رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق
كما اعتادت إنما كان يقف وسط الغرفه يتحدث بالهاتف يصلح أمرا ما
عيناها رغما عنها سرحت به لم يكن فائق الوسامه إنما رجلا بملامح شرقيه ولكن جماله نابع من الهالة التي تحيطه ومن وضعه الإجتماعي فرجلا بمكانته لا بد أن يظهر عليه الرقي والأناقة
اخفضت عيناها نادمه على نظراتها وتفكيرها المشتت الذي أصبح يرق مضجعها
انسه ياقوت
صوته افاقها من شرودها لتجد مدير مكتبه قد غادر وهو قد أنهى مكالمته ويقف أمامها يمد لها يده لأخذ الورق الذي طلبه منها نفضت رأسها بطريقه مرئيه بل مضحكه متمتمه
واردفت بتلهف وهي تخرج الملف من حقيبة يدها
الملف اه اتفضل
ابتسم على هيئتها المرتبكه مما جعل عيناها تتسع اندهاشا حمزة الزهدي الرجل الذي يثير الړعب داخلها يبتسم
اتفضلي اقعدي ياأنسه ياقوت
قلبها لم يعد يستطع تحمل لطفه العجيب عليها وظلت واقفه في مكانها تطالعه بأندهاش
ليجلس خلف مكتبه وسلط انظاره على الأوراق التي أمامه ثم رفع عيناه خلسه نحوها متعجبا
لو حابه الوافقه مافيش مشكله
حركت رأسها نافية الأمر احد المقاعد وجلست عليه فعاد يطالع الأوراق بل وأخذ يناقشها ويسألها
شعرت بالسعاده وهي تجده يخاطبها هكذا وبتقدير واخيرا مد يده بالاوراق وحان وقت انصرافها كادت ان تنهض بعدما ألتقطت منه الملف
ممكن اتكلم مع حضرتك دقيقه واحده بس
انا ليا صديقه بتشتغل صحفيه وعايزه تعمل لقاء صحفي مع حضرتك
تعبيرات وجهه جعلتها تدرك رفضه فأردفت
اتمنى من حضرتك تقبل وتديها فرصه مش حضرتك برضوه بتشجع الشباب المجتهدين
ارتفع حاجبه اعجابا بحديثهامرت ثواني وظنت رفضه
مع اني برفض اللقاءات الصحفيهبس هدي صاحبتك فرصه لكن بشرط
ايه هو الشرط يافندم
سماح فرحة بذلك الخبر فاليوم رئيسها سألها عن المقال فأخبرته بصعوبه الأمر فالجميع يعلم مقت حمزة الزهدي للإعلام والجرائد
مش مهم مين اللي هيوجه ليه الاسئله يا ياقوت اهم حاجه بس اعمل اللقاء
ولمعت عيناها وهي ترتب الاسئله التي ترغب في معرفة اجابتها كما انها ستجعل مقالها لامع
كانت ياقوت تطالع حماسها ضاحكه
اول مره اعرف ان الصحافين مجانين كده
ضحكت سماح بمشاغبه واخذت تتلاعب بخصلات شعرها
القصير
اديكي نولتي شرف المعرفه
ضحكوا سويا
لتتجه سماح
نحو فراش ياقوت تجلس عليه
اكتر سؤال نفسي اعرف اجابته ليه رفض يرجع الداخليه بعد ما تم تبريئه
رغم حكايات هناء صديقتها عن عائله زوجة عمها السيده ناديه الا انها لم تكن تعلم
أنه كان ضابط شرطه الا من سماح في حديث سابق بينهم عندما اخبرتها سماح عن سمعته بالسوقياقوت تتسأل هي الأخرى
تفتكري ليه بس تصدقي كده احسن اه معاه فلوس وشركات مكنش هيحققها في مهنته ديه
وجلست تعد أفرع شركاته دون أن تنتبه لسماح الصامته التي هبت واقفه من فوق الفراش وهرولت من أمامها متمتمه
اشوفك بكره بقى يا ياقوت
انفزعت ياقوت من انصرافها وطرقعت كفوفها ببعضهما
البت اتجنت
ثم داعبت ذقنها
هي اصلا مجنونه من زمان
تنهد بأسي وهو يسمع صوت مراد الحزين لا يعرف كلمات للمواساه فتركه يتحدث كما يرغب
جاكي كانت حامل ياحمزة ابني في بطنها ماټ
واردف بقبضه آلم
الحاډثه كانت متدبره بعد ما
سجلوا الأوضاع
وصړخ پقهر
كانت هتستقيل بعد المهمه ديه
تنحنح حمزة بخشونه وهو لا يعلم من اين يبدء حديثه
للأسف ديه سياسه دول يامراد والضحايا ديما الأبرياء
وابعد هاتفه عن اذنه ليري اتصال من فؤاد
فؤاد بيتصل بيا مراد لازم ترجع لانه قلقان بعد ما فجرت قنبلة جوازك في التليفون ليه
