السبت 21 ديسمبر 2024

بقلم دعاء

انت في الصفحة 24 من 48 صفحات

موقع أيام نيوز


بتماسك وهو يحتضن كتفها أنا مش هجوزهولك علشان أكافئه أنا هعمل كده علشان الستر يا بنتى الأول لازم يسترك وبعدين أنا هوريكى هعمل فيه ايه
صړخت قائلة مش طايقاه لو شفته قدامى هقتله
قال بحنان متقلقيش الجواز ده هيبقى للستر بس وبعدين يبقى يطلقك في الوقت اللى انت تحدديه 
ثم تابع في بجدية واسمعينى كويس في الكلام اللى هقوله ده مش عاوز مخلوق يعرف اللى حصل وانا هعرفهم انك عندك برد جامد وتعبانة وكلها أسبوع واخواتك يرجعوا ونكتب الكتاب هو طلبك مني وانا وافقت وانت كمان وافقتى سمعانى يا مريم

أومأت بضعف فنظر لها متفحصا ثم قال لو شايفة يا بنتى ان كده حقك ضاع وعاوزه تبلغى عنه بلغى وأنا هشهد معاكى 
أشارت برأسها نفيا فقال وانا أوعدك أنى اخلصلك حقك زى ماانت عاوزه واكتر 
أستيقظت عفاف من نومها وقامت من الفراش وهي تشعر پألم في عظام جسدها قاومت الإجهاد التي مازالت تشعر به منذ ليلة لم تجد زوجها بجوارها خرجت لتطمئن على عودة يوسف فتحت باب غرفته ونظرت إليه باطمئنان وهو نائم في فراشه لاحظت حبات العرق المتزايدة على جبينه فاقتربت منه لتمسحها فانتفضت على أثر حرارته المرتفعة حاولت أن توقظه ولكن لا يستجيب ويتمتم بكلمات غير مفهومة وهو يرتعش خفق قلبها بشدة وخرجت تبحث عن زوجها لم
تجده فقامت بالإتصال به وبعد عدة رنات أجابها فهتفت به 
أنت فين يا ابو عبد الرحمن
انا عند مريم فوق أصلها كلمتنى الصبح وكانت تعبانة تقريبا جتلها نزلة برد جامدة
قالت على الفور لا حول ولا قوة الا بالله هي كمان ده يوسف كمان
تعبان أوى
قال باقتضاب تعبان ماله يعنى
حرارته عالية أوى وبيترعش وعمال يخترف
نهض حسين بعد كلمتها الأخيرة وهو يقول مكررا بيخترف بيقول ايه يعنى
قالت عفاف بتعجب يا حسين هو المهم بيقول ايه المهم انه تعبان ولازم نجيبله دكتور 
طيب أنا نازل دلوقتى
وأغلق الهاتف ثم الټفت إلى مريم قائلا أنا هنزل اشوف الندل اللى تحت ده وهبقى اطلعلك تانى ولو عوزتى حاجة ولا حسيتى انك تعبانة كلمينى على طول وياريت لو تحاولى تكملى نومك علشان أعصابك ترتاح 
كاد أن يغادر ولكنه قلق أن ترى آثار الډماء عندما تعود إلى غرفتها فيحدث لها اڼهيار مرة أخرى فدخل المطبخ وأخذ حقيبة بلاستيكية كبيرة سوداء ووضع فيها كل ماتبقى عليه من آثار للدماء من ملابس حتى غطاء السرير لم يتركه وهبط إلى الأسفل في هذه الشقة المهملة وجمع ما بها من بقية ملابسهما وألقى الحقيبة في صندوق القمامات الكبير خارج المنزل لتنتهى آثار تلك الذكرى الأليمة تماما 
دخل على زوجته في غرفة يوسف فوجدها تجلس بجواره وتضع على جبينه كمادات باردة وهو يرتجف تحت الغطاء بقوة نظرت إليه عفاف قائلة بتوتر 
أتصلت بالدكتور
كان ينظر إلى يوسف بشرود معقول انت تعمل كده! يخسارة تربيتى فيك
سمع زوجته تكرر عبارتها الأخيرة أتصلت بالدكتور ولا لسه
فأخرج هاتفه واستدعى الطبيب 
وعندما جاء وأجرى بعض الفحوصات القليلة ثم أعاد سماعة الكشف في
حقيبته الطبية وهو يقول بعملية 
عنده حمى 
أصحى يا عبد الرحمن يالا قوم
تثائب عبد الرحمن وهو مازال نائما ويقول سيبينى شوية يا إيمان
ألتقى
حاجبى إيهاب وهو يقول إيمان مين يابنى انت معندكش تمييز كمان قوم يالا
رفع عبد الرحمن رأسه من على وسادته وهو يكاد يفتح عينيه بصعوبة وهو ينظر إلى ايهاب الواقف أمامه 
أنت ايه اللى جابك هنا انت ورايا ورايا في كل حتة حتى وانا نايم 
