الجمعة 20 ديسمبر 2024

بقلم دعاء

انت في الصفحة 17 من 48 صفحات

موقع أيام نيوز


مرة ده 
وإلتفتت إليها وأردفت ماتنسيش تنزلى بعد الصلاة علشان الغدا 
زفرت مريم بقوة وقالت مش طايقة أشوف حد مش نازلة
ضحكت إيمان وهي تفتح الباب قائلة يبقى إنت لسه معرفتيش عمك لحد دلوقتى
وحشتينى يا إيمى
أبتسمت إيمان بسعادة وقالت وإنت كمان والله أخبار المذاكرة إيه
وفاء إسكتى ياختى مش أنا اتخانقت مع المعيد بتاعنا 

منتظركم فى جروبى عشق الكلمات اول منشور فى صفحتى الشخصية 
قالت إيمان بتسائل ليه يا وفاء 
وفاء عرضت عليه فكرة الرسالة بتاعته إنها تبقى مقارنة بين القانون الوضعي والشريعة
إيمان وبعدين
وفاء ولا قابلين ده طلع معيد فيونكة ولا فاهم أي حاجة في الشريعة
ضحكت إيمان وقالت وانت بقى شرحتيله بطريقتك قام كرهها من غير ما يعرفها
نظرت لها وفاء بتعجب وقالت عرفتى منين
تابعت والدتها إعداد الطعام وقالت يابت خاليكى في مذاكرتك وسيبك من الجنان ده متخليهوش يستقصدك 
قالت وفاء بتحدى وهي ترفع السکين أنا وراه والزمن طويل
وفى إحدى المشاهد المتكررة كثيرا ولكنها محببة للنفس إلتف الجميع حول مائدة واحدة كبيرة تناولت إيمان طعامها سريعا وقالت وهي تقوم 
بعد إذنك يا عمى انا نازلة
الحاج حسين رايحة فين يا بنتى
النهاردة الجمعة
إيهاب أكيد عندك مقرأة 
ثم تابع قائلا الله 
هو انت مش خدتى الإجازة بتاعتك
أومأت برأسها قائلة فعلا بس هاستلم شهادة الإجازة النهاردة 
نظرت لها فرحة بتساؤل وقالت يعنى إيه شهادة الإجازة دى يا إيمان
أبتسمت إيمان بخجل وقالت يعنى شهادة معتمدة إنى ختمت القرآن وأقدر أدرسه في أى مكان
قال الحاج حسين بإعجاب ماشاء الله ربنا يبارك فيكى يابنتى
قالت فرحة في شغف إحنا لازم نعملك حفلة يا إيمان لازم نحتفل بيكى
قال يوسف وهو يخطف نظرة سريعة إلى مريم آه طبعا لازم نحتفل بيها ياريت كل البنات كده 
منتظركم فى جروبى عشق الكلمات اول منشور فى صفحتى الشخصية 
أشاحت مريم بوجهها فهى تعلم أن الكلام موجه لها وقالت بخفوت مبروك يا إيمان
قالت ايمان بحياء لا حفلة إيه وبتاع إيه كفاية الكلمتين الحلوين دول ده أحسن تشجيع
نظرت وفاء إلى فرحة وقالت لها وأنا معاكى يا فرحة
وتابعت وهي تنظر إلى إيمان إنت تروحى مشوارك ترجعى تلاقى الحفلة جاهزة ومستنياكى وهتلاقى الهدايا نازلة عليكى زى المطر
أبتسم عبد الرحمن قائلا ومش أى مطر 
وفت وفاء بوعدها وقامت مع فرحة بتنظيم الحفلة السريعة ذهبت إليهما مريم وإيهاب الذي قال ممازحا 
أنا قولت أساعدكم يعنى بصفتى بفهم في الديكور 
ثم تابع على فكرة اللى اختار الركن ده فنان بجد
قالت فرحة في
خجل أنا اللى اخترته حلو
نظر في عينيها قائلا إلا حلو ده تحفة حلو خالص
ضړبته مريم على كتفه قائلة
إيه ياعم انت أومال فين دروس غض البصر اللى كنت بتقولنا عليها 
فغض بصره وهو يستغفر وقال طب انا هستناكوا هناك لو احتاجتوا تنقلوا ولا تشيلوا حاجة عرفونى
قالت مريم ماشى يا عم هركليز
ضحكت الفتيات وبدأت كل واحدة تقوم بالعمل المخصص لها نظرت مريم إلى فرحة وهي تختلس النظر إلى إيهاب الذي يجلس بعيدا وقد لحق به يوسف ووليد
فاقتربت منها قائلة بجرأة بصراحة الواد يتحب
إحمر وجه فرحة لكلمة مريم وقالت بصوت لا يكاد يسمع قصدك إيه يا مريم 
رفعت مريم كتفيها مشاكسة قصدى إيه! لا ولا حاجة إشتغلى ياختى إشتغلى ربنا يوفقك
عادت إيمان بعد صلاة المغرب فوجدت
