رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق
لم تستطع تفسيرها ولكنها اربكتها
وأرخت كتفيها بقله حيله تنظر إليه وهو يتجه صوب مقعده خلف مكتبه
نظرت حولها تتأمل مساحه المكتب الفخم التي تعد اوسع من غرفتها المقيمه فيها لم يعيرها ادني اهتمام واستمرت في وقفتها لعشرة دقائق تنتظر ان يخبرها ان تجلس او تنصرف ولكن لا شئ حدث
وتنفست براحه وهي تجده يرفع رأسه عن الأوراق بعدما وقعها
فوجودها معه يربكها
وتجمدت في وقفتها قبل ان تستدير بجسدها وتغادر
تطلعي على الفرع الرئيسي توصلي الورق للسيد مدحت في الشئون القانونيه مفهوم الورق يوصل ليه هو
بهتت ملامحها وهي تستمع الي امر اخر من اوامره التي تخلوا من الذوق كانت تظن انها ستعود بالاوراق للشركه التي تعمل بها ولكن مشوار اخر ستذهبه حتى أنه لم يراعي آلم قدمها
حاضر
وداخلها كانت تود ان تصرخ به تخبره ان لولا حاجتها للعمل وأنها لن تجد وظيفه مثل التي تعمل بها لكانت ألقت بوجهه الأوراق وجلست ب بيتها عزيزه النفس
وضحكه ساخره صدحت داخل روحها فأي بيت تتحدث عنه هي مغتربه بمدينة أخرى وتعيش في غرفه بسكن مغتربات تبحث عن لقمه عيش وحياه تعول فيها نفسها
خلي السواق يجهز عشان يوصل الانسه ياقوت لفرع الشركه الرئيسي
تبدلت كل ارائها عنه تلك اللحظه وغادرت وهي سعيده بتخليصها من پهدلة مواصلات أخرى
دلفت للسياره التي كان سائقها ينتظرها لتجلس بأسترخاء متمتمه بخفوت
الراحه حلوه ياسلام لو عندي عربيه زيها
وقفت مستمتعه بالأجواء تلتقط لنفسها الصور تحت انظاره كانت كالطفله الصغيره أمام عينيه بملامح مشرقه مما زاده حنقا منها فهى تستمتع ب رحلة زواجهم على أكمل وجه وما هو إلا متفرجا
مش كفايه كده
ألتفت نحوه بأبتسامه واسعه وحركت كتفيها بدلال
لا انا مبسوطه بالمكان ياشهاب
قولت كفايه كده
سارت معه حانقه من تصرفه الاهوجالي ان وصلوا لغرفتهم بالفندق فدفعت يده عنها
سيب أيدي يا شهاب
عيناه استقرت نحوها
هنفضل في لعب العيال لحد امتى ياندي
تفننت في صنع مكرها رغم أنها لا تجيده الا ان آلام قلبها جعلتها تدرك اللعبه شهاب ماهو الا رجلا شرقيا يعشق من تجعله يأتيها هو وليست هي رساله ادركتها في آخر محطه لهم معا
واردفت بتلاعب
انا باخد اجازه
من حبي ليك بيتهيألي انا كده رايحتك مني
اصاپة الكلمه هدفها لتتبدل ملامحه للجمود
أنتي عقلك جراله ايه اجازه ايه واحنا خلاص اتجوزنا
يداه قبضت علي كتفيها پقسوه
ندي الصبر ليه حدود مش كلمه سمعتيها وانتي بتتصنتي عليا انا واخويا هتعملي فيها الضحيه فوقي بقى جايه دلوقتي تشوفي نفسك المظلومه واني مستهلش حبك
لو كانت شعرت بزهوة النصر منذ لحظات ولكن الآن كل شئ انتهى قسۏة كلماته كانت تغرز بقلبها دموعها التي جاهدت على اخفائها انسابت فوق وجنتيها دفعته عنها بضعف وقد شعر بالندم ولكن تبريره لنفسه انها السبب انها تستحق ذلك
عندك حق انا لسا فاكره اعيش دور الضحيه
شعوره بالمقت تلك المره كان علي حاله
انا اسف ياندي
ولم تعد للكلمه معنى فقد اخبرها بالحقيقه
دفعتها حانقه من نوبة الضحك التي انتابتها عندما وصفت لها لحظة سحق قدمها لم تتحمل سماح تخيلها لهيئة ياقوت وسط الديناصورات كما اطلقت عليهم
كفايه ياسماح انا غلطانه اني حكتلك
صدحت ضحكات سماح بعلو وأخذت تتنفس ببطئ
الصداقه ديه جات اخيرا بفايده يا ياقوت بقى ليكي طرائف وعجائب
واردفت ضاحكه
والديناصورات علي كده حلوين
ضاقت عين ياقوت من سماجة سماح فدفعتها بقوة اكبر حتي كادت تسقط من فوق الفراش
