روايه حي المغربلين للكاتبه شيماء سعيد
بعد يومين من دخوله المشفى يقام اليوم حفل زفافه على فتاة مجهولة الهوية...
ساعة كاملة في إنتظار العريس و العروس و هنا ظهر فاروق المسيري مع أزهار كانت مختلفة رائعة بهذا الثوب الأبيض و مستحضرات التجميل اللائقة على بشرتها الناعمة...
تسير بين يديه بسعادة كبيرة يعلن أمام الجميع أنه أصبح ملكها بمفردها تذكرت حلمها البشع پخنقه لها بالمشفي لتضغط على يده بقوة...
إبن المسيري بارع في التمثيل يبتسم و يقول لها أجمل كلمات الغزل رغم غله منها كاد أن ېقتلها بالمشفي إلا أن قلبه اللعېن رفض ذلك لم يجد أمامه حل إلا الضغط على عنقها لتفقد الوعي و يبقى ما رأته مجرد حلم وهم...
أخذها إلى ساحة الرقص مردفا وهو يضمها إليه
_ مبروك ألف مبروك يا حياتي..
دفنت نفسها بداخل أحضانه مستمتعة بأي لحظة قرب تجمعهما هامسة
_ الله يبارك فيك يا فاروق تعرف أنا مبسوطة أوي بس حاسة بنقص عشان جليلة مش موجودة كانت أهلي بعد مۏت اللي ليا كلهم...
قبل أنفها قائلا بغموض لم يصل إليها
_ أنا هبقى مكان كل دول خليكي معايا و انسى الكل أما جليلة هتكوني معاها قريب أوي ده إنتي بعتي الكل عشانها...
لفت كفها حول
عنقه بتملك صريح مردفة بهيام
_ بالعكس أنا بعت الدنيا كلها عشانك أنت يا واكل مال الولايا..
لأول مرة يضحك بتلك الطريقة على هذه الجملة معلقا بنفاذ صبر و هو يحملها على كتفه
_ واكل مال الولايا طلع جانبك عيل أهبل كان لازم يتخاف منك يا شوكولاته كفاية رغي و يلا على بيتنا مش قادر أتحمل أكتر من كدة...
____شيماء سعيد____
على الطريق يسير إلى مكان مجهول و هي تجلس بجواره صامت لا يعطي لها أدنى اهتمام بداخله بركان على وشك الإڼفجار هو بعين جميع النساء ليس رجل ليأ خذ الخېانة منهن بتلك البساطة!
لو البكاء يليق لكبريائه لكان بكى ليرتاح نظر إليها بطرف عينه وجدها تحدق به بابتسامة واسعة براءة لو لم يرى عقد زواجها و تحاليل فوزي الطبية بعدم الإنجاب لكان صدقها من عشقه لها...
تريح ظهرها على المقعد و عينيها فقط تتأمله هذا هو العوض المنتظر بعد دقائق نامت بثقة شديدة رغم أنها لا تعلم إلى أين ذاهبة معه إلا أن كلمة معه كافية جدا لتعطي إليها الأمان...
بعد مدة لا تعرف عددها بدأت تفتح عينيها بتثاقل تبحث عنه بدهشة أين هو و لما لا تستطيع الحركة! مقيدة أهو قيد جسدها بالفعل أم قام أحد بخطڤها مثل العادة!
أتت إليها الإجابة بكل بساطة مع دخوله للغرفة و بيده قميص نوم ڼاري اللون و
باليد الأخرى صورة و سلاح اتسعت عينيها بړعب قائلة
_ كارم هو في إيه!
رفع سلاحھ إلى فمه بحركة يشير إليها بعدم الحديث قائلا
_ اخرسي تعرفي تخرسي مش عايز أسمع صوتك..
جلس على المقعد المقابل للفراش واضعا ساقا على الآخر ابتلعت ريقها بعدم فهم قائلة
_ كارم ليه بتعمل كدة أنت كويس صح!
_ تعرفي يا بت و الا اقولك زي ما بيقولو في الحارة عندنا مش الحلوة طلعت متجوزة برضو! بس جمالك يستحق تلعبي بيه في كل الإتجاهات..
سهم قاټل أصابها بكل جدارة عندما علمت بمعرفته بزواجها من فوزي ابتلعت تلك الغصة المريرة بحلقها من وصفه لها إلا أنها تعلم حالته و قوة الخبر عليه
_ كارم أنا معملتش حاجة غلط أنا متجوزة على سنة الله ورسوله زي ما أنت كنت متجوز خبيت.. عشان إحنا نعرف بعض من فترة قصيرة و ليا ظروف أنت متعرفش عنها حاجة أنا حياتي قبلك كانت متخلفة جدا...
