السبت 21 ديسمبر 2024

بقلم دعاء

انت في الصفحة 21 من 48 صفحات

موقع أيام نيوز


ولا هو ولا إيمان وانا أتشرف بيهم بصراحة
نظرت له فرحة بتساؤل وقالت ومريم كمان
بنت كويسة
أبتسم في سخرية وهو يقول لا ومش أى بنت ونعم البنات 
17 الفصل السابع عشر
كان اللقاء المرتقب في الحديقة جلست إيمان على مسافة مناسبة من
عبد الرحمن وهي تحاول استعادة أى شىء مما كانت تريد قوله ولكن عقلها وكأنه قد أغلق للصيانة ظلت تحاول أن تبدو متماسكة حتى لا تبدو بلهاء فهى من طلبت الجلوس إليه ولكن الحياء كان سيد الموقف شعر عبد الرحمن بما تعانيه فقرر أن يبدء هو قائلا بأبتسامته المعهودة 

أخبار الوردة أيه 
أبتلعت ريقها بصعوبة وقالت أعتنيت بيها على قد ما اقدر بس في الآخر دبلت
أومأ برأسه قائلا أكيد طبعا طالما اتقطفت خلاص
ثم استدرج مداعبا منه لله الۏحش اللى قطفها
أبتسمت رغما عنها فقال على الفور إيمان أنا عاوزك تبقى على راحتك خالص وتكلمينى في اللى أنت عاوزاه 
قالت بتماسك أنا كل اللى كنت عاوزاه أنى اقولك على شوية حاجات كده أحب تبقى موجودة في بيتى واحب الأنسان اللى هعيش معاه يعملها وكنت عاوزه أعرف رأيك فيها
حك ذقنه بتفكير وقال أتفضلى قولى أنا سامعك
أنطلقت في الحديث مسرعة حتى لا تتوقف فتتراجع وقالت أول حاجه أنا مش عاوزه في بيتى معاصى علشان ربنا يباركلنا في حياتنا يعنى أنا مش بتفرج إلا على القنوات الاسلامية بس وأحب أن زوجى هو كمان يغض بصره 
قال عبد الرحمن بابتسامة ها وأيه كمان
تابعت مسترسلة تانى حاجة أنا مبسمعش أغانى الرسول عليه الصلاة والسلام قال ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف وأنا مش عاوزه يبقى في حد في بيتنا بيستحل المعازف
أبتسم أبتسامة واسعة وقد أعجب بالحديث وقال يعنى التحريم في الأغانى ولا في الموسيقى 
قالت بسرعة لا أنا ممكن أكون أخطأت التعبير التحريم في المعازف نفسها لكن
بالنسبة للأغانى وكلماتها فده على حسب الكلمات يعنى لو كلمات جميلة بتدعو لحاجة كويسة ومحترمة هتبقى حلال لكن لو كلمات بتثير الفتن والشهوات في النفوس فطبعا دى تبقى حرام وأعتقد هوده المنتشر وخصوصا في الزمن ده 
أبتسم مرة أخرى وقطب جبينه مداعبا وقال طب بالنسبة للنوع التانى بتاع الشهوات ده ينفع الست تغنيه لجوزها بصوتها كده من غير موسيقى
أطرقت برأسها خجلا من مقصد سؤاله ولم ترد حاول عبد الرحمن تغير مسار الحديث وقال 
ها خلاص كده ولا في حاجة تانية 
إيمان حاجة واحدة بس بالنسبه للصور أنا مش هعلق صور على الحيطان مهما كانت الصورة دى عزيزة عليا لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال أن البيت اللى فيه صورة متعلقة مش بتدخله الملائكة وطبعا البيت اللى مش بتدخله ملائكة هيبقى فيه أيه غير الشياطين ويمكن ده سبب محدش واخد باله منه للمشاكل الكتير اللى بتحصل في البيوت
نظرت إليه فوجدته يستمع لها بتركيز فقالت هو كلامى ده مضايقك 
قال عبد الرحمن بجدية لا طبعا يضايقنى أيه ده أنا مسلم زيى زيك يعنى دى أوامر دينى أنا كمان
أبتهجت إيمان وقالت أفهم من كده انك موافق على الكلام ده
أشرق وجهه بابتسامة عذبة قائلا تصورى البنات دلوقتى لما تقول عايزة أقعد مع الراجل اللى متقدملى الواحد يتخيل أنها هتقعد تتشرط عليه وتطلب بقى اللى هي عايزاه 
ثم تابع وهو ينظر لها باحترام حقيقى يا إيمان أنا كل يوم باحترمك أكتر ياريت كل البنات يبقى هو ده شغلها الشاغل في جوازها مش الدهب والجهاز والمؤخر والقايمة وعايزة زى فلانة وهاتلى زى علانة
