السبت 21 ديسمبر 2024

بقلم دعاء

انت في الصفحة 26 من 48 صفحات

موقع أيام نيوز


مضطر إلى الزواج منها
فوقفت وهي تقول بخفوت
أنا موافقة 
صاحت إيمان وهي تلتفت إليها قائلة أنت هبلة ولا أيه أنتوا شخصيتكوا مختلفة تماما عن بعض ومكانش في بينكوا أى عمار أساسا ولا ناسية فجأة كده عاوز يتجوزك مش تشغلى مخك أكيد عمى هواللى ضغط عليه زى ما عمل مع 
وبترت عبارتها وهي تنظر إلى مريم وايهاب ثم قالت بعصبية أنتوا حرين أنا قلت رأيى وخلاص

ودخلت غرفتها وتركتهما يتبادلان النظرات الحائرة 
طرق وليد باب غرفة يوسف ودخل مبتسما دون أذن وهو يقول أزيك النهاردة يابن عمى
ثم وقع بصره على عبد الرحمن فقال مبتهجا وهو يعانقه وأنا أقول البيت نور ليه أتارى العرسان رجعوا
عانقه عبد الرحمن وهو يقول ما انت السبب ياخويا
وليد طبعا ياعم مين قدك لازم تبقى مضايق أنك رجعت
أقترب وليد من فراش يوسف وجلس على طرفه قائلا ها عامل أيه النهاردة
أشاح يوسف برأسه بعيدا وقال باقتضاب الحمد لله 
نظر لهما عبد الرحمن وقال طب أروح أنا بقى أشوف حالى
قال يوسف رافضا لا أستنى يا عبد الرحمن عاوزك في موضوع مهم
وقف وليد متحرجا وقال طب استأذن انا بقى يا جماعة حمد لله على سلامتك يا صاحبى
ثم خرج وأغلق الباب خلفه قال عبد الرحمن بعتاب ليه كده يا يوسف أحرجته جامد
أشاح يوسف بوجهه مبقتش طايقه يا عبد الرحمن بقى عامل زى الکابوس على صدرى
قال عبد الرحمن مستفهما ليه هو عمل حاجة ضايقتك 
قال يوسف باقتضاب تصرفاته كلها بضايقنى انا مش عارف كنت مصاحبه ازاى
غير عبد الرحمن مسار الحديث وقال بجدية طب
قولى بقى انت عاوز تتجوز مريم بجد ولا ابوك هو اللى ضغط عليك
أمتقع وجهه وهو يقول وبابا هيضغط عليا ليه في حاجة زى كده
عبد الرحمن طب الحمد لله عموما أنا كنت عارف أنك بتحبها بس كنت عاوز أتأكد
نظرله يوسف بانتباه قائلا وعرفت ازاى 
غمز عبد الرحمن له وهو يقول أبوك هو اللى قالى اه يا ندل بقى ابوك يعرف وانا لاء
قال يوسف مندهشا بابا قالك كده امتى
عبد الرحمن واحنا راجعين من العمره قالى أنه حاسس أنك بتحبها
صمت يوسف في شرود فقال عبد الرحمن بس انت الحمد لله حاسس أنك بقيت أحسن من أول ما شفتك بكتير ما تحاول تقوم كده معايا تاخد دش وننزل الجنينة شوية
خرجت فرحة من شرفة غرفة يوسف وهي تقول هو مين اللى خرج دلوقتى 
عبد الرحمن أنت لسه فاكره يا هانم حبك الكلام في التليفونات دلوقتى
قالت فرحة وهي تجلس بجوار يوسف بكلم صاحباتى بقى مش خلاص اطمنا على يوسف الحمد لله
ربت يوسف على يد فرحة وقال قوليلى ايهاب عامل ايه معاكى
أبتسمت فرحة في خجل وقالت
الحمد لله يا يوسف إيهاب أنسان جميل أوى وبيحبنى جدا
أومأ يوسف في حزن وهو يقول ربنا يسعدكوا 
يا إيمان متخبيش عليا أنت في حاجة بينك وبين عبد الرحمن يابنتى ده أنا أخوكى وعارفك كويس أنت من أمتى يعنى عصبية كده
زفرت إيمان بقوة وقالت باقتضاب لو سمحت يا إيهاب كفاية وبعدين حتى لو في حاجة بينى وبين جوزى مش هقولها لأى حد أبدا ولا حتى لاخواتى 
قال ايهاب بقلق يا إيمان يا حبيبتى أكيد اللى زعلك منه حاجة كبيرة ده أنتوا لسه مكملتوش أسبوع مع بعض قوليلى أنا ليه طريقة معاه ومتقلقيش مش هتحمق عليه
خوله وجد يوسف يخرج من حجرته وهو متكأ على كتف أخيه ويمشى ببطء قال ايهاب في سعادة
أيوه كده يا راجل قوم ورخم علينا تانى
أبتسما عبد الرحمن ويوسف وقال ايهاب ها كنتوا رايحين فين 
عبد الرحمن يوسف هيدخل ياخد دش وننزل الجنينة شوية يغير جو تيجى معانا
