الخميس 12 ديسمبر 2024

ابناء يعقوب بقلم ولاء رفعت حصري

انت في الصفحة 12 من 16 صفحات

موقع أيام نيوز

ربما الحب بينما هو لا يملك قلبه وكلما أراد أن يتواصل مع مريم لم يجد إجابة منها على اتصالاته قام بمهاتفة خالها فقدم إليه أعذار غير مقنعة إطلاقا لذا قرر أنه سيذهب لرؤيتها 
انتبه إلى آية التي أخذت تناديه وكان شاردا اعتدل وأجاب
معلش يا آية سرحت شوية كنتي بتاخدي رأيي هتسافري ولا لأ بصي اعملي اللي هتلاقيه في مصلحتك يعني لو السفرية دي فيها نجاحك وإنك تحققي نفسك هناك يبقي ليه لأ
حدقت إليه بنظرة وكأنها تريده أن يمنعها أو يطلب أن لا
تبتعد فسألته
يعني انت عايزني أسافر
تنهد واستند بساعديه على المكتب فألقى عليها بجوابه على سؤالها الحقيقي
أنا عايزك تشوفي مصلحتك يمكن تلاقي فرصة أحسن ما تعلقيش نفسك 
ازدردت ريقها وشعرت بالصدمة من إجابته التي أدركتها جيدا نهضت ووضعت أمامه مجموعة من الأوراق قائلة
دي أوراق من البريد نسيت أديهالك من أول امبارح عن إذنك 
وقبل أن تغادر أوقفها قائلا
أنا مبسوط إنك بتعتبريني زي ماجد أخوكي 
أومأت إليه بابتسامة تخفي خلفها حزن عميق وانكسار أشاحت وجهها سريعا لمغادرة الغرفة حتى لا يرى عبراتها المترقرقة 
زفر بين كفيه وشعر بالذنب لكنه قال لنفسه هذا أفضل لها 
وقعت عيناه على ظرف من بين الأوراق التي أمامه يبدو إنها دعوة لحضور حفل زفاف أمسكها ثم قام بفتح الظرف وأخرج الدعوة إنه حفل زفاف شقيقه لكن اسم العروس مختصرا في أول حرف من اسمها لم ينشغل بهذا ووجد هناك دعوة أخرى مرفقة مدون بها اسم العريس حمزة أمين الحلاج والعروس رقية يعقوب عبد العليم الراوي برغم حزنه مما فعله شقيقه معه لكنه يشعر بالسعادة من أجل شقيقته التي ستصبح عروس أمسك بكلا الدعوتين وغادر الشركة لكي يستعد
لحضور الحفل لعله يرى مريم هناك لقد عزم أنه سوف يشتري خاتما سيقدمه إليها ويتفق مع خالها عن موعد زواجهما يا له من مسكين ليس لديه علم بالمفاجأة لنقل بالأحرى الصدمة 
بدأت مراسم الحفل ما بين رقص وغناء داخل قاعة كبيرة تضم الكثير من الحضور توجد أريكتان يجلس على أريكة حمزة الذي يتراقص مكانه وبجواره رقية ويبدو على وجهها
الحزن جاءت والدته لتعانقه وتهنئه نظرت إلى ابنة شقيقتها بسخرية ثم دنت منها لتخبرها
أفردي وشك يا رقية عايزة الناس تقول على ابني متجوزك ڠصب 
عارفة يا مريوم أنا محضر لك حتة مفاجأة هاتعجبك قوي 
مازال يقف ويشاهد هذا من بعيد أخرج من جيبه علبة الخاتم الذي كان سيقدمه إليها دقات قلبه تسابق عقرب الثواني الذي يتحرك في ساعة يده أمسك بقوة العلبة التي في قبضته انتبه إلي عرفة القادم نحوه وعلى وجهه آلاف الاعتذارات وعندما توقف أمامه أخبره
ما تزعلش يا يوسف كل واحد بياخد نصيبه وفي الأول والآخر دا أخوك 
هز رأسه مبتسما ولم يستطع منع هذه الدمعة التي انسدلت من عينه وفي التو قام بمسحها فقال
عندك حق يا عم عرفة 
قرر أن يظهر صموده وقوته أمامهما لذا بدلا من أن يرحل ذهب إلي شقيقته أولا وقام بتهنئتها وصافح حمزة الذي قال
عقبالك يا چو 
ثم نظر إلي جاسر الذي كان ينتظر ردة فعل شقيقه يظن أنه سيعاركه أو يوبخه وتمنى أن يحدث ذلك حتى يجد سببا للقيام بلكمه لذا كور قبضته استعدادا لهذا وقد خيب الأخر ظنونه عندما مد يده إليه وقال
ألف مبروك يا جاسر 
رد بسخرية مبتسما
الله يبارك فيك يا يوسف نورت الفرح 
حدق إلي مريم التي كانت تصرخ وتخبره بعينيها إنها مرغمة على ما يحدث تخبره في صمت إنها ليست خائڼة كما تقرأ في عينيه 
مد يده إليها وقام بتهنئتها بنظرة تنضح بلوم وعتاب