كان ينتظر منها ردا ولكنه وجدها صمتت في خجل من أطراءه عليها فقال متابعا أنت قولتى هتدى رأيك النهائى بعد ما تقعدى معايا ها رأيك النهائى أيه
نهضت وهي تبتسم في راحة وقالت هبلغ رأيى لإيهاب عن أذنك 
عادت إلى الداخل في سرعة بخطوات
مرتبكة بعد أن تركت جلستها تلك أثرها البالغ في نفس عبد الرحمن كلماتها جعلته يتأكد من حسن اختيار أبيه أنه بالفعل اختار له الزوجة الصالحة التي ستحمل أسمه وتحافظ عليه خجلها والملامح التي كست وجهها وهي تحدثه جعله يشعر بأنه له مكان ما
في قلبها كل هذا جعله راضيا أكثر عن هذه الزيجة ولكن مازالت مشاعره تجاهها كما هى!
أطلقت أصوات الزغاريد في بيت آل جاسر بعد تحديد ميعاد العقدين معا في آن واحد ويوم واحد بعد عشرة أيام 
كانت العائلة كلها في سعادة غامرة إلا أثنين فقط وليد ووالدته التي كانت تأكل الغيرة قلبها لكرهها لأولاد أحلام كما تقول دائما ولانها كانت تريد عبد الرحمن لابنتها وفاء أما وليد فقد أظهر عكس ما يبطن تماما فهو بارع في هذا 
وكانت هناك من تستمع للخبر وتقفز فرحا وسعادة وهي تقول في الهاتف ألف مبروك يا حبيبتى ليكى أنت واخوكى أنت عارفه يا إيمان أنا الود ودى أنزلك مخصوص بس اعمامك واخدين مني موقف وخاېفة حضورى يبوظ الفرح وابقى أنا سبب تعاستكم يا بنتى أنا هتصل على إيهاب واباركله بنفسى مع السلامة يا نور عينى 
وضعت سماعة الهاتف واستدارت لزوجها بانتصار قائلة شوفت تخطيطى يا عصام علشان كنت مش مصدقنى لما قلتلك فلوس العيلة دى هترجعلى أضعاف مضاعفة ولحد عندى
صفق لها زوجها عصام بأعجاب وقال كده أبصملك بالعشرة 
أنت معلمة
وضعت قدم فوق أخرى وهي تقول باستعلاء ولسه مفضلش غير مريم وتبقى العيلة كلها في جيبى 
كانت الأيام تمضى بطيئة على البعض وسريعة على البعض الآخر بل كانت أول مرة تتمنى فرحة أن تأتى الأختبارات تباعا وتنتهى في سرعة أخيرا ستتكلم معه وتنظر له وينظر لها دون محاذير لم يكن حال إيهاب مختلفا كثيرا عنها فهو يحدث نفسه دائما بأنها ستصبح حلاله يبثها حبه وقتما شاء لن يغض بصره عنها بعد الآن أخيرا ستكون هذه الطفلة المدللة طفلته وزوجته إلى الأبد 
وعلى النقيض كانت مشاعر عبد الرحمن باردة لا يشعر بسعادة ولا بحزن كلاهما سواء ولكن لم يكن كلاهما سواء بالنسبة لإيمان على العكس كانت تشعر بالسعادة المخلوطة بالخجل ولكنها لا تستحث الأيام كما تفعل فرحة بل كلما مضى يوما تزداد له اضطرابات قلبها 
تم تحديد أقامة العرس في الحديقة وتكفل إيهاب بها لمدة خمسة أيام قبل العرس وبالفعل خرجت من تحت يده زاهية لأقصى حد كان يعمل بها بقلبه قبل يده وخبرته كان عرس عائلى بسيط لم يكن به صخب كثير فقد كانت رغبة الجميع أن يكون الحفل الحقيقي هو يوم الزفاف 
أرتدت إيمان فستان بسيط ورقيق من اللون الفضى المطعم بالخرز والكريستالات الملونة الصغيرة وضعت القليل من الزينة وكان حجابها من نفس لون الفستان والتي تتميز ببساطتها في حين أصرت فرحة على ارتداء فستان منفوش من اللون الذهبى الفاتح يغلب عليه الخرز اللآمع كانت تريد أن تبدو كسندريلا في فستانها ولفت حجاب صغير ووضعت
زينتها تتماشى مع لون بشرتها الخمرية 
تم عقد قران فرحة وإيهاب أولا ثم تولى الحاج إبراهيم الولاية عن إيمان وتم عقد قرانها على عبد الرحمن وقف إيهاب في مزاح وقال 
يالا يا جماعة كله يقولنا في نفس واحد بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير يالا واحد اتنين تلاتة 