الحديقة قد أعدت على أكمل وجه بعض الزينة البسيطة والورود المنثورة حول طاولتين كبيرتين عليهما بعض أنواع الحلوى المختلفة وبعض المشروبات الملونة تحت المظلة الخارجية الكبيرة التي وضع عليها الأنوار الملونة فكان المنظر رغم بساطته إلا أنه بديع ويحمل معانى الدفىء التي افتقدتها منذ زمن 
إجتمعت العائلة الكبيرة في الحديقة حيث قال الحاج حسين لو كانت الحفلة دى بكرة كنت جبتلك الهدية اللى تستحقيها لكن ملحوقة إن شاء الله
وهنا قال عبد الرحمن بهدوء أنا بقى عندى لإيمان هدية هاتخليها ټعيط
قال ايهاب بمزاح طب احتفظ بيها لنفسك
ضحك عبد الرحمن قائلا إستنى بس يا أخى
ثم توجه بالكلام لإيمان قائلا قوليلى بقى عندك جواز سفر
أجابت إيمان بحيرة لا ليه 
قال عبد الرحمن طب إلحقى بقى طلعيه بسرعة علشان تلحقى الفوج السياحى
قالت بحيرة أكبر فوج إيه!
قال بود ياستى الفوج اللى طالع بعد عشرين يوم إيه مش عاوزه تعملى عمره ولا إيه
نظرت له بامتنان بالغ وقد برقت عينيها بدموع الفرح وكادت أن تبكى ولكنها قاومت دموعها بصعوبة وهي تقول 
جزاك الله خيرا يا عبد الرحمن بس مفيش داعى تكلف نفسك 
تدخل الحاج حسين قائلا تصدق والله فكرة يابنى أنا كمان بقالى فترة نفسى أطلع عمرة
ثم إلتفت إلى زوجته قائلا ها يا عفاف تيجى معانا
قالت بسرعة ولهفة إلا آجى طبعا هآجى
خلاص جهزى جواز السفر من بكرة يا إيمان
ثم أشار إلى إيهاب وقال وانت بقى تاخد أجازة وتلف معاها على حكاية جواز السفر دى عاوزينه يطلع بسرعة علشان نلحق نسافر 
لم تستطيع إيمان أن تتمالك نفسها أكثر من هذا فانسابت دموعها على وجنتيها وهي تتمتم 
الحمد لله كان نفسى فيها من زمان 
فقبلتها أختها واحتضنتها وقالت ده عنده حق بقى لما قال هدية هتخاليها ټعيط 
أقبل الجميع يهنىء إيمان في بهجة ومن وسطهم انسحبت مريم بهدوء إلى مكان بعيد نسبيا ووقفت تتأمل الأبواب الحديدية التي تحيط بالحديقة في صمت وحزن وهي تشعر أن هذه الأبواب القاسېة بداخلها تحيط بقلبها وتعتصره في قسۏة تريد أن تتحرر تريد أن تتقرب إلى الله مثل أختها لعلها تنال إحترام الجميع مثلها ولكن هناك شىء يصدها دائما لا تعلمه 
شعرت أن أحدا يقترب من المكان التي تقف فيه فاستدارت مجفلة فوجدت يوسف يقف خلفها قائلا ببرود 
بابا بيسأل عليكى وقفة هنا لوحدك ليه
أشاحت بوجهها عنه وقالت حاضر جاية حالا 
مرت بجواره لتعود أدراجها ولكنه استوقفها بإشارة من يده وقال بهدوء هسألك سؤال وعاوز إجابة ب آه أو لاء ممكن
قالت بضجر إتفضل
يوسف في حاجة بينك وبين وليد
نظرت له باستنكار وقالت لاء طبعا وعلشان تتأكد وليد بيقابل سلمى صاحبتى 
وضع يديه في جيبه وركل حصى صغيرة أمامه بخفة وقال ساخرا ده دليل ميشرفكيش على فكرة بالعكس
نظرت له پغضب وغيظ شديد ثم تركته ومضت
في طريقها حيث الإجتماع العائلى المبهج تحت مظلة الحديقة 
مضت الأيام سريعا وإيمان تستعد للسفر لأداء العمرة بصحبة الحاج حسين وزوجته عفاف 
وكانت المفاجأة أن عبد الرحمن أيضا سيذهب معهم لأداء العمرة فلقد كان يحتاج إلى مثل هذا الجو الروحانى ليخفف عنه ما يشعر به وليتقرب أكثر إلى الله بطاعة مثل هذه تخرجه من حالة الحزن الداخلى الذي يشعر به باستمرار ويخفيه بمزاحه ومداعباته دائما مع الجميع 
وبعد السفر بعدة أيام جاءت سلمى لزيارة مريم مرة أخرى ولكنها كانت على حريتها في المنزل أكثر من المرة السابقة فكانت تتحرك بحرية ولكن مريم لم تكن على طبيعتها معها فلقد بدأت تشعر بأن سلمى تسبب لها الكثير من الأڈى دون أن تعلم وخصوصا نظرات الڠضب التي تراها في عيون يوسف كلما رآها بصحبتها كانت بداخلها تعلم أنه على حق ولكنها كانت تكابر دائما بعناد شديد 