هتف إيهاب مستنكرا أحنا داخلين على العصر ومراتك الغلبانة بتصحى فيك من قبل الظهر قوم يالا عاوزين نخرج وانت معطلنا
وضع عبد الرحمن الوسادة على رأسه وهو يقول ما تخرجوا وانا مالى
نزع عنه الوساده وهتف به أنت متأكد أنك عريس وفشهر العسل ماتقوم يابنى آدم خلينا نخرجهم شوية يتفرجوا على البلد 
ثم خفض صوته وقال إيمان شكلها مضايق أوى بتصحى فيك من بدرى وانت ولا انت هنا وقعده لوحدها من ساعة ما صحيت من النوم قوم بقى متخليهاش
تضايق كده ف شهر العسل يا أخى
نهض عبد الرحمن بكسل وأخذ منشفته ودخل الحمام بتكاسل بينما خرج إيهاب لإيمان وفرحة غرفة المعيشة الملحقة بغرفتهم قائلا بنفاذ صبر 
جننى لحد ما قام
قالت ايمان باستياء أومال أنا أعمل أيه ده عذبنى من الصبح وانا قاعدة لوحدى ومش راضى يقوم 
أرتدى عبد الرحمن ملابسه وخرج إليهم معتذرا توجه الجميع إلى ردهة الفندق ومنه إلى الشاطىء كانت فرحة تمشى على الشاطىء بجوار إيهاب وهو ممسك بيدها وتتشابك أصابعهما في حب بينما كان عبد الرحمن يمشى وهو واضع يديه في جيبه وايمان بجواره تنظر للبحر في وجوم فقال وهو ينظر للمياة 
الميه هنا صافية أوى 
لم ترد عليه فالټفت إليها فوجدها شاردة فقال الشط هنا فاضى تحبى تقفى في المية شوية 
أشارت برأسها نفيا وقالت لا مش هينفع هدومى لو اتبلت هتبقى لازقة على جسمى وهتفصله 
لفت نظره فرحة وإيهاب وهما يمزحان أمامهما على الشاطىء يتقاذفان الرمال وبعض المياة التي تأتى إليهم مسرعة على الشاطىء وكأنها تشاركهما سعادتهما ومرحهما وشاهد إيهاب وهو ممسك بعصاة ويكتب بها على الرمال بحبك يا فرحة ويرسم حولها قلب كبير أبتسم ونظر إلى ايمان التي مرت بجوار القلب الذي رسمه أخيها ولمعت عيناها بالدموع وأسرعت الخطى أسرع إليها عبد الرحمن بخطوات واسعة قائلا 
في حاجة يا ايمان
قالت بتحفظ لا أبدا بس بردت شوية
عبد الرحمن تحبى نرجع الفندق
ايمان لا مش هينفع ايهاب قال هنتغدى مع بعض
قال موافقا زى ما تحبى 
19 الفصل التاسع عشر
صعدت الفتاتان كل منهما إلى حجرتها في الفندق بينما ذهب عبد الرحمن وايهاب لصلاة العشاء دخلت ايمان غرفتها توضأت لصلاة العشاء واختارت جانبا بعيدا نسبيا في غرفتها ووقفت للصلاة وعند أول سجدة انهار تماسكها بشكل كامل ظلت تبكى وتبكى وتدعو الله عزوجل أن يصرف عنها الهم والحزن وأن يقذف حبها في قلب زوجها كانت تبكى وتدعو بمرارة كبيرة حتى انتهت من صلاتها وقامت لتصلى النوافل وأصابها ما أصابها مرة أخرى عند السجود البكاء والألم 
تذكرت ليلتها الماضية كيف كانت مثل أى عروس يكسوها الخجل والحياء تحتاج إلى زوجها ليطمئنها ولكنه تعامل مع خجلها منه بالعزوف عنها هو في الأصل لم يكن مقبلا عليها لم يكن شغوفا بها مثل أى زوج ليلة الزفاف
بل كان الأمر وكأنه استغل حيائها ليبيت ليلته بعيدا عنها 
تذكرت كيف استيقظت باكرا لتوقظه بحجة الخروج مع ايهاب وفرحة كانت تتصور أنه فعل ذلك بالأمس لإجهاده بسبب السفر وحفل الزفاف وسيتغير بمجرد أن ينام ويرتاح ولكنها وجدت
شيئا آخر لم يستجيب لها ورد عليها قائلا 
لما يجوا خارجين ابقى صحينى 
أخذتها أفكارها وغفيت وهي ساجدة دخل عبد الرحمن الحجرة بهدوء ووقع عليها نظره وهي ساجدة في سكون بدل ملابسه ودخل إلى فراشه انتظرها ترفع من سجودها ولكنها لم تفعل توقع أنها أخذتها غفوة في سجودها أقترب منها ليوقظها قائلا 
إيمان إيمان أنت نايمة
أنتبهت من غفوتها ونهضت مستنده إلى ذراعه وقالت أظاهر أنى نمت وانا ساجدة
عبد الرحمن شكلك تعبان تعالى نامى في سريرك 
