روايه حي المغربلين للكاتبه شيماء سعيد
انت في الصفحة 39 من 39 صفحات
المستشفى اطلبي تتكلمي مع عابد و قوليله الحقيقة وقتها هو هيعرف هيعمل إيه يا فتون ارجوكي ركزي بدل ما نروح في داهية...
أومأت لها فتون عدة مرات بتوتر ثم خرجت على نداء جليلة لها جلست فريدة على الفراش غير قادرة على الحركة لو بيدها لكانت فرت من المكان بلا عودة مرة أخرى..
بأقل من ثانية تحقق حلمها مع فتح شباك غرفتها و دخول فارس مع رجل آخر انتفضت من مكانها بړعب قائلة
_ أنت بتعمل إيه هنا و دخلت إزاي...
أقترب منها ببرود ثم وضع لاصق على فمها قائلا
_ بعمل ايه!!! جاي آخدك قبل ما تتجوزي غيري يا مدام دخلت ازاي!!! زي الحرامية من الشباك ازاي و الناس في الشارع مفيش حد كلهم يا إما في شقتكم يا فى شقة عريس الغفلة يلا يا مزة...
بالخارج أتى المأذون لتذهب جليلة حتى تأتي بشقيقتها و معها فتون و هنا كانت الصدمة لا يوجد أحد بالغرفة و الشباك مفتوح...
جلست جليلة على الأرض بذهول لا تصدق ما حدث يستحيل أن تفعلها فريدة أخذت فتون تبحث عنها بكل مكان بالشقة بلا فائدة حتى دلف منصور قائلا بقلق
_ إيه التأخير ده يلا المأذون برة...
رفعت جليلة وجهها إليه قائلة پضياع .
_ مفيش عروسة فريدة مش موجودة في البيت...
_ يعني ايه مفيش عروسة!
كان هذا صوت عابد الذي أتى للتو انتفضت فتون على أثر صوته... قلبها يبكي و جسدها يريد التخلي عنها و الذهاب إلى نوم عميق وضع منصور كفه على فم ولده قائلا بصرامة
_ اسكت مش عايز و لا كلمة بلاش فضايح قصاد الناس..
قامت جليلة من مكانها مردفة بقوة لا تعلم من أين أتت
_ أكتب على فتون...
____شيماء سعيد____
بيوم بالنسبة لها مشرق معطر برائحة الحب المميزة فتحت قطعة الشوكولاته التي أصبحت غارقة بالمكسرات على صوته الهامس باسمها أشاحت بوجهها بعيدا عن مرمى نظره... الخجل يتجول على بشرتها السمراء..
ابتسمت مع شعورها بأنفاسه تعطي إليها الدفئ بشتاء ديسمبر المثلج رأت معه ليلة بالعمر كله رأت به جانب جديد رائع من فاروق المسيري...
رسم إبتسامة بالفعل لا يعلم عما تعبر
_ صباحية مباركة علي عيونك يا شكولاته.
مردفا بعبث
_ من أول مرة شوفتك فيها و أنا بحلم باللحظة دي يا شكولاته تبقي بين إيديا بالشكل دة و عينيك بتلمع زي دلوقتي كدة.
خفضت بصرها غير قادرة على الرد أو الاعتياد عليه فهو دائما وقور جادي حتى بالأيام الماضية لم يصل لتلك المرحلة رغم لسانها اللاذع و تصرفاتها الغير محسوبة إلا أنها تكاد تبكي من الخجل.
ابتسم إليها دقائق
ساعات لا يشعر
إلا ببحر العائم به ابتعد عنها و هي مازالت بداخل أحضانه تشبع نفسها منه مردفة بنبرة متهدجة
_بحبك أوي يا فاروق.
_ بمۏت فيكي يا روحي و لتاني مرة بقولك صباحية مباركة... انتي طالق يا حياتي دقايق و تكوني برة البيت قبل ما المدام توصل.
مزحة! وهم! كڈبة إبريل! لحظات من الجمود مرت علي الإثنين هي تحاول الاستيعاب و هو يحاول إخماد نداء قلبه..
قام من على الفراش واتجه للمرحاض
اغلق الباب خلفه بعدها سقط هذا القناع ليضرب أدوات الإستحمام بيده نيران الغدر تندلع من قلبه تأكله حبيبته كانت بين يديه و اليوم انتهى كل شيء لم يستطيع قټلها مع أنها تسحق القتل عن جدارة لابد أن تذوق ما يشعر به لابد أن تبكي بدل الدموع دماء و هذا وعد عاشق لها...