وعندما حان وقت انصراف سلمى وقفت عند باب الشقة وصافحت مريم لتذهب فعرضت عليها مريم أن تهبط معها ولكنها أبت ذلك فتركتها مريم وشأنها فهى أصلا لم تكن مرحبة بوجودها معها هذه المرة 
إستقلت سلمى المصعد وبعد أن استقر وخرجت منه وجدت من يجذبها لداخل الشقة الموجودة بالدور الأرضى بجوار المصعد والتي يستخدمونها في تخزين الأشياء المهملة إلتفتت لتجده وليد حاولت
أن تتملص منه بصوت هامس حتى لا يسمعها أحد وهي تنظر حولها وتقول 
بس يا وليد مينفعش كده سيبنى
ولكنه جذبها إلى الداخل
وأغلق الباب بهدوء وبعد ساعة كانت تعدل من مظهرها وتعيد شعرها إلى هيئته وتقول بدلال وهي تنظر إلى وليد 
على فكرة بقى انت متوحش دى طريقة برضة إنت مبتسمعش عن التفاهم أبدا
قال وليد بخبث لا مبسمعش وبعدين ما احنا متفاهمين أهو ولا إيه
إنتهت من تعديل مظهرها وقالت له يالا بقى عاوزه أمشى
كادت أن تفتح باب الشقة ولكنه أوقفها قائلا إستنى هنا لما أشوف حد بره ولا لاء 
فتح الباب ببطء ونظر حوله بحذر فلم يجد أحد فأشار لها بالخروج وبمجرد خروجها كان يوسف عائد من الحديقة وفي طريقه إلى المصعد فتفاجأ بها تخرج مع وليد من الشقة
وهي تهندم شعرها وهو يلمسها بطريقة معينة بمزاح
خاص بمجرد أن رأته احتقن وجهها وشحب وقالت في خوف 
يوسف 
لم يستطع يوسف أن يتحمل كل هذه القذارة التي رآها فلم يتمالك نفسه فصفعها على وجهها وطردها من المنزل فأسرعت تركض للخارج تشاجر مع وليد وهدده أنه سيبلغ والده وعمه عن أفعاله هذه وأنه ينجس المنزل بتلك الأساليب الحقېرة رأي وليد في عيون يوسف أنه سيوفى بتهديده فأراد أن يقطع عليه الطريق فتوجه له قائلا بتحذير 
إنت لو قلت حاجة يبقى مش هتفضحنى أنا وبس لا ده انت كمان هتفضح بنت عمك أمسكه يوسف من ملابسه پغضب قائلا 
تقصد إيه
نظر له وليد نظرة الواثق قائلا أقصد إن سلمى مش أول واحدة تدخل الشقة دى يا يوسف وخلينى ساكت أحسن 
ثم تابع بانفعال زائف يعنى انت تسكت أنا هدارى على صمعتها وأسكت لكن لو عملتلى فيها بطل ونضيف يبقى عليا وعلى أعدائى وھفضحها قدام العيلة كلها وانت عارف بقى أنا في الأول والآخر راجل ومفيش عليا لوم بالكتير هاخدلى كلمتين وخلاص 
ثم دفع يدى يوسف بحدة وتركه وصعد في سرعة إلى شقته وقف يوسف غاضبا حائرا لا يدري ماذا يفعل هل وليد صادق أم كاذب ألم تخبره مريم أنه ليس بينهما أي علاقة!
ماذا يفعل! كاد أن يصعد إليها ويجذبها من شعرها ويسألها عن الحقيقة ولكن خاف من الڤضيحة ومن إيهاب 
قضى ليلته في الحديقة لم يذق طعم النوم وكلمات وليد تتردد في عقله يريد أن يبرئ مريم بأي شكل ولكن المشاهد المخزية التي رآها فيها تتصرف بأسلوب لا يليق بفتاة محترمة تتوالى أمام عينيه تمنعه من ذلك تغلي دماؤه في عروقه غيرة على ابنة عمه وفي نفس الوقت لا يستطيع أن يلتمس لها عذرا كل الشواهد ضدها من وجهة نظره! لقد نجح وليد في زرع بذور الشك في أعماق قلبه قطع أحبال أفكاره آذان الفجر يطرق مسامعه فانتبه من جلسته ثم قام لأداء الصلاة لعله يرتاح مما يجيش به صدره وبعد أن أدى الصلاة خرج منها بقرار حاسم قرر أن ينتظر والده حتى يعود من أداء العمرة ثم يخبره بما رآه وسمعه من وليد نعم لا يوجد حل آخر 
الفصل الخامس عشر
توجهت مريم في الصباح الباكر وقبل ميعاد ذهابها إلى الجامعة إلى الحديقة لفتح رشاشات المياة الأتوماتيكية التي ترش المسطحات الخضراء في الحديقة وقفت تنظر إليها وتتأمل المياه المتصاعدة فاقتربت
 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 48 صفحات