ايهاب اجى وانا بيهمنى يعنى
قالت عفاف متسائلة أومال فرحة فين
عبد الرحمن في البلكونة جوه بتكلم صاحباتها
أومأ ايهاب قائلا انا قلت كده برضة
دخل يوسف الحمام وجلس عبد الرحمن بجوار إيهاب واستند إلى ظهر مقعده الوثير وأغمض عينيه يحاول الأسترخاء تصنع إيهاب الامبالاة وقال
مش عارف يا اخى ايمان بقت عصبية كده ليه 
أنتبه عبد الرحمن وفتح عينيه والټفت إلى ايهاب قائلا باهتمام ليه حصل ايه
مط ايهاب شفتيه وقال لما قلت لمريم على طلب يوسف لقيتها كده اتعصبت وقالت الاتنين طباعهم مختلفة
ثم نظر إلى عبد الرحمن وتفحص في عينيه وهو يتابع وقالت ان ممكن يكون عمى حسين هو اللى ضغط عليه
هرب عبد الرحمن ببصره وقال بحذر وأيه اللى خلاها تفتكر كده 
عقد إيهاب يديه أمام صدره وتنهد بقوة قائلا مش عارف أنا أول مرة اشوفها منفعلة كده
خرجت فرحة من غرفة يوسف فرأتهما يجلسان بجوار بعضهما والصمت هو سيد الموقف فقالت وحدووه
ألتفت إيهاب إليها ونظر لها نظرة شوق طويلة أخفضت بصرها في خجل وهي تقول أومال فين يوسف
قام ايهاب وهو يقول بياخد دش يا برنسيسة
رفعت حاجبيها
وهو تقول بتتريق حضرتك 
قال بعتاب لا وهتريق ليه هو لا سمح الله انا بتصل بيكى من بدرى وانت تليفونك مشغول ولا فكرتى تعبرينى من ساعتها لالالالا محصلش طبعا
قالت بعناد
بكلم أصحابى يا ايهاب بلاش يعنى
لا بلاش ليه كلميهم بس ابقى أفتكرينى بكلمتين انا كمان
قالت بدلال طب خلاص متزعلش هفتكرك بتلات كلمات
أمسكها من يدها وقال لعبد الرحمن طب يا عبد الرحمن عاوز حاجة أحنا ماشين 
رفع عبد الرحمن حاجبيه قائلا أنت مش قلت هتيجى معانا تحت يابنى
قال ايهاب بدهشة مصطنعة أنا قلت كده مش فاكر أصل انا ساعات بتكلم وانا واقف أدعيلى ربنا يشفينى
وسار بخطوات سريعة وهو يجر فرحة من يدها وهي تكاد تكون تعدو خلفه لتلحق بخطواته الكبيرة 
و
فى المساء بينما كانت إيمان لاتزال
نائمة انتبهت على صوت مريم وهي توقظها بهدوء أعتدلت وهي تمسح وجهها لتزيل آثار النوم عنه فقالت مريم بخفوت
كل ده نوم أنت مش هتروحى شقتك ولا ايه
قالت إيمان بجدية لا مش هروح
نظرت لها مريم بحيرة وقالت ازاى يعنى يابنتى مينفعش
ايمان مش هينفع أسيبك وانت تعبانة كده
مريم لا متتلككيش بيا انا بقيت كويسة من ساعة ما شفتكوا يالا بقى روحى شقتك 
قالت إيمان بسخرية من ساعة ما شوفتينا ولا من ساعة ما عرفتى ان يوسف عاوز يتجوزك
أطرقت مريم رأسها بحزن فرفعت ايمان رأسها بيدها وقالت أنت مخبية عليا حاجة انت مش مريم اللى اعرفها
صمتت مريم فتابعت ايمان موافقة عليه ليه بتحبيه ولا ماما أقنعتك
هزت رأسها نفيا وهي تقول ماما مالهاش دعوة بالموضوع ولسه أصلا متعرفش أنه طلبنى للجواز
قالت ايمان برفق طب حبتيه أمتى ده ده أنتوا مكنتوش طايقين بعض 
تابعت ايمان متسائلة هو قالك انه بيحبك
أجابتها مريم بجمود ايوه قالى
ثم شردت وهي تقول
قالى يوم فرحك انت وايهاب
رفعت عينيها وهي تقول باجهاد وكانها كانت تحارب لا مفيش أظاهر أن ودنى ملتهبة شوية أنا هقوم ارتاح في أوضتى 
قضت ايمان ليلتها تصلى وتبكى بين يدى الله عزوجل وقلبها تعتصره الالآم هو حتى لم يسأل عنها ولو لمرة واحدة منذ أن تركته في الأسفل وصعدت إلى أختها شعرت بكبرياء أنوثتها يتحطم على صخرة هذه الزيجة الغير مرغوب فيها وأخذت تدعو و تدعو وظلت على حالها هكذا حتى غفت مرة أخرى وهي ساجدة فرأت رؤية أثلجت قلبها كثيرا 
