الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 10 من 65 صفحات

موقع أيام نيوز

هذا الطفل يكون
واعتدل في رقدته فوق الفراش واخذ يمسح على وجهه بقوه وعقله يقنعه بالاجابه المقنعه
الطفل ما هو إلا طفل ندي وشهاب فعرسهم هو المنتظر
في الصباح وقفت سياره حمزة أمام مدرسه مريم لتهبط مريم بأبتسامه متسعه تحمل حقيبتها المدرسيه خلف ظهرها
حمزة ابيها مهما قالوا ودوما هي طفلته المدلله
وألتفت بجسدها تلوح له بيدها تودعه ليفعل لها بالمثل مع ابتسامه حنونه ارتسمت على شفتيه فقد انتبه لحاله مريم المنزويه بعدما بدء ينشغل عنها في وسط اعماله التي اتسعت خلال تلك السنه
لتقف مريم أمام احداهن ترمقها بتحدي ثم اكملت سيرها
فألتفت رؤى نحوها بغيظ هاتفه بوعيد
عيشي الدور علينا يا مريم
ولم يكن حقدها علي مريم خصوصا ولكن الحقد كان منصب على حصول مريم علي الحب الذي تتمناه هي والحب لم يكن الا حب الاسره واين هذا الحب فوالديها يعملان بأحدي دول الخليج وهي تعيش مع جدتها
ألتقطت أذنيه بعض الكلمات من تلك المحادثه الهاتفيه
فتاه بحاجه لعمل من البلدة 
لم يعيره الأمر اهتماما وأشار ل ناديه التي مهما مرت السنون فهى والدته وليست زوجه ابيه ولكنه يناديها ب اسمها كما اعتاد منذ الصغر
سيبي طنط سلوى لحظه واسمعيني 
فأنتبهت له ناديه وازاحت الهاتف عن اذنها 
ثواني بس ياحبيبي هخلص مع سلوي
ثم عادت تحادث سلوى فتنهد مراد بملل ونظر لساعه يده 
وقبل ان يطلب منها ان تؤجل حديثها مع زوجه عمه وتسمع ما
سيخبرها به
اسمها ايه البنت ديه اه عرفاها ياسلوي مش ديه صديقه هناء ياقوت
لتتعلق عين مراد بها وأخذ يربط كل شئ ببعضه العمل ويا ياقوت وكأن الفرصه قد أتته في اكتشاف سبب لتلك الفتاه دون عن غيرها
وفكرة لمعت بعيناه فالعمل لن يكون الا معه فلقائتهم المعدوده وهروبها الدائم من نظراته ورؤياه جعله راغب بها رغبه ليست بالجسد فرغبه الجسد لم يشعر بها مع أي امرأه قط حتى جاكي حبه لها ما هو إلا عنادا مع والده 
وهتف داخله بحماس 
الفرصه جاتلي معاكي يا ياقوت لازم افهم سبب انجذابي ليكي 
واخذ يحرك كفه على لحيته المنمقه بعنايه ولم يشعر ب ناديه التي وقفت ترمقه ببطئ مسائله بغمزة ماكره
ايه اللي شغال عقلك جاكي مش كده 
فتعالت ضحكات مراد ومد كفيه يداعب وجنتيها 
شقيه أنتي يا ناديه 
فلطمت ناديه كفيه 
ولد عيب كل يوم بكتشف اني معرفتش اربي 
كانت الدراما تتخلل نبرة ناديه الحنونه فمراد طفلها طفلها الذي لم تنجبه 
ورسمت العبوس
على شفتيها وسارت مبتعده عنه بغنج ليتعبها محيطا كتفيها بداعبه 
لاا مسمحش ليكي تغلطي في تربيه ناديه جميله الجميلات 
لتلتف اليه ناديه تكتم ضحكتها بصعوبه 
يا واكل بعقلي حلوه عنده حق فؤاد يقولي بيضحك عليكي بكلمتين حلوين 
ده انتي الغاليه 
لتدفعه عنها ضاحكه 
عايز ايه يامراد قول انا عارفه الاسطوانه الناعمه ديه اه ياقلبي الضعيف منك 
وعندما وصل الأمر إلى ما يريده هتف مشاكسا
ديما فهماني
ثم اردف بطلبه الذي يعلم أن والده سيقبله بمقت
انا عزمت جاكي على العشا الليله في البيت
فأماءت ناديه رأسها بتفهم فمهما كان ف جاكي ضيفه وهي تراها فتاه لطيفه 
احلى ناديه في الدنيا 
وكاد ان ينصرف الا انه عاد يلتف إليها
بمناسبه موضوع الشغل قولي لصاحبة هناك تبعت ورقها 
وانصرف دون كلمه أخرى لتحدق به بذهول ولكن سريعا تلاشي ذهولها فألتقطت هاتفها كي تحادث سلوى وتخبرها ان امر العمل قد وجد 
حملت حصتها بعد معاناه من السلع الغذائيه التي تمنحها الدوله للمواطنين لتجد هاتفها يعلن رنينهفوقفت على جانب الطريق واخرجته بحرص وهي تظن ان عمتها من تهاتفها كي تجعلها تتعجل في عودتها لتقع عيناها على اسم هناء فتمنت لو اتاها ما أرادت 
