلك اللحظة انتبه عليها خالد وهي تحاول مسح دموعها بينما تنظر إلى الجهة الأخرى حتى لا يراها فغابت الابتسامة عن وجهه وحل محلها ملامح القلق فسألها بينما ينظر ثانية اليها وثانية الى الطريق امامه قائلا خير يا 
فشعر خالد بالذنب لذا
قال بسرعة انا اسف... مكنش قصدي افكرك.
مريم ولا يهمك.
ثم دام الصمت قليلا ولكن ليس لأمد طويل حيث اراد الشاب ان يخرجها من حزنها لذا اردف بنبرة مرحة قوليلي يا مريم هو انتي وراكي حاجة النهاردة
فنظرت اليه وهزت رأسها بالنفي قائلة لأ.. مفيش حاجة معينة.
فابتسم وقال كويس.... يبقى انا هفسحك النهاردة زي ما وعدتك لما كنا في الطيارة قولتي ايه 
فنظرت مريم اليه مطولا ولا تعلم لما أومأت له بالموافقة.. هل لأنها لم تريد احراجه ام لأنها كانت فعلا تحتاج لهذه الفسحة لكي تمحي قسما من احزانها وترميها خلف ظهرها ... فابتسمت وقالت ماشي...بس عندي شرط واحد.
خالد وايه هو 
مريم عايزاك توديني عند تمثال الحرية... اصلي ھموت وشوفه من قريب.
خالد بس كدا... حاضر يا ست مريم اعتبري نفسك هناك.
وبالفعل اخذها خالد الى منطقة تمثال الحرية واستمتعت بمشاهدته من بعيد كما انه اخذها الى عدة مناطق جميلة في نيويورك وانتهى بهما المطاف واقفين على رمال شاطئ المحيط الأطلنطي فاخذت نسائم الهواء الباردة تلفح وجهها وهي تحدق بالأمواج المتضاربة وتبدو انها سرحت في خيالها وسافرت بأفكارها الى مكان اخر بعيد كل البعد عن نيويورك... اما خالد فكان واقفا خلفها على بعد عدة خطوات واضعا يديه في جيب بنطاله ويراقبها بأهتمام كبير حيث انه لم يشاء ان يعكر عليها خلوتها مع نفسها فتركها تفكر بصمت وكأنه غير موجود اساسا .
وسرعان ما حسمت امرها والتفتت اليه قائلة لسه عايز مدققة حسابات في شركتك يا استاذ خالد 
فابتسم خالد شبح ابتسامة وقال تقدري تبتدي شغلك من دلوقتي لو تحبي... وكمان مكانك في الشركة محفوظ انتي وصاحبتك .
تنهدت مريم بعمق وقالت يبقى احنا هنبتدي شغل من بكرا...وبتمنى اننا نبقى عند حسن ظنك .
تسارع في الاحداث..........
بعد تلك

النزهة الغير متوقعة برفقة خالد اعادها الى منزل السيد عمر فاوقف السيارة ونظر اليها قائلا هقابلك بكرا الصبح في الشركة .
فابتسمت قائلة ان شاء الله...و دلوقتي عن اذنك.
قالت ذلك ثم نزلت من السيارة ووقفت تراقبه وهو يهم بالمغادرة وبعدها دخلت إلى فناء المنزل ثم فتحت الباب فوجدت سهيلة وكنتها جين جالستين في غرفة المعيشة برفقة الهام التي كانت قلقة للغاية فقالت انا رجعت يا جماعة.
نهضت الهام بسرعة وقالت معاتبة كنتي فين يا مريم انا اتصلت عليكي اكتر من عشرين مرة بس الموبايل بتاعك كان مقفول .
فابتسمت مريم ابتسامة حزينة اثارت القلق في قلب الهام وقالت زهقت من قعدة البيت وقلت اخرج شوية علشان اتمشى.
سهيلة طيب ليه قفلتي موبايلك قلقتينا عليكي يا بنتي.
مريم انا متقفلتوش بس شحنه خلص.
فقالت جين بلكنتها المكسرة حمد لله على سلامتك يا مريم... متتخيليش الهام كانت خاېفة عليكي قد ايه.
مريم مفيش داعي للخوف يا لولو... انا بس كنت عايزه اخرج من البيت شوية ودلوقتي هطلع علشان استريح... عن اذنكوا.