خرجت إلى الشرفة لتتنسم الهواء الطلق وتستنشقه بقوة حتى امتلأت رئتيها بالهواء النقى فزفرت في بطء شديد وهي تنظر إلى الأسفل وجدته نائما تحت المظلة في الحديقة واضعا يديه تحت رأسه وينظر إلى السماء في شرود 
تلقى الحاج حسين أتصالا من أخيه وهو في مكتبه في الشركة فأجابة السلام عليكم
الحاج ابراهيم عليكم السلام أيوا يا حسين انا هروح اتغدى في البيت علشان في ضيف جايلى واحتمال مرجعش النهاردة تانى وعموما وليد مش جاى معايا هيفضل هنا في مكتبى لو احتجت حاجة منه
قال حسين بانتباه خير يا ابو وليد مين اللى جايلك 
ابراهيم ده واحد معيد كان في كلية وفاء وجاى يتعرف علينا هو ووالدته وأخوه علشان طالبها للجواز
أبتسم حسين قائلا طب مش كنت تقولى يا ابراهيم واجب ابقى موجود علشان اشوفه انا كمان ولا هي وفاء بنتك لوحدك
ابراهيم أنا مرضتش اعطلك النهاردة انت كنت مشغول من ساعة ما يوسف تعب وفي شغل كتير بقى فوق راسك وخصوصا ان عبد الرحمن هو كمان أجازة
حسين تعطلنى ايه بس يا ابراهيم أسمع انا نص ساعة واحصلك 
أنهى حسين المكالمة ثم اتصل على عبد الرحمن يخبره بأمر الضيف وأمره أن يستعد لاستقباله مع عمه ابراهيم حتى يلحق بهم
صعدت فاطمة إلى
عفاف التي رحبت بها فقالت فاطمة والله يا عفاف أنا تعبت من كتر الناس اللى بتيجى لوفاء يارب بقى توافق على ده وتريحنا
أبتسمت عفاف وقالت طالما جاى عن طريقها يبقى هتوافق 
ثم تابعت هو الحاج حسين وصل عندكوا ولا لسه 
فاطمة ايوا ياختى لسه داخل حالا يالا بقى هاتى فرحة وإيمان ومريم وتعالوا علشان الست والدته جاية معاه
عفاف طب ثوانى هكلم إيمان ومريم ينزلوا
حاولت إيمان أن تأخذ مريم معها ولكنها رفضت وقالت معلش يا ايمان انزلوا انتوا أنا أصلى تعبانة شوية
ايمان خلاص وانا كمان مش هنزل
قالت مريم بسرعة لا أنزلى طنط عفاف كلمتنا بنفسها كده هتزعل وبعدين كمان علشان وفاء متزعلش 
توجهت ايمان إلى الطابق الأول حيث شقة عمها إبراهيم التي نادرا ما تتوجه إليها طرقت الباب ففتح عبد الرحمن ووقف ينظر إليها فقالت وهي تتحاشى النظر إليه
السلام عليكم
أبتسم قائلا عليكم السلام تعالى ادخلى
دخلت وألقت التحية على أعمامها وزوجاتهما وفرحة ووفاء التي جلست بجوارها وقالت مداعبة
مش كنتى بتقولى عليه فيونكة أديكى هتلبسيه 
ضحكت الفتاتان فنظر عبد الرحمن لإيمان مندهشا كان يتوقع أن تكون حزينة ومغلوب على أمرها ولكنه وجدها تتحدث وتمزح وتضحك ظل ينظر إليها بتعجب وهو يحادث نفسه
أنا كنت فاكرها هتبقى زعلانة ومضايقة مالها كده كأنها مصدقت أبعد عنها 
بعد
قليل حضر العريس بصحبة والدته وأخيه وبعد التعارف جلس الجميع في غرفة الصالون الكبيرة ولم يكن يبدو على وفاء أنها هي العروس فكانت كعادتها دائما تمزح وتتكلم بسلاسة مع الجميع 
قال عبد الرحمن للعريس
طبعا أنت بقى يا أستاذ عماد وفاء كانت مجنناك في الكلية والسكاشن مش كده مبتسبش حقها أبداااا
قال عماد وهو ينظر لوفاء الآنسه وفاء مثال رائع للطالب اللى بيحب يفهم مش يحفظ وبس 
ثم تابع بمزاح ومن ناحية بتحب تاخد حقها فهى بتاخد حقها تالت ومتلت
وفاء بس بالعدل كده مش انا أول واحدة فتحت موضوع اننا نعمل مقارنة بين الشريعة والقانون الوضعى في غير وقت السكاشن للطلبة
ضغطت أمها على يديها وقالت لها هامسة وهي تتصنع الأبتسامة هو ده وقته يا بت هتجبيلى نقطة
وفاء ايه يا ماما هو انا قلت حاجه غلط 
عفاف دى كانت يابنى داوشانا بالموضوع ده كل جمعه لازم تاخد وقت
 

25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 48 صفحات