خلاص يامفتريه هسكت شويه جد بقى عشان محتاجه منك مساعده
كان كالغيور الغاضب منذ أن رأها مع ذلك الرجل تصعد سيارته حاول أن يمنع نفسه من القدوم إليها ولكن قدماه أخذته لها كالمعتاد وجدها جالسه على المقعد الخشبي تنتظر شقيقتها
وقبل ان يجلس جانبها ويتحدث هتفت بأبتسامه واسعه
شريف
اندهش من معرفتها بوجوده فسألها بلطف وقد تبدلت كل مشاعره المتهجمه الي أخرى سعيده
عرفتي ازاي
ابتسامتها كانت أجمل ما يراه في يومه وجلس جانبها ينتظر سماعها
عرفتك من ريحتك
تعجب من اجابتها واخذ يشم رائحة عطره ثم ضحك
افرض غيرت ريحة البرفن بتاعي هتعملي ايه
نطقت بعفويه
هعرفك وده هيكون بأحساسي
لم يفهم معنى كلامها ولكن المعنى كان واضحا لا يحتاج لتفسير اكثر
انت مجتش ليه اليومين اللي فاتوا مش قولتلي هتيجي وتجبلي من شيكولاته الفرح
لم يعرف بماذا يجيب عليها ولكن عقله قد صنع كذبته
كان عندي شغل مهم
اماءت برأسها متفهمه وشعرت بجلوسه جانبها ثم تناول كفها يضع به الحلوى التي وعدها بها
ديه شكولاته الفرح
حرك رأسه إيجابا على سؤالها ولكن أدرك سريعا انها لا تراه فتمتم مبتسما
شيكولاته الفرح زي ما وعدتك
قلبها خفق من قطعه حلوى أزالت غطاء الحلوى وأخذت تقضم منها كانت تترك له حرية رؤيتها ومطالعتها
احكيلي عن الفرح العروسه كانت حلوه
واردفت بحماس طفولي
انا بعرف اتخيل الناس بسهوله من الوصف متخافش
انطفئت لمعت عيناها وهي تخبره انها تتخيل الأشخاص من وصفهم وفي لحظة عادت ملامحها تشرق ثانية وهو يصف لها ملامح العروس ومريم شقيقته
وهي تستمع بأبتسامه تنير عيناها قبل وجهها
وجدت سماح تقف على باب غرفتها تنتظرها بحماس جلي على ملامحها
عرفتي تاخديلي ميعاد معاه يا ياقوت
ومن نظرة واحدة وجهتها ياقوت لها فهمت سماح انها لم تستطع
انا اسفه ياسماح معرفتش انتي عارفه انه مستني ليا فرصه واحده بس ويطردني
فأبتمست إليها سماح وهي تعلم بصدق ما تقول
انا عارفه يا ياقوت ولا يهمك
لم تحزن سماح بالفعل فقد كانت تعلم بعدم مقدرة ياقوت لأخذ لها موعد ففي النهايه هي موظفه ومازالت في بداية وظيفتها
اوعدك هحاول تاني بس يجي فرع الشركه عندنا انا بس بقيت مهمتي حاليا اودي ورق
يتمضي
وانتظرت ياقوت سماعها وخشيت ان تكون حزنت منها ولكن
أنتي هابله يا ياقوت ازعل من ايه انا لو هزعل هزعل من نفسي عشان استغليت صداقتنا
وانا اكتر حد عارف معاملة حمزة الزهدي ليكي
هتفت ياقوت على الفور
بس انا عايزة اساعدك
لتتحول وقفتهم لعناق وكالعاده كانت سماح تبتعد عن الدراما وتنهي الحوار بمزاح
مكنش مقال صحفي ده اللي هيعمل فينا كدهتعالي نروح نتجمع مع بنات السكن
وانتهى الأمر بهم بتجمع فتيات السكن في سهره ممتعه لم تخلوا من المزاح والضحك
وجدها تصفف شعرها امام المرآة دون أن تعيره اهتماما كان يحمل باقة من الازهار معتذرا
لسا زعلانه
لم تجيب بشئ وأكملت تمشيط خصلاتها لتجده يمد باقة الأزهار لها
ميبقاش قلبك اسود ياندي
كانت تستنشق عبير الازهار مغمضه العين لم تشعر بنفسها إلا وهي تنتفض متمتمه
لا ياشهاب
دلفت صفا لحجرة مأمور السچنكان جالس يطالع بعض الملفات أمامه وانتبه لدلوفها فرفع عيناه نحوها مبتسما فمنذ ان تولي إدارة السچن وهو لا يرى في سلوكها اي شئ يشينها حتى أنه تعجب من تهمتها
فكيف لملاك مثلها تكون
تعالي ياصفا
مكتبه خطوتان
لينهض من فوق مقعده مقتربا منها
عندي ليكي خبر هيفرحك
انتظرت ان تسمع ما سيفرحها رغم علمها ان لا شئ سيفرحها الا انها تتحرر من