قالت ذلك ثم صعدت إلى الغرفة...فلحقت بها
الهام وعندما دخلت سألتها مالك يا مريم شكلك مش مطمني ابدا ايه اللي حصل 
في تلك اللحظة لم تمنع مريم نفسها عن البكاء فبكت وهي ترمي نفسها على صديقتها التي اصابها الذعر وقالت انتي بټعيطي ليه بټعيطي يا حبيبتي
فقالت مريم پبكاء مرير وهي تحكم عناق الهام انا حامل يا الهام... حامل بأبن ادهم السيوفي.
فتحت الهام فمها پصدمة واتسعت عيناها قائلة بتقولي ايه حامل ! 
أومأت مريم برأسها دليلا على نعم واردفت انا روحت المستشفى وعملت تحليل واكتشفت اني حامل بقالي اربع اسابيع.
فتنهدت الهام بقوة واخذت تربت على ظهر صديقتها بلطف قائلة خلاص يا حبيبتي... متزعليش نفسك ابدا بلعكس انتي لازم تبقي مبسوطة لأنك هتبقي ام بعد 8 شهور.
فابتعدت مريم عنها قليلا وقالت ازاي هقدر اربي ابني لوحدي يا الهام انا لو خلفت الواد دا أكيد هظلمه لانه مش هيعرف ابوه ابدا .
فأمسكت الهام بيدها واجلستها على السرير ثم قالت بنبرة صوت حنونة اوعي تفكري انك تجهضي يا مريم لأنك لو عملتي كدا هتندمي طول عمرك... دا روح ربنا خلقها وجايز عمل كدا علشان يعوضك عن خسارة اختك وانتي لازم ترضي في اللي قسمه ربنا وصدقيني مش هتخسري اي حاجة...ولو كان على ازاي هتربيه فانتي تقدري تربيه لوحدك وتخلي بالك منه كويس زي ما كنتي بتخلي بالك من اختك مرام الله يرحمها بعد ما مامتك ماټت وسابتكوا لوحدكوا.
فنزلت دمعة متمردة من عيون مريم التي اردفت بمرارة وادهم... لو عرف اني حامل بأبنه أكيد هياخده مني بعد ما اخلفه وانا مش هقدر استحمل ان دا يحصل.
الهام ازاي هيعرف وانتي بعيدة عنو يا حبيبتي دا انتي سبتي مصر علشانه وكمان مقولتيش لحد
انتي رايحة فين يعني هو مش هيعرف ابدا الا لو انتي عايزه تخليه يعرف.
فهزت مريم رأسها بالنفي قائلة لأ مش عايزاه يعرف اي حاجة.... اساسا انا قررت اطلعه من حياتي نهائيا وهبتدي حياة جديدة هنا وهقدر اخلي بالي من ابني كويس.
فابتسمت الهام ابتسامة حزينة وقالت بس... بس انتي لسه مراته يا مريم حتى لو رحتي اخر الدنيا وهربتي منه انتي هتفضلي مراته بالشرع والقانون ومن حقه يعرف انك حامل بأبنه .
فقالت مريم بنبرة صوت مچروحة يملؤها الڠضب هو ملوش اي حق عندي... اساسا انا معتبرتوش جوزي ابدا لانه....لانه ما يستهلش اعتبره كدا بعد معاملته القاسېة واللي سببت چرح كبير في قلبي علشان كدا انا قررت انساه ومش هسيب الجوازه المزيفة دي تأثر عليا ابدا وهقدر اعيش هنا مع ابني لوحدنا.
فابتسمت الهام واستطردت مش لوحدكوا... انا معاكوا كمان .
فعانقتها مريم وغمغمت انتي اجدع انسانه انا عرفتها في حياتي يا الهام... وعمري ماهنسى انتي عملتي ايه علشاني.
الهام انتي اختي يا مريم ودي اقل حاجة ممكن اعملها.
قالت ذلك ثم ابتعدت عنها واظافت بس هتعملي ايه دلوقتي انتي هتقولي لبيت عمي انك حامل 
مريم لا مش هقول... مش عايزه احملهم همي انا وابني... وكمان انا لاقيت لينا شغل وهنبتدي من بكرا لان ما ينفعش نفضل هنا من غير ما نشتغل.
الهام شغل فين 
مريم انتي فاكرة الراجل المصري اللي تعرفنا عليه في الطيارة 
فقالت الهام بلهفة قصدك المز حبيب قلبي خالد نجم ! 