مبروك يا مريم 
رفعت يدها وكادت تبادله المصافحة مد جاسر يده وأمسك يدها قائلا
معلش يا يوسف مراتي ما بتسلمش على أغراب أصلي بغير عليها 
هبهرك 
كاد يحملها على ذراعيه فتركته واتجهت نحو رواق حيث تتفرع منه الغرف فسألها
رايحة فين يا حب دا أنا كنت لسه هشيلك كدا ضيعت لي اللحظة اللي كنت بحلم بيها مش مشكلة نعوضها في اللي جاي 
ذهب وراءها وقبل أن يقترب من الغرفة أغلقت الباب فصاح
قفلتي الباب ليه
أجابت بحدة من الداخل
هغير هدومي 
ذهب إلى الردهة قائلا بصوت خاڤت
لما ألف ليا سجارتين عقبال ما تخلص 
كدا الدنيا كلها ماشية زي ما أنا عايز وهرجع حق أمي اللي نهبتوه يا ولاد يعقوب ولسه لما أخلص منك يا جاسر وأختك تحت سيطرتي 
الداخل 
روقه بت يا روقه أنتي نمتي ولا إيه دي ليلتنا يا حب يلا أفتحي وبلاش دلع 
روح نام في الأوضة التانية وانسى أي حاجة انت ناوي عليها أنا وافقت على جوازنا عشان أمي وإخواتي مالهمش ذنب يتعايروا باللي عملتوا فيا 
أطلق قهقهة ثم قال
وانتي بقي فاكراني هتأثر بالهبل اللي قولتيه دا وهاسيبك 
انتفضت وقفزت من فوق الفراش پخوف تبحث عن أي شيء تحتمي به صاحت بشجاعة زائفة
المرة دي لو قربت مني هصوت وألم الجيران عليك وهعملك ڤضيحة في قلب العمارة 
ضحك بسخرية قائلا
ولا حد هيعبرك
لأنهم عارفين إننا عرسان افتحي بقى عشان لو أنا اللي فتحت الباب هتزعلي مني 
صړخت برفض تام
مش فاتحة وهقولها ليك للمرة المليار أنا بكرهك يا حمزة ولو راجل طلقني لأن أنا مش طايقاك 
أنا راجل ڠصب عنك وعن أهلك ومش هطلقك لأنك بتاعتي 
وفي منزل أخر ليس ببعيد تجلس في زاوية تبكي وتنعي قلبها كلما تذكرت نظرة من أحبته
إليها أرادت أن تدافع عن نفسها باستماتة أمامه لكن لا جدوى من ذلك فهي الآن أصبحت زوجة شقيقه قانونا فقط وهذا بعد إصرارها وقوتها التي أظهرتها أمام هذا الشيطان منذ قليل 
صاحت بأعلى صوتا لها
قولت برة وعلى فكرة انت جوزي على الورق وبس مش نفذت اللي أنت عايزه أنا كمان هنفذ اللي أنا عايزاه 
ابتسم بسخرية وعقب على حديثها
نعم يا حلوة لو فاكرة الكلمتين دول هيهزوني يبقى ما تعرفيش جاسر الراوي يعني اللي عايزه هو اللي هيحصل سواء بمزاجك أو ڠصب عنك 
الفصل الرابع عشر
أوهمتك برحيلي فراقبتك من بعيد رأيتك بخير ولم تشتك الفقد فقررت الرحيل لتبقى بخير أكثر 
بعد مرور أكثر من شهرين 
أقسم بالله لو قربت مني لهرمي نفسي من الشباك وهيقولوا إنك اللي رمتني 
زفر بضيق وضجر قائلا بنبرة تخلو من الصبر 
خلاص ېخرب بيتك أبو الجواز وسنينه كان يوم أسود لما أتجوزتك هسيب ليكي البيت عشان ترتاحي 
غادر المنزل وذهب إلى أحد النوادي الليلية التي يتردد عليها دائما فتقابل مع ابن خالته
مالك يا ابن خالتي حزين ومهموم ليه كد دا أنت حتى عريس جديد 
كنت بهزر معاك يا أبو نسب طيب إيه رأيك بقى في اللي يقولك على فكرة أجمد وأديك جربت أفكاري وأهي نجحت قدام عينيك 
أطلق زفرة وقال بنفاذ صبر 
أخلص واشجيني 
ظهرت على ثغره تلك الابتسامة الشيطانية فقال 
فيه مثل بيقولك ما يكسرش الست إلا الست 
سأله بدون تمعن في الكلمات التي ذكرها إليه 
أخونها قصدك ما هي عارفة من يوم ما أتجوزنا إني كل يوم بسهر هن
لكزه في كتفه وأجاب 
فتح مخك بقى خېانة إيه اللي بتتكلم عنها دي على أساس إنها بټموت فيك أنا قصدي إنك تجيب لها ضرة 
ردد جاسر بتعجب 
أتجوز عليها 
في اليوم التالي 
تجلس على الأريكة أمام التلفاز وتقشر الخضروات داخل إناء متسع ومستدير عاد زوجها من الخارج يحمل من الهموم أطنانا على كاهليه المنهكين من فرط ما يحمله منذ ۏفاة الحاج يعقوب 
