الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 13 من 65 صفحات

موقع أيام نيوز

رسمتها في عقلها وهي تحلم بالغد 
ولم تشعر بدلوف حمزة بعنجهته ونظراته الجامده شخصيه يتقن رسمها أمام العالم فقديما كان شخصا شفافا مرحا محبا ولكن الآلم علمه ان يكون ما هو عليه الآن 
تقدم بخطواته نحو مكتب شقيقه وألقى بنظره عابره نحو تلك المنهمكه بين الملفات وكأنها في ساحه حربوسقط الملف منها فأنحنت
لاسفل تلتقطه
فسلط حمزة عيناه عليها بعدم رضي وصدح صوته بخشونه
شهاب في مكتبه
وبمجرد ان اجابته اكمل خطواته نحو غرفه شقيقه
فأنتفضت من فوق مقعدها راكضه نحوه
لازم أبلغه الأول بوجودك يافندم واشوف لو كان في ميعاد سابق
أخبرته بعمليه كما حفظت ليرمقها حمزه ببطئ واضعا احدي يداه في جيب سرواله وابتعد مشيرا لها
اتفضلي
لتشعر ياقوت بالتوتر من نظراته الحاده 
أبلغه مين
فرفع حمزه حاجبه الأيسر وأخذ يطالعها من علو ثم هتف ساخرا 
حمزة الزهدي 
فأتسعت عيناها وهي لا تصدق هي امام من فهتفت دون وعي مكرره سؤالها 
مين
الفصل الثامن
قهقه شهاب وهو مازال يتذكر مشهد ياقوت أمام شقيقه لم تكف عن تكرار معرفة هويته ولولا خروج شهاب من غرفه مكتبه ذلك الوقت لكان اڼفجر شقيقه بها
ديه كتله من الغباء انت ازاي توافق على توظيفها
هتف حمزة عباراته حانقا من غباء ياقوت وضحكات شقيقه
عادت ضحكات شهاب تتصاعد وهو يسمعه
حصل خير ياحمزة خلاص وكمان ديه متوصي عليها من ناديه وسلوي 
فأرتسمت السخريه على شفتي حمزة وجلس بفخامه 
كمان جايه بواسطه خد بالك احنا مبنفرقش بين الموظفين اي غلطه منها انت عارف ايه اللي هيحصل طرد علطول 
لتتعالا ضحكات شهاب مجددا 
متقلقش البنت شكلها بتاعت شغل وعايزه تشتغل
لا يعلم لما أثارت غضبه ولكن حظها جعلها تلتقي به في الوقت الخطئ فيكفيه انحدار مريم بمستواها الدراسي وحديث أخصائية المدرسه عنها 
ايه الموضوع اللي كنت عايزني فيه وضروري 
فصمت شهاب للحظات وهو لا يعلم كيف يخبره 
اللي بتبعت ليك الرسايل هي صفا ياحمزة 
فأحتدت عيناه بكره لم يعرفه الا معها الحبيبه الخائڼه هي صاحبة الرسائل المجهوله
وتعلقت عيناه بأعين شقيقه وكأن الماضي أمامه من جديد والكلمه عادت تخترق أذنيه 
انت مرفود ياحضرت الظابط 
وشعر بالاختناق فنهض مشيرا لشقيقه بالصمت وتحرك بخطي جامده ولحظها العسر اليوم معه فتح الباب في نفس اللحظه التي كانت ستطرقه وتدلف 
فأرتطمت بصدره الصلب لتسكب قطرات من القهوة التي كانت على قميصه 
فسقطت عيناه على فعلتها صارخا بها وقد اعماه الڠضب 
أنتي غبيه 
صراخه افزعها وجعلها تتراجع للخلف بخطوات خائفه 
انا اسفه مكنش قصدي 
خرجت الكلمات من شفتيها بصعوبه وعيناها انخفضت لاسفل 
وظهر الخۏف على ملامحها ليندفع كالاعصار مغادرا المكان 
كان شهاب واقفا يتابع المشهد بصمت معتذرا بلباقه 
متزعليش يا ياقوت حمزة كان خارج ڠضبان من مكتبي
فلم تتمالك دموعها اكثر من ذلك فكل شئ أصبح يجثم على روحها زوجه ابيها هاتفتها امس تسألها عن كم ستتقاضي من راتبها ووالدتها اليوم هاتفتها تخبرها عن عدم رضي زوجها بأمر عملها 
دموعها اخذت تتدفق بغزاره وهي لا تشعر بحالها فتقدم منها شهاب لا يعرف ماذا يفعل لها 
ياقوت خلاص الحكايه عدت لو عايزه تاخدي نص يوم تروحي تمام مافيش مشكله 
فهتفت بنبرة باكيه كالاطفال 
انا معملتش حاجه والله يا
استاذ شهاب هو انتوا ممكن تطردوني 
فأنفرجت شفتي شهاب بضحكه قويه وأخرج من جيب سترته منديلا يعطيه لها 
تطردي ايه بس يابنتي خدي امسحى دموعك 
واردف مازحا 
اصل انا ضعيف قدام دموع الستات
ألتقطت منه المنديل سريعا وطأطأت عيناها أرضا تشعر بالخجل من حديثه 
فوقفت ندي على أعتاب الغرفه تطالع المشهد بوجه محتقن 
شكلي جيت في وقت مش مناسب
ليلتف شهاب على سماع صوتها مندهشا من قدومها بأبتسامه ثم 
