رواية عشق العراب ل سعاد محمد سلامه
وخلفها إحدى الخادمات بالمنزل تحمل صنيه موضوع عليها أكواب الشاى
جلست هدايه ترحب مره أخرى ب رجب ومن معه
قائلهخير يا رجب جولى أيه الآمر اللى جاي عشانه
رسم رحب بعض الحزن وقالخير يا جحه هدايه بصراحه أنا عارف ومقدر حزنكم على المرحومه وإن ممرش وقت كبير على رحيلها بس ده ميمنعش
الخير اللى جايين علشانه
نظر رحب ناحية قماح الذى كان يجلس يضع ساق فوق أخرىينتظر بترقب معرفة سبب مجئ رجب وإبنه اليوم دون سابق ميعاد
وقال
إحنا جايين نطلب إيد سلسبيل ل نائلإبنىوقبل الرد منكم هقول الجواز مش هيكون قبل سنه
نظرت هدايه نحو قماح الذى تغيرت ملامحهليس ملامحه فقط من تغيرتبل جلسته تغيرت إعتدل فى الجلوس وأنزل ساقه من فوق الأخرىونظر بتحفز ناحية هدايه التى تبادلت معه بعض النظراتثم قالت
تعجب رجب وقالبس اللى أعرفه إنها مش مخطوبه أمتى إتخطبت
كذالك ذهل كل من النبوى وناصرمن رد هدايه وصمتا الاثنان
تنحنح نائل وقالومين العريس حد نعرفه
نظرت هدايه ناحية قماح وقالت بمفاجأه
قماح هو عريس سلسبيل
صډمه ألجمت جميع الجالسين بالغرفه عدا قماح الصامت لم يعطى أى رد فعل
عالعموم ألف مبروك وربنا يتمم بخير وآسف مكنتش أعرف بس العيب مش عليا
ردت هدايه فعلا مش العيب عليك والموضوع فى أى عيب أساسا كل شئ نصيب وسلسبيل نصيبها قماح ربنا يرزق نائل بالخير يارب
تبسم رجب بخفوت وقال نستأذن إحنا
أمائت هدايه برأسها وقالت نورتم قوم مع الضيوف يا نبوى وصلهم للباب
بينما بالغرفه تحدث ناصر المتعجب من قول والداته ومتعجب أكثر من صمت قماح
كلام فارغ أيه اللى قولتيه لرجب ده يا أمى كنا رفضناه وخلاص أسهل من كده ومالوش لازمه نورط قماح فى كلام فاضى
نظرت هدايه لقماح وقالت جول لعمك يا قماح حديتى اللى جولته من هبابه كلام فارغ
صډمه ألجمت ليس فقط ناصر بل سلسبيل نفسها التى كادت تدخل الغرفه بعد رؤيتها لمغادرة الضيوف للمنزل كانت آتيه لجدتها من أجل أن تقول لها أن هنالك إحدى النساء تنتظرها بغرفه أخرى تريدها أن تداوى لها ساقها المجذوع لكن نسيت هذا وقالت
بس أنا مستحيل أتجوز دلوقتي همس مكملتش سنه مېتهمش بفكر فى الجواز أصلا
نظر لها قماح ود لو سحقها الآن بين يديهكز على أسنانه التى تصتقك بقوهيحاول تهدئة نفسه كى لا يرد عليها بطريقه تستحقها على حديثها هذاوالذى معناه المباشر الرفض
لكن قالت هدايه بتصميم
بس ناصر موافج يا سلسبيلهتصغرى أبوكى جدامنا إياك
تفاجئت سلسبيل ونظرت بإتجاه والداهاأماء رأسه لها بموافقهذهلت أكثرحين دخلت
والداتها وقالت
ده يوم المنى قماح عريس أى بنت تتمناه سلسبيل قالت كده من المفاجأه بسربنا يتمم بخير والله لو مش الظروف كنت زغرطت
نظرت سلسبيل لوالداها ثم لوالداتها هى متفاجئه من رد فعلهمكأنهم لم يكونا مصدقين او
كانا ينتظران ما قاله قماح قبل دقائق لا تعرف لما صمتت تشعر بداخلها بخيبة أمل من رد فعل والديها
تحدثت هدايهطالما موافجه يبجى خير البر عاجلهوزى ما جولت من هبابهفرح قماح وسلسبيل بعد شهر يكون قماح جهز الشجه الشقهالچديده لسلسبيل والعفش نشتريه چاهز وكمان الفرش وحاچات العروسه كمان
شهر!