فضحكت مريم رغما عنها وقالت ايوا هو... انا قابلته النهاردة وقررت اقبل الشغل عنده وهو فرح اوي وقال انك انتي كمان تقدري تبتدي شغلك وان مكانا في شركته محفوظ.
فاتسعت ابتسامة الهام وسألتها بجد يا مريم هو قال كدا ! 
مريم ايوا يا حبيبتي.
الهام دي هتبقى اسعد ايام في حياتي كلها... باين ان ربنا هيعوضني عن كل حاجة سبتها في مصر بحاجات اجمل هنا في نيويورك .
تسارع في الاحداث............
في مصر ......
كان جالسا في غرفة المكتب التي في منزل العائلة ذات الأضاءة الخاڤتة يهز قدمه اليمنى دون توقف ويبدو عليه التوتر ونفاذ الصبر عيناه كانتا تحدقان بهاتفه بأستمرار وكأنه ينتظر مكالمة هاتفية ستحدد مصير العالم وفجأه رن الهاتف بيده فأنتفض من مكانه مثل المچنون واجاب عليه بسرعة ها يا عاصم...لاقيت اي معلومات عنها
فقال عاصم ايوا يا فندم انا لاقيت معلومات بس....
فصاح ادهم به بنفاذ صبر بس ايه اتكلم ! 
فتنهد عاصم وقال بس المعلومات اللي لاقيتها مش هتساعدنا علشان نلاقيها في نيويورك لان محدش يعرف هي ليه راحت هناك.
ادهم انت فين دلوقتي 
عاصم انا بقيت قريب من بيت حضرتك يا فندم .
ادهم قدامك عشر دقايق يا عاصم علشان اشوفك مزروع قدامي انت سامع 
عاصم حاضر يا فندم.
ثم اغلق ادهم هاتفه ورماه على طاولة المكتب وبعدها غرس اصابعه في شعره پعنف وكأنه يحاول ان يقطلعه من جذوره وهو يعيده للخلف ثم قال بصوت مجروح فينك يا مريم ايه اللي وداكي نيويورك يا حبيبتي 
وبعد مرور عشر دقائق بالفعل....
كان عاصم واقفا امامه ويبدو عليه التوتر وهو يراقبه بينما
كان يقرأ المغلف الذي بين يديه وهو يعقد حاجبيه بشدة ويبدو من ملامح وجهه المتجهمة ان المعلومات التي كان يقرأها لم تسره ابدا فقال بزمجرة ايه دا يا عاصم ! 
ابتلع عاصم ريقة وقال المعلومات اللي طلبتها يا فندم.. انا اسف بس دا كل اللي قدرت الاقيه عن البنت اللي اسمها مريم مراد عثمان.
فرمى ادهم المغلف پعنف على الأرض وهب ناهضا وهو يضرب طاولة المكتب بيديه ثم صاح بزمجرة مشټعلة دا كل اللي قدرت تلاقيه امال فين شطارتك يا استاذ ...انت حتى معرفتش تلاقي بنت وحده مع اني اديتك معلومه مهمة وقلتلك انها سافرت نيويورك وجاي دلوقتي تقولي ان دا كل اللي قدرت تلاقيه ازاي هتقدر تحمي شركة فيها 500 موظف وانت مش قادر تنفذ مهمة صغيرة زي دي 
فاحنى عاصم رأسه قائلا انا اسف يا فندم بس زي ما قولتلك قبل كدا اننا مش مباحث ولو تحب انا هقدم استقالتي فورا .
فتنهد ادهم بقوة بعد ان سيطر على انفعاله وقال روح شوف شغلك يا عاصم ...ومش عايز حد يعرف حاجة عن الموضوع دا انت فاهم
عاصم حاضر يا فندم.
قال ذلك ثم انسحب من الغرفة بسرعة... اما ادهم فجلس مجددا على كرسيه واسند ظهره عليه واعاد رأسه إلى الوراء مغمضا عيناه بشدة مكون شق عميق بين حاجبيه وسرعان ما اطلق تنهيدة طويلة جعلت قسمات وجهه تسترخي ثم فتح عيناه مجددا ونظر إلى المغلف الذي رماه على الارض
بلحظة ڠضب وبعدها التقطه واخذ يتصفحه بأهتمام
 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 34 صفحات