ضحك الجميع مع
اختلاف الأصوات وأطلقت أم عبد الرحمن الزغاريد الواحدة تلو الأخرى حتى كادت أن يغشى عليها من الفرحة والمجهود لا تعلم مريم لماذا كلما نظرت إليه تشعر بغصة في حلقها وكأنها تريد البكاء تلاقت نظراتهما في صمت قطعه يوسف بالحديث مع والده كان من المقرر أن يجلس كل عريس إلى عروسه بعض الوقت بعد انتهاء الحفل في مكان مخصص لكل منهما قد أعده إيهاب من قبل أنصرف الجميع كل إلى شقته وظل الأربعة تحت مظلة واحدة نظر إيهاب إلى عبد الرحمن قائلا 
أيه
عبد الرحمن أيه!
لوح إيهاب بيده قائلا أحنا هنستهبل من أولها متاخد مراتك وترح تقعد هناك
قال عبد الرحمن بتصنع عدم الفهم ليه ما احنا قاعدين مع بعض أحسن
نهض إيهاب وهتف به ليه هي جمعية تعاونية ولا أيه ما تمشى يابنى انت هي الجوازه دى منظورة ولا أيه يا جدعان
نهض عبد الرحمن وهو يضحك ضحكات مستفزة وأمسك بيد إيمان وقال يالا يا إيمان لو استنينا أكتر من كده هنقضى الليلة في التخشيبة 
رغم أن تصرفات عبد الرحمن كانت للمداعبة إلا أن إيمان شعرت بقشعريرة في جسدها جراء لمس عبد الرحمن ليدها ربما لأنها أول مرة تسمح برجل أن يلمسها!
أخذها عبد الرحمن إلى مظلة صغيرة أخرى كان إيهاب قد زينها بقماش التل تزينها المصابيح الكهربائية الملونة جلس وهو يقول بمزاح 
شفتى الواد اخوكى طردنا أزاى 
أبتسمت إيمان في خجل قائلة معلش بقى أصله بيحب فرحة أوى ونفسه يقعد يتكلم معاها براحته 
على فكرة أنت النهاردة زى القمر
أنتبهت على كلماته ونظرت
إليه وكأنها لا تصدق أنه تحدث أخيرا وقالت بحزن بتقول حاجة
لمس عبد الرحمن حزنها فشعر بالأسى وقال بقولك انت النهاردة زى القمر
أبتسمت ابتسامة صغيرة لمجاملته وقالت شكرا على المجاملة اللطيفة
قال بسرعة لا مش بجاملك أنت فعلا زى القمر أول مرة اشوفك بميكب
حتى ولو خفيف 
أبتسمت في صمت حزين وأطرقت برأسها ولأول مرة تشعر أنها قد تسرعت بالموافقة على الزواج منه هو لا يحبها كانت لابد أن تتاكد من مشاعره تجاهها قبل أن توافق
كان يطرق على الطاولة بأنامله ويحاول أن يتكلم أو يقول أى شىء ولكنه كلما وجد جملة معينه يشعر أنها جوفاء ستخرج منه بلا معنى أو أحساس شعرت بتوتره للمرة الأولى تراه متوترا هكذا فرأت رفع الحرج عنه فقالت 
تحب نقوم
ألتفت إليها قائلا ليه بتقولى كده
كادت أن تبكى ولكنها تماسكت وقالت يعنى شايفاك مرهق والظاهر أن الأرهاق خلاك متوتر
زفر بقوة وقال فعلا انا مرهق شوية
طب خلاص لو تحب نقوم علشان تنام مفيش مشكلة
قالت هذه الجملة وهي تنظر إلى أخيها وفرحة وهما غارقان في بحر العشق وتقول في نفسها ماشاء الله لا قوة الا بالله اللهم بارك كانت تخاف أن تصيبه بالعين فتؤذيه أوتقلل من فرحته فنهضت قائلة 
طيب يالا بجد مفيش مشكلة 
شعر عبد الرحمن أنه لا يملك إلا الصمت لا يعرف ماذا يقول وماذا يفعل فاتجه معها إلى مدخل المنزل ومنه إلى المصعد دلف الأثنان إلى المصعد
وأوصلها حتى باب شقتها وقال 
تصبحى على خير
قالت بخفوت وأنت من أهله 
تفاجأت مريم بعودة إيمان بهذه السرعة ولكنها كانت غارقة في أحزانها هي الأخرى فلم ترفع رأسها من تحت وسادتها وظلت تتصنع النوم أبدلت إيمان ملابسها وخرجت إلى الشرفة تنظر إلى أخيها وفرحته فوجدتها تقف ثم يمسك يديها ويجبرها على الجلوس مرة أخرى فأبتسمت لشغف أخيها بحبيبته وعادت مرة أخرى إلى غرفتها أطفاءت المصباح ولأول مرة تفعل
 

20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 48 صفحات