هكذا قالت سلسبيل قبل أن تكمل حديثهابس همس لسه مكملتش سنه يا جدتى الناس هتقول أيه
ردت هدايه بآلمهمس بتنا وأنتى كمان بتنا وقماح ولدنايعنى الحزن بتاعنا والفرح بتاعناومحدش ليه عيندنا حاچه واصلالفرح بعد شهر وأنت يا قماح چهز الشجه اللى فى الدور التالت جصاد شجة رباحسلسبيل مش هتدخل فى الشجه اللى إتچوزت فيها جبل إكده
تهكمت سلسبيل بداخلهاكأن الشقه هى التى ستغير من أطباعه السابقه
لكن مازال وقت ربما تقدر على إقناعهم بالعدول عن ذالك الزواج لاحقآ
بائت كل محاولات سلسبيل بفض تلك الزيجه بالفشلكأنهم كانوا يتمنون إتمام ذالك الزواج قبل ذالك
مر الشهر واليوم هو الزفاف أو الډخله كما يقولونفهو زفاف سيكون بسيط لائق بعائلة العراب وكذالك غير مبهرج حفاظا على حزنهم على فقيدتهم الشابه التى فقدوها قبل أشهرلكن أين هذا الحزنانهم يقدموها كقربان ل قماح
قالتها لها والداتها صريحه
طلب قماح للزواج منك فرصه كبيره لم تكن تتوقعها بعد معرفته بخطيئة همس التى طالتها وصمتها ليس هى فقط وهدى أيضا ربما تعانى من تلك الوصمهلكن زواجها من قماح الآن فرصه كبيره لها
على يد توقظها من النوم لم تفيق سلسبيل من النوم مازالت بعيون نعسه لكن كأنها ترى أمامها همستبسمت بتلقائيه وقالت همس إنتى عايشه صح أنا كنت فى كابوس الحمدلله همس أنا كنت خاېفه يكون اللى فى الحلم حصل حقيقى
دى بقىالليله زفافك على قماح
ازاحت سلسبيل يديها عنها وعادت للخلف تنظر لها بتمعن حقا ما رأته ليس كابوس بل واقع حدث بالفعلوهى من ستدفع ثمنه مع ذالك العنجهي قماح
تعجبت نهله من نظرات سلسبيل التى تغيرت بشده وقبل أن تحدثهانهضت سلسبيل من على فراشها وأخذت أحد إيسدالاتها وارتدتها فوق منامتها وخرجت سريعا بداخله لن يتم هذا الزواج وواحده فقط هى القادره على إيقاف هذا الزواج ستذهب لها الآن وبالتأكيد ستساعدها وتفعل لها ما تريد
نزلت سلسبيل ودخلت الى تلك الغرفه الخاصه بجدتها تلك المرأه التى هرمت من العمر لكن مازالت قوية الكلمه كلمتها سيف على رقاب إبنيها الرجال ونسائهم وايضا أولادهم كلهم
عدا ذالك القاسى الذى يسير الجميع خلفه وتنفذ كلمته رغم أنه الولد الثانى لإبنها الأكبر
وجدت جدتها تجلس مغمضة العين بمقعدها العتيق ذو الطابع الأثرى القديم تمسك بيدها مسبحه تحرك يدها حباتها تسبح وتستغفر
للحظه فكرت سلسبيل أنها نائمه
لكن تحدثت هدايه
تعالى يا سلسبيل عاوزه أيه
تنحنحت سلسبيل أكثر من مره تخشى الحديث كأن الشجاعة السابقه لديها إختفت
لكن قالت الجده جولى اللى چايه عشان تجوليه وبطلى نحنحه بلاش تضيع وجت
عشيه دخلتك على قماح ولازم تچهزى علشانه
نزلت دمعه من عين سلسبيل وإنحنت أمام ساق جدتها تقول بإستجداء
آحب على رچلك يا چدتى إنتى الوحيده اللى جادره توجفى چوازى الليله من قماح
قماح معندوش حدا غالى يا چدتى وأنتى خابره إكده دى إتزوچ مرتين وهو لساته مكملش التلاتين سنه وأكتر چوازه فيهم يادوب عمرت معاه سنه ليه عتظلمونى إمعاه إنى ماليش ذنب أشيل
ردت زوجة عمها بشرر وإستفزاز قائله ماله قماح زين الرچال ألف بنته تتمنى