اهلا ياحببتي 
تعلقت عين ياقوت بهم ومن نظرات ندي الناريه نحوها اشاحت عيناها سريعا تلوم نفسها على بكائها أمام شهاب
صړخت ندي بوجه وقد فسرت الامر كما خيله لها عقلها 
عايز تفهمني انها كانت صعبانه عليك وبتراضيها ولا البنت عجبتك ياشهاب 
فتنهد شهاب مغمضا عيناهلقد تغير بالفعل من مطالعه النساء بنظرات عابثه وأصبح يقدر حبها
لم يحبها او مازال يرى ذلك 
ندي انا مش هحاسبك على الكلام
اللي بتقوليه عشان عارف انك مش في وعيك 
پغضب 
حط نفسك مكاني 
علها تخرج چنونها به حبها له هوس يعلم صدقه 
حب قضى على وظيفته التي عاش يحلم بها في طيله سنوات دراسته ولم يكن حلمه وحده إنما كان حلم والديه وفي النهايه ماذا حدث مرضت والدته بعدما فصل من الداخليه
ولم تتحمل رؤيته هكذا فماټت وهي تري مستقبله قد هدم 
ومر الوقت وهو يقف في ذلك المكان المنعزل يتأمل ما أمامه بشرود متذكرا اليوم الذي عرف بمحاكمتها وان والدها قد قتل اخبروه زملائه وقد ظنوا انه سيرتاح حين يعلم بهذا ولكن ليلتها عاد الي سوسن يرمي نفسه وكأنه طفلا صغيرا لم تكن قد تطورت علاقتهما ولكن تلك كانت البدايه الي ان صارت حياتهم الزوجيه كأي رجل وامرأته
لم يخرجه من شروده الا رنين هاتفه ليلتقط الهاتف من جيب سترته مطالعا رقم المتصل بغرابه 
انا اتجوزت ياحمزة 
ولم يكن المتصل الا مراد يخبره بأخر شئ توقع حدوثه
رمقت ندي ياقوت بنظرات قاتمه بعدما خرجت من غرفه مكتب شهاب بخطي بطيئه تتفرس ملامحها 
فنهضت ياقوت سريعا فور رؤيتها تتقدم منها وقبل ان تخرج كلمات الاعتذار لها موضحه المشهد الذي رأته 
انتبهي على شغلك وبلاش عينك تبص لحاجه مش بتاعتك 
قالتها ندي وانصرفت دون أن تلتف نحوها مرة أخرى 
لتحدق ياقوت بخطاها وعلى ملامحها معالم الصدمه فقد فسرت ندي المشهد كما ظنت
وقف شريف بسيارته أمام المكان الذي اعتاد رؤيتها فيه ولكن اليوم لم يجدها نظر لساعه يده متنهدا فهو لا يعلم سر قدومه هنا ومطالعتها من بعيد عندما قص على شهاب مشاعره تلك اخبره ان شعوره ليس إلا شعورا بالذنب واشفاقا على حالتها 
عادت ياقوت من عملها تحمل بعض المعلبات وضعت الأكياس التي كانت على الطاوله الصغيره التي تأخذ ركنا جانبا في غرفتها وجلست على الفراش تنظر للغرفه التي تقيم بها بشرود ثم اڼفجرت باكيه دون شعور فقد ظنت ان خروجها للعالم الخارجي بعيدا عن أهل قريتها البسطاء سيكون سهلا ولكن كل يوم تكتشف انها دخلت بقدميها أصعب مراحل الحياه 
لم تنتبه لطرقات سماح على باب غرفتها ودلوفها للغرفه 
وعندما رأتها سماح هكذا ركضت نحوها تسألها بقلق 
ياقوت مالك فيكي ايه 
فدارت عيناها عنها ومسحت دموعها 
مافيش حاجه انا كويسه
فأتجهت سماح للجهه الأخرى ونظرت لها بتمعن 
مش احنا اتفاقنا هنكون صحاب وتحكيلي اللي يضايقك
فلم تشعر بحالها الا وهي تندفع سماح وتحكي لها عن كل ما مرت به اليوم 
لتصدح ضحكات سماح عاليا 
بټعيطي عشان كده يااا ياما هتشوفي 
فأتسعت عين ياقوت
وهي تخشي ان يلحق بها المزيد من الاذى 
انا كنت فاكره ان كل الناس طيبه زي أهل القريه عندنا 
فحركت سماح رأسها ضاحكه من برائتها في فهم البشر 
الحياه شبه المعركه والبشر مبقوش زي زمان الكل دلوقتي بقي بيصارع عشان يعيش الطيبين موجودين بس بيداس عليهم 
انصتت لحديث سماح فأبتمست سماح وهي تراها تركز في حديثها ثم هتفت مازحه
يخربيت الغم والنكد خلتيني اقول كلام عميق مش بتاعي بقولك ايه انا جعانه عندك اكل ناكل 
فضحكت ياقوت على تحولها السريع 
مش بقول بتفكريني ب هناء 
ونهضت نحو المعلبات التي جلبتها والخبز واشارت للطعام 
جيتي في وقتك انا كنت جايبه
معايا الاكل 
سماح وتنظر الي ما تشير اليه بسخط
تونه بقولك
12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 65 صفحات