الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 26 من 65 صفحات

موقع أيام نيوز

بمقت وهو يشيح عيناه عنها
ونكته سخيفه كمان
بهتت ملامحها وهي تستمع لردة فعله التي لم تروقها فقد ظنت انها اخيرا وقعت علي الاختيار الامثل 
ياقوت الفتاه الضعيفه التي جلبتها من البلده ووظفتها بشركه شقيقها
الفتاه التي سترضي بأي شئ يقدم لها لن ترفض ولن تعترض ولن تشتكي فمثيلاتها يتحملون الحياه دون صړاخ او تمرد 
أقنعها عقلها بالفكره وهاهي الان ترى ردة فعل شقيقها ولم تكن ردة فعله الا السخريه
اخذت أنفاسها بعمق وتقدمت منه بخطي ثابته 
مالها ياقوت ياحمزة مش عجباك في ايه خلينا نتكلم بالعقل ياقوت هتناسبك جدا
احتدت ملامحه پغضب ساحق 
ناديه كلامك بقى يزعجني لا ياقوت ولا غيرها 
وتابع پشراسه 
احمدي ربنا ان ياقوت مش تحت إدارتي هنا في الشركه لان مصيرها كان هيكون الطرد وشيلي انتي بقى ذنبها 
ضاقت أنفاسها من أثر الجدال معه فتقدمت خطوتان وجلست على مقعد صوب عيناها 
ياحمزة انا عايزاك تتجوز ويبقى ليك عيله حقيقيه انا وبقي عندي عيله صحيح مراد مش ابني بس لما بتجمع انا وهو وفؤاد وتقي بنتي بحس بالاكتفاء شهاب اتجوز وبكره يكون اب ويستقل بحياته شريف
قريب هتلاقيه بيقولك عايز يتجوز ومريم بتكبر ومسيرها في يوم تتجوز
صمتت تأخذ أنفاسها وعيناها معلقه بوجهه شعرت بتأثره القليل ولكن سريعا ماعاد لبرودة ملامحه 
الحياه هتسرقك ياحمزة منفسكش تشم ريحة طفل منك انت من صلبك 
عادت تدقق عيناها بوجهه ولكن لا شئ وجدته الا السكون وكأن الزمن أجاد هيكلة شقيقها لم تتحمل جموده وصمته فهبت واقفه
انت رافض فكره الجواز ليه ما انت كنت متجوز سوسن وكان بينكم علاقه طبيعيه زي اي زوج وزوجه 
ابتسامه محبه ارتسمت علي ملامحه
سوسن غير اي ست ياناديه زي مانتي غير اي ست واه ابسط مثال واقف بسمعلك ومستحمل كل أفعالك 
انا مش اي حد انا اختك والكبيرة كمان
ما انتي عشان اختي الكبيره مستحمل تصرفاتك ده تقي بنتك اعقل منك 
نفسي اشوفك حاضن ابنك او بنتك بين ايديك
ربنا يسهل ياناديه
لمعت عيناها بالسعاده وتسألت 
يعني هتفكر في ياقوت 
واردفت دون ان تعطيه فرصه للرد 
ياقوت هتنفعك بنت غلبانه وهاديه لا هتطلب منك حب ولا مشاعر ولا حتى اهتمام مجرد بس تأمن ليها حياتها وتعيش في مستوى راقي ده هيكفيها
وفي محض تخطيطها نسيت ان للاخري حياه تمنت ان تحياها 
كلامها
جعله للحظه يفكر فعقله قد أعجبه الأمر ولكن سريعا ما نفض الفكره من رأسه فهو ليس مستغلا ولا ظالم
عيناها مشطت ذلك الجالس بجانب شقيقتها على طرف المقعد الجالسه عليه لم يعجبها المنظر ولا نظرات الماره منهم تهتف بحنق 
قومي يلا 
أرتجف جسد مها وهي تشعر پغضب شقيقتها ومدت يداها بتشوش نحو شريف الذي
نهض على الفور من جانبها بأرتباك 
شريف اللي حكتلك عنه ياماجده 
تذكرت ماجده حديث شقيقتها عنهوتبدلت ملامحها للاسترخاء 
الظابط 
اماءت مها برأسها سريعا لتمتد يد شريف نحوها 
انسه ماجده 
لم تعجب ماجدة الكلمه فهتفت 
قريب هكون مدام
واشارت نحو دبلتها فأبتسم شريف بتوتر 
مبروك معلش جات متأخره 
تقبلت ماجده مباركته بأبتسامه متسعه تعجب من امرها تبدو وكأنها من النساء اللاتي يحبون المديح ولكن عمله جعله يعرف أنها ماهي إلا امرأه تعيش الحياه بحسن نية مفرطه ولا ترغب ان تشعر بسنوات عمرها
مها حكتلي عنك كتير مبقاش على لسانها الا شريف 
تعلقت عيناه بمها التي تخضبت وجنتيها بحمرة الخجل وطأطأت عيناها أرضا لو كان الحديث اتي من امرأة أخرى
لكان استنكره ولكن من أجل تلك التي أصبح اكثر درايه بها تقبل الامر
وهتف مبتسما
على كده انا طلعت مهم 
ضحكت ماجدة بضحكه لم تعجبه 
طبعا ياحضرت الظابط انت مهم ومهم اوي كمان
ثم اردفت 
ده انتوا الحكومه يا باشا 