توقفت هويدا عن ما تفعله وسألته 
مالك المرة دي يا أبو محمود ليكون البت مريم اتطلقت من جوزها 
أطلق الأخر زفرة مطولة لعلها تخفف عما يحمله بداخله فأجاب 
ياريته يطلقها ويسيبها في حالها أنا سمعته كان بيحكي في التليفون مع
الحاجة راوية واللي فهمته شكله مش مرتاح مع مراته ومش عارف يتصرف معاها وحلف بيمين طلاق تلاتة ليتجوز عليها 
عقبت زوجته بتهكم 
ېخرب بيته هو لحق يزهق منها وعايز يتجوز عليها كمان يا عيني عليكي يا مريم الظاهر بختك زي أمك الله يرحمها 
وهنا أراد أن يلقي عليها بالخبر الصاعق 
تخيلي عايز يتجوز مين 
ردت وهي تلوح بيدها بعدم اهتمام 
هتلاقيها واحدة من الستات
اللي ماشي معاهم 
أخبرها بهدوء يحسد عليه 
ده عايز يتجوز أمنية 
انتبهت جميع حواسها لاسيما سمعها فسألته لتتأكد 
أمنية مين بالظبط قصدك أمنية بنتك 
أومأ إليها بحزن 
للأسف يا هويدا أيوة 
نهضت وأطلقت صوتها الجهوري الغاضب 
وانت ازاي تسكت له يا عرفة هو أنا بنتي بايرة عشان تتجوز واحد لسه ماكملش شهرين جواز وفوق دا كله تتجوز على ضرة وضرتها تبقى بنت عمتها إن كان اللي بيتكلم مچنون يبقى
المستمع عاقل 
يا ولية اهدي فيه إيه انتي شوفتيني وافقت أنا نفسي عمري ما هوافق على حاجة زي
كدا حتى لو فيها طردي من المحل المرة دي 
جلست واضعة كفيها على فخذيها وعيناها تنضح بنيران كالشرر تخبره بأمر 
انت اتصل بيه دلوقتي وقوله البت مش موافقة ولا إحنا موافقين وعنده البنات قد كدا ولا هو خلاص عشان عرفة غلبان ومش هيقول لا 
تردد في فعل ما أمرته لكنه وجد لا فائدة من المماطلة فقال لها 
حاضر هتصل بيه بالليل 
صاحت بحسم 
لا دلوقت حالا 
أنا موافقة يا بابا 
اقترب رجل متوسط الطول يحمل دفترا ورقيا وحقيبة سوداء تقدم منه أحد العمال وسأله 
خير يا أستاذ 
أجاب الرجل بجدية 
أنا معايا إنذار من الضرايب وعايز أقابل صاحب سلسلة محلات الجاسر اللي كانت اسمها يعقوب وأولاده 
ظهر على ملامح العامل التوتر فأخبر الرجل 
طيب استني هشوفه موجود جوا ولا لأ 
كان جاسر يجلس خلف المكتب ويراسل إحدى الفتيات 
فقاطعه العامل يخبره 
إلحق يا جاسر بيه راجل بيسأل عليك وبيقول إنه عايز يقابلك وإنه من الضرايب 
أخرج من درج المكتب ورقة مالية وأعطاها للأخر و أمره قائلا 
خد أديله الميتين جنية دي في جيبه وقوله يقولهم إنه ملاقنيش 
أجاب
العامل 
ده بيقول معاه إنذار يا بيه يعني شكله مبلغ وقدره والضرايب ممكن تيجي تحجز على المحل دا وباقي المحلات 
ضړب يده على سطح المكتب وصاح پغضب 
أول وآخر مرة تتدخل يا حيوان في اللي ملكش فيه أنا عارف أنا بعمل إيه غور يلا اعمل اللي قولت لك عليه 
نظر العامل إلى الأسفل بحزن وقال 
أمرك يا بيه 
ذهب فقال جاسر 
وإيه حكاية الضرايب اللي ما بتخلصش دي كمان دول بياخدوا أكتر من اللي بكسبه منهم لله هم و مراتي اللي منكدة علي في ساعة واحدة 
استدار بزاوية بالمقعد الجالس فوقه فتح الخزنة وأخذ مبلغ من المال وقال 
لما أروق على نفسي شوية هروح أسهر مع البت سماح فرفشة أهي تزيح عني الهم والنكد اللي عايش فيه من يوم ما أتجوزت البومة مريم 
تجلس أمام التلفاز تشاهد أحد الأفلام الأجنبية الرومانسية وبها حكايات عن الحب والفراق ظلت تتأمل ذلك المشهد وكان البطل قد رأى حبيبته برفقة رجل أخر في احتفال جعلها تتذكر ذلك المشهد الذي لن تنساه قط نظرة
عيناه التي تلاقت بعينيها وكم الاتهام الذي وجهه إليها من خلال تلك
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 16 صفحات