سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ صدق الله العظيم
سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ صدق الله العظيم
سنسمه على الخرطوم: تفسير ابن كثير
قال تعالى ها هنا : { سنسمه على الخرطوم }
قال ابن جرير : سنبين أمره بيانا واضحا ، حتى يعرفوه ، ولا يخفى عليهم ، كما لا تخفى السمة على الخراطيم ، وهكذا قال قتادة : { سنسمه على الخرطوم } شين لا يفارقه آخر ما عليه . وفي رواية عنه : سيما على أنفه . وكذا قال السدي .
وقال العوفي ، عن ابن عباس : { سنسمه على الخرطوم } يقاتل يوم بدر فيخطم بالسيف في القتال . وقال آخرون : { سنسمه } سمة أهل النار ، يعني نسود وجهه يوم القيامة ، وعبر عن الوجه بالخرطوم . حكى ذلك كله أبو جعفر بن جرير ومال إلى أنه لا مانع من اجتماع الجميع عليه في الدنيا والآخرة ، وهو متجه .
تفسير القرطبي : معنى الآية 16 من سورة القلم
قوله تعالى : سنسمه على الخرطوم فيه مسألتان :الأولى : قوله تعالى : سنسمه قال ابن عباس : معنى سنسمه سنخطمه بالسيف .
قال : وقد خطم الذي نزلت فيه يوم بدر بالسيف ; فلم يزل مخطوما إلى أن مات .
وقال قتادة : سنسمه يوم القيامة على أنفه سمة يعرف بها ; يقال : وسمته وسما وسمة إذا أثرت فيه بسمة وكي .
وقد قال تعالى : يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فهذه علامة ظاهرة .
وقال تعالى : ونحشر المجرمين يومئذ زرقا وهذه علامة أخرى ظاهرة .
فأفادت هذه الآية علامة ثالثة وهي الوسم على الأنف بالنار ; وهذا كقوله تعالى : يعرف المجرمون بسيماهم قاله الكلبي وغيره .
والخرطوم : الأنف من الإنسان .
ومن السباع : موضع الشفة .
وخراطيم القوم : ساداتهم .
قال الفراء : وإن كان الخرطوم قد خص بالسمة فإنه في معنى الوجه ; لأن بعض الشيء يعبر به عن الكل .