ابتسم شريف مجاملة لها وتقبل مديحها وتعلقت عيناه بتلك التي وقفت تفرك يداها بقوة تشعر بالخجل من حديث شقيقتها 
جالت عين ماجده بينهم وداخلها يهتف بأمل 
شكله بيحبها او معجب بيها 
ثم بدء عقلها يخبرها بأستنكار 
هيحب مين ده بس
بيشفق عليها انتي ناسيه وضع اختك وهو باين عليه ابن ذوات 
تضارب اقتحم عقلها ولكن فكرة واحدة قررت أن تسير خلفها 
لن تمنع مقابله شقيقتها بشريف لعلا الأحلام تتحقق مع شقيقتها وتظفر العمياء بالوسيم الثري 
طعام تناولته على احد الارصفه لم تعرف مصدره ولكنها أرادت تجربته رغم رفضه الا انها أصرت التجربه 
وانتهي بهم المطاف بالمشفى بسبب آلم معدتها وها هم عائدين لغرفتهم بالفندق اليه ويسألها من حين لآخر عما تشعر 
احسن دلوقتي 
تعلقت عيناها به وارتمت تشعر بضعفها 
ندي في ايه مالك 
لم تنطق بكلمه تبعث له الطمئنينه وسمع صوت بكائها الخاڤت 
اليه يهمس لها 
اهدي ياندي لو تعبانه قوليلي نرجع المستشفى تاني 
ابتعدت عنه تمسح دموعها التي سقطت دون اراده منهااهتمامه بها وقلقه عليها كانوا هم أساسها 
تمنت لو انها تملك قلبه تمنت ان لا يفرقهما شئ ولم تتخيل بعدها عنه 
انا كويسه ياشهاب متخافش 
تناول كفيها ثم بطريقه ساحرة جعلت قلبها يخفف بقوة 
لو مخافتش عليكي هخاف على مين 
انا تعبانه وعايزه انام 
ونهضت من جانبه وألتقطت ملابسها لتخطو نحو المرحاض مرهقه 
كانت عيناه تلاحقها وزفر بنفاذ صبر 
لازم ارجع لهفتك وحبك ليا ياندي 
ألتقطت ياقوت حقيبتها بعدما اعدت الأوراق المطلوبه داخل الملف اليوم ستأخذ حبوب الشجاعه وستخبره بطلب صديقتها 
ف فرصة لقاءه قد أتت ولن تتكرر كثيرا فقدوم السيد شهاب ولن تذهب لفرع الشركة الرئيسي كما الان
دفاعت من الشجاعه والثبات كانت تبثهم لنفسها حتى انها لم تشعر بدلوفها من باب الشركه ولا صعودها نحو الطابق التي تحتله غرفة مكتبه 
انا ياقوت سكرتيرة بشمهندس شهاب
مجرد ان عرفت حالها للسكرتير القابع خلف مكتبه هتف
اهلا عندي خبر طبعا بمجيئك 
ونهض من فوق مقعده وتقدم نحو الغرفه المغلقه لتتبعه في صمت أم تراه خلف مكتبه كما اعتادت إنما كان يقف وسط الغرفه يتحدث بالهاتف يصلح أمرا ما 
عيناها رغما عنها سرحت به لم يكن فائق الوسامه إنما رجلا بملامح شرقيه ولكن جماله نابع من الهالة التي تحيطه ومن وضعه الاجتماع فرجلا بمكانته لا بد أن يظهر عليه الرقي والأناقة 
اخفضت عيناها نادمه على نظراتها وتفكيرها المشتت الذي أصبح يرق مضجعها 
لا حلم هي تراه ولا هي تري نفسها بطلة قصه خياليه هي فتاه تبحث عن لقمه عيش وتحقيق ذاتها حتي يأتي نصيبها برجلا يحبها ويصونها حتى لو سيبنوا حياتهم معا 
انسه ياقوت 
صوته افاقها من شرودها لتجد مدير مكتبه قد غادر وهو قد أنهى مكالمته ويقف أمامها يمد لها يده لأخذ الورق الذي طلبه منها نفضت رأسها بطريقه مرئيه بل مضحكه متمتمه
ايوه يافندم
واردفت بتلهف وهي تخرج الملف من حقيبة يدها 
الملف اه اتفضل 
ابتسم على هيئتها المرتبكه مما جعل عيناها تتسع اندهاشا حمرة الزهدي الرجل الذي يثير الړعب داخلها يبتسم 
اتفضلي اقعدي ياأنسه ياقوت 
قلبها لم يعد يستطيع تحمل لطفه العجيب عليها وظلت واقفه في مكانها تطالعه بأندهاش 
ليجلس خلف مكتبه وسلط انظاره على الأوراق التي أمامه ثم رفع عيناه خلسه نحوها متعجبا من وقوفها 
لو حابه الوافقه مافيش مشكله 
حركت رأسها نافية الأمر من احد المقاعد وجلست عليه فعاد يطالع الأوراق بل وأخذ يناقشها ويسألها 
شعرت بالسعاده وهي تجده يخاطبها هكذا وبتقدير واخيرا مد يده بالاوراق وحان وقت انصرافها كادت ان تنهض بعدما ألتقطت منه الملف 
ممكن اتكلم مع حضرتك دقيقه واحده بس 
قابل طلبها بأماءة من رأسه منتظرا سماعها 
انا ليا صديقه بتشتغل صحفيه وعايزه تعمل
لقاء
25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 65 صفحات