ايوه ياهناء بجد هشتغل طب ومكان اقامتي 
وجاءها رد هناء الفرح من أجل صديقتها 
كل حاجه اتدبرت يا ياقوت السكن لقيناها الحمدلله أصدقاء ماما القدام طلعوا جامدين اووي 
قالتها هناء مازحه ولكن تلك هي الحقيقه ناديه وجدت لها وظيفه وأخرى لديها بنايه تحتوي على طابقان اعدته للمغتربين 
انا مش مصدقه نفسي يا هناء الحمدلله 
وتصاعدت أصوات الماره لتهتف هناء متسائله
أنتي في شارع يا ياقوت 
فأجابتها ياقوت بأبتسامه مشرقه
بجيب السلع لعمتي هروح واكلمك 
وسارت بخطوات فرحه حالمه وتفكر كيف ستقنع عمتها وتجعلها تقنع والدها
وقف بسيارته يحادث صديقه بالهاتف منتظرا ان تفتح اشاره المرور
ازاي طلب نقلي متوفقش عليه
ليأتيه صوت صديقه وهو يحاول تهدئته 
اهدي ياشريف انا مش عارف ليه انت عاوز تتنقل عايز تخدم في العريش في حد عاقل يطلب كده 
فتنهد شريف بسأم يعلم أن حمزة لديه دخل بذلك الأمر وكل شئ يصله عنه بسهوله فالكثير بالدخليه يخدمه فمنذ زمن كان هو أيضا ضابطا 
اقفل دلوقتي يا سيف 
وأغلق الهاتف بحنق وانفتحت الاشاره وكاد ان يسوق سيارته ليجد احداهن تمر الشارع ببطئ وتخفي عيناها بنظاره سوداء بل وتقف ثواني ثم تكمل السير ولا تستمع لبوق السيارات والسباب التي تخرج من الألسن 
واندفع من سيارته حانقا 
أنتي طرشه ولا عاميه الطريق كان فاضي قدامك 
فدفعت يده پعنف عنها بعدما شعرت بالآلم من ذراعه 
لا
انا مش طرشه بس عاميه 
وتركته مذهولا وأكملت سيرها بخطوات سريعه تمسح عيناها پعنف من دموعها التي اخذت تتساقط لا تعلم لما اليوم حظها هكذا فكل يوم تمر الطريق دون أن تسمع سباب أحدا فيشعرها بعجزها
وأكملت سيرها تحت نظراته ولكن تصاعد بوق السيارات جعله يعود لسيارته يقودها لجانب الطريق وألتف بجسده داخل السياره ليجدها بعدما مرت الطريق سارت لخطوات معدوده ويبدو انها حفظت خطواتها ثم جلست على مقعد خشبي تعلم موضعه وكأنها تنتظر أحدا 
وزفرة طويله خرجت من بين شفتيه وقد شعر بالذنب فهو اخرج غضبه بها وليته لك يخرجه 
سقط ما تحمله أرضا وهي تجد الكثير يقفون أمام منزل عمتها ووالدها بينهم ويبكون لتركض نحوهم وكل ما تتذكره ان عمتها كانت ذاهبه لتقديم واجب العزاء مع بعض النسوة لقريه مجاوره 
هو في ايه فيم عمتي 
ووجدت
والدتها تأخذها تخبرها بأخر شئ تمنت سماعه 
عمتك ماټت يا ياقوت 
ارتشف قهوته بملل ينظر من حين لآخر لساعه يده ف ناديه أخبرته انها تريد لقائه في احد المطاعم بدء الشك يمتلكه ليتأكد بالفعل من خطه شقيقته
اسفه على التأخير ياحمزة بيه معلش عربيتي اتعطلت 
قالتها برقه
وجلست بغنج ليرمقها حمزة بنظرات متفحصه وزمجر بحنق من
فعله شقيقته به
مافيش مشكله 
اخذت المرأه التي تبدو في الثلاثون من عمره تصفف شعرها بيديها وتتفحصه بوقحه
من زمان نفسي اقابلك اخر مره اقبلتك فيها كانت في حفله جواز حازم الأسيوطي اصل انا ابقى بنت خاله العروسه 
فأماء برأسه بصمت وداخله يلعن شقيقته متوعدا لها حين رؤياها 
ومال نحو الطاوله يرمق الجالسه امامه ببطئ مبتسمه تظن انه سيهمس لها بكلمات غزل 
حلال عليكي سهره النهارده واعتبري العشا حسابه مدفوع
واعتدل في جلسته لينهض بعدها 
معلش انا راجل بحب انام بدري 
وغادر بحضوره الطاغي لتتسع عين الجالسه 
ده مشي وسابني 
مرت ايام العزاء ببطئ لم تتركها فيهم هناء ولا السيده سلوى
وقفت هناء جانبها تعد معها حقيبتها فالان سوف تنتقل لبيت والدها فلا داعي للجلوس هنا فالبيت به ورثه والكل سيطالب بحقه فيه فعمتها لم يكن لديها اولاد الي الان لا تصدق انها توفت ف الوفاه جاءت صادمه للجميع 
الحاډث لم يصيب عمتها وحدها انما امراتان اخريات بالقريه فبجانب الطريق الذي كانوا ينتظرون عليه وسيله مواصلات اڼصدمت
10  11 

انت في الصفحة 10 من 65 صفحات