قاطعها محركا رأسه ببرود
_ فعلا كنتي متجوزة قبل ما تعرفيني بس مش عيب لما تجيبي 3 بنات من الطريق ده ذنبهم إيه إن أمهم واحدة زيك! و الاكتر من كدة إنك مكملة في التمثيلية دي كنتي ناويه تفضلي تلعبي لحد ما العيل الأهبل إبن الحارة يلبس البنات دي صح! انطقى...
صړخ بجملته الأخيرة لتسقط دموعها پقهر و ړعب تنفي برأسها ما وصل إليه ألقى عليها قميص النوم قائلا بهدوء خارجي..
_ أنا عايزك يا هاجر لو حابة أنك بناتك تبقي في أمان.
حظات تخلى عقلها عنها و رفض استيعاب ما وصل إليه ربما تخيلته حقېر بعدما نزلت إلي مستوى حياته و سلمت قلبها له على طبق من ذهب أعطت له العذر بعد ما علمه عنها إلا ما فعله و قاله جعلها تكرهه كيف أحبته و كيف رأت به عوضها لا تعلم! رفعت رأسها بكبرياء هاجر علوان مجيبة عليه بنبرة جامدة
_ يمكن كنت غبية لما فكرتك راجل بجد بس الأسوأ بكتير إنك حطيت بناتي جوا اللعبة دي ..
حرك شفتيه بطريقة ساخرة من قناع البراءة التي تحاول رسمه للنهاية
قام من مكانه مقتربا منها واضعا صورة بناتها أمام عينيها ثم جذب ذقنها بقوة آلمتها قائلا بفحيح ېحرق مقدمة عنقها
_ بناتك! آه قصدك البنات إللي جنابك كنتي عايزاني ألبس فيهم.. لا تبقي غبية يا بت و عقلك محتاج ضبط مصنع أنا كارم الريس يا روح أمك معاكي حلين نخلص و بعدها بناتك في حمايتي أنتي لا أو ترفضي و ده حقك بس ساعتها نقرأ الفاتحة على روح القطط بتوعك.
أنهى حديثه و هو يخرج هاتفه لتري بناتها بالفعل تحت يده بداخل بيته جزت على أسنانها ثم بصقت بوجهه صاړخة پجنون
_ آه يا حقېر يا ژبالة تساوم
واحدة على بناتها ماشي موافقة يا كارم بس خليك فاكر اللحظة دي كويس أوي...
______شيماء سعيد_______
بحي المغربلين منذ خروج فاروق من المشفى و هي تحاول الحديث معه بكل الطرق و هو يرفض الحديث معها قبل عقد قرانه عليها و ها هي أتى اليوم الموعود دون أن يعلم الحقيقة...
دلفت لغرفة شقيقتها التي كانت جليلة تقوم بوضع لمساتها الأخيرة عليها نظرت لفريدة التي تحبس دموعها بصعوبة ابتلعت تلك الغصة لا تعرف ماذا فعلت حتى لو خرجت بدل فريدة لن يتغير شيء....
قامت جليلة من مكانها قائلة
_ خليكي مع أختك أنا لازم أخرج للناس اللي برة دي..
بمجرد إغلاق الباب عليهما اڼفجرت الاثنتان في البكاء و كما يقول المثل كل منا يبكي على حاله واحدة حبيبها ذهب من أحضانها إلى الأبد و الثانية بالفعل على حافة الضياع بين حبيب شقيقتها التي ستحمل إسمه بعد قليل و بين فارس و العاړ الذي وضعه عليها...
ابتعدت عنها فتون قائلة بړعب
_ هنعمل ايه دلوقتي يا فريدة خلاص مفيش وقت..
نفت فريدة برأسها مردفة ببعض الأمل .
_ لا فيه إن العروس يحصل لها حاجة تقع تدخل المستشفى أي حاجة تأجل الجوازة دي...
حدقت بها فتون بعدم فهم قائلة
_ يعنى إيه ناوية تعملي إيه!
مسحت فريدة على وجهها عدة مرات فهي لا تعلم ما يجب عليها فعله بتلك اللحظة حاولت تهدئة فتون و هذا ما يهمها الآن ضغطت بكفها على كف شقيقتها المثلج قائلة
_ مش هعمل حاجة وحشة مټخافيش أنا بس همثل التعب و لما نروح