تراب رچليه ولا إنت كيف أختك عاشجه وهتكملى بجية عارها ونتفتضح چدام الناس بالكفر
نهضت سلسبيل واقفه تنظر لزوجة عمها بعنفوان قائله لاه أنا مش عاشجه بس كمان ما ريداش إتچوز من قماح قماح اللى مفيش
ست من الإتنين اللى إتچوزهم جدرت تتحمل طبايعه الصعبه الله أعلم كان بيعاملهم إزاى أنا شوفته بعينى كان بيضرب واحده منيهم عشان عصت أمره وراحت تزور أمها العيانه وبعدها طلجها ده واحد مريض نفسى محتاچ علاچ
صڤعتها زوجة عمها بقوه على وجنتها بقوه ودفاع
قائله إتحشمى ولمى لسانك عاد تجصدى أيه بمريض نفسى قصدك إن ولدى مچنون
إنتى تحمدى ربنا إنه طلب يتچوزك
نهضت هدايه وقالت پحده جطع يدك
ليس هذا فقط بل ردت الصفعه أقوى على وجه قدريه التى وقفت مذهوله غير مصدقة ما فعلته هدايه هذه أول مره تفعلها مر علي عيشها معها أكثر من خمس وثلاثون عام كزت قدريه على أسنانها تمثل البكاء والآلم والعتاب لهدايه
بذالك الوقت دخلت نهله الى الغرفه ورأت صفع هدايه ل قدريه ذهلت هى الآخرى وتلجم لسانها للحظات
بينما أكملت هدايه وهى تمسك يدي سلسبيل قائله بحنان وتطمين سلسبيل إعلمى كويس عمرى ما هسمح لأى حد يذلك حتى لو كان قماح نفسه
شعرت نهله بفرحه فى قلبها المكدوم وقالت فى بنتين چم عشان يزينوا سلسبيل
تبسمت هدايه وهى تمسد على ظهر سلسبيل عروستنا زينه مش محتاچه لا لأحمر ولا أخضر بس مفيش مانع نظهر چمالها أكتر روحى مع نهله يا سلسبيل وإطمنى
رغم عدم إقتناع سلسبيل المذهوله هى الآخرى من فعلة جدتها لكن ذهبت مع نهله
كادت قدريه التى تشعر ليس فقط بغيظ لكن تشعر بكراهيه تزداد أن تخرج هى الآخرى من الغرفه خلفهن
لكن قالت هدايه پحده
يا قدريه وإلا هتتحرمى من خير عيلة العراب اللى نفسك فيه لولادك لوحدهم بعيد عن قماح وبنات ناصر ولدى مش هتكسبى حاچه من فرقة ولاد العراب يا قدريه فى ثانيه هچمعهم بين إيديا رچاله كيف ما أنا رايده يكونوا فى ضهر بعض
﷽
الثالث
فوق قبر همس وضع كارم تلك الزهره الصفراء ورفع يديه يقرأ لها الفاتحه الى أن إنتهى متحدثا
جيبت ليكى ورده من الجنينه اللى كنتى بتراعيها دايما يا همس عاوز أقولك إن الصيف حړق ورودها وملقتش غير الورده دى هى اللى لسه بنضارتها جبتها من الشجره اللى إنتى زرعتيها بأيدك فاكر لما قولتلى الورده الصفره رمز الغيره فى أنا كنت بغير عليكى حتى من الهوا عارف إنك كنت بتتهربى دايما من حبىياريتك قولتليى حقيقة اللى حصل حتى لو كنت غلطانه قلبى كان هيسامحك النهارده فرح سلسبيل وقماح عارف هتقوليلى فرح بالسرعه دى نسيتونى هقولك لو الكل نسيكى أنا عمرى ما هنساك يا همس آنين قلبي
بشقة رباح
وضعت زهرت ذالك الرداء الفاخر من الشيفون المبطن والممزوجين باللونين الازرق والبنفسجىووقفت تصفف خصلات شعرهاكانت معها بالغرفه والداتها التى قالت بإستفسار
وأنا طالعه لهنا شوفت سلسبيل طالعه هى ونهله من مقعد الحجه هدايه ولما قربت من المقعد سمعتها بتزعق ل قدريه مرضتش أدخل لو مش واحده من الخدمات كانت قريبه من الأوضه كنت وقفت إتسمعت عليهمبس تفتكرى أيه سبب
زعيق هدايه