خلعت أسدال الصلاة واستلقت على الفراش ولم تغمض عينيها نظر إليها قائلا منمتيش ليه
نظرت إليه بانتباه وقالت مش جايلى نوم
قال بجدية لا لازم تنامى بدرى عندنا بكرة فسحة من أول اليوم وايهاب هيصحينا من الفجر تصبحى على خير 
وأغمض عينيه لينام نظرت إليه بذهول لم تكن تتوقع ردا كهذا ألهذه الدرجة لديه عزوفا عنها ألهذه الدرجة لا يحبها ولا يشعر أنها زوجته لم يكن هناك إلا تفسيرا واحدا لتصرفاته لقد تزوجها رغما عنه لقد أرغمه والده على الزواج منها هو لا يريدها عندما وصلت لهذه النتيجة أغمضت عينيها پألم وقررت أن تزيل عنه الإحراج الذي وقع فيه ستكون هي الرافضة له وليس العكس حفاظا على كرامتها 
كان يتظاهر بالنوم يغمض عينيه ليهرب من نظراتها المتسائلة لا يعلم إلى متى الهروب لقد كان يتصور أنه بمجرد أن تكون زوجته سيعتاد على وضعها الجديد في حياته
وسيشعر تجاهها بالحب بل حتى أضعف الإيمان أنه كان سيتصرف بشكل طبيعى فلقد أصبحت زوجته ومن المفترض أن يبدأ حياته معها وهل كل رجل يتزوج امرأة لا يحبها يبتعد عنها هكذا تدور الكلمات في عقله لا يجد لها تفسيرا واضحا قرر انه في الغد وبعد عودتهم من الرحلة البحرية أن يحاول اذابة الحواجز الجليلدية التي تفصله عنها 
وفى الصباح ذهبوا جميعا إلى رحلتهم البحرية كانت فرصة جيدة لإيمان أن تستنشق هواء البحر وتسرح في جمال ألوانه الصافية كانت تحتاج إلى مثل هذا التغيير أنشغلت في عبادة التفكر في خلق الله وهي ترى هذه المناظر الجميلة لأول مرة لم تفارق شفتاها كلمة سبحان الله من جمال ما ترى جلست فرحة بجوارها في سعادة وهي تقول 
أيه يا جميل قاعد لوحدك ليه
قالت ايمان بمزاح أنا ياختى مش قاعدة لوحدى السمك قاعد معايا 
ضحكت
فرحة وجاء إيهاب يلف ذراعيه حول كتفيها قائلا وحشتينى الثوانى دول
نظرت لهما إيمان بحنان وقالت ربنا يخليكوا لبعض 
قبل رأسها قائلا ربنا يخاليكى ليا يا ايمان ولا اقولك يا ستى ربنا يخاليكى لجوزك لحسن يزعل مني
رسمت أبتسامة مصطنعة على شفتيها وهي تقول اه طبعا هيزعل كويس انه مش سامعك
قال إيهاب مازحا أنت بتخوفيني بالحوت بتاعك ماشى يا ايمان 
ثم نادى على عبد الرحمن بصوت مرتفع انت ياعم الحوت سايب الحوته بتاعتك لوحدها ليه
أقترب عبد الرحمن ضاحكا وهو يقول حوته لغتك العربية فوق الوصف يا إيهاب
قالت فرحة بطفولية وهي تضع يديها في خصرها لو سمحت متتريقش على جوزى
ظل عبد الرحمن يمازحها في حين اقترب إيهاب من إيمان وهمس في أذنها بلاش تتصنعى السعادة تانى قدامى متنسيش أنى بحس بيكى 
نظرت له في توتر ثم أنزلت نظارتها الشمسية على عينيها وهي تقول بمزاح مصطنع هتعملى فيها كرومبو يالا يابنى روح شوف مراتك
أمسكها إيهاب من ذراعها بقوة وألقاها في اتجاه عبد الرحمن وهو يقول له خد ياعم مراتك دى من هنا 
تلقى عبد الرحمن إيمان بين ذراعيه وأشار إلى إيهاب أشارة تحذيرية وهو يقول بمزاح حذارى اشوفك في المعركة 
أخذ إيمان وهو يلف ذراعه حول كتفها واتجه إلى سور القارب الكبير أزاحت يده بلطف واستندت إلى السور وهي تنظر
للمياة صمت قليلا ثم الټفت إليها متسائلا 
شيلتى أيدى ليه
قالت دون أن تلتفت أبدا كنت عاوزه أسند على السور
سأل وهو يعرف الإجابة أنت زعلانة مني
شعرت بجفاف حلقها وهي تقاوم الدموع قائلة بثبات وهزعل منك ليه 
نظر إلى البحر شاردا لا يعلم هل يعتذر الآن عن ما بدر منه أم ينتظر حتى يعودا إلى الفندق 
أنقضت الرحلة وعادوا إلى الفندق مرة أخرى
 

23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 48 صفحات