سقط على أرض المرحاض بصمت صوت شهقاتها بالخارج لا يسعده كما توقع بل يقسمه إلى ألف قطعة.. فتح الدوش لعل سقوط المياة على جسده يمنعه من سماعها...
بالخارج...
انتهى الدفئ و حلت البرودة عليها بالبداية توقعت أنها توهمت ما سمعته إلا أنه بالفعل قالها فاروق ألقى عليها الطلاق بعد ساعات قليلة من حصوله عليها..
سلعة بالنسبة له مجرد سلعة كما قالت جليلة و أكد عليها فوزي الخولي هنا فقط أطلقت صړخة تدل على اڼهيارها و ربما چنونها
_ آاآااآه فاروق....
قامت من مكانها بحركات مختلة قدميها غير قادرة على حملها ضړبت بكفها الصغير الباب عدة مرات صاړخة
_ فاروق أطلع من جوا و رد عليا رد بقولك الحاجات دي مينفعش فيها هزار أخرج... لو مخرجتش دلوقتي هقتل نفسي و الله العظيم هقتل نفسي...
قالتها بقلة حيلة تتمنى لو خرج و اهتم ببقائها على قيد الحياة إبتسمت من بين دموعها ببريق من الأمل خرج ابن المسيري و هو يلبس بذلة رصاصي ټخطف الأنفاس عليه... أزالت دموعها بطرف يدها مقتربة منه كأن شيء لم يكن قائلة
_ حبيبي أنت لابس كدة ليه معقول هتخرج يوم الصباحية و تسيب الشوكولاتة!
أبعد كفها من على ملابسه ثم مسح أثرها بمنديل ورقى قائلا
_ امشي من قدامي لأنك دلوقتي طليقتي مش مراتي الشوكولاتة طلعت فاسدة مغشوشة إسم بس معاكي ربع ساعة عشان تمشي من هنا...
عادت خطوة للخلف مبتلعة ريقها الجاف مردفة بنبرة متهدجة
_ يعني إيه مش فاهمة أرجوك يا فاروق ده مش وقت هزار....
تركها مكانها و دلف لغرفة الملابس ليعود بعد لحظات و معه تلك العباية السواء التي دلفت بها لقصره أول مرة بكل هدوء بدأ يغطي بها جسدها ثم وضع حجابها عليها مردفا
_ يعنى خلاص بح و نفسي قرفت من الشوكولاتة الرخيصة مش اد مقامي الحارس تحت هياخدك لحد اوضتك في سطح حي المغربلين و التمن أنتي أخدتيه من قبلها و قدرتي تمنك بنفسك....
أشارت إلى نفسها مردفه بذهول و عيون جامدة
_ أنا تعمل فيا كدة عايز تعمل ليا ڤضيحة وسط ناسي بعد ما أخذت مني كل حاجة ده حبك ليا و مقامي عندك يا ريتني كنت سمعت كلام جليلة و فوزي.
يا ليتها كانت صمتت بتلك اللحظة حتى لا تزيد الأمر سوء أختفي هدوءه الوهمي مع ذكرها لفوزي و حديثها معه و كأنها تقول له فعلتها بالفعل جذبها من خصلاتها المخفية تحت الحجاب صارخا و هو يأخذها خارج الغرفة
_ آه يا ژبالة و بتقوليها في وشي بكل وقاحة... تعرفي أنا كنت ناوي أسيبك تمشي و بقول تروح في ستين داهية لكن دلوقتي هوصلك لأهل الحارة بنفسي...
ضړبته بكل قوتها صاړخة
_ ابعد عني ابعد عني يا حيوان مش أزهار اللي يحصل فيها كدة مش هسيبك يا إبن المسيري.
و بلحظة هوجاء أخذت سقط كفها على وجهه لتعلن هنا الحړب لم يرده لها أو يرد عليها من الأساس احمرت عينيه و كشړ على أنيابه... هذه الوقحة الرحمة خسارة كبيرة عليها...
مع صريخها المتواصل وقفت سيارته أمام باب العمارة مع أصوات الأغاني و الطبل علم أنه عقد قران شقيقته صعد بها لأعلى أمام نظرات الجميع و سبها له
_ أبعد يا ژبالة طلعت راجل واطي...
ألقى بها على صدر جليلة قائلا
_ البضاعة أهي مبروك عليكي...
انهار
عالمها مع شهقات النساء من حولها لم تشعر بنفسها إلا و هو تأخذ سکينة الفاكهة و تضريها بمنتصف صدره و من هنا و بكل أسف هبت العاصفة
تحت إسم الحب...
_____شيماء سعيد_____
آخر فصل في بداية الرياح نسمة قريبا هتبدا العاصفة
أستغفروا الله لعلها تكون ساعه استجابه