وانتهت المكالمه لينظر مراد لهاتفه فأغلقه حتى لا يتلقى اتصالا من احد
وعلى الجانب الآخر جلس فؤاد فوق الفراش بأرهاق بعدما طمئنه حمزة على ولده العنيد
حمزة طمنك عليه مقولتلهوش ليه يفتح تليفونه عايزه اطمن عليه يافؤاد
واردفت بقلق
اسافرله طيب
كان فؤاد صامتا فما خشي منه تحقق ولكن انتهى بالاصعب لم تنتهي بخيانه زوجيه كما هو تلاقاها في زواجه الأول إنما فاجعة المۏت أثر لن يندمل
كنت خاېف عليه من اختياره ونسيت ان كله تدبير قدر
يدها ربتت على كتفه بدعم رغم ان سؤالها لم يكن هذا وقته الا انها أرادت ان تعرف الإجابه
هتعمل ايه في موضوعه هو وهناء ده انت خطبتها من مهاب اخوك
صوب فؤاد عيناه نحوها بشرود لتخرج الاجابه كما توقعت
الجوازه هتم ياناديه ومراد هيتجوز هناء
استنشقت هواء الحريه غير مصدقه انها أخيرا اصبحت حره عيناها لمعت بالدموع وهي تري نفسها
تودع مسجنها نظرت لآخر من توقعت مجيئه عزيز ذلك الصبي الذي كان يعمل مع والدها والان أصبح شخصا اخر ببذلة وقوره وسيارة فخمه خرج منها للتو
حمدلله على السلامه ياست صفا
طالعته صفا بطيبه فهى لم تنسى سؤاله الدائم عنها ووقوفه بجانبها
ازيك ياعزيز
ابتسم عزيز بسماجه وهو يتناول كفها يلثمه
نورتي الدنيا كلها
ازاحت صفا كفها عنه بتوتر متعجبه من فعلته وتناول من يدها حقيبة ملابسها الصغيره مشيرا نحو سيارته
اتفضلي ياست الهوانم
ارتبكت صفا وابتسمت بتوتر متنهده
هانم ايه بقى ياعزيز انسى انا صفا وبس
وتقدمت أمامه نحو سيارتهفسار خلفها يمسح على ذقنه وهو يطالع خطواتها فقد انتظرها طويلا انتظر اللحظة التي يحصل فيها على سيدته عزيز المنشاوي الرجل الذي يحلف الجميع بنزاهته ولكن ماهو الا صبي قد أجاد الصنعه
وعلى سيارة مصطفه جلس صاحبها يطالع المشهد بأعين ثاقبه يري حبيبته الخائڼه حره
وضعت مريم قلمها فوق كشكولها بعدما أنهت حل المسأله
الحسابيه تعلقت عيناها بمعلمتها التي انغمست في النظر للمرآة الصغيره التي معها
ضحكت داخلها وهي تتمنى ان تخبرها ان لا تطمح للأمر ولكن قررت أن تأخذ دور المشاهد حاليا
ميس ريما ميس ريما
كررت هتافها للمرة الثانيهفأنتبهت ريما وألقت مرآتها بحقيبتها بتوتر
ايوه يا مريم ياحببتي خلصتي حل المسأله
فمدت لها مريم كشكولها بنفاذ صبر
اتفضلي ياميساحنا كده خلصنا حصة النهارده
كانت عين ريما مسلطه على باب الغرفه التي دلف لها حمزة ولم يخرج منها الي الان
رنين باب المنزل جعل ريما تنتبه ثانية لوضعها وشرودها لذلك القابع في غرفه مكتبه
خطوات طرقت على غرفه مكتبه ثم صوت الخادمه
حمزة بيه في ضيفه مستنياك بره بتقول ان حضرتك مديها ميعاد
كانت ياقوت تجلس في الحجرة التي قادتها لها الخادمه من حين لآخر تشيح عيناها خجلا من نظرات الفضول الموجها إليها من مريم وريما
ضمت حقيبتها لها بتوتر وقبل ان مريم تسألها عن هويتها وسبب زيارتها عادت الخادمه لها
حمزة بيه مستنيكي في غرفه مكتبه
نهضت بأرتباك وسارت بخطي متوتره نادمه انها تدخلت في امر سماح واصبحت هي الوسيط في أداء مهمه اللقاء
طرقة خافته حطت على باب الغرفه ثم دلفت وأخذت تسعل بشده من الدخان الذي يعبئ الغرفه
أستدار بجسده نحوها في صمت
يتبع
الفصل العاشر
جلست بهدوء تستمع الي توبيخه بشأن فعلتها واتفاقها مع سيلين وعندما تعلقت عيناه بملامح وجهها الهادئه
مش هتردي لأنك عارفه نفسك غلطانه ياناديه
هتف عباراته حانقا فألتقطت ناديه هاتفها تعبث به قليلا حتى تجعله يخرج كل ما بجبعته نحوها دون جدال تعرف نهايته
ناديه انا مش بكلمك ما بتردي
فطالعته ناديه بهدوء جعل صدره يضيق منها
انت ليه جرحت